متى يصل السجود البعدي

يصل متى السجود البعدي 20160908 3270

سجود السهو
 

سجود السهو: عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلى لجبر الخلل الحاصل فصلاتة من اجل السهو،
واسبابة ثلاثة: الزيادة،
والنقص،
والشك.

اولا: الزيادة:

اذا زاد المصلى فصلاتة قياما،
او قعودا،
او ركوعا،
او سجودا متعمدا بطلت صلاته،
وان كان ناسيا و لم يذكر الزياده حتي فرغ منها فليس عليه الا سجود السهو،
وصلاتة صحيحة،
وان ذكر الزياده فاثنائها وجب عليه الرجوع عنها و وجب عليه سجود السهو،
وصلاتة صحيحة.

مثال ذلك: شخص صلى الظهر (مثلا) خمس ركعات و لم يذكر الزياده الا و هو فالتشهد،
فيكمل التشهد،
ويسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

فان لم يذكر الزياده الا بعد السلام سجد للسهو و سلم،
وان ذكر الزياده و هو فخلال الركعه الخامسة جلس فالحال فيتشهد و يسلم بعدها يسجد للسهو و يسلم.

دليل ذلك: حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه(1) ان النبى صلى الله عليه و سلم صلى الظهر خمسا،
فقيل له: ازيد فالصلاة؟
فقال: «وما ذاك؟» قالوا: صليت خمسا،
فسجد سجدتين بعدما سلم.
وفى رواية: فثني رجلية و استقبل القبله فسجد سجدتين بعدها سلم.
رواة الجماعة(2).

السلام قبل تمام الصلاة: السلام قبل تمام الصلاة من الزياده فالصلاة(3)،
فاذا سلم المصلى قبل تمام صلاتة متعمدا بطلت صلاته.

وان كان ناسيا و لم يذكر الا بعد زمن طويل اعاد الصلاة من جديد.

وان ذكر بعد زمن قليل كدقيقتين و ثلاث فانه يكمل صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم،
دليل هذا حديث ابي هريره رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم صلى بهم الظهر او العصر فسلم من ركعتين،
فخرج السرعان من ابواب المسجد يقولون: قصرت الصلاة،
وقام النبى صلى الله عليه و سلم الى خشبه فالمسجد فاتكا عليها كانة غضبان،
فقام رجل فقال: يا رسول الله،
انسيت ام قصرت الصلاة؟
فقال النبى صلى الله عليه و سلم: «لم انس و لم تقصر» فقال الرجل: بلي ربما نسيت،
فقال النبى صلى الله عليه و سلم للصحابة: «احق ما يقول؟» قالوا: نعم،
فتقدم النبى صلى الله عليه و سلم فصلي ما بقى من صلاتة بعدها سلم،
ثم سجد سجدتين بعدها سلم.
متفق عليه(4).

واذا سلم الامام قبل تمام صلاتة و فالمامومين من فاتهم بعض الصلاة فقاموا لقضاء ما فاتهم،
ثم ذكر الامام ان عليه نقصا فصلاتة فقام ليتمها،
فان المامومين الذين قاموا لقضاء ما فاتهم يخيرون بين ان يستمروا فقضاء ما فاتهم و يسجدوا للسهو،
وبين ان يرجعوا مع الامام فيتابعوه،
فاذا سلم قضوا ما فاتهم،
وسجدوا للسهو بعد السلام.
وهذا اولي و احوط.

ثانيا: النقص:

ا نقص الاركان:

اذا نقص المصلى ركنا من صلاتة فان كان ت كبار الاحرام فلا صلاه له سواء تركها عمدا ام سهوا؛
لان صلاتة لم تنعقد.

وان كان غير ت كبار الاحرام فان تركة متعمدا بطلت صلاته.

وان تركة سهوا فان وصل الى موضعة من الركعه الاخرى لغت الركعه التي تركة منها،
وقامت التي تليها مقامها،
وان لم يصل الى موضعة من الركعه الاخرى وجب عليه ان يعود الى الركن المتروك فياتى فيه و بما بعده،
وفى كلتا الحالين يجب عليه ان يسجد للسهو بعد السلام.

 

مثال ذلك: شخص نسى السجده الاخرى من الركعه الاولي فذكر هذا و هو جالس بين السجدتين فالركعه الاخرى فتلغو الركعه الاولي و تقوم الاخرى مقامها،
فيعتبرها الركعه الاولي و يكمل عليها صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

ومثال اخر: شخص نسى السجده الاخرى و الجلوس قبلها من الركعه الاولي فذكر هذا بعد ان قام من الركوع فالركعه الاخرى فانه يعود و يجلس و يسجد،
ثم يكمل صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

ب نقص الواجبات:

اذا ترك المصلى و اجبا من و اجبات الصلاة متعمدا بطلت صلاته.

وان كان ناسيا و ذكرة قبل ان يفارق محلة من الصلاة اتي فيه و لا شيء عليه.

وان ذكرة بعد مفارقه محلة قبل ان يصل الى الركن الذي يلية رجع فاتي فيه بعدها يكمل صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

وان ذكرة بعد و صولة الركن الذي يلية سقط فلا يرجع اليه،
فيستمر فصلاتة و يسجد للسهو قبل ان يسلم.

مثال ذلك: شخص رفع من السجود الثاني فالركعه الاخرى ليقوم الى الثالثة ناسيا التشهد الاول فذكر قبل ان ينهض فانه يستقر جالسا فيتشهد،
ثم يكمل صلاتة و لا شيء عليه.

وان ذكر بعد ان نهض قبل ان يستتم قائما رجع فجلس و تشهد،
ثم يكمل صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

وان ذكر بعد ان استتم قائما سقط عنه التشهد فلا يرجع اليه،
فيكمل صلاتة و يسجد للسهو قبل ان يسلم.

دليل ذلك: ما رواة البخارى و غيره(5) عن عبد الله بن بحينه رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم صلى بهم الظهر فقام فالركعتين الاوليين و لم يجلس (يعني للتشهد الاول) فقام الناس معه حتي اذا قضي الصلاة و انتظر الناس تسليمة كبر و هو جالس فسجد سجدتين قبل ان يسلم بعدها سلم.

ثالثا: الشك:

الشك: هو التردد بين امرين ايهما الذي و قع.

والشك لا يلتفت الية فالعبادات فثلاث حالات:

الاولى: اذا كان مجرد و هم لاحقيقة له كالوساوس.

الثانية: اذا كثر مع الشخص بحيث لا يفعل عباده الا حصل له بها شك.

الثالثة: اذا كان بعد الفراغ من العبادة،
فلا يلتفت الية ما لم يتيقن الامر فيعمل بمقتضي يقينه.

مثال ذلك: شخص صلى الظهر فلما فرغ من صلاتة شك هل صلى ثلاثا او اربعا،
فلا يلتفت لهذا الشك الا ان يتيقن انه لم يصل الا ثلاثا فانه يكمل صلاتة ان قرب الزمن بعدها يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم،
فان لم يذكر الا بعد زمن طويل اعاد الصلاة من جديد.

واما الشك فغير هذي المواضع الثلاثه فانه معتبر.

ولا يخلو الشك فالصلاة من حالين:

الحال الاولى: ان يترجح عندة احد الامرين فيعمل بما ترجح عنده،
فيتم عليه صلاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

 

مثال ذلك: شخص يصلى الظهر فشك فالركعه هل هي الاخرى او الثالثة لكن ترجح عندة انها الثالثة،
فانة يجعلها الثالثة فياتى بعدين بركعه و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

دليل ذلك: ما ثبت فالصحيحين و غيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: «اذا شك احدكم فصلاتة فليتحر الصواب فليتم عليه،
ثم ليسلم،
ثم يسجد سجدتين» ذلك لفظ البخاري(6).

الحال الثانية: ان لا يترجح عندة احد الامرين فيعمل باليقين و هو الاقل،
فيتم عليه صلاته،
ويسجد للسهو قبل ان يسلم بعدها يسلم.

مثال ذلك: شخص يصلى العصر فشك فالركعه هل هي الاخرى او الثالثة،
ولم يترجح عندة انها الاخرى او الثالثة،
فانة يجعلها الاخرى فيتشهد التشهد الاول،
وياتى بعدة بركعتين،
ويسجد للسهو و يسلم.

دليل ذلك: ما رواة مسلم(7) عن ابي سعيد الخدرى رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: «اذا شك احدكم فصلاتة فلم يدر كم صلى ثلاثا ام اربعا؟
فليطرح الشك و ليبن على ما استيقن بعدها يسجد سجدتين قبل ان يسلم،
فان كان صلى خمسا شفعن له صلاته،
وان كان صلى اتماما لاربع كانتا ترغيما للشيطان».

ومن امثله الشك: اذا جاء الشخص و الامام راكع فانه يكبر ت كبار الاحرام و هو قائم معتدل،
ثم يركع و حينئذ لا يخلو من ثلاث حالات:

الاولى: ان يتيقن انه ادرك الامام فركوعة قبل ان يرفع منه فيصبح مدركا للركعه و تسقط عنه قراءه الفاتحة.

الثانية: ان يتيقن ان الامام رفع من الركوع قبل ان يدركة به فتفوتة الركعة.

 

الثالثة: ان يشك هل ادرك الامام فركوعة فيصبح مدركا للركعة،
او ان الامام رفع من الركوع قبل ان يدركة ففاتتة الركعة،
فان ترجح عندة احد الامرين عمل بما ترجح فاتم عليه صلاتة و سلم،
ثم سجد للسهو و سلم الا اذا لم يفتة شيء من الصلاة،
فانة لا سجود عليه حينئذ.

وان لم يترجح عندة احد الامرين عمل باليقين (وهو ان الركعه فاتته) فيتم عليه صلاتة و يسجد للسهو قبل ان يسلم بعدها يسلم.

فائدة:

اذا شك فصلاتة فعمل باليقين او بما ترجح عندة حسب التفصيل المذكور،
ثم تبين له ان ما فعلة مطابق للواقع و انه لا زياده فصلاتة و لا نقص،
سقط عنه سجود السهو على المشهور من المذهب لزوال موجب السجود و هو الشك.

وقيل: لا يسقط عنه ليراغم فيه الشيطان لقول النبى صلى الله عليه و سلم: «وان كان صلى اتماما لاربع كانتا ترغيما للشيطان».
ولانة ادي جزءا من صلاتة شاكا به حين ادائة و ذلك هو الراجح.

مثال ذلك: شخص يصلى فشك فالركعه اهى الاخرى ام الثالثة؟
ولم يترجح عندة احد الامرين فجعلها الاخرى و اتم عليها صلاته،
ثم تبين له انها هي الاخرى فالواقع،
فلا سجود عليه على المشهور من المذهب،
وعليه السجود قبل السلام على القول الثاني الذي رجحناه.

سجود السهو على الماموم:

اذا سها الامام وجب على الماموم متابعتة فسجود السهو؛
لقول النبى صلى الله عليه و سلم: «انما جعل الامام ليؤتم به،
فلا تختلفوا عليه» الى ان قال: «واذا سجد فاسجدوا» متفق عليه من حديث ابي هريره رضى الله عنه(8).

 

وسواء سجد الامام للسهو قبل السلام او بعدة فيجب على الماموم متابعتة الا ان يصبح مسبوقا اي ربما فاتة بعض الصلاة،
فانة لا يتابعة فالسجود بعدة لتعذر هذا اذ المسبوق لا ممكن ان يسلم مع امامه،
وعلي ذلك فيقضى ما فاتة و يسلم،
ثم يسجد للسهو و يسلم.

مثال ذلك: رجل دخل مع الامام فالركعه الاخيرة،
وكان على الامام سجود سهو بعد السلام،
فاذا سلم الامام فليقم ذلك المسبوق لقضاء ما فاتة و لا يسجد مع الامام،
فاذا اتم ما فاتة و سلم سجد بعد السلام.

واذا سها الماموم دون الامام و لم يفتة شيء من الصلاة فلا سجود عليه؛
لان سجودة يؤدى الى الاختلاف على الامام و اختلال متابعته؛
ولان الصحابه رضى الله عنهم تركوا التشهد الاول حين نسية النبى صلى الله عليه و سلم فقاموا معه و لم يجلسوا للتشهد مراعاه للمتابعة و عدم الاختلاف عليه.

فان فاتة شيء من الصلاة فسها مع امامة او فيما قضاة بعدة لم يسقط عنه السجود،
فيسجد للسهو اذا قضي ما فاتة قبل السلام او بعدة حسب التفصيل السابق.

مثال ذلك: ما موم نسى ان يقول: «سبحان ربى العظيم» فالركوع،
ولم يفتة شيء فالصلاة،
فلا سجود عليه.
فان فاتتة ركعه او اكثر قضاها بعدها سجد للسهو قبل السلام.

مثال اخر: ما موم يصلى الظهر مع امامة فلما قام الامام الى الرابعة جلس الماموم ظنا منه ان هذي الركعه الاخيرة،
فلما علم ان الامام قائم قام،
فان كان لم يفتة شيء من الصلاة فلا سجود عليه،
وان كان ربما فاتتة ركعه فاكثر قضاها و سلم،
ثم سجد للسهو و سلم.
وهذا السجود من اجل الجلوس الذي زادة خلال قيام الامام الى الرابعة.

والخلاصة:

يتبين لنا مما سبق ان سجود السهو تاره يصبح قبل السلام،
وتاره يصبح بعده.

فيصبح قبل السلام فموضعين:

الاول: اذا كان عن نقص،
لحديث عبد الله بن بحينه رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم سجد للسهو قبل السلام حين ترك التشهد الاول.
وسبق ذكر الحديث بلفظه.

الثاني: اذا كان عن شك لم يترجح به احد الامرين،
لحديث ابي سعيد الخدرى رضى الله عنه فيمن شك فصلاتة فلم يدر كم صلى؟
ثلاثا ام اربعا؟
حيث امرة النبى صلى الله عليه و سلم ان يسجد سجدتين قبل ان يسلم،
وسبق ذكر الحديث بلفظه.

ويصبح سجود السهو بعد السلام فموضعين:

الاول: اذا كان عن زياده لحديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه حين صلى النبى صلى الله عليه و سلم الظهر خمسا فذكروة بعد السلام فسجد سجدتين بعدها سلم،
ولم يبين ان سجودة بعد السلام من اجل انه لم يعلم بالزياده الا بعده،
فدل على عموم الحكم،
وان السجود عن الزياده يصبح بعد السلام سواء علم بالزياده قبل السلام ام بعده.

ومن ذلك: اذا سلم قبل اتمام صلاتة ناسيا بعدها ذكر فاتمها،
فانة زاد سلاما فخلال صلاتة فيسجد بعد السلام؛
لحديث ابي هريره رضى الله عنه حين سلم النبى صلى الله عليه و سلم فصلاه الظهر او العصر من ركعتين فذكروة فاتم صلاتة و سلم بعدها سجد للسهو و سلم،
وسبق ذكر الحديث بلفظه.

الثاني: اذا كان عن شك ترجح به احد الامرين لحديث ابن مسعود رضى الله عنه ان النبى صلى الله عليه و سلم امر من شك فصلاتة ان يتحري الصواب فيتم عليه،
ثم يسلم و يسجد.
وسبق ذكر الحديث بلفظه.

واذا اجتمع عليه سهوان موضع احدهما قبل السلام،
وموضع الثاني بعده،
فقد قال العلماء: يغلب ما قبل السلام فيسجد قبله.

مثال ذلك: شخص يصلى الظهر فقام الى الثالثة و لم يجلس للتشهد الاول و جلس فالثالثة يظنها الاخرى بعدها ذكر انها الثالثة،
فانة يقوم و ياتى بركعه و يسجد للسهو بعدها يسلم.

فهذا الشخص ترك التشهد الاول و سجودة قبل السلام،
وزاد جلوسا فالركعه الثالثة و سجودة بعد السلام فغلب ما قبل السلام.
والله اعلم.

والله اسال ان يوفقنا و اخواننا المسلمين لفهم كتابه،
وسنه رسولة صلى الله عليه و سلم،
والعمل بهما ظاهرا و باطنا فالعقيدة،
والعبادة،
والمعاملة،
وان يحسن العاقبه لنا جميعا،
انة جواد كريم.

والحمد لله رب العالمين،
وصلي الله و سلم على نبينا محمد،
وعلي الة و صحبة اجمعين.

 

تم تحريرة بقلم الفقير الى الله تعالى

محمد الصالح العثيمين

فى 4/3/1400ه.


متى يصل السجود البعدي