الثانى من اب (مونزا) ايطاليا
“ليله سعيده سيزار, لقد امضيت وقتا رائعا”
بعد ان انتهت حفله سيزار فى الطابق السفلى مع فريق السباق رافق اوليفيا الى غرفتها فى الفندق لكنها انزعجت حين طوق عنقها امام الباب
كان سيزار دى فالكون المعروف باسم سيزار ويلون يفيض تالقا وجاذبيه, لكن مهنته هى ماتستحوذ على مشاعره وهكذا يحول دون حمله على محمل الجد كما ان اوليفيا لم توح له بان مابينهما يتعدى الصداقه , هذا غير ممكن فهى غارقه فى حب اخيه الاكبر لوسيان دى فالكون
اما حقيقه ان هذا الحب ليس متبادلا فهى غير مهمه , وبما ان عواطفها ماسوره فى مكان اخر لم تستطع ان تلهو مع سيزار لمجرد اللهو
عندما جاءت الى اوروبا مع شقيقتيها فى شهر حزيران كان حلم اوليفيا الاكبر هو حضور سباق (موناكو) الكبير الذى احتل فيه سيزار ويلون الاسطوره المركز الثانى
من حسن الحظ ان ماكس ابن خاله سيزار تزوج احدى شقيقتى اوليفيا ما جمع اسرتيهما معا فى ظروف لم تكن متوقعه , وبما ان سباق السيارات يفتنها حتى قبل تعرفها الى سيزار
فقد امتلات بهجه وسرورا حين اظهر سائق سياره السباق الشهير لهفه لياخذها بجوله فى سيارته
كم من مره يمكن للمرء ان يرى مباشره ما يحدث خلف المقود؟ خصوصا مع سائق مشهور؟
” لدى المزيد من الوقت الرائع جميلتى, بما اننا وحدنا”
اشاحت بوجهها عنه وردت ” لديك سباق كبير غدا ما يجعلك بحاجه الى النوم طويلا”
“النوم, انوى النوم ولكن ليس وحدى”
كان سيزار رجلا جذابا لكنها ابتعدت عنه قبل ان يحاول تقبيلها , وادركت من الدهشه التى بدت على وجهه ان النساء اللاتى قاومنه قليلات للغايه
“الن تدعينى للدخول؟”
والقى عليها نظره جريحه تماثل تماما نظره ماكس صهرها الايطالى فابتسمت, عليها ان تواجه هذا الموقف بكياسه ولياقه لانه ابن خاله زوج شقيقتها غرير لهذا لاتستطيع جرح مشاعره برفضها له , فلا تراه مره اخرى بحياتها
وقالت متمهله ” لا, لن ادعوك للدخول فانا انانم وحدى دوما”
“دوما؟”
“دوما”
“ولكن هذا لايصدق”
انفجرت اوليفيا ضاحكه وقالت ” تعلمنا انا وشقيقتاى ان ننتظر حتى نتزوج”
“اتريدين ان تخبرينى ان غرير وماكس………..”
انهت جملته ” لم يفعلا شيئا قبل ليله زفافهما”
جاء دوره ليضحك ” لقد كذبت عليك”
هزت اوليفيا راسها “لا, اراهن بحياتى على ذلك”
وعندما رات انه لم يقتنع اردفت ” عندما يعودان من شهر العسل , اسال ماكس فيخبرك بالحقيقه”
امسك ذراعها قائلا” بعد كل سباق امضى اسبوعا فى فيلا الاسره حيث اكون وحدى لكنى هذه المره ساخذك معى للاحتفال بالنصر وهذا انذار”
لا, سيزار لن اذهب معك الى اى مكان هذا مافكرت فيه من دون ان تنطق به فللرجل عنفوانه الذى يجعله يظن ان ايه امراه اخرى ستقفز فرحا لهذه الفرصه انما اوليفيا ليست واحده من اولئك النساء
“عليك ان تكون زوجى اولا لاذهب معك”
فقال باسما ” علينا اذن ان نحصل على خاتم اثناء وجودنا فى الفيلا فى (بوزيتانو)”
“انت تحب المزاح سيزار, لكنك تعجبنى ساراك غدا والان تصبح على خير وحظا سعيدا”
وتملصت من بين ذراعيه ثم اندفعت الى غرفتها
رغم انه الرجل المثالى الذى ترغب فيه معظم النساء , الا انه لم يكن الرجل الذى يشغل فكر اوليفيا منذ عادت الى وطنها مع اختيها للاستعداد لعرس غرير
لم تكن تريد سوى عناق رجل معين , وانحبست انفاسها لطول انتظارها كى ترى لوك مره اخرى فى حفل الزفاف لكنه خذلها منذ اللحظات الاولى لاجتماعهما قائلا ” قد تنجحين فى الايقاع برجل برئ يا اوليفيا لكننى افهمك تماما, انت لست سوى امراه تتبع هواها”
“احقا؟ حسنا هذا يجعلك الاخ الاكبر الغيور الاعرج, ولابد ان مايغيظك هو علمك انك عاجز عن ان تصعد الى سياره سيزار فكيف بان تقودها”
مازال جسدها يقشعر عندما تذكرت الكلمات القبيحه التى تبادلاها……… حتى ان الوقاحه بلغت به حدا تشبيهها باحدى اولئك النسوه الانتهازيات اللاتى يسعين خلف ملاذتهن, ويلقين بانفسهن على الاغنياء المشهورين مثل سيزار
اغضبها لوك للغايه , لقد سرها ان تقبل دعوه سيزار لتتابع سباق السيارات, لكن سيزار اساء فهم موافقتها وافترض انها اصبحت ملكا له ياخذها متى يشاء
هذا كله ذنب لوك , مجرد التفكير فى المواجهه الغاضبه بينهما امام الكنيسه سبب لقلبها الالم , لو لم يوجه اليها تلك الاهانه لما تهورت بهذا الشكل
كان لوك على عكس اخيه لايرغب بالشهره ولايسعى اليها مازاد رغبتها فيه, ورغم انها وجدت عزلته عن الناس مزعجه الا ان مافتنها فيه هو انها بدا وكانه لايحتاج اى شخص اخر
كانت طاقه لوك متاتيه بحسب سيزار من عمله كمهندس, ارادت ان تعرف كل شئ عنه لكن سيزار كان يلوذ دائما بالصمت عند الحديث عن تفاصيل حياه لوك الشخصيه منها والعمليه
كل ماتعرفه هو ان لوك اوشك ان يفقد ساقه منذ سبعه اشهر على اثر حادث ماساوى ادى الى مقتل خطيبه ابن خالته نيك
وكانت اوليفيا قد علمت من اختها غرير ان لوك لم يتزوج قط
من المؤكد ان السبب لايعود الى انعدام الفرص فعيناه الرماديتين تحت حاجبيه وشعره الاسود شديدتا الروعه والغرابه ايضا لانهما تتناقضان مع لون بشرته الاسمر
مره واحده فقط راته يبتسم فحدثت نفسها بانها لم تر قط من قبل ابتسامه بهذه الروعه
لكن بعد شجارهما المر تخلت عن الامل فى ان ترى تلك الابتسامه النادره مره اخرى
خيل اليها ان للالم الناجم عن اصابه ساقه دورا فى اكتئاب مزاجه هذا, على اى حال خطر لها ان كابيته تلك ناتجه عن مشاكل اعمق من مشاكل الجسد
لابد ان الامر يتعلق بامراه وايا كانت تلك المراه فقد افلحت فى تدميره
كان رجال ال فالكون شديدى الوسامه بقاماتهم الفارعه وبشراتهم السمراء وحيويتهم التى لايمكن مقاومتها…….. واذا شاء لوك فيمكنه ان يحظى باجمل النساء, لكن يبدو ان ذهنه مشغول بامور اخرى, وهو اكثر ذكاء وثقه بالنفس من ان يحتاج الى اهتمام الجنس الاخر الدائم
لم يرغب فى لفت انتباهها مما جرحها بشكل لم تعرفه من قبل, ومازال الجرح يؤلمها وكلما فكرت فى الامر , كلما ازداد رفضها لملاحظاته اللاذعه شقيق سيزار , المنعزل المنهك والبالغ من العمر ثلاثه وثلاثين عاما اساء الحكم عليها وستثبت له ذلك
سوت وسادتها وعادت للاستلقاء على السرير راجيه ان تنام, خائفه من عدم تمكنها من ذلك
*****************************
“الن تذهب لرؤيه سباق اخيك فى الصباح؟”
“لا يا امى, يريد الطبيب ان يسحب الماء من ركبتى بعد غد, وعلى ان اريحها قليلا حتى ذلك الحين”
سرها ان يملك هذا العذر المنطقى الذى ستنقله لابيه واخيه سيزار
“انتبه لنفسك ياولدى, ساتى بعد ايام لاطمئن عليك”
“هذا ليس ضروريا فساتى انا لاراك”
اذا صح تشخيص الطبيب, فان ساقه الان فى اخر مرحله للشفاء هذه هى بدايه النهايه لسبعه اشهر مروعه من الالم الجسدى لكنه تمنى لو يستطيع ان يقول الكلام نفسه عن عذابه النفسى, انما ما من دواء لهذا
” ساتحدث اليك قريبا يا امى”
جلس على كرسيه الدوار خلف مكتبه , وهو يحدق بعينين لاتريان فى الشاشه امامه
يتطلب عمله عاده ان يتخلص من افكاره المظلمه لكنه عجز عن ذلك الليله فصوره اوليفيا داتشس فى سرير اخيه جعلته يشعر بالمراره
تناول هاتفه الخلوى وطلب رقما وبعد برهه رفع ابن خالته السماعه ” لوك؟ خطر لى ان يكون المتصل انت”
“من غيرى سيزعجك فى هذه الوقت من الليل؟ هل كنت فى السرير؟”
“لا, انا فى مكتبى اعمل على هذا المخطوط اللعين”
” كنت على وشك ان اسالك كيف يجرى العمل عليه”
كان نيك يواجه جهمنه الخاصه منذ موت نينا
فبالاضافه الى حزنه بسبب الحادث كان يعانى من الشعور بالذنب اذا فسخ خطبتهما قبل ساعه من ركوبها اخر ترام من دونه
لن يعرف لوك قط ما اذا كان نيك قد اكتشف انها تخونه ولهذا السبب الغى الزفاف , وعلى الرغم من علاقه الرجلين الوثيقه الا ان نيك لم يشر ولو لمره واحده ان نينا كانت تواعد رجلا اخر لكن لوك يعلم ذلك
كان قد تاخر فى ممارسه رياضه التزلج ذلك النهار, وعندما خرج من الكوخ طالعه مشهد مزق كيانه, راى بين الاشجار رجلا غريبا ذا شعر اشقر كثيف يقبل نينا وتجاوبت هى معه تماما قبل ان تبتعد وتسرع الى الترام المتوجه الى الجبل
وبما ان لوك يحب نيك كاخيه نوى ان يواجهها بالامر فلحق بها وصعد الترام معها , لكن قبل ان يجد الفرصه ليتحدث اليها على حده , حدثت الكارثه التى قتلتها واذته واثناء الاحاديث الطويله التى دارت فى المستشفى حيث خضع لوك لعمليات جراحيه عده , اعترف نيك بانه لم يكن يحب نينا كما يفترض به ان يفعل وقد وافق على الخطوبه بضغط من والديه, وعندما تقرر موعد الزواج ادرك انه لايستطيع الزواج منها
لم يدهش اعترافه هذا لوك او ماكس, فنيك لم يتصرف يوما كرجل غارق فى الحب لكن مادام لم ينطق بكلمه عن خيانه نينا قرر لوك الا يعلم ابن خالته بشئ
وبعد ان ناقش الامر مع ماكس قرر انه من الافضل ان يبقى نيك على جهله مادام كشف الحقيقه لن يفيده بشئ, فنينا ماتت ولاداعى لان يجعلا الامر اكثر بشاعه
كان لوك يعرف شعور من يخونه شريكه خصوصا مع اخيه, وهو شعور لايتمناه لاسوا اعدائه فكيف يقبل به لنيك من بين كل الناس؟
**************************
اخذ الاف المشاهدين يصرخون عندما اعلن المذيع ان سيزار فيلون هو الفائز بسباق (مونزا)
كانت اوليفيا قد وصلت باكرا للتفرج على السباق فوقفت على قدميها تصفق وتهتف مثل غيرها من المتفرجين
املت ان يكون قد نسى ماقاله عن اخذها معه لاحقا, لكنها على اى حال قررت ان تترك(مونزا) بحيث لايجدها عند انتهاء النهار مما يعطيه انطباعا سيئا اخر عنها
وبما انه الابن الاصغر للدوق دو فالكون فمن غير المستغرب ان يفترض ان مامن امراه ترفضه, لم تحاول ان تقترب منه بعد انتهاء السباق وما كانت لتستطيع لو شاءت ذلك, بسبب الازدحام
فى صباح الغد ستغطى صوره التى يعانق فيها الجميله تلو الاخرى الصفحات الاولى لالاف الصحف والمجلات
اما اوليفيا فلم يعجبها هذا المشهد كله, وشعرت بالنفور وهى ترى النسوه يتعاركن للاقتراب منه وكل واحده منهن ترجو ان تكون المراه التى سيختارها من دون ان يعرفن ان اوليفيا هى هدفه المنشود
ادركت اوليفيا ان اى امراه يدفعها سوء حظها للوقوع فى حب رجل مشهور عليها ان تتحمل نزوات حبيبها
وقفت تحدق فى سيزار بعينين لاتريان فتحولت الفكره التى خطرت فى بالها الليله الماضيه الى خطه متكامله, فنزلت عن المنصه حيث تجلس وشقت طريقها بين الجموع دون تردد حتى وصلت الى موقف سيارات الاجره
“الى فندق (اكاديميا)”
“نعم سيدتى”
ستتصل من غرفتها باختها بايبر الموجوده حاليا فى جنوى فى رحله عمل, كان من المفترض ان ترافقها اوليفيا لتتخذا القرار المناسب قبل ان تستقلا الطائره معا الى نيويورك, لكنها غيرت رايها فى مغادره اوروبا حاليا وهى تثق براى بايبر تماما
لن توافق اختها على خطتها للحاق بلوك, كما لن تفعل غرير ولكنها لحسن الحظ ليست موجوده لكى تعارضها فهى تقضى شهر العسل مع ماكس
كان التفريق بين التوائم الثلاث يحتاج الى رجل غير عادى , ثلاث فتيات شقراوات متشابهات شكلا وانما ليس مزاجا وطبعا
كان ماكس قد القى نظره واحده على غرير بعينيها البنفسجيتين واذا به يهوى صريعا, وكانت اوليفيا تعلم انه لن يشفى ابدا
نظره الشغف والرغبه التى بدت فى عينى ماكس وهو يقبل عروسه عند المذبح كشفت للعالم اجمع عن شعوره نحوها
مع زواج غرير تغير عالم اوليفيا وتعاظم شعورها بالحريه, مع غياب غرير التى اعتادت ان تفرض عليها طريقه تفكيرها اصبحت اوليفيا سيده مصيرها
لم يكن هذا يعنى انها لاتحب غرير لا بل بالعكس , فهى شغوفه بها ومع ذلك شعرت بالراحه لانها لن تضطر الى مواجهتها وسماعها تقول انها حذرتها من الخروج مع سيزار
شعور لوك بالكراهيه والنفور نحوها هو الذى جعلها تتصرف بهذا الشكل, واحمرت وجنتاها وهى تدرك انها فعلت ذاك الشئ الغبى الذى حذرتها غرير منه حالما سافرت هذه الاخيره
فى الواقع كانت غرير هى التى علقت على علاقه اوليفيا بفريد مشيره الى انها غيرمغرمه به, لكن اوليفيا بقيت تخرج مع فريد لتثبت ان سلطه غرير عليها ليست مطلقه
الا انها ارغمت نفسها فى نهايه الامر على ان تخبر فريد بان علاقتهما انتهت, لكن ما استاءت منه اوليفيا حقا هو انها مازالت تقاوم تاثير اختها القوى عليها رغم زواجها وسفرها بعيدا
ناداها السائق من فوق كتفه ” سنيوريتا”
كانا قد وصلا الى الفندق من دون ان تلاحظ ذلك لشده استغراقها فى وضع خطتها الجديده
بعد ان دفعت الاجره نزلت من السياره واندفعت داخله الى الفندق متلهفه للعمل
بعد ان حجزت تذكره للسفر الى نيس اتصلت باختها بايبر فى فندقها فى جنوى لتخبرها بما صممت عليه
“انت ماذا؟”
بدا التشكيك فى صوت اختها كما تفعل غرير عاده مما صدم اوليفيا
“انا عائده الى موناكو لارغم لوك على رد ماعليه من دين”
“كررى ماقلته مره اخرى”
“لقد سمعتنى, فى رحلتنا الاولى الى اوروبا اتهمنا ماكس وابنا خالتيه باننا لصوص مجوهرات فدمروا مشاريعنا, ان لوك مدين لى بعشره ايام على المركب”
“انه مركب(فابيو موريتى) والصيف لايزال فى ذروته لعل بعض السياح الجدد استاجروه, ولاتنى ان موريتى يعتاش منه”
“انا واثقه من ان بامكان لوك ان يحل المساله, لقد دفعت كل واحده منا ثلاثه الاف دولار من اجل رحله لم تقم بها قط”
“انت على حق اوليفيا, لكننا وبدى من ذلك حصلنا على صهر الاحلام الذى عاملنا بشكل رائع وجعلنا نقيم فى قصر اسرته وهذا افضل من اى اجازه يمكننى التفكير فيها , لكن ما الذى تشكين منه؟ لقد تحقق حلمك عندما اختطفك سيزار الى مونزا فى الايام الثلاثه الاخيره”
“سيزار مجرد صديق, كما انه مخطوب”
“لمن؟”
“لكل نساء اوروبا”
” نعم, لقد قالت لك غرير هذا”
صرفت اوليفيا على اسنانها ” غرير لاتعرف كل شئ”
“بل تعرف”
“انها لاتعرف اننا اقنعنا والدنا بان يخصص ذلك المبلغ لزواجنا , المبلغ الذى احضرنا او كان سبب حضورنا الى اوروبا:
بعد لحظات من الصمت قالت بايبر ” هذا صحيح, لعله الامر الوحيد الذى اخفيناه عنها”
بدت على وجه اوليفيا ابتسامه رضا ” نعم وقد نجحنا, جعلناها تتزوج اخيرا واصبح بامكاننا ان نفعل مانريد, وانا اريد ان امضى العطله كما خططنا, ماذا عنك انت؟”
“ربما يوما ما, اما الان فعلينا الانتهاء منالعمل”
” انت تتحدثين كغرير تماما”
كانت غرير هى التوام الاكبر بدقائق واوليفيا هى الصغرى بينما بايبر هى الوسطى, وكانت غرير قائدتهما على مدى السنين فهى التى تتخذ كافه القرارات سواء اعجبت اوليفيا وبايبر ام لا, الان اصبح بامكان اوليفيا ولاول مره ان تفعل ما تريد من دون انتظار راى غرير
“بما ان غرير غائبه, لابد لشخص ما ان يتحدث اليك بشكل منطقى, ما السبب الحقيقى الذى يجعلك ترغبين فى البقاء؟ بدوتما انت ولوك اشبه بعدوين لدودين بعد حفل زفاف غرير ولا افهم كيف تجرؤين على مواجهته مره اخرى……….لا……….اخبرينى ان هذا غير صحيح”
“ماذا تعنين؟”
“اخبرينى انك لم تقعى فى غرام لوك دى فالكون……..”
التهبت وجنتا اوليفيا ولم تجب وعادت اختها تقول ” اوليفيا لايمكنك هذا؟”
“ماذا تعنين بانه لايمكننى ذلك؟”
“فكرى فى غرير”
“هذا مافعلته طيله حياتى, علينا ان نفعل كل شئ بحسب رايها …….. لانها المسؤوله, والان بعد ان تزوجت , اريد ان افكر فى نفسى على سبيل التغيير”
“عليك ان تعاودى التفكير لان لوك هو ان خاله ماكس”
“وان يكن”
“بما ان غرير تزوجت ماكي فقد اصبح لوك من اقربائها هو ايضا لهذا لايمكنك ان تتطفلى عليهما”
” لم افهم”
“لقد وجدت حب حياتها فى ماكس يا اوليفيا, هذا هو عالمها الان وعلينا ان نتركها وحدها”
فردت اوليفيا بحده ” انها بلاد حره”
“كلا انها ليست كذلك, وانت تعلمين ما اعنيه”
كانت اوليفيا تعلم لكنها لم ترغب فى ان تذكرها بايبر بذلك وتابعت بايبر تقول ” غرير بحاجه الى وقت لتؤسس حياه جديده مع ماكس, علينا ان نساعدها بان نتوارى بعيدا لنمنحها مجالا”
“لوك يعيش فى موناكو وليس فى ايطاليا”
“انهم متقاربون للغايه, كما لايناسبك ان تتورطى مع لوك حتى لو اراد هو ذلك, علما انه……لايريد…..”
اتبهت اوليفيا لتردد اختها فسالتها ” وما ادراك بذلك؟”
“لان…..انا اعرف فقط”
صرخت اوليفيا بها ” ما الذى تعرفينه ولا اعرفه ان؟”
“انه كلام لاتريدين سماعه؟”
“وكيف ذلك؟”
“لانه قد يؤلمك”
يؤلمها؟ وسالتها ” اتعنين انك لاتريدين اخبارى؟”
“لا, وعدت شخصا ما بالا افعل”
سكتت بايبر فقالت اوليفيا وهى تنزل عن سريرها” فهمت , فى هذه الحاله انا انوى ان اتابع طريقى كانك لم تنذرينى ساجعلها يغير رايه”
“ستكونين كمن يلعب بالنار”
“انها مشكلتى انا, اليس كذلك.؟”
” لاتصرخى بى هكذا اوليفيا, اعلم انك تشعرين بالضياع بدون غرير مثلى تماما, لكنك لاتريدين الاعتراف بذلك”
ارجعت اوليفيا راسها للخلف ” اعترف باننى اشعر بالغرابه لكننا سنعتاد على الامر”
“الى ان نعتاد على ذلك, عودى معى الى الوطن, ارجوك”
“ليس الان بايبر”
“اصغى الى, لاتختلطى مع رجل مثل لوك, فتربيته تختلف عن تربيه اى شخص عرفته انت, كما انه مميز عن سواه لانه الذكر الوحيد الذى لم يقع تحت تاثير سحرك , لايمكنك ان تفوزى بهم جميعا اوليفيا ثقى بكلامى هذا”
“هل انتهيت ياغرير؟”
“لا اريد ان تعانى من الالم, يكفينا فقدان والدنا”
عند ذكر والدهن الذى توفى فى شهر نيسان قالت اوليفيا ” لاانوى العيش فى حزن دائم, خطتى هى اخذ الامور ببساطه”
ساد صمت طويل قالت بايبر بعده ” ما الذى تنوين فعله بالضبط؟”
“ان اجعله يطلب منى الزواج”
“لوك يعرف قصه المال المخصص للزوج ولن يتاثر”
“بل سيتاثر انه يظننى مهتمه بسيزار وسيقفز فرحا اذا ساعده الحظ على ان ينقذ اخاه من مصير اسوا من الموت, وبينما نحن نستمتع باشعه الشمس ساجد طريقه اسلب بها قلبه بحيث يعجز عن مقاومتى, وعندما يرسو المركب فى فيرنازا يكون قد طلب يدى للزوج”
“لن تتمكنى من ان تهزميه ابدا يا اوليفيا”
اشتدت يد اوليفيا على السماعه ” اتراهنين على ذلك؟”
سكتت بايبر لحظه ثم قالت ” ستندمين طوال حياتك على هذا”
بدا صوت بايبر كغرير وهى تتابع ” تعالى معى الى الوطن وسنبحث لك عن رجل امريكى جيد تخرجين معه”
“لقد قابلت الرجل الذى اريد ان اتزوجه يا بايبر, فلا تحاولى ان تقنعينى بتركه”
“انت تظنين انه قد اذاك الان ولكن انتظرى لترى”
رفضت اوليفيا ان تدع السر الذى تعرفه بايبر عن لوك يؤثر فيها وقالت ” سوف نرى”
“على اى حال اتصلى بى غدا, على ان اعرف مكانك واين يمكن ان اجدك, والا لن اعرف السكينه”
“اعدك بان اتصل”
بعد ان وضعت اوليفيا السماعه جلست تكتب رساله الى سيزار كان عليها ان تختار كلماتها بعنايه
وبعد ان شرحت له ان قلبها ملك لشخص اخر, شكرته على الوقت الرائع الذى امضته معه وعلى لطفه وكرمه وختمت بانها ستبقى صديقته دوما , بعدئذ وضعت الرساله فى مغلف ونزلت السلم لتسلمها الى البواب قائله له ” لاادرى متى سياتى السيد فيلون الى الفندق, ولكن هل لك ان تسلمه هذه الرساله حال قدومه؟”
واستقلت سياره الليموزين المخصصه لنقل زبائن الفندق الى المطار امله ان تتمكن من تجنب الحشود
عند وصولها الى نيس ستستقل سياره اجره الى فيلا فالكون فى موناكو لتفاجئ لوك
اذا ارادت لخطتها ان تنجح فلابد ان تفاجئه على حين غره والا فسيتوارى وهذا ما لاتريده