هل النزيف يفطر الصائم

لا يؤثر هذا على الصيام شيئا،
فاذا جرح الصائم و خرج دم كثير فانه لا يؤثر شيئا،
ذلك لان ذلك الجرح بغير اختياره،
ومن شروط كون المفطر مفطرا ان يصبح باختيار الفاعل،
اما ما و قع بغير اختيارة فانه لا يضرة و لا ينقض صيامة و لا يفطره،
و لذا لو احتلم الرجل فصيامة و خرج منه الماء فانه لا يفطر بذلك،
لانة بغير اختياره.

اما اذا كان ذلك الجرح باختيارة بان فصد او حجم فان هذا مفطر على القول الراجح من اقوال اهل العلم،
لانة كما جاء فالسنن عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال: “افطر الحاجم و المحجوم”،
فالمحجوم يفطر لانة ينزف منه دم كثير يؤدى الى ضعف بدنه،
وحينئذ يحتاج الى طعام و شرب لاجل سد ذلك الضعف،
فاذا اضطر الانسان الى الحجامه و هو صائم فاحتجم فانه يفطر،
ونامرة بان يتناول الطعام و الشرب،
لاجل ان يعود نشاطة اليه،
وهذا هو الوجة فكون المحجوم يفطر،
لانة يشق عليه ان يبقي بدنة ضعيفا بعد الحجامه فمن رحمه الله فيه ان جعل هذا سببا للفطر حتي يتناول الطعام و الشرب.

ولهذا لو اضطر الى سحب الدم من رجل،
لينقل الى مريض مثلا فانه يجوز سحبة فهذه الحال اذا قال الاطباء: انه لابد من سحب الدم من ذلك لنقلة الى المريض فيسحب منه،
وفى هذي الحال نقول لهذا الذي سحب منه الدم: “قد افطرت”،
لان ذلك الدم العديد بمنزله الحجامة،
ويتناول ما يريد من الاكل و الشراب فبقيه يومة حتي تعود الية القوه و يقضى يوما مكانه.

اما الشيء اليسير من الدم الذي يظهر،
ولو باختيار الانسان فهذا لا باس فيه كان يسحب منه دم يسير لفحصة و تحليلة فان هذا لا باس به؛
لان ذلك ليس حجامه و لا بمعني الحجامة،
ولا يؤثر على البدن تاثير الحجامة،
ومثل ذلك لو قلع الصائم ضرسة فخرج منه دم فان ذلك الدم لا يفطره،
لكن عليه ان يحول دون ابتلاع الدم حتي لا يصل الى معدته،
ولكن مع ذلك لو تهرب شيء من ذلك الدم بغير اختيارة فانه لا يفطر بذلك،
والله الموفق.


هل النزيف يفطر الصائم