التجاوزات بين المخطوبين

لسلام عليكم.
انا شاب خاطب من فتاة ذات خلق ودين، وانا متدين والحمد لله، ولكن للاسف بعض الاحيان تحصل بعض التجاوزات بيننا، نندم كثيرا كثيرا ونحترق على العقد الشرعي، لكن هناك بعض الموانع، والسؤال: هل يوجد حل شرعي بديل للعقد؟ وماذا نفعل حتى لا نقع ثانيا وثالثا و….؟
والسلام.

الاخ الفاضل/ سامر حفظه الله.
وبركاته وبعد:
فاما سؤالك عن التجاوزات التي تقع مع مخطوبتك، وهل هنالك حل لها غير العقد الشرعي؟ فالجواب انه لا حل في هذه التصرفات مع مخطوبتك الا بالعقد الشرعي، فاي تصرف مع المخطوبة من لمس او خلوة بها ونحو ذلك كله حرام لا يجوز باجماع العلماء؛ لان المخطوبة لا زالت تعتبر امراة اجنبية عنك حتى يتم العقد الشرعي، وانما يباح النظر في بداية الخطبة لاجل مصلحة التعرف عليها وحصول الالفة، وبعد ذلك تعود الامور على ما كانت عليه من قبل.
والمقصود ان الحل في تجنب هذه التصرفات هو تجنب الخلوة بمخطوبتك؛ لان مجرد الخلوة بدون عقد الزواج هو من المحرمات، فكيف اذا اضيف الى ذلك مع يقع بينكما من تجاوزات!!
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (<h=7023430>لا يخلون احدكم بامراة الا مع ذي محرم) متفق عليه، وهذا التحريم يشمل المخطوبة وغيرها، حتى يتم العقد بينكما، فمتى حصل العقد الشرعي جازت الخلوة بالمراة كما هو معلوم.
والمقصود ان عليك ان تتقي الله في هذه التصرفات، بحيث تعلم انك بمثل هذه التصرفات تضر دين مخطوبتك التي سوف تكون زوجتك ان شاء الله تعالى.

اضف الى ذلك انك تخالف ما ائتمنك عليه اهلها، فانهم انما يسمحون لك بهذه الجلسات ثقة منهم بدينك، وقد ائتمنوك على عرضهم وبنتهم، فلا يليق بك وانت العبد المؤمن الذي يخشى ربه ويخاف عذابه، ان لا تراعي حرمات الله وحرمات عباده.

والذي نؤكده لتحرص عليه هو عدم الخلوة مع مخطوبتك ابدا الا بوجود شخص ثالث من اهلها عاقل بالغ، بحيث تقتصر في زيارتك على الكلام المتعارف عليه من التحية والسؤال عن الحال، الى ان ييسر الله لك امرك، وتامل قول الله تعالى وهو يخاطبك وامثالك: ((<a=6002823>وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله))[النور:33]، فقد امرك ربك وخالقك بالعفاف حتى تتمكن من الحلال الذي اباحه لك، فهل تحب ان تكون ممن لا يطيعون الله في امره بالاستعفاف!!؟
اذن: فلتبادر بالتوبة الى الله بحيث تمتنع عن هذه التجاوزات، مع الحرص الشديد على انجاز العقد الشرعي بكل وسيلة ممكنة كي تتجنب الوقوع في الحرام وفيما لا يرضاه الله تعالى.

ونساله تعالى ان يوفقك في زواجك من هذه الفتاة، وان يشرح صدوركم، وان يجمع بينكما على مرضاته، وان يهبكما الذرية الصالحة.
والله الموفق؛؛؛