من توضا فليستنثر ومن استجمر فليوتر

ومن من فليوتر فليستنثر توضا استجمر 20160908 2831

 




‏ظاهر الامر انه للوجوب ,

فيلزم من قال بوجوب الاستنشاق لورود الامر فيه كاحمد و اسحاق و ابي عبيد و ابي ثور و ابن المنذر ان يقول فيه فالاستنثار ,

وظاهر كلام صاحب المغنى يقتضى انهم يقولون بذلك ,

وان مشروعيه الاستنشاق لا تحصل الا بالاستنثار ,

وصرح ابن بطال بان بعض العلماء قال بوجوب الاستنثار ,

وفية تعقب على من نقل الاجماع على عدم و جوبة .

واستدل الجمهور على ان الامر به للندب بما حسنة الترمذى و صححة الحاكم من قوله صلى الله عليه و سلم للاعرابي ” توضا كما امرك الله ” فاحالة على الايه و ليس بها ذكر الاستنشاق .

واجيب بانه يحتمل ان يراد بالامر ما هو اعم من ايه الوضوء ,

فقد امر الله سبحانة باتباع نبية صلى الله عليه و سلم و هو المبين عن الله امرة ,

ولم يحك احد ممن وصف و ضوءة عليه الصلاة و السلام على الاستقصاء انه ترك الاستنشاق بل و لا المضمضه ,

وهو يرد على من لم يوجب المضمضه كذلك ,

وقد ثبت الامر فيها كذلك فسنن ابي داود باسناد صحيح ,

وذكر ابن المنذر ان الشافعى لم يحتج على عدم و جوب الاستنشاق مع صحة الامر فيه الا لكونة لا يعلم خلافا فان تاركة لا يعيد ,

وهذا دليل قوي ,

فانة لا يحفظ هذا عن احد من الصحابه و لا التابعين الا عن عطاء ,

وثبت عنه انه رجع عن ايجاب الاعاده ,

ذكرة كله ابن المنذر ,

ولم يذكر فهذه الروايه عددا .

وقد و رد فروايه سفيان عن ابي الزناد و لفظة ” و اذا استنثر فليستنثر و ترا ” اخرجة الحميدى فمسندة عنه ,

واصلة لمسلم .

وفى روايه عيسي بن طلحه عن ابي هريره عند المصنف فبدء الخلق ” اذا استيقظ احدكم من منامة فتوضا فليستنثر ثلاثا ,

فان الشيطان يبيت على خيشومة ” ,

وعلي ذلك فالمراد بالاستنثار فالوضوء التنظيف لما به من المعونه على القراءه ; لان بتنقيه مجري النفس تصح مخارج الحروف ,

ويزاد للمستيقظ بان هذا لطرد الشيطان .

وسنذكر باقى مباحثة فمكانة ان شاء الله تعالى .

‏قوله : ( و من استجمر ) ‏


‏اى : استخدم الجمار – و هي الحجاره الصغار – فالاستنجاء .

وحملة بعضهم على استخدام البخور فانه يقال به : تجمر و استجمر ,

حكاة ابن حبيب عن ابن عمر و لا يصح عنه ,

وابن عبدالبر عن ما لك ,

وروي ابن خزيمه فصحيحة عنه خلافة ,

وقال عبدالرزاق عن معمر كذلك بموافقه الجمهور ,

وقد تقدم القول على معني قوله ” فليوتر ” فالكلام على حديث ابن مسعود .

واستدل بعض من نفي و جوب الاستنجاء بهذا الحديث للاتيان به بحرف الشرط ,

ولا دلاله به ,

وانما مقتضاة التخيير بين الاستنجاء بالماء او بالاحجار ,

والله اعلم .


من توضا فليستنثر ومن استجمر فليوتر