وهكذا اصبح الفتي والفتاة اللذان كان طوال حياتهما يلعبان معا زوجا وزوجة

يلعبان وهكذا وزوجة والفتاة معا كان طوال زوجا حياتهما اللذان الفتي اصبح 20160919 942

اين نحن من الحب الاول؟
واين هي القلوب؟
هل يعقل ان يستمر الحب الاول بين حبيبين منذ الطفولة،
الي عتمه القبر،
متجاوزا طيش المراهقة،
وعقلانيه النضوج؟


ذلك القلب البريء من يكبح جماحه؟
من يحمية من الخطف؟
من يحرسة من الفضوليين،
واى ملاك ينقذة من السقوط؟
وهو مكمن الحساسية،
ودليل الانسان الى السعادة،
ومحرك العاطفه الذي يتهاوي امام نظرة،
ويطير من لمسة،
ويجن لمشهد،
وتجذبة طلة،
وتسحرة كلمة،
وتاسرة رفه جفن.


العناد و حدة قد كان هو الملاك المنقذ،
وان كانت الادله قليلة،
نقدم هنا ثلاث شهادات و وقائع حقيقيه عن حب بدا مع الطفولة،
وكلل بالزواج،
ومازال مستمرا يرفل بالسعادة و الطمانينة.


ايمان الفكيكى (30 عاما) معلمة،
متزوجه من حبيب الطفوله منذ عشره اعوام.

هلال العيد


تقول: تعرفت الى زوجي اثناء حفل زفاف احد اقربائي،
وحين شاهدتة تلك الليلة ارتحت الية لاسيما انه كان ينظر الى باعجاب،
فاجاتة بالسؤال حينما اجتمع الاهل و الاقارب،
فقلت له: لم ارك من قبل،
اجابنى بانه يعيش فمحافظة بابل،
كنت حينذاك فالثامنة من العمر و هو فالحاديه عشره من العمر،
ثم توالت لقاءاتنا عاما بعد عام،
وكانت رؤيتة بالنسبة لى اشبة بالعيد،
ولكن ذلك لم يكن ليحول من دون بعض المضايقات فيما بيننا،
حيث المزاح و اللعب،
لكننا كنا نعرف مقدار المودة،
ومازلت احتفظ ببعض الهدايا الصغيرة التي كان يقدمها لي،
كما اننى لا انسي الغيره التي يبديها عندما كنت اتكلم مع احد غيره،
انها بالنسبة لى خير دليل على ذلك،
كان يتدخل بكل تهذيب قائلا: ذلك الشاب ليس جميلا،
انة لا يناسبك،
كان يدرك ما يجول فخاطرى اكثر من اي شخص اخر،
ويعرف جيدا متي اكون غير راضية،
فقد كان بيننا انسجام غريب فالشخصية.

الرسائل و خصل الشعر


و تضيف: كان حسين حبيبي فالغالب يلازم منزله،
واخذ ينادى و الدتى ب(يا امي)،
وفى السنه الاتيه بلغ سن الاخرى عشره من العمر،
فاستفدت من لعبه (الغميضان) لايقاعة فشباكي..


و تتابع: بعد هذا كانت المفاجاه حينما نقل و الدى الذي كان يعمل فالسلك الدبلوماسى الى احدي السفارات خارج البلاد،
فذهبنا معه جميعا،
واول مره احسست بالشوق الى حسين،
ولم نتوقف يوما عن تبادل الرسائل و الصور و خصل الشعر،
وقد ادركت يومها جيدا ان صديق الطفوله هو رجل المستقبل.


و تستدرك: بعد سنوات عدت من حديثة الى بغداد لقضاء فصل الشتاء و بسرعه قررنا ان نتزوج،
فقد جاء حبيبي الى و الدى ليطلب منه يدى بعد ان اخبرة بقصة الحب التي ابتدات ففتره الطفولة،
فلم يصدقة و الدي،
وفى المساء سالنى و الدى بعصبية: هل ما يقوله ذلك الشخص صحيح؟
فاجبتة بنعم،
وفى العام 1990 تزوجنا،
وباستطاعتى ان اقول لم افاجا باى شيء مزعج حتي الان و ذلك الزواج كان دائما مطمئنا.


تؤكد ايمان ان الغيره تستفحل عند بعض المتزوجين و حمدا لله نحن لم نواجة كهذه الحالة ابدا،
اننا و منذ اعوام نشعر بتكامل و انسجام تامين،
كل واحد منا يدرك جيدا ما يفكر فيه الاخر،
ونحن كلما تقدمت بنا الايام تاكدنا بان افكارنا هي نفسها و اننا نعيش الذكريات ذاتها..

الزواج الاخوي


فختام حديثها قالت ايمان: انا اعتقد بانه اذا كان الزوجان متحابين فعلا لا ياخذان فالحسبان غير السنوات التي عاشاها معا،
لذا نبدا من جديد برسم عالم الطفوله الذي عشناة و جميع الحاجات التي نتذكرها من مشاعر و غيرها،
فالزواج كالخوض فعالم مجهول من الغموض،
لكن الامر يختلف مع صديق الطفولة،
هذا الخطر يزول باكثريتة لان جميع واحد منا يعرف الاخر اكثر من نفسه،
ومن هنا نفسر هذي العلاقه الصادقه بيننا بانها نوع من (الزواج الاخوي).

لم اسمع اهانه او لوما


القصة الاخرى قصة ميسون و ناصر،
تقول ميسون البالغه من العمر السادسة و الثلاثين: نحن متزوجان منذ خمسه عشر عاما،
ولكننى لم اعد اذكر بالضبط متي تعرفت الى ناصر،
فانا منذ ان و عيت على الدنيا اشعر بانه كان دائما جزءا مني،
كان اهلة من اعز الاصدقاء لاهلي،
ومنذ الطفوله المبكره تعودنا ان نكون دائما مع بعضنا،
وتضيف: لا تظنوا ان ناصرا كان ملهمى منذ هذا الوقت بهذا الجنون،
كنت احبة فقط ليس اكثر،
وكنا فالايام الممطره و غيرها من اوقات العطل نجد بعضنا ضجرين فيما يتبادل اهلنا الاحاديث فالغرفه المجاورة،
وذلك بسبب فارق السن الذي كان ينعكس على اسلوب التسلية،
ومرت الاعوام و اصبحت انا ابنه الرجل الكادح لا تري الا برفقه ابن سائق الاجره اي انا و هو،
واذكر جيدا انهم كانوا ينادوننا ب(الخطيبين) و كان هذا يزعجنا كثيرا لاننا كنا اطفالا و لا نعى هذي المفردات.


و تتابع: كالغالبيه العظمي من الفتيات اللواتى هن فمثل و ضعى الاجتماعي،
فان سن المراهقه كانت بالنسبة الى رتيبه تثير الضجر،
كانت و الدتى تمنعنى من الاختلاط،
بسبب الفوارق الاجتماعية،
وانا بطباعى الخجوله الهادئه لم اقاوم يوما هذي الاراده ما جعلنى بنت منطويه على نفسها حقا.


و تشير ميسون الى انها عندما كانت فالثامنة عشره من عمرها كانت بنت نحيله و كئيبه ترتدى ثيابا قاتمه او سوداء.


تقول: كنت كلما انظر الى جسدى يتملكنى الرعب،
الي ان فاجاتنى و الدتى يوما بقولها: من الاروع لك ان تفكرى فالزواج،
وبما انني كنت اعرف جيدا الى من كانت تلمح،
كانت الفكرة تستهوينى لكن الامر بالنسبة الى ناصر مختلف،
كنت دائما احلم بزواج ناجح و ذلك لن يسيء الى اجتماعيا،
كنت على مشارف التاسعة عشره عندما و افقت بسرور على الزواج بعد تفكير عقلاني،
كانت فرحه و الدتة و والدتى لا توصف فهما صديقتان و تحبان احداهما الاخرى،
اما بالنسبة لى فقد مرت الحاجات كما كنت اتوقعها و كانت الليلة الاولي من زواجنا صعبة،
لكن علاقتنا القديمة اخذتنا بالنهاية الى الضحك على ما اوصلتنا الية الايام،
لم اسمع منه ايه اهانه او لوم او نقد،
ولم يخرج منه غير التفهم الكامل و الحقيقي لكل ما جري مما ازاح الخجل عن كاهلي،
تلك كانت اولي اللحظات التي بدات احب بها زوجي فعلا و اشعر بالثقه التامه نحوة لانة عرف ان يصبح صديقا و حبيبا و اخا لى فو قت واحد.

امرأة سعيدة


توضح ميسون: تبدلت عنايتى بمظهري و اخذت ارتدى الالوان الزاهية،
وغيرت تسريحه شعري،
وبمعني احدث تحولت الى امرأة مفعمه بالسعادة و اذهب الى ابعد من هذا لاقول اننى اصبحت رائعة بفضله،
وبعد ان رزقت بولدين ازددت نضوجا و اكتمالا..


اليوم،
بعد خمسه عشر عاما من الزواج اجد نفسي متعلقه بناصر اكثر من اي وقت اخر،
اما علاقاتى المره فلم يعرف اي شيء عنها و نظرات الاحترام التي يوجهها الى هي احسن من ان اسبب له اي نوع من الالم.

قصة حب (مريم و سعد)


هي فالثلاثين من عمرها،
مضي على زواجها بحبيب الطفوله عشره اعوام،
تعرفت عليه فنادى (العلوية) الترفيهي.


كنت انذاك فالسادسة من عمري،
امارس القليل من الرياضه لاسيما لعبه التنس،
لكن للاسف لم تكن تستهوينى ما جعلنى اضحوكه كل الاولاد ما عدا سعد الذي كان يكبرنى بعام واحد.


و حدة كان يشجعنى دائما،
ويواسينى و يمسح دموعى عندما ابكي،
ويتصدي الى جميع من كان يجرؤ على الاساءه لي.


كان حقا يلعب دور الفارس القريب مني،
والصديق،
وكنت افخر فيه كثيرا لانة الاحسن بيننا و يحظي باحترام الجميع،
وتعاقبت اللقاءات بيننا فالمناسبات،
الا اننا لم نعد نذهب الى النادي،
لقد و جدنا لانفسنا ما يلهينا الف مرة،
استطعنا ان نخلق لانفسنا عالما اخر،
كنت انا به الاميره و هو الفارس،
كان هذا اشبة بحلم نعيش به داخل قصور شامخه نبنيها من الرمال.

خاتم من البلاستك


و تضيف: ذات يوم قررنا (الزواج) ببراءه الاطفال،
كان عمري تسعه اعوام و هو فالعاشرة!!
البسنى خاتما مصنوعا من البلاستك،
كنت مقتنعه بما فعلنا اشد الاقتناع!!
كنت انتظر العطله بفارغ الصبر،
وفى الشتاء كنا نتبادل الرسائل فقط لاننا لم نكن نسكن محله واحده و فهذه الرسائل كنا نكتب جميع شيء عن افراحنا،
ومعاناتنا عن المدرسة و الدراسه و الاحلام المستقبلية،
وكنا نعد الدقيقة التي تفصل لقاءاتنا.

هو الذي صنعني


و تتابع: استمرت علاقاتنا حتي سن المراهقة،
وكنت مستعده ان افعل اي شيء كالمجنونة،
وكانت ارشاداتة اكثر اهمية بالنسبة الى من تلك التي كان يوجهها اهلى و معلماتي،
لم تتبدل الاحوال بيننا الا عندما بلغت سن الرابعة عشرة.
اذكر انه سالنى (هل تتمنين ان يصبح لك فالمستقبل زوج مثلي؟) لقد ادهشنى سؤاله،
برغم انني كنت مقتنعه باننى لن اتزوج احدا غيره،
وبعد خمسه اعوام تزوجنا بالفعل،
وكنا فكامل براءتنا،
فى البداية عارض اهلي،
اعتقادا منهم بان زواجنا لن يدوم اكثر من عام واحد،
وان سعدا شاب عادي،
طالب كلية،
لم يكد ينهى العام الثاني من دراستة و انا كنت ربما نلت شهاده الاعدادية.

لم اشعر بالندم اطلاقا


تستدرك: مضت على زواجنا عشره اعوام و اصبح سعد فو ظيفه محترمة،
لم اشعر باى نوع من الندم اطلاقا،
العلاقه بيننا اعمق من تلك التي تربط بعض الناس بطريق الصدفة،
او من دون معرفه كاملة و متبادلة.

السحر فعلاقتنا


و فختام حديثها قالت مريم: عندما تزوجنا كنا نعرف بعضنا عن (ظهر قلب)،
وكان هذا كفيلا بعدم تعرض زواجنا لايه مشاكل سطحيه فالمستقبل،
نحن اليوم عندما ننظر الى بعض المتزوجين،
نشعر و كانهم غرباء يعيشون كالعبارات المتقاطعه و لا يتكاملون،
وباستطاعتى ان اعترف اننى لم اشعر يوما برغبه الزواج من سعد،
كان شعورى نحوة هكذا،
شعور الشقيقه نحو شقيقها،
ولكننى لا انكر ان فترات التباعد التي كانت تفرضها مواسم الدراسة،
ربما هي الاساس فالمحافظة على سريه السحر فعلاقتنا،
انى اعرف جيدا ان علاقتنا غير عاديه و ان مجرد الكلام عنها يعيد الى هذا السحر الذي يكتنف حياتنا،
ولكن لنكن عمليين،
ان و ضعنا ذلك ربما لا يمثل اكثر من واحد بالمائه من العلاقه بين رجل و امراة.


وهكذا اصبح الفتي والفتاة اللذان كان طوال حياتهما يلعبان معا زوجا وزوجة