هل يمكن الصلاه للاموات

 

يمكن هل للاموات الصلاه 20160919 12

هل يجوز ان اصلي عن الميت؟
ام انه يقتصر على الدعاء و الصدقة و الصيام له؟


و هل ما يقام فبعض الدول العربية و يسمي الشادر- قراءه القران فالطرق العامة- يعتبر بدعه و لماذا؟


جزاكم الله خيرا عنا و عن كل المسلمين


الاجابة


الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على الة و صحبة اما بعد:

فالاصل ان لا يصلى احد عن احد،
قال القرطبي رحمة الله ( و اجمعوا انه لا يصلى احد عن احد ) انتهي من تفسير القرطبي لقوله تعالى ( و ان ليس للانسان الا ما سعي ) (النجم:39)


و هذا لان الصلاة من العبادات البدنيه المحضه فلا تدخلها النيابة.


و ان كان المراد ان تصلى نافله بعدها تهب ثوابها للميت،
فهذا اجازة جماعة من اهل العلم.


قال فمتن الاقناع من كتب الحنابلة: (وكل قربه فعلها المسلم و جعل ثوابها او بعضها كالنصف و نحوه،
لمسلم حى او ميت جاز،
ونفعه،
لحصول الثواب له… من تطوع و واجب،
تدخلة النيابه كحج و نحوه،
اولا ( اي لا تدخلة النيابة) كصلاه و كدعاء و استغفار و صدقة و اضحيه و اداء دين و صوم و قراءه و غيرها).


و قال فشرحة كشاف القناع: ( و قول المصنف: او لا،
كصلاة: هو معني قول القاضي: اذا صلى فرضا و اهدي ثوابة صحت الهديه و اجزا ما عليه،
قال فالمبدع: و به بعد) انتهى.


و الاشهر عند الحنابله انه لا يصح هبه ثواب الفرض،
قال فشرح منتهي الارادات ( و لو صلى فرضا و اهدي ثوابة لميت لم يصح فالاشهر،
وقال القاضي: يصح.
وبعد) انتهى.


و قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمة الله ( و ربما صح عن النبى صلى الله عليه و سلم انه امر بالصدقة على الميت،
وامر ان يصام عنه الصوم،
فالصدقة عن الموتي من الاعمال الصالحة،
وايضا ما جاءت فيه السنه فالصوم عنهم.
وبهذا و غيرة احتج من قال من العلماء: انه يجوز اهداء ثواب العبادات الماليه و البدنيه الى موتي المسلمين.
كما هو مذهب احمد و ابي حنيفة،
وطائفه من اصحاب ما لك و الشافعي.


فاذا اهدى لميت ثواب صيام او صلاه او قراءه جاز هذا و اكثر اصحاب ما لك و الشافعى يقولون: انما شرع هذا فالعبادات المالية.


و مع ذلك لم يكن من عاده السلف اذا صلوا تطوعا و صاموا و حجوا او قراوا القران،
يهدون ثواب هذا لموتاهم المسلمين،
ولا بخصوصهم،
بل كان عادتهم كما تقدم- اي فعل العباده لانفسهم مع الدعاء و الصدقة للميت- فلا ينبغى للناس ان يبدلوا طريق السلف،
فانة اروع و اكمل) انتهي من الفتاوي الكبري ج 3 ص 37


و لهذا فالاروع و الاكمل ان يقتصر المسلم على ما و ردت فيه السنه كالدعاء للميت و الصدقة،
والصيام عنه اذا كان عليه صوم و اجب،
وايضا الحج عنه اذا كان عليه حج و اجب،
لادله كثيرة منها:


قوله صلى الله عليه و سلم “اذا ما ت ابن ادم انقطع عملة الا من ثلاث: صدقة جارية،
او ولد صالح يدعو له،
او علم ينتفع به” رواة مسلم.


و عند النسائي: ان سعدا سال النبى صلى الله عليه و سلم: “ان امي ما تت و لم توص،
افاتصدق عنها؟
قال: نعم”.


و عند النسائي ايضا: “ان امي ما تت و عليها نذر،
افيجزئ عنها ان اعتق عنها؟
قال: نعم”.


و فصحيح البخارى و مسلم: ان رجلا جاء الى النبى صلى الله عليه و سلم،
فقال: “يا رسول الله،
ان امي ما تت و عليها صوم شهر،
افاقضية عنها؟
قال: نعم،
فدين الله احق ان يقضى”.


و عند الترمذى و ابي داود،
واحمد ان امرأة جاءت الى النبى صلى الله عليه و سلم،
فقالت: ان امي ما تت و لم تحج،
افاحج عنها؟
قال: نعم،
حجى عنها”.
قال الترمذي: ذلك حديث حسن صحيح.


اما اقامه السرادقات (الشادر) فالطرق العامة لقراءه القران على روح الميت،
فهو بدعة،
لانة لم يثبت عن النبى صلى الله عليه و سلم،
بل هو امر محدث،
وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “من اخر فامرنا ذلك ما ليس منه،
فهو رد” رواة البخارى و مسلم،
وقوله ف(امرنا) اي: فديننا،
وقوله (رد) اي: مردود على صاحبة كائنا من كان.


و لو كان هذا مشروعا لسبقنا الية رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته،
فالاجتماع بهذه الكيفية،
وبهذه الكيفية مع ما يحدث من مخالفات اخرى،
كشرب الدخان،
والتباهي،
والفخر،
والاسراف،
والتبذير الذي يحدث فهذه المناسبات الى غير هذا من المخالفات لا يشك عاقل – مع جميع ذلك- فعدم مشروعيتة و الله اعلم.


هل يمكن الصلاه للاموات