هل عدم الزواج للمراة حرام

 

هل للمراة عدم حرام الزواج 20160916 1441

 

و بركاته.


قررت عدم الزواج لهذه الاسباب


1/ البلد الذي اعيش به لا اضمن اننى استطيع ان اربى به اولادي تربيه صحيحة،
والشواهد عندي كثيرة جدا جدا (اري و اسمع قصص و روايات)،
بالتاكيد لا تستطيع ان ترمى بابنك او ابنتك فالبحر مقيدا بعدها تقول له اياك بعدها اياك ان تبتل بالماء،
بلدى الاصلي اسوا من هنا،
لا ادرى شيخى الكريم ان كنت تعلم ذلك ام لا ( ارتيريا)..


2/تكاليف الزواج غريبة عجيبة لا تحتاج الى تفصيل.


3/ اقسم بالله العظيم لم ار السعادة فو جوة المتزوجين بل العكس.


4/اسرتى الفقيره ال كبار العدد حفظهم الله و هم فحاجة الى مساعدتى بعد الله عز و جل.


عمري 32 عاما،
احيط نفسي بصحبه طيبة،
اغض بصرى قدر المستطاع،
احيانا استمني؛
لكننى احب الله و رسولة – صلى الله عليه و سلم- و احب جميع اهل السنه و الجماعة.


اخيرا شيخى الفاضل توصلت الى هذي الفكرة (عدم الزواج مطلقا).
السؤال: هل ذلك حرام ان الشخص يقرر عدم الزواج مطلقا؟
علما ان شيخ الاسلام ابن تيمية لم يتزوج،
وايضا الامام النووى رحمهم الله.
هذا،
وجزاكم الله جميع خير.

الجواب

الحمد لله و حده،
وبعد:


و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته.


فهذا الحل او هذي الفكرة التي توصلت اليها غير مجدية؛
لانك كالمستجير من الرمضاء بالنار،
فهذه الغريزه الجنسية لا تستطيع ان تطفيء لهبها بهذه العاده السرية؛
لانها فالواقع لا تزيدك الا شوقا نحو تلك اللذة،
ولذا فانه لا ممكن ان تطفيء هذي الشهوة او الغريزه الا بما يوافق الطبيعه التي طبع الله الناس عليها،
وذلك بالزواج و حسب،
ولا بالرهبانيه او بالسبل الثانية المنافيه للفطرة،
ولذا انكر النبى –صلي الله عليه و سلم- على هذا الصحابي – رضى الله عنه- الذي قال: “لا اتزوج النساء”،
بقوله: “ما بال اقوام قالوا هكذا و كذا،
ولكنى اصلي و انام،
واصوم و افطر،
واتزوج النساء،
فمن رغب عن سنتى فليس مني” و الحديث مخرج فالصحيحين البخارى (5063)،
ومسلم (1401) من حديث انس بن ما لك – رضى الله عنه – بعدها اخبر عليه الصلاة و السلام فالحديث الاخر ان الذي يطفئ هذي الغريزه هو اتيان الزوجة،
فقال: “ان المرأة تقبل فصورة شيطان،
وتدبر فصورة شيطان،
فاذا ابصر احدكم امرأة فليات اهله،
فان هذا يرد ما فنفسه” اخرجة مسلم فصحيحة (1403)،
واوله: ان رسول الله – صلى الله عليه و سلم- راي امراة،
فاتي امراتة زينب و هي تمعس منيئه لها – اي و هي تدلك جلدا لها- فقضي حاجته،
ثم خرج الى اصحابة –رضى الله عنهم- فقال: “ان المرأة تقبل…” الحديث،
وقد علق النووى على ذلك الحديث فشرحة على صحيح مسلم(9/178-179)،
فقال: قال العلماء: (انما فعل ذلك بيانا لهم و ارشادا لما ينبغى لهم ان يفعلوه،
فعلمهم بفعلة و قوله…) ا.ه.


ذلك اذا قدر على مؤن النكاح،
فان عجز عن مؤمن النكاح و نفقاتة فقد ارشد نبينا –صلي الله عليه و سلم- الى ما يطفئ هذي الغريزه بالوسيله المباحه و الناجعة،
حيث قال صلى الله عليه و سلم: “يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءه فليتزوج؛
فانة اغض للبصر،
واحصن للفرج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛
فانة له و جاء” اخرجة البخاري(4779)،
ومسلم(1400) من حديث ابن مسعود – رضى الله عنه-.


قال الحافظ ابن حجر تعليقا على ذلك الحديث كما فالفتح (9/112): “واستدل فيه بعض المالكيه على تحريم الاستمناء؛
لانة ارشد عند العجز عن التزويج الى الصوم الذي يقطع الشهوة،
فلو كان الاستمناء مباحا لكان الارشاد الية اسهل” ا.ه.


بقى ان نقول: اذا كان المجتمع الذي تعيش به يعج بالفساد و المغريات و الفتن،
فهاجر منه الى بلد احدث تامن به على نفسك،
وعلي اولادك،
ولا يكن ذلك الامر عائقا لك عن الزواج،
لا سيما و انت خائف للعنت،
وواقع فو رطه الشهوة،
وقد قرر عامة اهل العلم،
ان النكاح و اجب على من ذلك حالة اذا كان قادرا عليه،
كما افادة ابن قدامه فالمغني(9/341)؛
لان المسلم يجب عليه ان يعف نفسه،
ويصونها عن الحرام،
ولتكن قدوتك حبيبك محمدا – صلى الله عليه و سلم-،
فهو الاسوة،
وهو اخشانا لله و اتقانا له،
لا شيخ الاسلام ابن تيمية- رحمة الله- و لا غيرة من علماء الدين و الملة،
علما بان اولئك الائمة،
ما تركوا النكاح رغبه عنه و لا زهدا فيه،
وانما لان احدهم كان مثقل الظهر بهموم العلم و الدعوه و الجهاد،
ولهذا لما سئل شيخ الاسلام ابن تيميه كما فمجموع الفتاوى(32/5)،
عن شاب او رجل اصابة سهم من سهام ابليس المسمومة- فاشاره الى الوقوع فالشهوة المحرمة- فاجاب: (من اصابة جرح مسموم فعليه بما يظهر السهم و يبرئ الجرح بالترياق و المرهم،
وذلك بامور: منها: ان يتزوج او يتسرى؛
فان النبى –صلي الله عليه و سلم- قال: “اذا نظر احدكم الى محاسن امرأة فليات اهله؛
فانما معها كما معها” رواة الترمذى (1158) و اصلة عند مسلم (1403)،
من حديث جابر – رضى الله عنه -،
وهذا مما ينقص الشهوة،
ويضعف العشق.


الثاني: ان يداوم على الصلوات الخمس،
والدعاء،
والتضرع وقت السحر،
وتكون صلاتة بحضور قلب و خشوع،
وليكثر من الدعاء بقوله: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك،
يا مصرف القلوب صرف قلبي الى طاعتك و طاعه رسولك” فانه متي ادمن الدعاء و التضرع لله صرف قلبة عن ذلك،
كما قال تعالى: “ايضا لنصرف عنه السوء و الفحشاء انه من عبادنا المخلصين…” [يوسف:24] ا.ه.


و اما قولك – ايها السائل الكريم-: (لم ار السعادة…) فهو غريب و قد لم تحظ – كما حظي غيرك- برؤية زوجين ينعمان بحياة زوجية سعيدة،
وحسبنا قول نبينا –صلي الله عليه و سلم-: “خير متاع الدنيا المرأة الصالحة” اخرجة مسلم(1467) من حديث عبدالله بن عمرو – رضى الله عنهما- و قوله صلى الله عليه و سلم ايضا: “لم ير للمتحابين كالنكاح” اخرجة ابن ما جه فسننه(1847)،
وقال البوصيرى فمصباح الزجاجة(2/94) “هذا اسناد صحيح،
رجالة ثقات” ا.ه.


و ربما علق على ذلك الحديث ابن القيم – رحمة الله – فكتابة الجواب الكافى لمن سال عن الدواء الشافي(ص364-367) بقوله: “فنكاح المعشوقه هو دواء العشق الذي جعلة الله دواءة شرعا و قدرا،
وبة تداوي داود – صلى الله عليه و سلم-… و لا ريب ان النبى –صلي الله عليه و سلم- كان ربما حبب الية النساء،
كما عند النسائي (3939) و احمد (11884) عن انس – رضى الله عنه- عنه صلى الله عليه و سلم انه قال: “حبب الى من الدنيا النساء و الطيب،
وجعلت قره عيني فالصلاة…”،
وهذا خليل الله ابراهيم امام الحنفاء – صلى الله عليه و سلم- كان عندة احلى نساء العالمين،
واحب هاجر و تسري بها،
وهذا سليمان – عليه السلام- كان يطوف فالليلة الواحده على تسعين امراة،
وقد سئل رسول الله – صلى الله عليه و سلم- عن احب الناس اليه؟
فقال: “عائشة” رواة البخارى (3662) و مسلم (2384) من حديث عمرو بن العاص – رضى الله عنه – ،

وقال عن خديجه “انى ربما رزقت حبها” رواة مسلم (2435) من حديث عائشه – رضى الله عنها-،
فمحبه النساء من كمال الانسان،
قال ابن عباس –رضى الله عنهما-: “خير هذي الامه اكثرها نساء…” رواة البخارى (5069) ا.ه.
هذا،
والله –تعالى- اعلم و احكم.


هل عدم الزواج للمراة حرام