من نجا من الانتحار

نجا من الانتحار 20160911 1019

عقوبه من نجا من الانتحار

السؤال

ما حكم من يقدم على الانتحار و يتم انقاذة فاخر لحظه و هذا بسبب اضطرابات نفسيه حاده و وساوس و هواجس،
حيث ان الفاعل بنت تبلغ من العمر حوالى 19 سنه و مرت بظروف عائليه قاسيه جدا جدا انتهت بطلاق الوالدين و هي صغار السن،
وعاشت مع و الدها الذي تزوج بامرأة ثانية و كان لوفاه و الدها الاثر الاكبر على نفسها لاسيما و انه اقوى معاملتها و العنايه فيها جدا جدا محاوله منه لسد فراغ و الدتها،
ما حكم ما قامت به،
وهل من و صفه اسلاميه قرانيه لطرد الهواجس التي تحل فيها جميع ليلة حيث تتصور شبح و الدها يدعوها بالحاح للخروج من المنزل و اللحاق فيه اي الموت.افيدونى جزاكم الله خيرا.

الاجابة

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبه،
اما بعد:


فان الانتحار و قتل النفس من كبائر الذنوب،
ولقد توعد الله قاتل نفسة بالمكث الطويل فالنار،
ففى المسند و الصحيحين ان النبى صلى الله عليه و سلم قال: من قتل نفسة بحديدة،
فحديدتة فيدة يتوجا فيها فبطنة فنار جهنم خالدا مخلدا بها ابدا،
ومن شرب سما فقتل نفسه،
فهو يتحساة فنار جهنم خالدا مخلدا بها ابدا،
ومن تردي من جبل فقتل نفسه،
فهو يتردي فنار جهنم خالدا مخلدا بها ابدا.
ولتحمد الله هذي الفتاة على نجاتها من الانتحار،
وعليها ان تبادر بالتوبه الى الله من ذلك الذنب الكبير،
وتندم ندما شديدا على ما فرطت فجنب الله،
وتعزم عزما اكيدا على عدم العوده لهذا الذنب مره اخرى،
فاذا فعلت هذا فلتستبشر بمغفره الله تعالى لذنبها،
قال سبحانه: و هو الذي يقبل التوبه عن عبادة و يعفو عن السيئات و يعلم ما تفعلون {الشورى:25}.
وعليها ان تكثر من فعل الصالحات و قراءه القران،
فان الحسنات يذهبن السيئات.
وعليها ان تصبر على فقدها لوالدها،
فكل الناس يصاب،
ولكن الصابرين فقط هم الذي يفوزون بالاجر العظيم،
قال تعالى: انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب {الزمر:10}.
ان اي مصيبه فالدنيا تهون اذا قورنت بمصيبه موت النبى صلى الله عليه و سلم،
وفوات رؤيتنا له و صحبتنا اياه،
ولله در القائل:


اصبر لكل مصيبه و تجلد **** و اعلم بان المرء غير مخلد


و اذا ذكرت مصيبه تسلو بها**** فاذكر مصابك بالنبى محمد


و ننصحها بان تقول ما ارشدنا الية النبى صلى الله عليه و سلم،
فعن ام سلمه زوج النبى صلى الله عليه و سلم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ما من عبد تصيبة مصيبة،
فيقول: انا لله و انا الية راجعون،
اللهم اجرنى فمصيبتى و اخلف لى خيرا منها الا اجرة الله فمصيبتة و اخلف له خيرا منها.
رواة مسلم.


و اما شبح و الدها الذي يتصور لها و يامرها بالخروج من المنزل اي اللحاق فيه و الموت،
فالظاهر انه من و ساوس الشيطان،
فالموت ليس الينا،
فما تدرى نفس متي تموت و لا اين تموت.
فلتحذر من تلبيس الشيطان،
حتي لا تقع ف كبار قتل النفس،
فتعذب فالنار،
وعندئذ يتبرا منها الشيطان،
قال الله حاكيا عن الشيطان: و ما كان لى عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى و لوموا انفسكم {ابراهيم: 22}.
فعليها ان تستعيذ بالله من و ساوس الشيطان،
وان تكثر من ذكر الله،
وان تصحب الاخوات الصالحات الفاضلات ليذكرنها بالخير،
ويعنها على فعله.


و الله اعلم.


من نجا من الانتحار