عندما ترزق الام بمولود جديد تحرص دائما ان يكون في اتم صحة وعافية, لكن ما لا تهتم به هو اذا كان طفلها يعاني من مشاكل في عينيه ام لا, وكيف تحافظ عليهم من الاصابة و اكتشاف اي مرض مبكر في مولودها.
هذا ما ناقشه برنامج ” بيت العيلة ” على فضائية “الاسرة والطفل” ,ويقدمه عبد الغني مجدي من خلال استضافته لد. ايهاب سعد عثمان – استاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة.
عن اسباب الامراض الخلقية لعيون الاطفال حديثي الولادة اشار د. عثمان الي العوامل الوراثية , واضطرابات التطور الجنيني اثناء الحمل و تظهر مباشرة عند الولادة, اصابة الام ببعض الامراض اثناء الفترة الاولى من الحمل كالحصبة الالماني, موضحا في حديثه ان اصابة عيون حديثي الولادة بالجراثيم الموجودة من قناة خروج الطفل اثناء الولادة تسبب له التهابات حادة, ويستحسن استخدام المضادات الحيوية لثلاثة ايام.
المياه البيضاء
وعن الامراض التي قد تلحق بالطفل حديثي الولادة, اشار د. عثمان الى ان الاصابة بالعمى من اهم الامراض التي تلحق به ويظهر ذلك في الاطفال الذين لم يكلموا 9 شهور, لان اجسامهم لم تكن مكتملة بعد وقد يسبب لهم اعاقة مدى الحياة,كما تحدث عن مرض المياه البيضاء الخلقي, وهو عبارة عن كثافة بلورة العين وقد يظهر في عين واحدة او الاثنين معا, و من اسبابه الحصبة الالماني داخل الرحم او الاضطرابات الوراثية.
وتلاحظ الام ان بؤبؤ العين عند وليدها ابيض اللون بدلا من الاسود ,و تؤدى عند اهمالها الى كسل وظيفي في العين و تدني شديد في الرؤية مستقبلا, خاصة في الحالات الوحيدة الجانب , وقد يؤدى الى الحول و يجب ان تزال المياه البيضاء جراحيا مع زرع عدسة فور التشخيص.
ومن ضمن الامراض ايضا ارتفاع ضغط العين الخلقي, وهو مجهول السبب وتلاحظ الام ابيضاض القرنية مع كبر حجمها بسبب تمطط العين, و يعاني الطفل من سيلان الدمع و انزعاج من الاضاءة ,و يجب علاجه جراحيا فور التشخيص ,وايضا انسداد القناة الدمعية الخلقي من ضمن الامراض التي تصيب حديثي الولادة موضحا د. عثمان ان هذه القناة عبارة عن طريق تصريف الدمع الى الانف.
وعادة تنفتح عند الولادة او بعدها بفترة وجيزة, و لكن يتاخر اكتمال انفتاحها لعدة اشهر بعد الولادة احيانا وعلاجها يكون بالمضادات الحيوية الموضعية مع تدليك كيس الدمع يوميا , وينصح بالتدخل الجراحي قبل اتمام سنة من العمر.
اكتشاف المرض
وعن دور المؤسسات المدنية في اكتشاف امراض الاطفال حديثي الولادة اشار د. عثمان الى انه يتم عن طريق نشر الوعي خاصة لدي الامهات اللاتي يرزقن باطفال اوزانهم كيلو ونصف او اقل ,ويتم فحصهم بعد شهر من الولادة لانهم يكونوا في الحضانة, موضحا في حديثه ان عدم اكتمال النمو يكون في الجزء الخلفي من العين المقابل لكاميرا الرؤية ,جديرا بالذكر ان اخر 8 شهور من الحمل تصل الشرايين الى العين وبالتالي فانها تغذي منطقة غير موجودة مما يؤدي الى نزيف شبكي.
وعن اكتشاف مرض الطفل اوضح د. عثمان ان الطفل يبتسم للام عند شهرين مع زيادة شهر اخر اذا ولد الطفل مبكرا عن ميعاده, وتبدا الام في ملاحظة اتجاه نظر الطفل, واذا كان يرى بعين دون اخرى من السهل على الام معرفة ذلك ,عن طريق وضع يدها على احدى عينيه دون الاخرى,واذا بدا الطفل في الصراخ والبكاء فانها بذلك حجبت عنه الرؤية اذن فهناك مشكلة يعاني منها, ويجب الذهاب الى الطبيب.
ومن الجدير بالذكر ان من ضمن الامراض التي قد يعاني منها الطفل هي انفصال الشبكية ,ولا يوجد سبب ظاهري يفسر هذا الانفصال, لكن هناك نظرية تقول ان التمزق الحاصل في الشبكية نتيجة عاملين وهما حركه شد ديناميكية بين الشبكية و السائل الهلامي,وحدوث ضعف في اطرافها ويؤدي هذا الى ضمور وتحلل في الشبكية.
ومن اعراض هذا المرض تشويش في الرؤية و الاحساس بوجود غشاوة متحركة امام العين,مع فقدان جزئي مفاجئ للابصار في العين المصابة,و زيادة الشعور بوجود الاجسام الطافية امام العين,و تغير الاحجام المرئية و رؤية ومضات ضوئية تظهر فجاة مع حركه العين ,ولعلاجه يتم اغلاق التمزق الشبكي لكي يتم منع تسرب السوائل من خلاله, واستخدام الليزر وهو الاكثر تداولا هذه الايام.
وهناك مرض اخر يسمى الجليجل وهو عبارة عن التهاب بكتيري فى بوصيلة شعر رموش العين,و يظهر على هيئة نتوء متورم احمر اللون على حافة جفن العين (العلوي او السفلى), و يعتبر من اكثر الالتهابات البكتيرية للعين انتشارا و يصيب مختلف الاعمار كذلك نسبة الاصابة متساوية فى الذكور و الاناث ,ومن اسبابه ملامسة الايدي لمخاط الانف ثم فرك العين بعدها ,و تعتبر من احدى الطرق المنتشرة لنقل البكتريا واصابة جفن العين.
الي جانب انه مرض معدي حيث يمكن ان تنتقل البكتريا المسببة له بسهولة الى العين الاخرى لنفس الشخص المصاب او الى شخص اخر خاصة عند مشاركة استخدام المناشف, لذلك يجب الاهتمام بالغسيل المتكرر للايدي وعدم استخدام ماكياج العين والعدسات اللاصقة ,ويتم علاجه بعمل كمادات مياه دافئة على العين مع استخدام المضادات الحيوية.
واختتمت الحلقة بحديث د. عثمان عن العلاج بالجينات لمعرفة العيوب الخلقية قبل ولادة الطفل, لانها تساعد بشكل كبير في التشخيص المبكر للمرض, كما يمكن حقن الجين المريض ومعالجته اثناء الحمل لتجنب العديد من الامراض مستقبلا.
