يارب ان مسني الضر وانت ارحم الراحمين




يارب وانت مسني الضر الراحمين ارحم 20160916 99

( وايوب اذ نادي ربة انني مسنى الضر و انت ارحم الراحمين ( 83 ) فاستجبنا له فكشفنا ما فيه من ضر و اتيناة اهلة و مثلهم معهم رحمه من عندنا و ذكري للعابدين ( 84 ) ) .

يذكر تعالى عن ايوب ،

عليه السلام ،

ما كان اصابة من البلاء ،

فى ما له و ولدة و جسدة ،

وذلك انه كان له من الدواب و الانعام و الحرث شيء كثير
،

واولاد كثيرة ،

ومنازل مرضيه .

فابتلى فذلك كله ،

وذهب عن اخرة ،

ثم ابتلى فجسدة – يقال : بالجذام
فى سائر بدنة ،

ولم يبق منه سليم سوي قلبة و لسانة ،

يذكر بهما الله عز و جل ،

حتي عافة الجليس ،

وافرد ف
ى ناحيه من البلد ،

ولم يبق من الناس احد يحنو عليه سوي زوجتة ،

كانت تقوم بامرة ،

ويقال : انها احتاجت
فصارت تخدم الناس من اجلة ،

وقد قال النبى صلى الله عليه و سلم :
اشد الناس بلاء الانبياء ،

ثم الصالحون ،

ثم الامثل فالامثل ”
وفى الحديث الاخر : يبتلي الرجل على قدر دينة ،

فان كان فدينة صلابه زيد فبلائة ” .

و ربما كان نبى الله ايوب ،

عليه السلام ،

غايه فالصبر ،

وبة يضرب المثل فذلك .

وقال يزيد بن ميسره : لما ابتلي الله ايوب ،

عليه السلام ،

بذهاب الاهل و المال و الولد ،

ولم يبق له شيء ،

اقوى الذكر ،

ثم قال : احمدك رب الارباب ،

الذى احسنت الى ،

اعطيتنى المال و الولد ،

فلم يبق من قلبي شعبه ،

الا ربما دخلة هذا ،

فاخذت هذا كله م
نى ،

وفرغت قلبي ،

ليس يحول بينى و بينك شيء ،

لو يعلم عدوى ابليس بالذى صنعت ،

حسدنى .

قال : فلقى ابلي
س من هذا منكرا .

قال : و قال ايوب ،

عليه السلام : يا رب ،

انك اعطيتنى المال و الولد ،

فلم يقم على بابي احد يشكوني لظلم ظلمتة ،

وانت تعل
م هذا .

وانة كان يوطا لى الفراش فاتركها و اقول لنفسي :
[ ص: 360 ] يا نفس ،

انك لم تخلقى لوطء الفرش ،

ما تركت هذا الا ابتغاء و جهك .

رواة ابن ابي حاتم .

و ربما ذكر عن وهب بن منبة فى خبرة قصة طويله ،

ساقها
ابن جرير وابن ابي حاتم بالسند عنه ،

وذكرها غير واحد من متثانية المفسرين ،

وفيها غرابه تركناها لحال الطول .

و ربما روى انه مكث فالبلاء لمدة طويله ،

ثم اختلفوا فالاسباب =المهيج له على ذلك الدعاء ،

فقال الحسن وقتاده ،

ابتلى ايوب ،

عليه السلام ،

سبع سنين و اشهرا ،

ملقي على كناسه بنى اسرائيل ،

تختلف الدواب فجسدة ففرج الله عنه ،

و
عظم له الاجر ،

واقوى عليه الثناء .

وقال وهب بن منبة : مكث فالبلاء ثلاث سنين ،

لا يزيد و لا ينقص
.

وقال السدى : تساقط لحم ايوب حتي لم يبق الا العصب و العظام ،

فكانت امراتة تقوم عليه و تاتية بالزاد يصبح به ،

فقالت له امراتة لم
ا طال و جعة : يا ايوب ،

لو دعوت ربك يفرج عنك؟
فقال : ربما عشت سبعين سنه صحيحا ،

فهل قليل لله ان اصبر له سبعين سنة؟
فجزعت م
ن هذا فخرجت ،

فكانت تعمل للناس باجر و تاتية بما تصيب فتطعمة ،

وان ابليس انطلق الى رجلين من
فلسطين كانا صديقين له و اخوين ،

فاتاهما فقال : اخوكما
ايوب اصابة من البلاء هكذا و هكذا ،

فاتياة و زوراة و احملا معكما من خمر ارضكما ،

فانة ان شرب منه برا .

فاتياه
،

فلما نظرا الية بكيا ،

فقال : من انتما؟
فقالا : نحن فلان و فلان!
فرحب بهما و قال : مرحبا بمن لا يجفونى ع
ند البلاء ،

فقالا : يا
ايوب ،

لعلك كنت تسر شيئا و تخرج غيرة ،

ف لذا ابتلاك الله؟
فرفع راسة الى السماء بعدها قال : هو يعلم ،

ما اسر
رت شيئا اظهرت غيرة .

ولكن ربى ابتلانى لينظر ااصبر ام اجزع ،

فقالا له : يا
ايوب ،

اشرب من خمرنا فانك ان شربت منه برات .

قال : فغضب و قال : جاءكما الخبيث فامركما بهذا؟
كلامكما و طعامك
ما و شرابكما على حرام .

فقاما من عندة ،

وخرجت امراتة تعمل للناس فخبزت لاهل بيت =لهم صبى ،

فجعلت ل
هم قرصا ،

وكان ابنهم نائما ،

فكرهوا ان يوقظوة ،

فوهبوة لها .

فاتت فيه الى ايوب ،

فانكرة و قال : ما كنت تاتينى بهذا ،

فما بالك اليوم؟
فاخبرتة الخبر .

قال : فلعل الصبى ربما استيقظ ،

فطلب
القرص فلم يجدة فهو يبكى على اهلة .

[ فانطلقى فيه الية .

فاقبلت حتي بلغت درجه القوم ،

فنطحتها شاه ل
هم ،

فقالت : تعس
ايوب الخطاء!
فلما صعدت و جدت الصبى ربما استيقظ و هو يطلب القرص ،

ويبكى على اهلة ] ،

لا يقبل منهم شيئا غير
ة ،

فقالت : رحم الله
ايوب فدفعت القرص الية و رجعت .

ثم ان ابليس اتاها فصورة طبيب ،

فقال لها : ان زوجك ربما طال سقمة ،

فان اراد
ان يبرا فلياخذ ذبابا فليذبحة باسم صنم بنى فلان فانه يبرا و يتوب بعد هذا .

فقالت هذا
لايوب ،

فقال : ربما اتاك الخبيث .

لله على ان برات ان اجلدك ما ئه جلده .

فخرجت تسعي عليه ،

فحظر عنها الرزق ،

فج
علت لا تاتى اهل بيت =فيريدونها ،

فلما اشتد عليها هذا و خافت على ايوب
[ ص: 361 ] الجوع حلقت من شعرها قرنا فباعتة من بنوته من فتيات الاشراف ،

فاعطوها طعاما طيبا كثيرا فاتت فيه
ايوب ،

فلما راة انكرة و قال : من اين لك هذا؟
قالت : عملت لاناس فاطعمونى .

فاكل منه ،

فلما كان الغد خرجت فطلب
ت ان تعمل فلم تجد فحلقت كذلك قرنا فباعتة من تلك الجاريه ،

فاعطوها من هذا الاكل ،

فاتت فيه
ايوب ،

فقال : و الله لا اطعمة =حتي اعلم من اين هو؟
فوضعت خمارها ،

فلما راي راسها محلوقا جزع جزعا شديدا ،

فعن
د هذا دعا ربة عز و جل : ( انى مسنى الضر و انت ارحم الراحمين ) .

و قال ابن ابي حاتم : حدثنا ابي ،

حدثنا
موسي بن اسماعيل ،

حدثنا حماد ،

حدثنا ابو عمران الجونى ،

عن نوف البكالي; ان الشيطان الذي عرج فايوب كان يقال له : ” سوط ” ،

قال : و كانت امرأة
ايوب تقول : ” ادع الله فيشفيك ” ،

فجعل لا يدعو ،

حتي مر فيه نفر من بنى اسرائيل ،

فقال بعضهم لبعض : ما اصابة ما ا
صابة الا بذنب عظيم اصابة ،

فعند هذا قال : ” رب انني مسنى الضر و انت ارحم الراحمين ” .

وحدثنا ابي ،

حدثنا
ابو سلمه ،

حدثنا جرير بن حازم ،

عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : كان لايوب ،

عليه السلام ،

اخوان فجاءا يوما ،

فلم يستطيعا ان يدنوا منه ،

من ريحة ،

فقاما من بعيد ،

فقال احدهما للاخ
ر : لو كان الله علم من ايوب خيرا ما ابتلاة بهذا؟
فجزع
ايوب من قولهما جزعا لم يجزع من شيء قط ،

فقال : اللهم ،

ان كنت تعلم انني لم ابت ليلة قط شبعان و انا اعلم
مكان جائع ،

فصدقنى .

فصدق من السماء و هما يسمعان .

ثم قال : اللهم ،

ان كنت تعلم انني لم يكن لى قميصان
قط ،

وانا اعلم مكان عار ،

فصدقنى ،

فصدق من السماء و هما يسمعان .

اللهم بعزتك بعدها خر ساجدا ،

ثم قال
اللهم بعزتك لا ارفع راسي ابدا حتي تكشف عنى .

فما رفع راسة حتي كشف عنه
.

و ربما رواة ابن ابي حاتم من و جة احدث مرفوعا بنحو ذلك فقال : اخبرنا يونس بن عبدالاعلي ،

اخبرنا ابن و هب اخبرنى نافع بن يزيد ،

عن عقيل ،

عن الزهرى ،

عن انس بن ما لك ،

ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ان نبى الله ايوب لبث فيه بلاؤة ثمانى عشره سنه ،

فرفضة القريب و البعيد ،

الا رجلين من اخوانة ،

كانا من اخص اخوانة ،

كا
نا يغدوان الية و يروحان ،

فقال احدهما لصاحبة : تعلم – و الله – لقد اذنب
ايوب ذنبا ما اذنبة احد من العالمين .

فقال له صاحبة : و ما ذاك؟
قال : منذ ثمانى عشره سنه لم يرحمة الله فيكشف
ما فيه .

فلما راحا الية لم يصبر الرجل حتي ذكر هذا له ،

فقال
ايوب ،

عليه السلام : ما ادرى ما تقول ،

غير ان الله عز و جل يعلم انني كنت امر على الرجلين يتنازعان فيذكران
الله ،

فارجع الى بيتي فاكفر عنهما ،

كراهه ان يذكرا الله الا فحق .

قال : و كان يظهر فحاجتة ،

فاذا ق
ضاها امسكت امراتة بيدة حتي يبلغ ،

فلما كان ذات يوم ابطات عليه ،

فاوحى الى
[ ص: 362 ] ايوب فى مكانة : ان اركض برجلك ،

هذا مغتسل بارد و شراب ”
.

رفع ذلك الحديث غريب جدا جدا .

و قال ابن ابي حاتم : حدثنا ابي ،

حدثنا
موسي بن اسماعيل ،

حدثنا حماد ،

اخبرنا على بن زيد ،

عن يوسف بن مهران ،

عن ابن عباس ،

قال : و ملابس الله حله من الجنه ،

فتنحي
ايوب فجلس فناحيه ،

وجاءت امراتة ،

فلم تعرفة ،

فقالت : يا عبدالله ،

اين ذهب المبتلي الذي كان هاهنا؟
لعل ا
لكلاب ذهبت فيه او الذئاب ،

فجعلت تكلمة ساعة ،

فقال : و يحك!
انا
ايوب !

قالت : اتسخر منى يا عبدالله؟
فقال : و يحك!
انا
ايوب ،

قد رد الله على جسدى .

و فيه قال ابن عباس : ورد عليه ما له و ولدة عيانا ،

ومثلهم معهم .

وقال وهب بن منبة : اوحي الله الى ايوب : قد رددت عليك اهلك و ما لك و مثلهم معهم ،

فاغتسل بهذا الماء ،

فان به شفاءك ،

وقرب عن صاحبتك قربانا
،

واستغفر لهم ،

فانهم ربما عصونى فيك .

رواة ابن ابي حاتم .

[ وقال ] كذلك : حدثنا ابو زرعه ،

حدثنا عمرو بن مرزوق ،

حدثنا همام ،

عن قتاده ،

عن النضر بن انس ،

عن بشير بن نهيك ،

عن ابي هريره ،

عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : لما عافي الله ايوب ،

امطر عليه جرادا من ذهب ،

فجعل ياخذ بيدة و يجعلة فثوبة ” .

قال : ” فقيل له : يا
ايوب ،

اما تشبع؟
قال : يا رب ،

ومن يشبع من رحمتك ” .

اصلة فالصحيحين ،

وسياتى فموضع احدث .

و قوله : ( واتيناة اهلة و مثلهم معهم ) قد تقدم عن ابن عباس انة قال : ردوا عليه باعيانهم .

وكذا رواة
العوفى ،

عن ابن عباس كذلك .

وروى مثلة عن
ابن مسعود ومجاهد ،

وبة قال الحسن وقتاده .

و ربما زعم بعضهم ان اسم زوجتة رحمه ،

فان كان اخذ هذا من سياق الايه فقد ابعد النجعه ،

وان كان اخذة من نقل اهل الكتاب ،

وصح هذا عنهم ،

فه
و مما لا يصدق و لا يكذب .

وقد سماها
ابن عساكر فى تاريخة – رحمة الله تعالى – قال : و يقال : اسمها ليا ابنه منشا بن يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم ،

قال : و يقال : ليا فتاة يعقوب ،

عليه السلام ،

زوجه
ايوب كانت معه بارض البثنيه .

وقال مجاهد : قيل له : يا ايوب ،

ان اهلك لك فالجنه ،

فان شئت اتيناك بهم ،

وان شئت
[ ص: 363 ] تركناهم لك فالجنه ،

وعوضناك مثلهم .

قال : لا ،

بل اتركهم لى فالجنه .

فتركوا له فالجنه و عوض مثل
هم فالدنيا .

و قال حماد بن زيد ،

عن ابي عمران الجونى ،

عن نوف البكالى قال : اوتى اجرهم فالاخره ،

واعطى مثلهم فالدنيا .

قال : فحدثت فيه
مطرفا ،

فقال : ما عرفت و جهها قبل اليوم .

و كذا روى عن قتاده ،

والسدى ،

وغير واحد من السلف ،

والله اعلم .

و قوله : ( رحمه من عندنا ) اى : فعلنا فيه هذا رحمه من الله فيه ،

(
وذكري للعابدين ) اى : و جعلناة فذلك قدوه ،

لئلا يظن اهل البلاء انما فعلنا بهم هذا لهوانهم علينا ،

وليتاسوا فيه ف
ى الصبر على مقدورات الله و ابتلائة لعبادة بما يشاء ،

ولة الحكمه البالغه فذلك .

 

  • ربي اني مسني الضر
  • صورربي مسني الضروانت ارحم الراحمين
  • ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبنا له
  • ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين
  • جديد مسني
  • يا رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين
  • ربي مسني الضر وانت ارحم
  • ربي اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
  • يارب امسني الضر
  • ربي اني مسني الضر و انت ارحم الراحمين


يارب ان مسني الضر وانت ارحم الراحمين