مقال نقدي قصير

 

نقدي مقال قصير 20160907 815

يقول ابو الطيب : المتنبي


يدفن بعضنا بعضا و يمشي


اواخرنا على هام الاولي.





و يقول ابو العلاء المعري:


خفف الوطء ما اظن اديم الارض الا من هذي الاجساد

ويقول عمر الخيام (ترجمة احمد رامي):


خفف الوطء ان ذلك الثرى


من اعين ساحره الاحورار

اذن: فكل من الشعراء الثلاثه خاض تجربه الموت،
والدفن،
وراي القبور،
وتصور حال


من حلوها.





فابو الطيب شاعر حاد النظرات قاسي القلب عاش حياتة و غبار المعارك كساؤة و صليل السيوف حداؤه،
والحياة عندة للقوي،
ولا حظ بها للضعيف،
ومنظر الموت و الدفن ما لوف لديه.
فاذا تفحصنا تجربتة الشعريه نجدها تجربه شاعر فارس يخوض المعارك فاما قاتل او مقتول،
فاذا انجلي غبار المعركه و كان من الناجين لم يابة لما و راء ذلك،
وهذا و اضح فبيته الذي اوردناة انفا
.


انظر الية كيف و ظف العبارات لتجسد تجربتة الشعرية،
يقول: “يدفن” و لم يقل “يدفن”؛
فهذه الشده على الفاء تكشف لنا عن قلب قاس و عين جامدة،
ويقول “بعضنا بعضا”؛
نعم كذا ابناء لاباء،
واباء لابناء،
واعداء لاعداء،
من بعض لبعض،
ويقول: “تمشي”؛
اى تستمر مسيره الحياة و لا تتوقف،
وما طبيعه ذلك المشي انه مشي سريع شديد الوطء مشي على الهام (الرؤوس) فاخرنا يدوس على اولنا ربما شغلتة الحياة عن النظر الى من سبقوة و اصبحوا ترابا
.





و تستطيع ان تقول ان المتنبى كان و اقعيا و لكنة كان قاسي القلب لا مكان للعاطفه الانسانيه فقلبه،
ولا يعني ذلك ان المتنبى لم يكن يالم كما يالم الناس،
ولكن تجارب الحرب جعلت منه انموذجا للشاعر الفارس الفيلسوف.

واذا انتقلنا الى ابي العلاء المعرى ذى المحبسين الذي ضاق بالحياة و الاحياء و تشكك بها و فيهم،
اعتزل الناس بعدما راي ما راي منهم،
اتهم العلماء و الفقهاء بلة التجار و السفهاء.


انظر الية كيف يقول: “خفف الوطء” و ذلك انعكاس لحاله،
فهو الضرير الاعمي الذي يتحسس كيفية يخشي ان يصطدم بجدار او يهوي فحفرة،
“خفف الوطء” لا تمش مختالا


تدوس هام الورى.
“ما اظن اديم الارض”ظنة يكاد يصبح يقينا و لكنة لم يبلغ هذا “الا من هذي الاجساد” ذلك القصر و ذلك الحصر يوحى لنا بان شاعرنا كان يجيل هذا ففكرة فتاره يهتدي،
وتاره يضل،
تاره يعتصم بالدين،
“منها خلقناكم و بها نعيدكم” (طه.
55) فهذه الاجساد من التراب و الى التراب،
وستبلي و تتحول ترابا،
فلا يليق بنا الاختيال،
ولا يليق بنا التكبر،
وعلينا ان نسير متواضعين فلم التكبر و ربما عرفت النشاة،
وعرفت المنتهى؟!

وننتقل الى شاعر الفرس عمر الخيام،
الشاعر العالم راينا له نظره تشبة نظره ابي العلاء الا انه يزيد عليها لمسه من جمال كان بعدها بان،
فهل ذلك التصوير الرائع للشاعر ام للمترجم ام لكليهما؟
انة لكليهما..
للشاعر الذي ابتكر المعنى،
وللمترجم الذي و ظف الالفاظ ذلك التوظيف الدقيق.
فاذا انتقلنا من مصراع المنزل الاول الى مصراع الثاني،
نجد شاعرنا و الترجم ربما بلغا اوج التجربه الشعورية.
“ان ذلك الثري من اعين ساحره الاحورر”.
الثري الذي ندوسة باقدامنا ليس من الاجساد فقط،
فان بعض الاجساد تستحق ان تداس بالنعال و الاقدام معا.
اما الاعين الساحره فلا – فرفقا بالقوارير – و رفقا بالجمال.

هذه نظرات تجلت لى و انا اتامل الابيات الثلاثه ما اتفق من معانيها و ما اختلف،
ويتبين لنا ان التجربه الشعريه جزء من نفس الشاعر،
وهي الباب الذي نلجة لنطلع على مشاعر الشاعر و احاسيسه،
ومدي ارتباطة بالطبيعه و بالناس


مقال نقدي قصير