هل يجوز للاب طرد ابنه من البيت

يجوز هل من للاب طرد البيت ابنه 20160920 244

يقع كثير من الاباء فخطا فادح عندما يقررون -اما فلحظه غضب او بعد تفكير طويل- ان يطردوا ابناءهم من المنزل متخيلين ان فهذا الطرد حلا او مقدمه حل لما يعانونة من مشاكل مع هؤلاء الابناء،
وتزداد فداحه ذلك الخطا عندما يصدر من اهل الخير و الصلاح.

اننا فعديد من الاحيان نقدم على افعال لظننا ان اقدامنا عليها مظهر من مظاهر القوه و المبادره الى الفعل،
لكنها فحقيقة الامر ليست سوي مظهر من مظاهر الضعف و العجز عن حل المشكلات،
ومساله طرد الابناء من البيوت خير مثال على ذلك.

عندما كان المجتمع اكثر قوه و تماسكا و محافظة على الاعراف و التقاليد الصحيحة المستمدة فعديد منها من تعاليم الشرع الحنيف،
كان طرد الابن من المنزل ان حصل يمثل هزه عنيفه للابن تدفعة لتوسيط اهل الخير و الصلاح من الجيران و الاقارب كى يعفو الاب و يصفح،
وفى المقابل كان المجتمع يؤدى دورة المنوط فيه فيسعي لراب الصدع و يعيد الابن للمنزل مقابل و عد منه بالحرص على بر الوالدين و ترك ما يغضبهما،
اما اليوم فمع اتساع رقعه العمران و تعقد العلاقات الاجتماعيه و تشعبها،
ومع كثرة العوامل المؤثره التي تسهم فتوجية سلوك الابناء،
فان الابن المطرود سيجد كثيرا من هذي العوامل يدفعة لا فاتجاة المنزل سعيا لارضاء و الدة بل فالاتجاة المعاكس تماما حيث التشجيع على مواصله التمرد على الاب و تزيين هذا له و تصوير الاب على انه المخطئ و انه من ينبغى ان يصحح خطاة بالركض خلف ابنة و التوسل الية للعوده الى المنزل،
وفى ظل كثرة سبب الفساد المتاحه بيسر و سهوله هذي الايام فان طرد الابن من المنزل ربما يعني بصورة غير مباشره دفع الابن للوقوع فريسه سهلة فشباك الفساد و المفسدين.

بعض الصالحين ربما يقدم على طرد ابنة من البيت لتقصيرة فاداء بعض الصلوات فالمسجد،
او لتكاسلة عن بعضها،
او لاكتشافة انه يدخن او غير ذلك،
لكن السؤال المهم هو: هل بطرد الابن سيصير الابن محافظا على الصلاة و سيقلع عن التدخين،
ام ان ذلك الطرد سيؤدى فيه الى ترك الصلاة بالكليه او التمادى فالتدخين و ما هو اسوا ؟

بعبارة اخرى،
هل الطرد حل للمشكلة ام انه سيؤدى الى تفاقمها او الى حدوث مشاكل اخرى؟

ان المنزل الصالح و البيئه الصالحه فزماننا اشبة ما تكون بسفينه نوح التي تجرى فموج كالجبال من الفتن و الخطوب،
ويجب على الاباء و الامهات الحرص على الابناء جميع الحرص كى يركبوا فالسفينة؛
لقد لبث نوح عليه الصلاة و السلام يدعو قومة الف سنه الا خمسين عاما،
تسعمائه و خمسين عاما يدعوهم الى الله عز و جل بلا كلل او ملل بكل و سيله اتيحت له {قال رب انني دعوت قومى ليلا و نهارا (5)… بعدها انني دعوتهم جهارا (8) بعدها انني اعلنت لهم و اسررت لهم اسرارا (9)} [سورة نوح] و مع جميع هذا قال الله تعالى {وما امن معه الا قليل} [سورة هود:40]،
وهذا بلا شك من الابتلاء لهذا الرسول الكريم و اشد منه ان يصبح ابنه-اقرب الناس الية نسبا- و زوجة -اقرب الناس الية سببا- من الذين لم يؤمنوا.

حرى بالاباء الذين ربما يظنون ان فطرد الابناء حلا ان يتاملوا مشهدا مهيبا قصة القران الكريم،
انة المشهد الاخير بين نوح عليه السلام و ابنة قبل ان يبتلعة الطوفان،
لقد ادرك عليه السلام الخطر العظيم المحدق بابنة فهذه اللحظه الحرجه التي تفصل بينة و بين الجنه او النار فناداة بارق عبارة نداء المشفق المحب فقال: (يا بني)!
وكان ممكن ان ينادية باسمه يا فلان لكنة اراد ان يلين قلبة و ان يذكرة بابوتة التي لن ياتية منها الا جميع خير،
ثم انه لم يدعة فهذا الموقف للايمان رغم طول ما دعاة الية من قبل خوفا منه عليه السلام ان ياتى جواب ابنة بالاعراض عن الهدي كما كان يعرض طوال السنين الماضيه فيختم له بالكفر لكنة عدل عن هذا الى قوله: {يا بنى اركب معنا}،
يعني لا اريد منك الان سوي الركوب لتنجو من الغرق فها انت تري الموج حولنا من جميع مكان و لا نجاه لك الا بالركوب معنا،
ثم يقول: {ولا تكن مع الكافرين} [هود: الاية42] فلم يقل: (ولا تكن من الكافرين) كى لا يصبح عونا للشيطان عليه فيزداد عتوا و نفورا،
وايضا خشيه ان يصبح ذلك هو حكمة فنهاية المطاف،
فلما راي انخداع ابنة بما يراة فالجبل من عصمه من الغرق،
قال: {لا عاصم اليوم من امر الله الا من رحم} [هود: من الاية43] و لم يقل لن يعصمك الجبل،
فلم يخاطبة بعينة بهذا الخطاب بل جعلها قضية عامة شفقه عليه،
ثم ذكرة برحمه الله رجاء ان يصبح من اهلها.

فاعد النظر مليا فهذا الموقف النبوي،
وقارنة موقف هذا النبى الكريم باولئك الذين يبادرون الى طرد ابنائهم و لعنتهم عند حدوث خطوب لا تقاس بما احدثة ابن نوح!


ان طرد الاب ابنة يعني ان جميع حبال الحوار و الاقناع ربما انقطعت،
لكن نوحا عليه السلام لم يقطع الحوار مع ابنة ابدا،
فبرغم اعراض الابن عن الاستجابه له عليه السلام الا انه بقى يسعي فهدايتة و نجاتة الى احدث لحظه متاحة،
ولم يقطع حبل الحوار الذي بينة و بين ابنة من تلقاء نفسه،
بل ما انقطعت دعوتة له الا بامر خارج عن ارادتة {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين} [هود:43]،
وعلي الرغم من هذا بقى عليه السلام متعلقا بالامل لوعد الله له ان ينجية و اهلة فقال: {رب ان ابنى من اهلى و ان و عدك الحق و انت احكم الحاكمين} [هود:45]،
فلم يفعل ما يفعلة كثير من الاباء او الامهات من الدعوه على ابنائهم و هو الامر الذي نهي عنه الشارع و حذر منه خشيه ان تكون ساعة اجابه و لات حين مندم،
بل دعا ربة سبحانة و تعالى بخير ابنة على ما كان منه.

نعم ربما يصبح فبقاء الابن المشاكس فالبيت عدد من المفاسد،
لكن طردة من المنزل ربما يؤدى الى مفاسد اكبر من هذا بعديد و هو الامر الذي ينبغى ان يتفطن له الاباء،
فيدفعوا اكبر المفسدتين بتحمل ادناهما،
بل ان الاب لو شعر ان زياده انكارة او نصحة لابنة سيؤدى الى ان يهجر الابن المنزل فعليه ان يخفف من هذا و يتحين الفرص المناسبه و يسدد و يقارب،
وهذا ما فعلة نوح عليه السلام فقد علم ان غرق ابنة على الكفر اكبر مفسده يقع بها الابن،
فسعي لانقاذة من الغرق بركوبة معه و لو كان على الكفر،
فبنجاتة من الغرق يبقي الامل موجودا فايمانة و صلاح شانه.

هذا هو مقتضي الحكمه و الربانيه فمثل هذي المواقف،
وما سوي هذا فليس من الحكمه و التعقل بل و ليس من تحمل مسؤوليه الاولاد التي سيسالنا عنها الله فشيء.


الدكتور / ناصر العمر

 

  • طرد الابن من المنزل بسبب الصلاه
  • هل يحق للاب طرد ابنته من البيت قانونا؟
  • طرد الأب لابنه من البيت في السنة
  • طرد الأب لابنه من البيت
  • رساله للذي يطرد ابنه
  • حكم طرد الابناء
  • حكم طرد الأب لابنه من البيت
  • حكم طرد الأب لإبنته من المنزل
  • هل يمكن للاب طرد بنه من المنزل
  • الاب يطرد ابنه من البيت


هل يجوز للاب طرد ابنه من البيت