هل الملائكة ترى الله

هل ترى الملائكة الله 20160918 2759

 

السؤال:

هل سبق لجبريل عليه السلام او اي ملك احدث ان راي الله سبحانة و تعالى؟

الجواب :


الحمد لله


ليس فالكتاب و السنه ما يدل على ان جبريل عليه السلام او غيرة من الملائكه ربما راي الله تعالى ،

ومعلوم ان ذلك من الغيب الذي لا يثبت الا بدليل .



و فحديث المعراج ان جبريل عليه السلام صعد مع نبينا صلى الله عليه و سلم الى مستوي يسمع به صريف الاقلام ،

ولم يثبت ان احدا منهما راي الله عز و جل فهذا المقام .



قال صلى الله عليه و سلم : ( بعدها مررت بابراهيم فقال مرحبا بالنبي الصالح و الابن الصالح .

قلت من ذلك قال ذلك ابراهيم – صلى الله عليه و سلم – » .

قال ابن شهاب فاخبرني ابن حزم ان ابن عباس و ابا حبه الانصاري كانا يقولان قال النبي – صلى الله عليه و سلم – « بعدها عرج بي حتي ظهرت لمستوي اسمع به صريف الاقلام » .

قال ابن حزم و انس بن ما لك قال النبي – صلى الله عليه و سلم – « ففرض الله على امتي خمسين صلاه ،

فرجعت بذلك حتي مررت على موسي …) رواة البخارى (349) و مسلم (263).


و ربما اختلف العلماء فهذه الرؤية ،

فمنهم من اثبتها ،

ومنهم من نفاها .



سئل ابن حجر الهيثمى رحمة الله : ” هل الملائكه يرون الله تعالى ؟



فاجاب بقوله : ذكر الشيخ عز الدين بن عبدالسلام انهم لا يرونة ،

واطال فذلك الاستدلال له ،

وتبعة جماعة ،

ورد بنص امام اهل السنه الشيخ ابي الحسن الاشعري رضى الله عنه على انهم يرونة ذكرة فكتابة الابانه فاصول الديانه ،

وتبعة البيهقى و اخرجة بسندة عن عبدالله بن عمرو بن العاص و عن صحابي غيرة ،

وجري عليه ابن القيم ،

والجلال البلقينى ،

وفى حديث صححة الحاكم ان جبريل ما راي ربة قط قبل سجود النبى صلى الله عليه و سلم بين يدى ربة فالموقف ،

ولا يلزم منه عدم رؤيتة بعد هذا ،

ولا عدم رؤية غيرة من بقيه الملائكه و القول بتخصيص رؤية جبريل ساقط ” انتهي من “الفتاوي الحديثية” ص 153

وسئل الشيخ ابن باز رحمة الله : “هل الملائكه يرون ربهم فالدنيا ام يوحي اليهم من و راء حجاب؟


فاجاب : الله اعلم ” انتهي من “فتاوي نور على الدرب”.


و سئل الشيخ عبدالرحمن البراك حفظة الله : ” هنالك دليل يستشف منه عدم الرؤية،
وهو قول الله -تعالى- فسورة غافر: “الذين يحملون العرش و من حولة يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون فيه و يستغفرون للذين امنوا ربنا و سعت جميع شيء رحمه و علما فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم”[غافر:7]،
فكلمه يؤمنون فيه ربما تكون اشاره الى ذلك المعنى،
هل ذلك صحيح؟.


فاجاب :


الحمد لله.


قوله – سبحانة و تعالى- عن الملائكه الذين يحملون العرش،
والملائكه الحافين بالعرش،
انهم يؤمنون فيه لا يستلزم نفى رؤيتهم لله،
او رؤية بعضهم،
او رؤية غيرهم من الملائكة،
كما ان الرؤية لا تنافى الايمان،وايضا التكليم من الله،
فابراهيم – عليه الصلاة و السلام- راي كيف يحى الله الموتي و ازداد بذلك ايمانا،
كما قال -تعالى-: “واذ قال ابراهيم رب ارنى كيف تحيى الموتي قال اولم تؤمن قال بلي و لكن ليطمئن قلبي” الايه [البقرة:260] و موسي -عليه الصلاة و السلام- كلمة الله من و راء حجاب،
فلم ينف عنه هذا الايمان،
فالحاصل انه لا منافاه بين الايمان و الرؤية،
ويشهد لهذا ان موسي – عليه السلام- طلب من ربة النظر الية ليزداد ايمانا “قال رب ارنى انظر اليك” [الاعراف:143]،
نعم الذي ينتفى مع الرؤيا هو الايمان بالغيب بالنسبة لهذا المرئي،
فحمله العرش و من حول العرش يجوز ان يكونوا ربما راوا الله – سبحانة و تعالى- فحصل لهم اعلي مراتب اليقين،
وايضا المؤمنون اذا راوا ربهم يوم القيامه انتقلوا من علم اليقين الى عين اليقين،
فانهم اذا راوا الله امنوا فيه ايمان المشاهدة،وقرت اعينهم بذلك،
نعموا برؤيتة – سبحانة و تعالى- و سماع كلامه،
قال -تعالى-: “وجوة يومئذ ناضره الى ربها ناظرة” [القيامة:22-23].
فنسال الله لذه النظر الى و جهة الكريم،
والله اعلم ” انتهي من “فتاوي الاسلام اليوم”.


و الحاصل ان ذلك الامر الغيبى لا يجوز اثباتة او نفية الا بدليل ،

وان الصواب هو التوقف فالمساله .



و الله اعلم .

  • هل الملائكة ترى الله


هل الملائكة ترى الله