من كان يؤمن بالله واليوم الاخر مسيرة يوم وليلة

من الايمان بالله الايمان بخبره،
من الايمان بالغيب الايمان باليوم الاخر،
ولعلة احدث ما نتكلم عليه لنبدا فالاسئلة.
لما كان الفلاسفه و المشركون الاولون ينكرون البعث بعد الموت،
ويدعون انه ليس هنالك حشر و لا نشر و لا بعث و لا حساب؛
وانما هذي الدنيا ليس بعدين دار اخرى.
ينكرون الاخره و ينكرون البعث بعد الموت،
وينكرون الجزاء على الاعمال؛
لذا جاءت الادله كثيرة على اثبات البعث بعد الموت،
وعلي اثبات يوم القيامة،
وعلي اثبات ما به من الحساب و الجزاء على الاعمال.


فصدق بذلك قوم و امنوا فيه و هو الايمان بالغيب و كذب فيه اخرون؛
ففاز المصدقون و خاب المكذبون.
لا نطيل فالادله التي بها اثبات يوم القيامة،
والتى جعلها الله تعالى ادله على الحشر و على البعث بعد الموت؛
وذلك لانا و الحمد لله نصدق بذلك.
نصدق بقدره الله على انه سوف  unnamed file 52

يحيى العظام و هي رميم  unnamed file 53

و سوف يعيد الارواح الى اجسادها،
ويجمع جسد جميع احد.


جميع ذى جسد و يردة الى حياته؛
بل تكون حياة اكمل من حياتة التي فالدنيا التي يعتريها موت و يعتريها نوم،
ونحو ذلك.
ولكن نقول: ان الايمان باليوم الاخر هو الباعث غالبا للاعمال الصالحة؛
ولاجل هذا كثيرا ما يقتصر عليه فالحديث.


يقتصر النبى صلى الله عليه و سلم على الايمان بالله و اليوم الاخر؛
مثل قوله صلى الله عليه و سلم-  unnamed file 54

من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فليكرم ضيفه،
من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر فلا يؤذ جاره،
من يؤمن بالله و اليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت  unnamed file 55

يقتصر على يؤمن بالله و اليوم الاخر.
لم يقل يؤمن بالله و ملائكتة و كتبة و رسله؛
لان من امن باليوم الاخر عمل له؛
عمل له و استعد له.


و ايضا فاحاديث كقوله صلى الله عليه و سلم:  unnamed file 54

لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الاخر ان تحد على ميت فوق ثلاث الا على زوج  unnamed file 55

 unnamed file 54

لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الاخر ان تسافر مسيره يوم و ليلة الا مع ذى محرم  unnamed file 55

اقتصر على تؤمن بالله و اليوم الاخر؛
فنقول: ان من امن اليوم الاخر ظهر عليه اثره،
وذلك لانة هو اليوم الذي يحصل به الحساب على الاعمال،
يحصل به الثواب و العقاب؛
لم ذكر الله تعالى.
تسمعون قول الله تعالى:  unnamed file 52

فمن يعمل مثقال ذره خيرا يرة و من يعمل مثقال ذره شرا يرة  unnamed file 53

.



و قبلها قوله تعالى:  unnamed file 52

يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم  unnamed file 53

يصدرون عن الموقف ليروا اعمالهم و يحاسبون عليها؛
فمن امن مثلا بطول هذا اليوم الذي وصف طوله؛
فانة يستعد له لانة يوم طويل  unnamed file 52

كالف سنه مما تعدون  unnamed file 53

او ك unnamed file 52

خمسين الف سنه  unnamed file 53

؛

ولكن المؤمنون لا يحسون بطوله؛
بل كانة عندهم صلاه مكتوبة؛
وذلك لخفتة عليهم.


ايضا كذلك اذا امن بالحساب فانه يستعد له.
الحساب على الاعمال و ان كان الحساب انما يصبح على؛
يعني على الاعمال التي بها ثواب او عقاب،
ومع هذا فانه سبحانة لو حاسب العباد و ناقشهم و ذكرهم بنعمة لهلكوا.
يقول النبى صلى الله عليه و سلم:  unnamed file 54

من نوقش الحساب عذب  unnamed file 55

و لما سئل عن قوله تعالى:  unnamed file 52

فسوف يحاسب حسابا يسيرا  unnamed file 53

قال:

انما هذا العرض

؛

فمن امن بالحساب و صدق به،
وهو من الغيب استعد لنفسه.
و لذا تذكرون قول عمر رضى الله عنه:حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا.


اذا امن بانه سوف يحاسب على سيئاتة و يحاسب على كلماته؛
فلا بد انه يكثر من الصالحات،
ويقلل من السيئات و المخالفات؛
لانة يعلم انه سوف يجدها.
ايضا كذلك اذا امن بالميزان و انه توزن به الاعمال؛
فتوزن الحسنات و السيئات

فمن ثقلت موازينة فاولئك هم المفلحون و من خفت موازينة فاولئك الذين خسروا انفسهم فجهنم خالدون تلفح و جوههم النار

من امن بهذا الحساب،
ومن امن بهذا الميزان استعد له.


ذلك الايمان كذلك من الايمان بالغيب،
الايمان بان هنالك ميزانا توزن به الاعمال،
هذا من الايمان بالغيب؛
ولكن انما يخرج اثرة على الذين صدقوا فيه تصديقا جازما.
وايضا كذلك من امن بالصراط الذي ذكر انه صراط مستقيم انه صراط طويل،
وان الناس يمشون عليه باعمالهم،


منهم من يمر كالبرق و منهم من يمر كالريح،
ومنهم من يمر كاجاود الخيل و الركاب،
ومنهم من يعدوا عدوا

الى اخره.


لا شك ان من امن بذلك فانه يستعد له،
ويعلم ان الذين يمرون كالبرق هؤلاء هم الاتقياء الانقياء الذين اتقوا الله تعالى؛
فيحرص على ان يصبح منهم،
وان الذين يكردسون فالنار هم الذين لم يستعدوا؛
فى الحديث يقول: و منهم مكردس فالنار او على جنبتى الصراط كلاليب تخطف من امرت بخطفة الذين يؤمنون بذلك لا بد ان يخرج عليهم اثر ذلك الايمان.


ايضا كذلك احدث شيء هو الايمان بالجنه و الايمان بالنار.
ورد اثر عن على رضى الله عنه قال: عجبت للجنه كيف ينام طالبها؟
وعجبت للنار كيف ينام هاربها؟.


الايمان بالجنه و النار من الايمان بالغيب؛
ولكن نجزم بان ربنا سبحانة و تعالى خلق هذي الجنه و النار،
وخلق لهما اهلا خلقهم لها،
ووفق هؤلاء لعمل اهل الجنة،
وخذل هؤلاء فعملوا بعمل اهل النار؛
و لذا قال الله تعالى:

و ازلفت الجنه للمتقين و برزت الجحيم للغاوين

.



ازلفت الجنه للمتقين يعني ابرزت و اظهرت،
وايضا كذلك برزت الجحيم للغاوين.
واخبر تعالى بشيء من عذاب النار حتي يحذرها من يحذرها،
قال الله تعالى:

اذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا و زفيرا و اذا القوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هناك ثبورا لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا

و يقول تعالى:

تكاد تميز من الغيظ كلما القى بها فوج سالهم خزنتها

و اخبر بشده حرها و شده عذابها،
كما فقوله تعالى:

كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها

و قال تعالى:

و نحشرهم يوم القيامه على و جوههم عميا و بكما و صما ما واهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا

.



و الاحاديث كثيرة فصفه عذابها،
والايات كذلك كثيرة و اضحة؛
فمن امن فيها فانه ربما امن بالغيب.
الايمان بهذه النار التي جعلها الله تعالى عذابا لمن كفر به،
واخبر بما بها من العذاب.
والايات كثيرة تقرءونها فالقران،
حميمها و غساقها و زقومها و ما اشبة ذلك،
كيف يهدية المنام و هو لا يدرى اهو فالجنه ام فالنار؟!
كيف ينام طالب الجنه اذا امن بانها الدار التي اعدها الله لاوليائة كما فقوله تعالى:

فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قره اعين جزاء بما كانوا يعملون

.



و قال الله تعالى:

و بها ما تشتهية الانفس و تلذ الاعين و انتم بها خالدون و تلك الجنه التي اورثتموها بما كنتم تعملون


و الايات كثيرة معروفة فكلام الله تعالى؛
فالايمان بالغيب هو الايمان بالجنه و النار؛
اى من جملتة الايمان بالجنه و النار فمن امن بالجنه حرص على ان يطلبها،
وان يعمل الاعمال الصالحه التي تؤهلة لها،
ومن امن بالنار حرص على ان ينجو منها،
وان يبتعد عن السيئات و المخالفات التي توقعة فيها.
من كان ايضا فانه ممن امن بالغيب


من كان يؤمن بالله واليوم الاخر مسيرة يوم وليلة