تنشا الشغالة من بيض مخصب وتركيبها الوراثي (32 كروموسوم) وهي انثي عقيمة حيث ان جهازها التناسلي غير كامل التكوين لذا فهي غير قابلة للتلقيح وبالرغم من ذلك فهي تمتلك بعض صفا ت الامومة التي لا تتوفر في الملكة كرعاية الحضنة وتدفئتها وتغديتها وفي بعض الحالات الخاصة تقوم بعض هذة الشغالات بوضع البيض الذي ينتج عنه الذكور فقط حيث انه غير ملقح وتدعي هذة الشغالات بالامهات الكاذبة , والشغالات هي اصغر افراد الطائفة حجما واكثرها عددا حيث يبلغ عددها في الطائفة القوية وفي مواسم النشاط والفيض حوالي 60 الف شغالة وقد يصل في بعض الحلالات النادرة الي 100 الف شغالة ويقل عدد هذة الشغالات تدريجيا في فصلي الصيف والخريف الي ان يصل عددها الحد الادني في فصل الشتاء حيث قد لا تحتوي الطائفة القوية اكثر من 15 الف شغالة اما الطائفة الضعيفة فيكون العدد اقل من ذلك بكثير وقد لا تتعدي عدد الشغالات فيها بضع مئات , وهذة الظاهرة طبيعية جدا وعملية منظمة حيث ان حيث تتوفر مصادر الرحيق يكون الغذاء متاحا لاعداد اكبر والعكس يحصل حين لا تتوفر هذة المصادر حيث يعتمد النحل في تغديته علي مدخراته من العسل فيقل العدد ويحصل توازن بين الغذاء المتاح من عسل و حبوب اللقاح وبين اعداد النحل التي تعتمد علي هذا الغذاء.[1]
وتركيب جسم الشغالة يساعدها علي القيام بكثير من الاعمال الهامة التي تساهم بجهد كبير في الحياة الاجتماعية التي تعيشها الطائفة.[2]
اجزاء فم الشغالة طويلة ومهياه لجمع الرحيق من الازهار وارجلها مناسبة لجمع حبوب اللقاح بكفائة وحملها الي الطائفة كما ان غددها البلعومية تفرز الغذاء الملكي الذي يعتبر الغذاء الاساسي للملكات ولصغار الحضنة كما انه مزودة بغدد مختلفة كغدد الشمع وغدد الرائحة.[3]
ان معدة نحل العسل واسعة وتستطيع تخزين كمية مناسبة من رحيق الازهار وللشغالة اله لسع غير مقوسه وحادة التسنين تستخدمها للدفاع عن الطائفة ضد الاعداء , تقضي الشغالات نصف عمرها في العمل داخل الخلية والنصف الثاني تقضيه في اعمال خارج الخلية وتعيش الشغالة حوالي 45 يوما من الكفاح المستمر والعمل المتفاني خدمة للخلية في الربيع والصيف وقد يطول عمرها حتي ستة اشهر في الخريف حيث تمتد حياتها حتي اواخر الشتاء لان كلما زاد العمل كان علي حساب طول حياتها وتخرج الشغالة من خليتها اول مرة وعمرها حوالي 10 ايام وتطير حول الخلية بشكل دائري في بادئ الامر وذلك للتعرف علي ما يحيط بها من علامات مميزة للمنطقة القريبة من الخلية.[3]
محتويات
الاعمال التي تقوم بها الشغالات
للملكة عمل واحد وهو وضعها للبيض وللذكر عمل محدد هو تلقيح الملكات الحديثة بينما تقوم الشغالات بجميع الاعمال الاخري اذ انها تعرف بغريزتها واجباتها المحددة ويتم تقسيم العمل بين الشغالات حسب اعمارها ونمو اعضائها وكذلك حسب حاجة الطائفة .[3]
وتنقسم الاعمال التي تؤديها الشغالات الي:
- اعمال داخل الخلية .
- اعمال خارج الخلية .
اعمال الشغالات داخل الخلية
تقوم الشغالة بالعمل داخل الخلية حتي عمر 3 اسابيع وتقوم خلالها بما يسمي بالواجبات المنزلية في الداخل وتسمي بالشغالة المنزلية وتتلخص الاعمال التي تقوم بها الشغالة حسب سنها وتطور اعضائها المختلفة تباعا وعلي التوالي[3] :
تدفئة الحضنة
تخرج الشغالة الكاملة من طور العذراء وهي شاحبة اللون ومبللة ومتهدلة الاجنحة فتجفف نفسها بسرعة وتفرد اجنحتها ونظرا لضعفها تبقي ساكنة وتحتضن العيون السداسية التي تحتوي علي الحضنة فتعمل علي تدفئتها والمحافظة علي درجة الحرارة المناسبة لنضج تفريخ الحضنة اثناء ذلك لا تقوم بتناول العسل وحبوب اللقاح المخزونة بالعيون السداسية وانما تحصل علي غذائها بطريقة الاستجداء من اخواتها الاكبر منها نتيجة ضعف عضلاتها الفكية وذلك خلال الايام الثلاثة الاولي من عمرها حيث تمد النحلة الكبيرة لسانها نحو لسان الصغيرة وتخرج قطرة من حوصلتها تلعق منه هذة الشغالة حيث تقوي عضلاتها الفكية فتبدا بالتغدية ذاتيا حيث تلتهم كميات كبيرة من حبوب اللقاح و العسل.[4]
تغدية اليرقات الكبيرة
نتيجة تغديتها علي حبوب اللقاح التي تحتوي علي البروتينات المختلفة تكتمل وتنضج غددها وتقوي عضلات جسمها وتقوم بتغدية اليرقات الكبيرة (عمرها 3 3 – 5 ايام) بخبز العسل (عسل- حبوب اللقاح – ماء
معرفة موقع الخلية
تبدا الغدد البلعومية الخاصة بافراز الغذاء الملكي بالضمور ويكون مستقيم هذة الشغالات قد امتلا بالفضلات فتبدا الشغالة بالخروج لاول مرة من خليتها والغرض من خروجها عمل رحلات استكشافية قصيرة حيث تطير بشكل دائري حول الخلية حتي تحدد العلامات والمنطقة المحيطة بها وكذلك تقوم بعملية افراغ المستقيم خارج الخلية اذ ان النحل لا يتبرز داخل الخلية ابدا ومن الممكن بعدها ان تقوم بما يعرف بطيران اللهو.[5]
استلام الرحيق وتعبئة حبوب اللقاح
عندما تجف الغدد الخاصة بالغذاء الملكي تنتقل هذة الشغالات من فوق اقراص الحضنة الي الاقراص المجاورة لمدخل الخلية حيث تقابل الشغالات الكبيرة العائدة من زيارتها للازهار المحملة بالرحيق وحبوب اللقاح فتاخد الشغالات الصغيرة الرحيق قطرة قطرة حيث تتدحرج هذة القطرات علي لسانها حتي الجراب ثم تخرجها مرة اخري وهكذا حتي تدفع بها الي نحلة اخري وتاخد هي قطرة ثانية , وتستغرق القطرة الواحدة علي لسان الشغالة حوالي 20 دقيقة حتي يهضم السكر جزئيا بواسطة انزيمات خاصة ويفقد الرحيق الرطوبة ويصل الي قوام العسل غير الناضجعند ذلك تتسلمه مجموعة ثانية من النحل و تقوم بتخزينه في العيون السداسية الخاصة بالعسل وكذلك تخزن حبوب اللقاح , بعد ذلك تقوم مجموعة اخري بالتخلص من الرطوبة الزائدة بالعسل غير الناضج باستخدام اجنحتها لانتاج تيارات هوائية فيتحول الي عسل ناضج حيث تقوم بتغطية العيون الممتلئة بالعسل بغطاء شمعي رقيق.[6]
افراز الشمع وبناء الاقراص الشمعية
عند بلوغ عمر الشغالة 12 يوما ونتيجة لقيامها سابقا بتحويل الرحيق الي عسل تمتص جسمها كميات كبيرة من السكريات حيث تنضج وتكتمل عندها الغدد الشمعية التي توجد علي جانبي البطن من اسفل , تبدا الشغالات بافراز الشمع اللازم لبناء الاقراص الشمعية وترميمها ولما كان انتاج الشمع وبناء الشغالات للاقراص الشمعية يحتاج الي درجات تتراوح ما بين 33 – 36 درجة مئوية , وهي حرارة عالية نسبيا تقوم هذة الشغالات باستهلاك كميات كبيرة جدا من العسل حتي تقوم بافراز الشمع اذ يلزم لانتاج كيلو جرام واحد من الشمع حوالي 5 – 25 كيلو جرام من العسل ويتم افراز الشمع علي هيئة قشور.[7]
بعد ذلك تقوم هذة الشغالات بالتعلق بالاطارات او اي نقطة بارزة في الخلية ثم يعقبها صف اخر يتعلق بالارجل الخلفية لنحل الصف الاول حتي يتكون شكل هرمي مقلوب من هذة الشغالات بعد ذلك تتناول الشمع الموجود علي صورة قشور بواسطة الارجل الخلفية وتنقلها الارجل الامامية ثم الي فكوكها فتفرز علي اللعاب الذي يحتوي علي بعض الانزيمات التي تلينها وتعجنها وتبدا ببناء العيون السداسية حيث تبقي هذة المجموعة بهذا الوضع حوالي 20 ساعة عمل متواصل بعدها تاتي مجموعة اخري وتحل مكانها حتي يتم بناء الاقراص المطلوبة.[7]
الحراسة والتنظيف
عندما تجف الغدد الشمعية في اليوم الثامن من عمر الشغالة تقريبا تقوم هذة الشغالات بعمليات التنظيف داخل الخلية وحراسة المدخل امام الاعداء المهاجمين كالنحل السارق والحشرات الاخري وكذلك السحالي والفئران.[8]
النحل يميز افراد الطائفة بواسطة الرائحة الخاصة بكل خلية ولكن يلاحظ ان النحل الحارس لا يتعرض لذكور الخلايا الاخري اذا ما دخليت اثناء موسم التلقيح وكذلك لا يتعرض للشغالات الغربية المحملة بالغذاء اذا ما حاولت الدخول بهدوء الي الخلية.[9]
ولكنه يدافع عن خليته بشراسة اذا ماهاجمها النحل السارق الذي يمكن تمميزه اثناء طيرانه امام مدخل الخلية وهو يمد ارجله الي الامام وتردد يمينا ويسارا واذا ما استطاع النحل السارق الدخول الي الخلية المهاجمة وتم له اختراق الحراسة امام باب الخلية يستطيع النحال سماع طنين خاص يصدر من الخلية الت تتعرض للسرقة وعادة ما تتعرض الطوائف الضعيفة للسرقة.[10]
اعمال الشغالات خارج الخلية
بعد ان يصبح عمر الشغالات 21 يوما تبدا بانجاز الاعمال الحقلية خارج الخلية وتسمي هذة الشغالات بالنحل السارح ويقوم هذا النحل ويقوم هذا النحل بجميع الاعمال والنشاطات خارج الخلية حتي موته , ومن اهم هذة الاعمال[11] :
- جمع الرحيق: الرحيق هو السائل سكري الذي تفرزة الخلايات الغدية الذي توجد بالقرب من قواعد البتلات غالبا في نباتات ذات ازهار الرحيقية ولكنه قد توجد ايضا غدد رحيقية اضافية في قواعد الاوراق واماكن اخري في النبات مثل القطن والخروع والفول.[12]
- جمع حبوب اللقاح: تعتبر حبوب اللقاح المصدر الاساسي لامداد النحل بالبروتينات المختلفة اللازمة لبناء اجسامها ولا يستطيع النحل تربية الحضنة بدونها وتتوقف حاجة الطائفة اليها حسب اعداد افرادها وتبعا لكمية الحضنة التي تقوم بتربيتها , اذا ان كمية الازوت اللازمة لتربية نحلة واحدة تقدر ب 2,3 مليجرام هذة الكمية في 100 مليجرام من حبوب اللقاح تقريبا وهذا الرقم يعادل وزن النحلة الحديثة وبالتالي يلزم لانتاج كيلوجرام واحد من النحل (حوالي 10000 نحلة) كيلوجرام واحد من حبوب اللقاح ويختلف التركيب الكيميائي لحبوب اللقاح باختلاف النباتات وباختلاف عوامل البيئة.[13]
- جمع البروبوليس: هي عبارة عن مادة حمضية لزجة وتوجد في قلف بعض الاشجار ويستخدمها النحل في لصق الاطارات وتقوية الاقراص الشمعية وسد شقوق الخلية وتضييق مداخل الخلية في الشتاء.[14]
- جمع الماء: الماء له اهمية كبيرة في حياة النحل اذ ان الطائفة تستعمله في اغراض عدة حيث تجمعه الشغالات من الرطوبة الارضية او الجداول او البرك والمستنقعات او اي مصرد مائي اخر وتستعمل الشغالات المنزلية اثناء الشتاء او الربيع المبكر في تخفيف العسل السائل والمكثف او من اجل اذابة العسل المتجمد او غذاء الكاندي الذي تقدمه المربي للنحل شتاء , اما في الصيف فتستعمل الماء في تلطيف حرارة الخلية وترطيب هوائها , ويلجا في الفصول الحارة حيث تزداد الحاجة للماء الي جمعه بكميات اكبر وتخزينه في كؤوس سداسية مصنوعة من الشمع و البروبوليس وموجودة في قمم الاطارات او علي جوانب عش الحضنة واحيانا علي اغطية الحضنة المقفولة بالاضافة الي تخزينها في حوصلات النحل الخازن
