من يصلي عليهم و من لا يصلي عليهم:
اتفق الفقهاء على ان يصلي على المسلم ذكرا كان ام انثى،
صغيرا كان ام كبيرا قال ابن المنذر: اجمع اهل العلم على ان الطفل اذا عرفت حياتة و استهل يصل عليه.
فعن المغيره بن شعبه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: «الراكب خلف الجنازة،
والماشى امامها قريبا منها عن يمينها او عن يسارها،
والسقط يصلي عليه و يدعي لوالدية بالمغفره و الرحمة» رواة احمد و ابو داود.
و قال فيه: «والماشى يمشي خلفها و امامها،
وعن يمينها و يسارها قريبا منها» و فرواية: «الراكب خلف الجنازه و الماشى حيث شاء منها،
والطفل يصلي عليه» رواة احمد و النسائي و الترمذى و صححه.
الصلاة على السقط:
السقط اذا لم يات عليه اربعه اشهر فانه لا يغسل.
و لا يصلي عليه،
ويلف فخرقة،
ويدفن من غير خلاف بين جمهور الفقهاء.
فان اتي عليه اربعه اشهر فصاعدا و استهل غسل و صلى عليه باتفاق.
فاذا لم يستهل فانه لا يصلي عليه عند الاحناف و ما لك و الاوزاعى و الحسن،
لما رواة الترمذي،
والنسائي،
وابن ما جة و البيهقى عن جابر ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: «اذا استهل السقط صلى عليه و ورث» ففى الحديث اشتراط الاستهلال فالصلاة عليه.
و ذهب احمد و سعيد و ابن سيرين و اسحاق الى انه يغسل و يصلي عليه للحديث المتقدم.
و فيه: «والسقط يصلي عليه» و لانة نسمه نفخ به الروح،
فيصلي عليه كالمستهل.
فان النبى صلى الله عليه و سلم اخبر انه ينفخ به الروح لاربعه اشهر،
واجابوا عما استدل فيه الاولون بان الحديث مضطرب.
و بانه معارض بما هو احسن منه،
فلا يصلح للاحتجاج به.
الصلاة على الشهيد الشهيد هو الذي قتل فالمعركه بايدى الكفار.
و ربما جاءت الاحاديث الصحيحة المصرحه بانه لا يصلي عليه.
1- روي البخارى عن جابر ان النبى صلى الله عليه و سلم امر بدفن شهداء احد فدمائهم،
ولم يغسلهم و لم يصل عليهم.
2- و روي احمد و ابو داود و الترمذى عن انس: ان شهداء احد لم يغسلوا،
ودفنوا بدمائهم،
ولم يصل عليهم.
و جاءت احاديث ثانية صحيحة مصرحه بانه يصلي عليه:
1- روي البخارى عن عقبه بن عامر: «ان النبى صلى الله عليه و سلم خرج يوما فصلي على اهل احد صلاتة على الميت بعد ثمان سنين كالمودع للاحياء و الاموات».
2- و عن ابي ما لك الغفارى قال: كان قتلي احد يؤتي منهم بتسعه و عاشرهم حمزة،
فيصلى عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم،
ثم يحملون،
ثم يؤتي بتسعه فيصلى عليهم،
وحمزه مكانة حتي صلى عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم رواة البيهقى و قال: هو اصح ما فالباب.
وهو مرسل.
و ربما اختلفت اراء الفقهاء تبعا لاختلاف هذي الاحاديث،
فاخذ بعضهم فيها جميعا،
ورجح بعضهم بعض الروايات على بعض.
فممن ذهب مذهب الاخذ فيها كلها ابن حزم فجوز الفعل و الترك قال: فان صلى عليه فحسن.
و ان لم يصل عليه فحسن.
وهواحدي الروايات عن احمد،
واستصوب ذلك الراى ابن القيم فقال: و الصواب فالمساله انه مخير بين الصلاة عليهم و تركها لمجئ الاثار بكل واحد من الامرين،
وهذه احدي الروايات عن احمد،
وهو الاليق باصول مذهبه.
قال: و الذي يخرج من امر شهداء احد: انه لم يصل عليهم عند الدفن.
و ربما قتل معه باحد سبعون نفسا،
فلا يجوز ان تخفي الصلاة عليهم.
و حديث جابر بن عبدالله فترك الصلاة عليهم صحيح صريح و ابوة عبدالله احد القتلي يومئذ.
فلة من الخبره ما ليس لغيره،
ويرجح ابو حنيفه و الثورى و الحسن و ابن المسيب روايات الفعل.
فقالوا بوجوب الصلاة على الشهيد.
و رجح ما لك و الشافعى و اسحاق واحدي الروايات عن احمد العكس و قالوا بانه لا يصلي عليه.
قال الشافعى فالام مرجحا ما ذهب اليه: جاءت الاخبار كانها عيان من و جوة متواتره ان النبى صلى الله عليه و سلم لم يصل على قتلي احد،
وما روى انه صلى عليهم و كبر على حمزه سبعين ت كبار لا يصح،
وقد كان ينبغى لمن عارض بذلك هذي الاحاديث الصحيحة ان يستحى على نفسه.
قال: و اما حديث عقبه بن عامر فقد و قع فنفس الحديث: ان هذا كان بعد ثمان ستين.
قال: و كانة صلى الله عليه و سلم دعا لهم و استغفر لهم حين علم قرب اجلة مودعا لهم،
بذلك،
ولا يدل على نسخ الحكم الثابت.
من جرح فالمعركه و عاش حياة مستقره من جرح فالمعركه و عاش حياة مستقره بعدها ما ت،
يغسل و يصلي عليه.
و ان كان يعتبر شهيدا،
فان النبى صلى الله عليه و سلم غسل سعد بن معاذ،
وصلي عليه بعد ان ما ت بسبب اصابتة بسهم قطع اكحلة فحمل الى المسجد فلبث به اياما بعدها انفتح جرحة فمات شهيدا رحمة الله.
فان عاش عيشه غير مستقره فتكلم او شرب بعدها ما ت،
فانة لا يغسل و لا يصلي عليه.
قال فالمغني.
و ففتوح الشام: ان رجلا قال: اخذت ماء لعلى اسقى فيه ابن عمي ان و جدت فيه حياة.
فوجدت الحارث بن هشام.
فاردت ان اسقيه.
فاذا رجل ينظر اليه،
فاوما لى ان اسقيه،
فذهبت الية لاسقيه،
فاذا رجل ينظر اليه،
فاوما لى ان اسقيه،
فذهبت الية لاسقيه،
فاذا احدث ينظر اليه.
فاوما لى ان اسقية حتي ما توا كلهم.
ولم يفرد احد منهم بغسل و لا صلاة،
وقد ما توا بعد انقضاء الحرب.
