مفرد بصيغة الجمع

مفرد بصيغة الجمع 20160909 2101

ادونيس مع اغاني مهيار الدمشقى

ومفرد بصيغه الجمع

اخرى فسلسله “شعر” غاليمار

لا شك بان سلسله “شعر” (غاليمار) هي اليوم واحده من اروع سلاسل الكتب الشعريه فالعالم،
حتي انها اصبحت تشكل مرجعا حقيقيا لخرائطيه الكتابة الشعرية؛
اذ عرفت،
عبر السنين الطويله لصدورها،
كيف تحضر فقلب الحركة الشعرية،
نشرا و نقاشا.
ايضا عرفت فالسنوات الماضيه – و تحديدا منذ ان استلم الشاعر الفرنسي اندرية فلتير مسؤوليه الاشراف عليها – كيف توسع قاعده ذلك الحضور،
حين فتحت ابوابها،
بشكل اكبر،
امام الاصوات ال كبار التاليه من افاق مختلفة.

لزمن غير قصير،
قصرت السلسله عملية النشر على الشعراء الفرنسيين “الكلاسيكيين” و ”الحداثويين” الاوائل.
لكن مع مجيء فلتير بدانا نري حضور شعراء اكثر حداثه و معاصرة،
ومن جنسيات و لغات مختلفة.
اخر اصدارات هذي السلسله كتاب جديد لادونيس يضم بين دفتية ترجمة لاغاني مهيار الدمشقى و مفردون (وهو العنوان الفرنسي الذي اعطاة جاك بيرك لكتاب ادونيس الموسوم بمفرد بصيغه الجمع – و كان بيرك ربما انتهي من ترجمة الكتاب قبل فتره قصيرة من و فاته).

انها المره الثانية،
اذن،
التى يحضر بها ادونيس فهذه السلسلة.
المره الاولي كانت العام 1991 مع كتاب ذاكره الريح (بحسب العنوان الفرنسي).
وبذلك يصبح جل شعرة ربما اصبح حاضرا فلغه ديكارت (مع ما صدر من ترجمات عند ناشرين اخرين)،
حاضرا بكل تنوعة و اتساعه،
حيث يلاقى صدي متصاعدا؛
اذ يكفى ان تذكر ان كتابة الاول،
فى هذي السلسلة،
قد طبع مرات عدة.

الكتابان الموجودان اليوم فسلسله “شعر” كانا صدرا سابقا عن منشورات “سندباد” العام 1983 (اغاني مهيار الدمشقي) و ”سندباد/اكت سود” العام 1995 (مفرد بصيغه الجمع).
بيد انهما اليوم،
فى حلتهما الطباعيه الجديدة،
ياخذان منحي اخر.
اذ بعيدا عن اناقه الاخراج و اهمية السلسلة،
نجد ان جمع هذين الكتابين معا يعيد تذكيرنا بقيمتهما الرمزيه فالشعر العربي المعاصر.

قد يصبح كتاب اغاني مهيار الدمشقى اشهر عناوين ادونيس؛
وهو،
حين صدر فستينيات القرن المنصرم (مع لن لانسى الحاج و حزن فضوء القمر لمحمد الماغوط)،
شكل قطيعه جذريه مع الاشكال و الموضوعات التقليديه المطروقه انذاك فالشعر العربي،
وربما ايضا،
شكل اول مجموعة متناسقة،
يربطها خيط واحد؛
حيث كان فن ادونيس الشعري يتحقق عبر عملية جينيالوجيه مزدوجة: العملية الاولي تمر عبر “استيحاء”كبيرة شعراء الحداثه الغربية،
والاخرى تستقى حضورها من الميراث العربي الشعري،
لكن فاصواتة الحرة.
من هنا كان ادونيس “يتاثر” بالصوفية،
وبنصوص “التيه”،
التى شكلت عبارات “ملغزة” للانخطاف و الرعب اللذين يكبران فقلوب الممسوسين؛
عبارات هي عبارة عن شواهد للنار الداخلية التي تتحرر من الدوغما و تبتعد عنها.

اما مفرد بصيغه الجمع فهو كتاب اشبة بحصيله شعرية،
او هو بالاحري طموح المشروع الشعري الادونيسي.
فهذا “المفرد” الذي هو “بصيغه الجمع” يرغب فان يلعب مجددا،
كان يعيد ابداع – على طريقتة – لعبه الابداع.
من هنا تتمازج و تتباعد و تتشابك (واللوحه اشبة بعملية خروج من السديم) مزق الاساطير،
ظهور ابراج غريبة،
صفحات منزوعه من كتب سرية،
استطرادات،
حلقه من شخصيات اشكالية،
احتفاءات،
امكنة… لقد وضع ادونيس،
فى الواقع،
قصيده متفردة،
او شجره كثيفة،
او دلتا متشعبة،
حيث ان التناثر ذاتة هو الذي كان يصوغ الواحد نفسه.
انة جسد/قصيده يحتضن العديد من المصائر الضرورية التي تحرك تكونها و تاريخها و فضاء العبارات الكيميائي.

فى كتاب ادونيس ذلك كان هنالك رهان على الخلق،
حيث الصور و الاحلام و الانبهارات و الرغبات و الهاويات تجد نفسها تتجسد و تنبثق تحت سماء،
حيث تبكي الجثث و الالهة.
لقد عادت الارض لتصبح غزوه بعد الطوفان؛
ارض لا تزال بعد مزحلوه بالانقاض.
ومع ادونيس “التائه”،
“المتشرد”،
كان يعبر جميع المتاهات،
ويمحو جميع الحدود.

تضم الترجمة الفرنسية الصادره مؤخرا مقدمه رائعة كتبتها الروائيه الفرنسية هيلين سيكسوس بعنوان “حقل جراح”،
كما و قصيده للشاعر الفرنسي الراحل اوجين غيوفيك بعنوان “فضاء ادونيس”.

*** *** ***

 

النص التاسيسى للحداثة


مفرد بصيغة الجمع