مقال نقدية

نقدية مقال 20160915 3524

لطالما كانت الحكايه غربيه السرد ايا كان دراكولا الذي نتحدث عنه،
سواء اكان ذاك الذي يخرج فافلام الرعب،
ام كان “الكاونت” دراكولا المسلى الذي يخرج فالنسخه الانكليزيه “شارع السمسم” و يعلم الاطفال العد.
الجديد فروايه “المخوزق” للروائى السعودي اشرف احسان فقية هي اننا نسمع الحكايه بلسان مشرقي.

“المخوزق” تحكى عن قصة “دراكولا” الشهيره من اثناء تتبع رحله اورهان افندي،
مبعوث السلطان العثمانى محمد الثاني (الفاتح)،
المرسل كى يبطل الخرافه المخيفه التي تتناقلها الالسن.
ونحن هنا ازاء صنف روائى يجمع بين ثلاثه امور: التاريخ،
والفانتازيا،
والرعب.

على ان اشير بداية ان قصة “دراكولا” الاصلية هي روايه ل”برام ستوكر” صدرت فالعام 1897،
ويري النقاد ان ستوكر استلهم شخصيه دراكولا الدمويه من سيره ڤلاد الثالث الشهير ب”المخوزق” حاكم “ولاشيا” السايكوباتى و الذي اكتسب اسم دراكولا (اى ابن التنين او الشيطان) و له تاريخ من الشد و الجذب مع الدوله العثمانيه التي افقدها الاف مؤلفه من بنيها.
وعرف ڤلاد ذلك باختراع طرق و حشيه للتخلص ممن لا يروقون له.

ما يقدمة فقية لنا ف“المخوزق” هو مزيج صعب،
فهنالك الخيط التاريخى فاستقصاء تلك الفتره التاريخية،
وكتابة التاريخ روائيا مهمه مرهقه جدا،
فهي تمر بامور عريضه و عامة كمراعاه الاحداث التاريخية،
وبدقيقة متعبه كمراعاه وصف الاماكن،
والادوات،
والطبيعة،
بل و حتي الاسماء التي يتسمي فيها الناس فتلك الفترة.
والخيط الثاني هو خيط الفانتازيا،
خيط تلك الخرافه الادبية-الفنيه التي الهمت الكثيرين،
وتقديمها بكيفية اصيله و مغايره لكن تتسق فالوقت ذاتة مع القالب التاريخى الذي تاتى من خلاله.
وهذه برايى مهمه ليست بالسهلة فقد يصبح من الاسهل كتابة فانتازيا تدور فالمستقبل،
او فالفضاء الخارجي،
او فعالم ما تحت الارض،
حيث ممكن للاحداث ان تنساب دون ان يقلق المؤلف حول قيود التاريخ.
لكن ان يصبح الماضى هو الاطار الذي تدور به الاحداث،
وان تكون الروايه مهمومه بالتوثيق التاريخى و باصاله الفانتازيا التي تقدمها فالوقت نفسه،
فهذه مهمه ليست يسيره ابدا،
واري ان الكاتب و فق فذلك.
هذا قطعا لا يعني ان جميع ما و رد فالروايه حدث فعلا،
فالبادى ان عددا لا باس فيه (بما فذلك البطل اورهان افندي) هي من نسخ خيال الكاتب،
وايضا هي تفاصيل الاحداث،
لكن جميع ما يحدث كان مربوطا بالصورة التاريخيه العامة،
يتاطر باطارها،
ويسير فمجراها.

بطل الروايه هو اورهان افندي،
المعلم الالمعى -لكن المغمور- الذي تصل سيره رجاحه عقلة و سعه علمة الى السلطان محمد الفاتح،
فينتجبة ليتقصي الحقائق و يخرس الاقاويل عن تلك الانفس التي تموت ف“ولاشيا” (التابعة للحكم العثماني) و ربما نهش شيء رقبتها.
كان الناس يرددون ان ڤلاد الثالث (دراكولا) ربما جاء بعث من الجحيم،
وانة هو من اجهز على جميع هؤلاء!
وبدل ان ياتى اورهان ظافرا،
يجد ذلك الشيء و ربما نهش رقبه مرافقية الموكلين بحمايتة و اخفائة عن الاعين.
يختطفة بعدين جماعة من الغجر (او “الرومن” كما يسمون انفسهم) الذين يحاولون التاكيد لاورهان بان ما يظنة خرافه حقيقة،
وبانهم لهم شخصيا ثار مع ابن الشيطان هذا،
الا ان اورهان يظل غير مصدق.
وحينما تقترب الحكايه نحو النهاية تبرز طائفه من المفاجات مكانها قلعه “بوناري” حيث يقابل ميخنا و ميخائيل،
ومفاجات من العيار الثقل تفسر جميع ما كان يحدث.
بانت الرؤية،
ودكت الخرافه بان حل محلها تفسير فواجعي،
تفسير منطقى جدا،
وبعيد عن الماورائيات و الاقاويل المستشرية،
لكنة تفسير يجعلنا نفضل الخرافه على معرفه ما يدور فعلا.
المؤسف ان اورهان يجابة الموت قبل ان ينقل هذي الاخبار لارض الاناضول.

الروايه تحمل تحذيرا بانها غير مناسبه لمن هم دون السابعة عشرة،
وهذا تحذير و اجب،
فالروايه بها تفاصيل اقل ما يقال عنها انها غير مناسبه للجميع،
بل مزعجة،
بل مرعبة.
لكن الروايه ليست من نوعيه الروايات المكتوبة لاثاره الرعب و حسب (الرعب لاجل الرعب اذا شئتم)،
لكن طبيعه القصة تفترض هذي التفاصيل المرعبة.
تصل الروايه الى اقصي دمويتها فالفصول الثلاثه الاخيرة،
وشخصيا انصح بقراءه ذلك الجزء حينما يصبح القارئ سلفا فمزاج سيء و يشعر بالتقزز من العالم.

كنت اتمني فبعض المواضع مزيدا من الهوامش لشرح بعض العبارات او توضيح بعض الجهات الجغرافية،
او وضع هذا فمحلق احدث الكتاب.
كما ان شخصيه “شيلا” الغجريه تبدو مكررة،
وتتشابة الى حد بعيد مع شخصيه “ازميرالدا” الغجريه فروايه فيكتور ايغو “احدب نوتردام”.
نجد شيلا ف“المخوزق” رائعة الى حد لا يتسق مع الغجر،
شانها شان ازميرالدا،
يرافقها دب اليف منزوع الاسنان،
فى حين يرافق ازميرلدا عنزة.

ختم المؤلف الروايه بشكل جيد و حاسم،
بان اوقع اورهان فيد من كان و راء هذي الجرائم الذي اخذ يعدة العده للقضاء على اورهان،
وهذه النهاية –رغم انها مؤسفة- الا انها كانت كافيه و جيده فنيا.
ثم يبدو ان المؤلف ندم على حسمة هذا،
فاضاف بضعه جمل تجعل النهاية اقل حسما و دراماتيكية،
بان حول انتباة القارئ من مساله قتل اورهان،
الي حالة اورهان النفسيه اثناء الموت،
وماذا ربما يفكر فيه.
وهذا امر مفتوح للتاويلات،
ويشتت انبهار القارئ بالعمل.

روايه المخوزق لاشرف فقيه،
دروس فالتاريخ و فطريقة النظر الية من اكثر من زاوية،
معلومات مثرية،
وحبكه مشوقه و ان كانت مرعبة.
هذه الروايه –بكل المقاييس- مشروع ممتاز لفلم عربي ربما يصل للعالمية ان اتيحت له الامكانات الجادة.

  • مقال المخوزق
  • مقالات نقديه باللغه الانكليزيه لبعض الروايات


مقال نقدية