افضل مواضيع جميلة بالصور

اتبعوا ولا تبتدعوا

شرح اثر ابن مسعود – رضي الله تعالى عنه – “اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم”

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، وبعد،،
قال ابن مسعود رضي الله عنه ، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم
قوله ” اتبعوا ” يعني: ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿ واطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين﴾ [الانفال :46]. ففي اتباع السنة والاخذ بها طاعة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وذلك سبيل النجاة من الاختلاف المذموم. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : اني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. اخرجه الحاكم في مستدركه (319)، والبيهقي في السنن الكبرى (20337).
وعبد الله بن مسعود من السابقين الاولين المهاجرين، فهو من اكبر علماء الصحابة، يقول – رضي الله عنه -: ” اتبعوا ” يعني: ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو يطابق قول الرسول – صلى الله عليه و سلم -عن العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال: قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين، عضوا عليها بالنواجذ، رواه ابو داود و الترمذي، وقال حديث حسن صحيح . وهذا هو الاتباع الذي امرنا به النبي – صلى الله عليه وسلم -.
وقوله رضي الله عنه: “ولا تبتدعوا” فهو يطابق ايضا قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – عن العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: واياكم ومحدثات الامور؛ فان كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة. هذا هو الابتداع،
و قوله صلى الله عليه و سلم: فان كل بدعة ضلالة
قال ابن حجر – رحمه الله تعالى -:
” والمراد بقوله : ( كل بدعة ضلالة ) ما احدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام. فتح الباري (3/ 254).
تعريف البدعة:
لغة:
قال الامام الشاطبي – رحمه الله تعالى – في الاعتصام:
واصل مادة ((بدع)) للاختراع على غير مثال سابق، ومنه قول الله تعالى: ﴿بديع السماوات والارض﴾ [البقرة: 117، الانعام: 101] اي مخترعهما من غير مثال سابق متقدم. انتهى (1/ 49).
واما شرعا: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. انتهى. من كتاب الاعتصام للشاطبي (1/ 50).
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. اخرجه مسلم – رحمه الله تعالى -.
قال ابن حجر – رحمه الله تعالى-:
وهذا الحديث – يعني حديث : من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد – معدود من اصول الاسلام وقاعدة من قواعده ؛ فان من اخترع في الدين ما لا يشهد له اصل من اصوله فلا يلتفت اليه. الفتح (5/ 302).
وقال النووي – رحمه الله تعالى -:
قال اهل العربية : الرد هنا بمعنى المردود ، ومعناه : فهو باطل غير معتد به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الاسلام، وهو من جوامع كلمه – صلى الله عليه وسلم – فانه صريح في رد كل البدع والمخترعات، وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في ابطال المنكرات واشاعة الاستدلال به. شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 16).
وقال ابن رجب – رحمه الله تعالى -:
فكل من احدث شيئا ونسبه الى الدين، ولم يكن له اصل من الدين يرجع اليه، فهو ضلالة، والدين منه بريء. جامع العلوم والحكم (2/ 128)
وقال ابن حجر : والمراد بقوله : ( كل بدعة ضلالة ) ما احدث ولا دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام. الفتح وقد تقدم تخريجه.
ثم قال – رضي الله عنه – ” فقد كفيتم” معناه لا تحتاجون الى زيادة والى تكلف، يكفيكم ان تعملوا بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما قاله صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يبق لاحد سبيل للزيادة والنقصان، ويخترع للناس امورا يظن انها خير، وانها تقرب الى الله سبحانه وتعالى،
قال جل وعلا: ﴿اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام﴾ [المائدة: 3].
قال ابن كثير – رحمه الله تعالى-: “هذه اكبر نعم الله – تعالى – على هذه الامة؛ حيث اكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون الى دين غيره، ولا الى نبي غير نبيهم – صلوات الله وسلامه عليه – ولهذا جعله الله تعالى خاتم الانبياء، وبعثه الى الانس والجن، فلا حلال الا ما احله، ولا حرام الا ما حرمه، ولا دين الا ما شرعه، وكل شيء اخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف، كما قال تعالى: ﴿وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا﴾ [الانعام: 115]؛ اي: صدقا في الاخبار، وعدلا في الاوامر والنواهي، فلما اكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة؛ ولهذا قال تعالى: ﴿اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام﴾ [المائدة: 3] اي: فارضوه انتم لانفسكم، فانه الدين الذي احبه الله ورضيه، وبعث به افضل الرسل الكرام، وانزل به اشرف كتبه”. تفسير ابن كثير (5 /246).
روى البخاري ومسلم من حديث طارق بن شهاب – رحمه الله تعالى -، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – ان رجلا من اليهود قال له: يا امير المؤمنين، اية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا – معشر اليهود – نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: اي اية؟ قال: ﴿اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام﴾ [المائدة: 3]، قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذي نزلت فيه على النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو قائم بعرفة يوم جمعة.
وقال علي بن ابي طلحة – رحمه الله تعالى – عن ابن عباس – رضي الله عنهما-: قوله: ﴿اليوم اكملت لكم دينكم﴾ [المائدة: 3] وهو الاسلام، اخبر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – والمؤمنين انه قد اكمل لهم الايمان فلا يحتاجون الى زيادة ابدا، وقد اتمه الله فلا ينقصه ابدا، وقد رضيه فلا يسخطه ابدا، وقال ابن جرير وغير واحد: مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعد يوم عرفة بواحد وثمانين يوما.
ان الدين قد كمل فلا يحتاج الى زيادة ابدا، فما يفعله اهل الضلالة من البدع انما هو ابتداع في دين الله، واتهام لهذا الدين بالنقص،
فقد كفيتم ، فلا يجوز لاحد ان ياتي بعبارة من عنده، او يتقعر ويتكلف وياتي بمعان لم يقلها السلف خصوصا في باب العقيدة واختراع العبارات في الاسماء والصفات بما يعلم قطعا مخالفته للكتاب و السنة ولم يقلها من سبق من السلف الصالح نعم ليس له سبيل في هذا، بل هذا هو الضلال فاغزر الناس علما هم الصحابة، ، لا يتكلفون ، وانما ياخذون من مقتضى الكتاب والسنة بدون تكلف،
وروى ابن حميد عن مالك – رحمهما الله تعالى – انه قال : لم يكن شيء من هذه الاهواء في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وابي بكر وعمر وعثمان. وكان مالكا يشير بالاهواء الى ما حدث من التفرق في اصول الديانات من امر الخوارج والروافض والمرجئة
ونحوهم ممن تكلم في تكفير المسلمين، واستباحة دمائهم واموالهم، او في تخليدهم في النار، او في تفسيق خواص هذه الامة، او عكس ذلك، فزعم ان المعاصي لا تضر اهلها، او انه لا يدخل النار من اهل التوحيد احد. انتهى. جامع العلوم والحكم (2/ 132).
فما من خير الا والنبي – صلى الله عليه وسلم – دل امته عليه، وما من شر الا حذر امته منه، فليس لنا ان نتكلف في النصوص، قال ابو ذر رضي الله عنه : لقد تركنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما يقلب طائر جناحيه في السماء الا ذكر لنا منه علما لهذا. تفسير ابن جرير ( 5/188).
واصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، اغزر الناس علما، واقلهم تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يبعدون عن الكتاب والسنة فعلينا باثار من سلف والعمل بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح.
والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى اله وصحبه اجمعين.

  • اتبعوا ولا تبتدعوا
  • اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم
  • اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم صحة الحديث
  • حديث كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
  • قال ابن مسعود اتبعوا ولا
السابق
حكمة عن العلم للاذاعة المدرسية
التالي
اجمل انواع الزخارف