يقول تعالى ذكرة : او لم ير هؤلاء الكفار كذلك من حججنا عليهم و على كل خلقنا انا جعلنا فالارض جبالا راسيه ؟
والرواسى جمع راسيه ،
وهي الثابته .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتاده قوله ( و جعلنا فالارض رواسى ) اي جبالا .
[ ص: 435 ] و قوله ( ان تميد بهم ) يقول : ان لا تتكفا بهم ،
يقول جل ثناؤة : فجعلنا فهذه الارض هذي الرواسى من الجبال ،
فثبتناها لئلا تتكفا بالناس ،
وليقدروا بالثبات على ظهرها .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتاده قال : كانوا على الارض تمور بهم لا تستقر ،
فاصبحوا و ربما جعل الله الجبال و هي الرواسى اوتادا للارض ،
وجعلنا بها فجاجا سبلا يعني مسالك ،
واحدها فج .
كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتاده قوله ( و جعلنا بها فجاجا ) اي اعلاما .
وقوله ( سبلا ) اي طرقا ،
وهي جمع السبيل .
وكان ابن عباس فيما ذكر عنه يقول : انما عني بقوله ( و جعلنا بها فجاجا ) و جعلنا فالرواسى ،
فالهاء و الالف فقوله ( و جعلنا بها ) من ذكر الرواسى .
حدثنا بذلك القاسم قال : ثنا الحسين قال : ثنى حجاج عن ابن جريج قال : قال ابن عباس قوله ( و جعلنا بها فجاجا ) سبلا قال : بين الجبال .
وانما اخترنا القول الاخر فذلك و جعلنا الهاء و الالف من ذكر الارض ،
لانها اذا كانت من ذكرها داخل فذلك السهل و الجبل; و هذا ان هذا كله من الارض ،
وقد جعل الله لخلقة فذلك كله فجاجا سبلا و لا دلاله تدل على انه عني بذلك فجاج بعض الارض التي جعلها لهم سبلا دون بعض ،
فالعموم فيها اولي .
وقوله ( لعلهم يهتدون ) يقول تعالى ذكرة : جعلنا هذي الفجاج فالارض ليهتدوا الى السير بها .
- و جعلنا فيها رواسي ان تميد بكم
- جعلنا من الارض رواسي
- و القى في الارض رواسي