معجزات الرسول عيسى التسعة

لما بلغ سيدنا عيسي المسيح عليه السلام الثلاثين من عمره،
اوحي الله تعالى الية ان يدعو الناس الى عباده الله عز و جل،
فخرج يجوب البلاد،
ويجول فالقرى،
يدعو الى الاسلام قائلا للناس: “ان اعبدوا الله و حدة و لا تشركوا فيه شيئا و ءامنوا بانى رسول الله اليكم”،
فامن فيه اول من ءامن اثنا عشر شخصا يسمون “الحواريين”.

يروي انه كان من اول معجزات سيدنا عيسي عليه السلام،
ان و الدتة السيده مريم عليها السلام دفعتة مرات عديده للقيام باعمال شتى،
وءاخر من دفعتة اليهم كانوا جماعة صابغى الثياب يبيضونها و يلونونها،
فاراد صاحب العمل السفر،
فقال لسيدنا عيسي عليه السلام عندي ثياب كثيرة مختلفة الالوان،
وقد علمتك الصبغه فاصبغ جميع واحده منها باللون الذي حددتة لك و وضعت خيطا من اللون المطلوب عليها،
فسخن سيدنا عيسي و عاء واحدا كبيرا و وضع به الوانا عديدة،
ثم وضع الثياب كلها فهذا الوعاء و قال كوني باذن الله على ما اريدة منك،
فعاد صاحب العمل من السفر و الثياب كلها فالوعاء،
فلما رءاها دهش و قال لقد افسدتها،
فاخرج سيدنا عيسي ثوبا احمر و ثوبا اصفر و ءاخر اخضر الى غير هذا مما كان على جميع ثوب مكتوب عليه صبغته،
فعجب صاحب العمل و علم ان هذا من الله فامن بسيدنا عيسي عليه السلام و دعا الناس الية فامنوا به،
وكان ذلك الرجل من جمله الحواريين الذين كانوا يشدون ازر سيدنا عيسي فدعوتة الى دين الله تعالى.

وتوالت المعجزات،
فمر يوما بجماعة يصطادون السمك و رئيسهم يدعي “شمعون”،
فقال لهم سيدنا عيسى: “ما تصنعون؟” قالوا: “نصيد السمك”،
قال: “افلا تمشون حتي نصيد الناس؟” اي لنهديهم الى الاسلام،
قالوا: “ومن انت؟” فاجاب: “انا عيسي ابن مريم عبدالله و رسوله”،
فسالوة دليلا يدلهم على صدقة فما قال،
وكان شمعون ربما رمي بشبكته فالماء تلك الليلة فما اصطاد شيئا،
فامرة سيدنا عيسي عليه السلام بالقاء شبكتة مره ثانية و دعا الله تعالى متضرعا اليه،
فما هي الا لحظات يسيره حتي اجتمع فتلك الشبكه من السمك ما كادت تتمزق من كثرته،
فاستعانوا باهل سفينه ثانية و ملاوا السفينتين من السمك،
فعند هذا ءامنوا فيه و انطلقوا معه،
فصاروا من جمله الحواريين الذين كانوا يصطادون السمك،
فلما ءامنوا بسيدنا عيسي عليه السلام صاروا يصطادون الناس ليهدوهم الى دين الاسلام،
وسموا بالحواريين لبياض ثيابهم و قيل بل لانهم كانوا انصار سيدنا عيسي عليه السلام و اعوانة المخلصين فمحبتة و طاعتة و خدمته.

لم يكن اليهود بعيدين عن اخبار تلك المعجزات الباهرات التي كانت تخرج على سيدنا عيسي المسيح،
وشعروا و كان البساط يسحب من تحتهم و انه يهدد كراسيهم و مناصبهم،
فكم غروا اناسا و اضلوهم و حادوا بهم عن الطريق الحق لماربهم الدنيئه الخبيثة،
وها هو سيدنا عيسي الثابت القوي بالحجه و البرهان،
يفضح اسرارهم،
وينشر بين الناس مخازيهم،
فاجمعوا امرهم بينهم على محاربتة اينما حل،
وتكذيبة حيثما ذهب.

ويوما قالوا له ان كنت صادقا فقولك و دعوتك فصور لنا خفاشا من طين و اجعلة يطير،
فقام سيدنا عيسي متوكلا على الله تعالى و اخذ طينا و جعل منه خفاشا بعدها نفخ به فقام يطير باذن الله بين السماء و الارض و سط دهشه الناظرين،
ولكنة ما ان غاب عن اعينهم حتي سقط ميتا،
وتحققت هذي الطريق المحبوب لدخول القلوب فانغاظ اليهود اذ طلبوا الخفاش لانة من اعجب و اغرب الخلق،
ومن اكمل الطيور خلقا،
لان لانثاة ثديين و اسنانا و اذنين و من عجائبة انه من لحم و دم يطير بغير ريش،
ويلد كما يلد الحيوان،
ولا يبيض كما تبيض سائر الطيور،
فيصبح له الضرع يظهر منه اللبن و لا يبصر فضوء النهار و لا فظلمه الليل،
وانما يري فساعتين بعد غروب الشمس ساعة،
وبعد طلوع الفجر ساعة،
ويضحك كما يضحك الانسان،
وتحيض انثاة كما تحيض المرأة و كان تسويه الطين و النفخ من سيدنا عيسي و الخلق من الله عز و جل.

وكان من معجزاتة عليه السلام انه كان يبرئ الاكمة الذي يولد اعمى،
والابرص باذن الله،
والبرص مرض يصيب الجلد و بكون على شكل بياض يغطى مساحات من الجسم فينفر الناس من صاحبه،
وخص هذان المرضان بالذكر لانهما داءان معضلان،
وكان الغالب على زمن سيدنا عيسي الطب،
فاراهم الله المعجزه على يدى سيدنا عيسي من جنس ذلك،
وكان يحيى الموتي باذن الله،
حتي قيل انه احيا اربعه من الخلق بمشيئه الله و قدرته،
وكان سيدنا حزقيل قبل سيدنا عيسي احيا ثمانيه و هو نبى من انبياء الله من بنى اسرائيل كما ان سيدنا عيسي من بنى اسرائيل و من الذين احياهم سيدنا عيسي عليه السلام باذن الله احد اصدقائة و اسمه عازر،
اذ لما مرض ارسلت اختة الى سيدنا عيسي عليه السلام ان عازر يموت فسار الية و بينهما ثلاثه ايام فوصل الية فوجدة ربما ما ت،
فاتي قبرة فدعا الله عز و جل و قال قم باذن الله فقام عازر باذن الله و عاش و ولد له و لد،
ومن الذين احيوا باذن الله على يدى سيدنا عيسي المسيح ابن العجوز فانه مر فيه محمولا على سريرة فدعا له سيدنا عيسي عليه السلام ان يقوم باذن الله،
فقام و نزل عن اكتاف الرجال و لبس ثيابة بعدها حمل سريرة و رجع الى اهله.

وايضا فعل مع احد الملوك اذ كان محمولا و جري معه ما جري مع ابن العجوز.
لكن اليهود الحسده لما راوا هذا قالوا تعنتا: انك تحيى من كان موتة قريب،
فلعلهم لم يموتوا بل اصيبوا باغماء او سكتة،
فاحيى لنا سام بن نوح،
وكان لسيدنا نوح عليه السلام اربعه ابناء،
ثلاثه اسلموا و نجوا معه فالسفينه سام و حام و يافث اما الابن الرابع كنعان فقد ابي ان يؤمن و لم يصعد السفينه مع و الدة و اخوتة فمات غرقا.

فقال سيدنا عيسي عليه السلام: “دلونى على قبره”،
فخرج سيدنا عيسي و خرج القوم معه حتي انتهوا الى قبره،
فدعا الله فخرج سام،
وقد كان من وقت موتة اكثر من اربعه ءالاف سنة،
فالتفت سام و قال للناس مشيرا الى سيدنا عيسي المسيح: “صدقوه،
فانة نبي” بعدها عاد الى حاله،
فامن فيه بعضهم و كذبة البعض الاخر و قالوا: ذلك سحر.
وروى ان سيدنا عيسي عليه السلام فاحيائة للموتي باذن الله كان يضرب بعصاة الميت او القبر او الجمجمه فيحيا الانسان و يكلمة و يعيش.

ومن معجزاتة صلى الله عليه و سلم انه كان ينبئ قومة بما ياكلونة و يدخرونة فبيوتهم،
وذلك انه لما احيا الموتي باذن الله طلبوا منه ءايه ثانية و قالوا: اخبرنا بما ناكل فبيوتنا و ما ندخر للغد،
فاخبرهم،
فقال: “يا فلان،
انت اكلت هكذا و كذا،
وانت اكلت هكذا و هكذا و ادخرت هكذا و كذا.

  • عيسي و الخفاش


معجزات الرسول عيسى التسعة