مو ضوع فضل الو طن

مو فضل طن ضوع الو 20160916 28

 

ان الوطن هو المكان الذي ترعرع به الانسان،
وانطبعت جميع الصور الرائعة فمخيلته،
فحين تتراءي امام ناظرية صورة الجبال التي ذرعها طولا و عرضا فانه يكبر حبا،
وحين تلوح صور اعشاش الطيور فالافق لما كان التنافس على اشدة بين ايدى الاطفال العابثه و قلوب العصافير الرقيقه فان القلب يتسع،
وحين تسيل ذكريات الماضى طافيه على جمود الحاضر و غموض المستقبل فان الروح تغتسل من جميع الادران.

الوطن بجبالة و مياهة و ترابة و رجع اصوات الاحبه و الاصدقاء،
وبحديث الاجداد عن الاطلال،
و لو لم يكن له سوي هذا الحب و الحنين الذي ينبعث فالنفس لكفاة ذلك.
قد يظن ان ذلك كلام يردد و يقال تكرارا لما ازدحم على اقلام الشعراء،و اختنق فافواة الغرباء.
ان هذا الحب و الحنين الدائم الذي يافل بعدها يبزغ من جديد بعد اشتداد الظلمه هو الذي يحافظ على الامل،
انة سكبه الماء على تلك البذرة،
التى لولاها لماتت.
ولعل الامل هو الشيء الذي يعيش من اجلة البشر،
ومادام بهذا القدر من الاهمية يجب المحافظة على ما يحققة و ينميه.

ان كان فالوطن اناس يضنون و يبخلون،
ويهملون و يهمشون،
ويبعدون و يستثنون فان ارض الوطن تظل على العهد،
وتظل تبسط يدها طالبه الحب و الوصال،
وليس ادل على هذا من هذا النداء الخفى الذي يبقي يتردد فالنفس حين يتغرب الانسان عن و طنه،
فيسمع نداء يشبة نداء المحبوبه التي تطلب نجده حبيبها لرؤية طيفه.
اذن الوطن لا يرتبط بشخوص؛
فهذا نبى امتنا الكريم يظهر من مكه مجبرا و يقف على الحزوره فيقول: ” علمت انك خير ارض الله و احب الارض الى الله،
ولولا ان اهلك اخرجونى منك ما خرجت”.
لقد فرق النبى صلوات الله عليه و سلامة بين الارض و الاهل،
ولم يكن خروجة الا اكراها.

اذا كان حب الوالدين و اجبا فحب الوطن اوجب؛
اليس الانسان طفلا رضع مياة الوطن و كبر على ذراعه،
الم يشتم عبق و رودة و اشجاره،
الم يضمة ضمات حنان،
ويرتب ملابسة و شعرة قبل ان يدخل المدرسة،
ويساعدة فتصفح الكتب و فهم العناوين،
الم يغن له (ريما الحندقة) قبل النوم و يسرد له الحكايات و القصص،
اليس الوطن الاب الذي يمشي بجانب و لده،
ولا يغيب ظلة عنه فيشعر الولد بالطمانينه و هو يقفز من ربوه الى اخرى،
ويامن من المكر و هو يغرس جسدة بين الدروب الضيقة،
ويطلق العنان للسانة دونما خوف.
الوطن الاخ الكبير و الصغير ايضا،
هو الذي تناجية و يعرف ما لايعرفة الاخرون،
وهو الحبيبه التي تربى و تعلم اللطف و اللباقه دائما،
وتظل عيونها الرائعة تجذبك نحوها،
ويديها الناعمتين تغريك بسجنهما بين يديك.

فضل الوطن على الانسان هو مجموع فضل جميع من يعرف،
فالوطن هو الحامي،
والباعث على الطمانينة،
وهو المؤنس الذي يصغى باهنمام ،

وهو الصديق الذي يلقاك بجناحية و يحتضنك مهما اطلت الغياب،
ومهما حصل منك جفاء و صدود،
وهو الصورة الباهيه التي لا يعلوها الغبار لو مرت السنون،
والصفحة التي تظل حروفها ناصعه مترابطه على مر القرون.


مو ضوع فضل الو طن