هل يجوز الزواج مع من اخطات معها

هل يجوز الزواج مع من اخطات معها

لا يجوز للزانى ان يتزوج بمن زني فيها الا بعد التوبه النصوح من هذي الجريمة النكراء،
فاذا تبينت التوبه و صح العزم عليها و تاكد صدقها فانه يجوز لكما الزواج،
بعدما يتم التاكد من براءه الرحم بشهر على الاقل كما قال بذلك اهل العلم.


ان الاصل فالاسلام ان الزواج و سيله نسعي من خلالها الى تحقيق هدف،
وليس غايه فحد ذاته،
وهو طاعه يتقرب فيها العبد الى ربة سبحانة و تعالى،
وان الزواج نعمه عظيمه من الله فيها على عبادة ذكورهم و اناثهم،
احلة لهم،
بل و امرهم به،
ورغبهم فيه،
فقال تعالى فمحكم التنزيل: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم الا تعدلوا فواحده او ما ملكت ايمانكم} [النساء: من الاية3].
وقال تعالى: {وانكحوا الايامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضلة و الله و اسع عليم} [النور:32].


و ربما دعا النبى صلى الله عليه و سلم الشباب بالمبادره الى الزواج،
اذا ما ملكوا مؤنته،
فقال صلى الله عليه و سلم: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءه فليتزوج،
فانة اغض للبصر و احصن للفرج،
ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له و جاء”.


و اوضح الاسلام ان الناس يرغبون من النساء فاربع خصال،
فقد روي ابو داود و النسائي عن ابي هريره رضى الله عنه: قال النبى صلى الله عليه و سلم: “تنكح المرأة لاربع لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
رواة البخارى و مسلم و اصحاب السنن.
وجاءت النصيحه النبويه و اضحه بقوله: “فاظفر بذات الدين”،
اى فكن ممن يرغبون من المرأة دينها،
وصلاح حالها فهو الباقي،
وهو الضمانه الاكيده لاستمرار الحياة الزوجية.


و من بعدها فان على من ارد الزواج ان يستعين بالله عز و جل،
ويتوكل عليه،
ويطلب منه المعونه و التوفيق،
ثم عليه ان يحسن الاختيار،
وان يتمهل و يتانى،
وان يتحري و يتثبت لينال مراده،
ويفوز بالزوجه الصالحه التي تحفظ له نفسها و ولدها و ما له و تعينة على امر دينه.


ما تقدم هو ما يجب ان يصبح عليه المسلم اذا ما اراد الزواج،
ليبنى اسرة صالحة،
تكون لبنه قويه فبناء المجتمع المسلم… اما عن نصيحتى لك فيمكن اجمالها فالنقاط الاتية:


1) تب الى الله عز و جل و استغفر لذنبك: و عندما عدد الله عز و جل صفات عباد الرحمن قال: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا….} حتي وصل الى قوله تعالى: {…ولا يزنون و من يفعل هذا يلق اثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامه و يخلد به مهانا} غير انه سبحانة استدرك قائلا {الا من تاب و امن و عمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما * و من تاب و عمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا} [63- 71/ من سورة الفرقان].
فباب التوبه مفتوح فبادر اليها.


2) اصلح ما افسدته: فان من افسد شيئا فعليه اصلاحه،
وعليك اخي ان تجدد النيه من و راء ذلك الزواج،
بانها تكفير عن ذنبك فحقها،
وللستر عليها حتي لا يفتضح امرها.


3) ابدا معها صفحة جديدة: و لا تحاسبها على ما كان منها قبل زواجك بها،
لعل الله يصلحها لك،
وتكون انت سببا فصلاحها و استقامتها و توبتها و عودتها الى الله.


4) انزع الشك من قلبك: و اعلم انها مسئوله منك امام الله منذ صارت فعصمتك،
ومذ اصبحت لها زوجا،
فحافظ عليها،
وعلمها امور دينها.


5) ابتعدا عن ارض المعصية: و خاصة ان كان هنالك من يعلم بعلاقتكما قبل الزواج،
ويمكنك ان تستاجر لها منزلا بعيدا عن الحى او المنطقة التي شهدت معاصيكما،
واذهبا بعيدا فالي ارض جديدة،
لا يعرفكما بها احد.


6) ادفع فيها الى بعض الاخوات الصالحات: تعش بينهن،
وتتعلم منهن،
فقد صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم اذ يقول: “المرء على دين خليلة فلينظر احدكم من يخالل”.


و ختاما؛
نسال الله -عز و جل- ان يتقبل منك نيتك الطيبه و ان يثيبك عنها خيرا،
وان يصرف عنك الفتور،
وان يعينك باخوه صالحين و اصدقاء مخلصين على طاعتة و نيل رضاه،
كما نسالة سبحانة ان يصرف عنك كيد الشيطان و مكره..
اللهم امين..
وصل اللهم على سيدنا محمد و على الة و صحبة و سلم.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

 


هل يجوز الزواج مع من اخطات معها