موضوع على حق الجار

موضوع على حق الجار 20160910 2545

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبة و سلم .
.
وبعد :


الله سبحانة ذكر الاحسان الى الجار بعد ذكر عبادتة و حدة لاشريك له،
وبعد ذكر حقوق الوالدين و ذى القربي و اليتامي و المساكين،
مما يدل على عظم هذي الحقوق و تاكيدها،
قال تعالى { و اعبدوا الله و لا تشركوا فيه شيئا و بالوالدين احسانا و بذى القربي و اليتامي و المساكين و الجار ذى القربي و الجار الجنب و الصاحب بالجنب و ابن السبيل و ما ملكت ايمانكم ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا } (النساء : 36 )


قال ابن عباس رضى الله عنه: {والجار ذى القربى} يعني الذي بينك و بينة قرابة.
{الجار الجنب} الذي ليس بينك و بينة قرابة.


و النبى صلى الله عليه و سلم اوصي بالجار،
وبين ان هذا انما هو بامر الله عز و جل فقال صلى الله عليه و سلم: «ما زال جبريل يوصيني بالجار،
حتي ظننت انه سيورثه» متفق عليه.
اي: حتي ظننت انه سيجعل له نصيبا من الميراث و يدخلة فجمله الورثة.


و قال النبى صلى الله عليه و سلم: «من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر،
فليحسن الى جاره» متفق عليه.

• حد الجوار


يطلق وصف الجار على من تلاصق دارة دارك ،

وعلي غير الملاصق الى اربعين دارا ،

وقد سئل الحسن البصرى عن الجار فقال: «اربعين دارا امامة و اربعين خلفة و اربعين عن يمينة و اربعين عن يساره» رواة البخارى فالادب المفرد.


و روى عن على رضى الله عنه ان من سمع النداء فهو جار.


و قيل: ان من صلى معك صلاه الصبح فالمسجد فهو جار.


و ربما جعل الله عز و جل الاجتماع فالمدينه جوارا،
قال تعالى { لئن لم ينتة المنافقون و الذين فقلوبهم مرض و المرجفون فالمدينه لنغرينك بهم بعدها لا يجاورونك بها الا قليلا } (الاحزاب : 60 ) مما يدل على ان حد الجوار اكبر من ذلك.

• من حقوق الجار


1- ان يسمح الرجل لجارة بغرز خشبة فجداره،
فقد روي ابو هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «لايمنع جار جارة ان يغرز خشبة فجداره.
ثم يقول ابو هريرة: ما لى اراكم عنها معرضين ؟
!
والله لارمين فيها بين اكتافكم» متفق عليه.


و جمهور العلماء حملوة على الندب و الاستحباب و بر الجار و التجاوز له و الاحسان اليه،
مستدلين بقوله صلى الله عليه و سلم: «لايحل ما ل امري مسلم الا عن طيب نفس منه» اخرجة البيهقي.

2- ان يتعاهد جيرانة و يطعمهم من طعامة ان راوة او شموا رائحتة و يطفئ جوعهم ان علم بذلك و قدر عليه فعن ابي هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له: «يا ابا ذر اذا طبخت مرقه فاكثر ما ءها ،

وتعاهد جيرانك» رواة مسلم.


و روت عائشه رضى الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لها: «ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان و جارة جائع الى جنبه» اخرجة الحاكم.

3- ان يقدم الجار الاقرب فالهديه مصداقا لقوله صلى الله عليه و سلم لعائشه رضى الله عنها لما سالتة : «يا رسول الله ان لى جارين،
فالي ايهما اهدي؟
قال: الى اقربهما منك بابا» رواة البخاري.


و الحكمه فذلك ان الاقرب يري ما يدخل بيت =جارة من هديه و غيرها فيتشوق لها،
بخلاف الابعد،
كما ان الاقرب اسرع اجابه لما يقع لجارة من المهمات و لا سيما فاوقات الغفلة.


كما انه على المهدي له ان لا يستقلة و يحتقرة و ان كان قليلا و لاجل جميع هذا قال صلى الله عليه و سلم فيما رواة عنه ابو هريره رضى الله عنه: «يا نساء المسلمات ،

لا تحقرن جاره لجارتها و لو فرسن شاة» متفق عليه.


و الفرسن: عظم قليل اللحم ،

وهو خف البعير كالحافر للدابة.

4- ان يعينة اذا استعان به.


5- ان يقرضة اذا استقرضه.


6- ان يعودة اذا مرض.


7- ان يهنئة اذا اصابة خير.


8- ان يعزية اذا اصابتة مصيبة.


9- ان يتبع جنازتة اذا ما ت.


10- ان لا يستطيل عليه بالبنيان فيحجب عنه الريح الا باذنه.


11- ان اشتري فاكهه فليهد له منها.


قال الغزالي: اعلم انه ليس حق الجوار كف الاذي فقط بل احتمال الاذى،
ولايكفي احتمال الاذي بل لابد من الرفق و اسداء الخير و المعروف.

• مراتب الجيران


1- جار له حق واحد و هو المشرك له حق الجوار.


2- و جار له حقان و هو الجار المسلم له حق الجوار و حق الاسلام.


3- و جار له ثلاثه حقوق و هو الجار المسلم له رحم له حق الجوار و حق الاسلام و حق القربى.


و اما من حيث القرب فالجار اما ان يصبح قريبا منك و اما بعيدا،
ملاصقا او غير ملاصق،
ورتبه هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق و مدي القرب،
والجار الاقرب يقدم على الجار الابعد،
وهو ما استشعرة علماء الاسلام ،

فهذا الامام البخارى نجدة يبوب فكتابة (الادب المفرد) «باب الادني فالادني من الجيران»،
وذلك تنبيها على قدره،
ويترتب عليه حسن المعامله و الوقوف بجانبة و تجنب اذيتة ،

وهذا من شانة ان يكفل التعايش بين الناس فطمانينه بسبب استشعار ذلك البعد الدينى فالمعاملات ،

وتحقيق الرحمه التي جاء فيها الاسلام،
وكان الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم يسمى نفسة فيها ،

فعن ابي موسي الاشعري رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسمى لنا نفسة اسماء فقال: «انا محمد و احمد و المقفي و الحاشر و نبى التوبه و نبى الرحمة» رواة مسلم.

• حقوق الجار غير المسلم


اعتنت الشريعه الاسلاميه الغراء بحقوق غير المسلمين،
ومعلوم ان الذين يحظون بكل هذي العنايه هم الذين لا يؤذون جماعة المسلمين،
ولا يكيدون لهم كيدا،
ولا يناصبونهم العداء،
ولهم ذمة.


و لنا فرسول الله صلى الله عليه و سلم القدوه الحسنه فحسن تعاملة مع جيرانة من غير المسلمين ،

عن انس بن ما لك رضى الله عنه قال: «كان غلام يهودى يخدم النبى صلى الله عليه و سلم فمرض ،

فاتاة النبى صلى الله عليه و سلم يعودة ،

فقعد عند راسة فقال له: اسلم،
فنظر الى ابية و هو عندة فقال له: اطع ابا القاسم صلى الله عليه و سلم،
فخرج النبى صلى الله عليه و سلم و هو يقول: الحمد لله الذي انقذة من النار» رواة البخاري.


و ذلك عبدالله بن عمرو – رضى الله عنهما – و ربما ذبح شاه نجدة يقول: «اهديتم لجارى اليهودى ؟

فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت انه سيورثه» رواة ابو داود.


فالخلاف فالدين لا يوجب ظلم الناس،
والمحافظة على حقوقهم مع اختلاف العقيده ما داموا ملتزمين بواجباتهم.

• النتائج و الثمرات


1- هي اسباب فتعمير الديار لما يحس فيه المرء من راحه البال بجوار جارة ،

قال النبى صلى الله عليه و سلم: «انة من اعطى حظة من الرفق فقد اعطى حظة من خير الدنيا و الاخره ،

وصله الرحم و حسن الخلق و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان فالاعمار» اخرجة احمد.


2- يقبل الله عز و جل شهاده جيرانة فحقة بالخير و يغفر له ما لا يعلمون و فذلك روي انس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال: «ما من مسلم يموت فيشهد له اربعه ابيات من جيرانة الادنين الا قال: ربما قبلت به علمكم به و غفرت له ما لا تعلمون» اخرجة احمد و الحاكم.


3- هي اسباب رفع منزلتة فالدنيا لان الاحسان الى الجار و الكف عن اذيتة من مكارم الاخلاق التي تعد شرطا فالمروءة.


4- هي اسباب رفع منزلتة عند الله عز و جل.
وفى هذا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «خير الاصحاب عند الله عز و جل خيرهم لصاحبة و خير الجيران عند الله خيرهم لجاره» اخرجة احمد و الترمذي.


5- هي اسباب سعادة المرء،
وفى هذا قال صلى الله عليه و سلم: «اربع من السعادة: المرأة الصالحة،
والمسكن الواسع،
والجار الصالح ،

والمركب الهنيء » اخرجة ابن حبان.

• كيف اكسب جاري


ما نراة اليوم من جفوه بين الجيران و خصومات و سوء عشره و عداوه فبعض الاحيان ما هو الا نتاج الاهمال و التفريط فهذه و سائل و طرق شرعيه تحفظ دفء العلاقات بين الجيران منها:


1- كف الاذي و بذل الندى.


2- البدء بالسلام.


3- طلاقه الوجه.


4- المواساه فالشدة.


5- احترام الخصوصيات.


6- قبول الاعذار بالمسامحه و الرفق و اللين.


7- النصح برفق و لين.


8- الستر و ترك التعيير.


9- الزياره فالاوقات المناسبة.


10- المجامله اللطيفة.

• الترهيب من الاساءه الى الجار


لاشك ان الاذيه للجار اعظم من اذيه غيره،
وكلما كانت اكبر كانت اعظم حتي قال صلى الله عليه و سلم لاصحابة : «لان يزنى الرجل بعشره نسوه ايسر عليه من ان يزنى بامرأة جاره،
وقال : ما تقولون فالسرقة؟
قالوا : حرمها الله و رسوله،
فهي حرام .

قال : لان يسرق الرجل عشره ابيات ايسر عليه من ان يسرق من جاره» اخرجة احمد .



و فحقهم قال صلى الله عليه و سلم: «ثلاث هن العواقر: امام ان احسنت لم يشكر و ان اسات لم يغفر و جار ان راي خيرا دفنة و ان راي شرا اشاعة و امرأة ان حضرتك اذتك و ان غبت عنها خانتك» اخرجة الطبرانى فالمعجم الكبير .



و من كان متصفا بهذه الصفات السيئه لزم ان يصبح ناقص الايمان ان لم يكن عديمة و فذلك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «والله لا يؤمن و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن،
قيل : و من يا رسول الله ؟

قال: الذي لا يامن جارة بوائقه» رواة البخاري.


و فهذا الحديث تاكيد لحق الجار ،

لقسمة صلى الله عليه و سلم على هذا و تكريرة اليمين ثلاث مرات ،

وفية نفى الايمان عمن يؤذى جارة بالقول او الفعل حسب ظاهر الحديث .

وقد حملة كثير من العلماء على ان مرادة نفى كمال الايمان و لا شك ان العاصى غير كامل الايمان .

• عاقبه الاساءه الى الجار


1- عدم حمد احد سلوكة فالدنيا ،

وتشكى الناس من سوء فعالة كما فالحديث الذي اشتكي به احدهم من سوء معامله جارة له .

وفى و صيه لقمان لابنة ،

قال: «يابنى ،

حملت الجندل و الحديد فلم ار شيئا اثقل من جار سوء و ذقت المرار كله فلم ار شيئا امر من الفقر» رواة ابن ابي شيبه و البيهقي.


2- انتشار سوء الجوار من علامات الساعة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ان الله يبغض الفحش و التفحش،
والذى نفس محمد بيدة لا تقوم الساعة حتي يخون الامين و يؤتمن الخائن حتي يخرج الفحش و التفحش و قطيعه الارحام و سوء الجوار…» رواة احمد و الحاكم فالمستدرك.


3- اول الخصوم يوم القيامه هم الجيران لعظم الذنب المقترف فحقهم و استهانه الناس بهم.
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «اول خصمين يوم القيامه : جاران» رواة احمد و الطبرانى فالكبير .



4- العذاب بالنار الا ان يتغمدة الله برحمتة ،

عن ابي هريره رضى الله عنه انه قيل للنبى صلى الله عليه و سلم: «ان فلانه تقوم الليل و تصوم النهار و تفعل و تصدق و تؤذى جيرانها بلسانها !

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا خير فيها،
هى من اهل النار» رواة البخارى فالادب المفرد.


موضوع على حق الجار