مقولات عن رفقاء السوء

مقولات عن رفقاء السوء 20160918 2643

 

كل عالم بالله و عارف بطبيعه البشر يعلم ان جميع انسان مهما بلغ حرصة فانه لا بد ان تصيبة غفله او تغلبة شهوة او يتسلط عليه شيطانة فيوقعة فذنب او معصية،
وربما طال امد الغفله او طالت مقارفه الذنب و استعذب المرء الملذات..
ومع هذا فمن اعظم فضائل الرحيم المنان و الرءوف الرحمن،
انة فتح باب التوبه لمن سعي اليها و تشوف لها و طرق بابها،
فما لم يغرغر العبد و لم تطلع الشمس من مغربها فالباب مفتوح غير موصود و لا مردود،
بل يقبل الله التوبه اذا نصحت و اتي صاحبها باسباب القبول “وهو الذي يقبل التوبه عن عبادة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون”.


فمهما كان الذنب و مهما بلغت الخطيئه و مهما كبرت المعصيه فعفو الله اكبر منها،
ورحمتة اوسع كما قال تعالى: {قل يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم} (الزمر:53)

والله عز و جل بلغ من تمام لطفة و عظيم رحمتة بعبادة و عطفة و كرمة انه يفرح بتوبه العبد اذا تاب الية و رجع و اناب اكثر مما يفرح من ايقن الهلاك بعدها كتبت له النجاه كما جاء فالحديث الصحيح الذي رواة البخارى و الترمذى و غيرهما عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: “لله افرح بتوبه احدكم من رجل بارض فلاه دويه مهلكه معه راحلتة عليها زادة و طعامة و شرابة و ما يصلحة فاضلها،
فخرج فطلبها حتي اذا ادركة الموت،
قال: ارجع الى مكانى الذي اضللتها به فاموت فيه،
فرجع الى مكانه،
فغلبتة عينة فاستيقظ فاذا راحلتة عند راسه،
عليها طعامة و شرابة و ما يصلحة “.
اللفظ للترمذي.

رفقاء السوء و التثبيط عن التوبة


و اذا كنا نتحدث عن التوبه و لزومها فان من اعظم المثبطات عن التوبه و سبل الصد عنها رفقه السوء و صحبه الشر فانهم عوائق فطريق التوبة: اما لان صاحبهم يرغب عن التوبه خشيه ان يفقد هذي الرفقة،
خصوصا اذا لم يكن له صحبه سواهم.

واما لان شياطينهم تؤزهم على من تسول له نفسة مفارقتهم بالتوبه عما هم به من غى و ضلال،
وانحراف و انحلال؛
فما يزالون فيه يرغبونة عن الهدي و يزينون له المحال و الردى،
فربما طاوعهم فمات على الكفر كحال ابي طالب عم رسول الله صلى الله عليه و سلم..
فقد روي الامام البخارى و غيرة عن المسيب بن حزن قال: “لما حضرت ابا طالب الوفاة،
جاءة رسول الله صلى الله عليه و سلم،
فوجد عندة ابا جهل و عبد الله بن ابي اميه بن المغيرة،
فقال: (اى عم،
قل لا الة الا الله،
كلمه احاج لك فيها عند الله).
فقال ابو جهل و عبد الله بن ابي امية: اترغب عن مله عبد المطلب،
فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه،
ويعيدانة بتلك المقالة،
حتي قال ابو طالب احدث ما كلمهم: على مله عبد المطلب،
وابي ان يقول: لا الة الا الله،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (والله لاستغفرن لك ما لم انه عنك).
فانزل الله: {ما كان للنبى و الذين امنوا ان يستغفروا للمشركين}.
وانزل الله فابي طالب،
فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم: {انك لا تهدى من احببت و لكن الله يهدى من يشاء}.

وهكذا دائما حال صحبه السوء فالصد عن سبيل الله،
فكم من شاب عاش حينا من الدهر مع شله فساد،
ونظراء هوى،
فلما هدي الله قلبة لنور الايمان و اذاقة حلاوه التوبه و الاحسان و راي منه اصحابة عزوفا عن العصيان،
واشتموا منه رائحه التخلى عما سلف و كان بدءوا يسخرون منه و يستهزئون بمقصده،
ويذكرونة بالليالي الحمراء و الايام السوداء،
والمواقف الغبراء،
وبما يعلمونة من ما ضية الذي يعرفون عنه جميع صغار و كبار فهذا رافقة فسفر و ذاك عندة صور و الثالث جالسك فاستراحة:

تذكر كم ليلة سهرنا
فى ظلها و الزمان عيد

تذكر كم نغمه سمعنا
وانت فينا راقص مريد

تذكر كم خمره شربنا
من نشوها و الشراب زيد

اين النساء التي عرفنا
وانت فينا القائد المجيد

اين القمار الذي لعبنا
وانت فينا حاضر شهيد

اين الصلاة التي تركنا
والكفر فحقنا مزيد

كل كان لم يكن تقضى
وانت فينا الصالح الوحيد

فاذا كان الله ربما القي التوبه فقلبك و وقف رفقاء الماضى منك ذلك الموقف فلا تلتفت اليهم،
وتوجة الى ربك،
واخلص توبتك،
فان جاء منهم احد معك فرفقه الى الله و محبه فالله بعد ان كانت رفقه الى النار و محبه فالشيطان،
وان لم يوافقوك و استمروا فغيهم و زادوا فسخريتهم و استهزائهم،
فخل عنهم و لا تصغ سمعا اليهم،
ودع الكلاب تنبح و القافله تسير.


فما ضر نهر الفرات يوما = ان خاض بعض الكلاب فيه.

وتذكر ان ابا طالب لما اطاع رفاق السوء حرم التوفيق الى دخول الاسلام..
وان الطفيل الدوسى لو اطاع تحذير المشركين لما كان سببا هدايه قومة دوس..
وان سعدا لو خاف كلام الناس او ان يعيروة بموت  امة بسبب اسلامة لارتد.

فلا يحملنك خوف مفارقه اصحابك،
او خشيه كلامهم ان تنقطع عن الله،
او تتاخر عن التوبة،
ولكن كن معهم كما كان ذو البجادين مع عمة “فقد كان يتيما فالصغر فكفلة عمه،
فنازعتة نفسة الى اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و لكنة كان ينتظر اسلام عمه،
فلما نفذ صبرة قال: ياعم طال انتظارى لاسلامك و ما اري منك نشاطا.
فقال عمه: و الله لئن اسلمت لانتزعن جميع ما اعطيتك،
فصاح لسان الشوق: نظره من محمد احب الى من الدنيا و ما فيها.


فلما استعد للسير جردة عمة من الثياب،
فناولتة امة بجادا،
فقطعة نصفين اتزر باحدهما و ارتدي بالاخر.
وخرج الى الهادى البشير و النور المبين..
وما هو الا قليل حتي نادي منادى الجهاد فخرج مسرعا ففاز بالشهادة.
فلما ارادوا ان يدفنوة نزل الرسول صلى الله عليه و سلم بنفسة الى قبرة يمهد له لحدة بيدة الطاهره الشريفة،
وجعل يقول: “اللهم انني امسيت عنه راضيا فارض عنه”.


فما اعظم الفارق بين ذى البجادين و بين جميع قليل الهمه مخنث العزم..
فافهم.

نسال الله ان يرزقنا توبه نصوحا يرضي فيها عنا فدنيانا و اخرانا..
امين.

  • عينه دراسية رفقاء السوء
  • كلام عن رفقاء السوء


مقولات عن رفقاء السوء