دائما اشعر بالضيق والحزن في داخلي ودائما الدموع صديقة لعيني لا تفارقها ولا اعرف ما سبب ذلك، فانا اتاثر باقل كلام وحتى لو كان مزحا، كما ان ثقتي بنفسي ضعيفة جدا وليس لي هدف اسعى اليه واشعر بالاحباط من كل ما حولي من الاهل كما ان رايي دائما لا يعجب من حولي ويتهمونني بالسطحية والسذاجة وهذا يضايقني، وانا من طبيعتي انني شخصية منطوية الى حد ما ولكني احاول ان اغير نفسي واصبح اجتماعية ولكنني اتغير ببطء شديد حتى انني من كثر ضيقي وحزني اشعر بانني اكره كل الناس ونفسي وحتى اهلي ولا اعرف كيف اتصرف!
ارجو افادتي.
الاخت الفاضلة/ حفظها الله.
وبركاته وبعد،،،
اختي الفاضلة: كل عام وانتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام.
قد يتعرض كل منا اثناء حياته اليومية الى التغير في مزاجه وانفعالاته، ومنها الشعور بالحزن والاكتئاب والاحباط، ولكن لا يدوم عادة اكثر من وقت قصير حتى تتغير الظروف ويتحسن المزاج.
ويجب ان تعلمي انك لست وحدك عندما تشعرين باعراض الضيق والحزن دائما.
والحزن شيء فطري ينتاب كل البشر عندما تقابلهم متاعب الحياة الدنيا، ولا احد يستثنى من ذلك، والامثلة كثيرة في القران الكريم كحزن ام موسى عليهما السلام، وحزن الانبياء كحزن يعقوب على يوسف عليهما السلام، وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لم يستجيب له قومه وعندما مات عمه ابو طالب وزوجته خديجة، فالحزن يحصل لكل الناس، لكنه قضية وقتية، واذا ما استمر وطال وقته صار اكتئابا.
واعلمي اختي ان هناك اشياء جائزة شرعا، وهي كالحركات والمشاعر والاعمال اللا ارادية، فهذه لا يحاسب عليها العبد كضيق الصدر مثلا او دمعة العين او الافكار والخواطر التي ترد على ذهنه؛ لان المرء لا يملك التحكم فيها، ولا يحاسب عليها، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (<h=7021145>ان الله غفر لامتي ما حدثت به انفسها ما لم تقل او تعمل).
وقد زار الرسول صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة في مرضه ومعه الصحابة فبكى عليه الصلاة والسلام، فلما راى القوم بكاءه بكوا، فقال صلى الله عليه وسلم: (<h=7023105>الا تسمعون، ان الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا او يرحم واشار الى لسانه).
واسمعي الى قول عكرمة رحمه الله تعالى وهو يقول: (ليس احد الا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكرا والحزن صبرا) ويجب عليك ان تعلمي ان رحمة الله بعباده واسعة، وقد جعل في القران شفاء ونور ورحمة للمؤمنين، اما العلاج لهذه المشكلة فهناك طريقتان:
الطريقة الاولى: وهي العلاج الذاتي، وهذه الطريقة ترجع لك انت، فالعلاج في يدك، وعليك اتباع الخطوات التالية، وان شاء الله تعالى ستزول عنك هذه المحنة :
1- قوي علاقتك بالله تعالى، فانت في شهر الدعوة فيه مستجابة.
2- اصبري على ما اصابك فكل شيء بقضاء الله وقدره.
3- لا تجزعي ولا تحزني ما دامت علاقتك بربك قوية.
4- اعلمي ان المصائب قد تكون علامة على محبة الله للعبد، والانسان يبتلى على قدر ايمانه.
5- عليك ان تطمئني ويزداد توكلك على الله ( انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).
6- اكثري من الدعاء واللجوء والتضرع الى الله بان يحفظك من كل سوء، ويذهب عنك هذا الحزن والضيق، واعلمي ان الراحة عندما تقفي بين يدي الله تعالى وتصلي له وتشكو حزنك وهمك له، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا بلال رضي الله عنه: (<h=7022000>ارحنا بها يا بلال) فعندما يدخل الى الصلاة يتضرع الى ربه ويدعو ويطرح كل هموم الدنيا وراء ظهره.
اما الطريقة الثانية فهي عبارة عن العلاج الطبي:
1- عليك ان تراجعي الطبيب النفسي اذا رايت ان حالتك تزداد يوما بعد يوم.
2- وهناك علاج نفسي جماعي حيث يتم تشجيعك على التغلب على هذه الافكار السوداوية والتغلب على الضغط والمشاكل.
3- وهناك علاج بالعقاقير يمنح من طرف الطبيب، وتتميز هذه العقاقير بفاعليتها الكبيرة وقلة اثارها الجانبية.
4- وهناك ايضا العلاج عن طريق الجلسات النفسية، حيث يتم عن طريقها الوصول الى وسائل دفاعية صحية تساعد الشخص في التخلص من هذه الاحزان والمشاكل والقلق.
ولكن يجب ان تعلمي يا اختي انها كلما ضاقت واشتدت الازمة فرجت، وان الانسان في هذه الحياة يعيش في اختبارات وامتحانات، والناجح من تخطى هذه الازمات وصبر واحتسب ذلك عند الله تعالى، وبالله التوفيق.
- الكل ضدي ولا اعرف السبب