التخلص من ادمان الشمة

السؤال

اولا: احب ان اشكر الدكتور محمد عبدالعليم – حفظة الله و رعاه,
وجزاة الله الفردوس الاعلي على ما يقدمة من مساعدات و نصائح تصل للقلب – و احب ان اشكرة كذلك على كيفية شرحة التي تجعل منا – نحن القراء و السائلين – مثقفين.

مشكلتى طويله نوعا ما ,
وبداية اقول لك: انا اتعاطي الشمه – تدعي الشمة,
والتبغ,
والمضغة,
والسفة,
والبردقان,
والتمباك,
والنشوق – و هي عبارة عن تبغ غير محروق,
ويخلط معه مواد كثيرة,
منها: العطارون,
والتراب,
والاسمنت,
والملح,
والرماد,
والحناء,
وتعطى نفس مفعول التدخين,
وكيفية تعاطيها عن طريق و ضعها اعلي الشفه مدة عشرين دقيقه او اكثر,
ويتم امتصاص مركب النيكوتين السام كاملا,
وتؤدى الى الفتور و الاسترخاء,
وضعف الاعصاب,
وانا مدمن عليها منذ ثمان سنوات تقريبا.

وقد تعاطيت الحشيش لمدة سنه بكميات قليلة,
ثم اقلعت عنه,
وتعاطيت حبوب الكبتاجون لمدة سنه و نص او اكثر,
وقد تعلقت فيها كثيرا نظرا لدراستي,
وكنت اتعاطاها بمعدل حبتين فاليوم,
تزيد و تنقص,
وتخلل هذي الفتره شرب المسكرات,
واحيانا الحشيش,
ولكن لا يصبح تعاطيها فو قت واحد ما عدا الشمه فهي فجيبى فكل زمان و مكان,
ثم خفت ان اصبح مجنونا كالذين يتعاطون الحبوب,
فاقلعت – و لله الحمد – بدون ادويه او اي شيء,
بل بالاراده فقط.

ودخلت موقعكم الرائع فاعجبتنى الاستشارات,
ومن تلقاء نفسي استحسنت دواء البروزاك,
وانا الان مستمر عليه منذ اسبوع بمعدل حبتين فالصباح ,

وقد تعاطيتة لانى اشعر بصعوبه فالمزاج,
وعصبية,
واحيانا قلق و توتر يؤدى بدورة لسوء تركيز,
وعند ترك الشمه تزداد العبنوته و الهيجان,
ولكن سرعان ما اعود لها.

وانا الان – و لله الحمد – لا اتعاطي اي شيء ما عدا الشمة,
علما انها اقل ضررا من التدخين,
ولكن ادمانها اصعب,
وعندي رغبه صادقه و قويه فتركها لاكون طبيعيا %100,
فاريد ان اتركها بلا رجعه – اسال الله ان يعين جميع من ابتلى فيها – فارجو منك – يا دكتور – النصيحة,
وشكرا.

الاجابة

الاخ الفاضل/ تركي حفظة الله.


وبركاته,
وبعد:

بارك الله فيك،
وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبه فحق شخصى الضعيف،
ومن قال لاخيه: جزاك الله خيرا فقد اجزل فالثناء.

ايها الفاضل الكريم: اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها،
ويسعدنى ان اقول لك: اننى اعرف الشمه تماما،
فانا من السودان اصلا،
وهي منتشره جدا جدا فبلادنا،
واعيش الان فدوله قطر،
وهنا تسمي السويكة,
وقد قمنا ببعض اجراءات البحوث حولها،
ومكوناتها – كما ذكرت – هي المركبات التي اوضحتها،
واود ان اضيف اننا فبعض العينات ربما اكتشفنا كذلك وجود نوع من حبيبات الرمل الحاد،
او قطع الزجاج الصغيرة جدا؛
وذلك بالطبع لكي يؤدى الى بعض التقرحات الناعمه فجدار الشفه ليسهل عملية الامتصاص؛
حتي يصبح التاثير سريعا.

واقول لك – اخي تركي – و بكل مصداقية: فبعض العينات كذلك و جدنا فضلات الانسان و ضعت مع ذلك التبغ،
هذا لا اقوله ابدا من قبيل التخويف،
لكن كحقيقة علميه قمنا بملاحظاتها.

ايها الفاضل الكريم: انا اريد ان ابشرك،
والبشري تاتى من انك ربما تخطيت عقبات كبار جدا،
حررت نفسك – و الحمد لله تعالى – من استعباد المؤثرات العقليه كالحشيش,
والكبتاجون,
وايضا المسكرات،
وبقى لديك مقال الشمة.

انا لا اقول لك: انه امر بسيط،
لكن اؤكد لك ان مشكلتك اقل كثيرا من مشاكل كثير من الناس،
وكما تخطيت العقبات السابقة,
او توقفت عن المؤثرات الثانية يمكنك ان تتوقف عن تناول الشمة.

اخي الكريم: الشمه قطعا,
وان كان فيها تركيز عال للنيكوتين,
الا انها لا تعتبر من المخدرات،
فهي ليست مشموله فجداول المخدرات،
لكنها قطعا لها مخاطر كثيرة جدا،
واهمها الاصابة بسرطان الفم،
فهي من اكبر المسببات لهذه العله الخطيرة،
واعتقد انها من الناحيه الاجتماعيه كذلك مقززة،
وعند صغيرة السن قد تكون هي البوابه التي يدخلون من خلالها لعالم المخدرات،
وفى حالتك انت – و الحمد لله تعالى – ربما اغلقت ذلك الباب،
ونحن سعداء جدا،
وانا سعيد كذلك انك لديك الاستعداد للتوقف عن هذي الشمة؛
لان اراده التحسن هي اهم شيء من اجل التغيير،
واعتقد ان الامر بسيط.

اولا: يجب ان تتذكر انجازاتك السابقة,
وهي توقفك عن المؤثرات العقلية.

ثانيا: ارجع لمكونات هذي الشمة,
ولمضارها,
ولاخلالها بالذوق الاجتماعي،
فعلي ضوء هذا ممكن ان تبنى قرار التوقف عنها،
وانا انصحك ان تتوقف عنها تدريجيا،
ويمكنك ان تمضغ بعض النيكوتين،
فاستعملة كبديل مدة اسبوعين،
وفى ذات الوقت عليك بممارسه الرياضة،
وهناك دراسات كثيرة اشارت الى ان ذلك يساعد فالتوقف عن هذي الشمة،
كما ان تناول فيتامين (C) و جد انه كذلك ذو فائدة،
فيمكنك ان تحصل على حبوب فيتامين (C) من الصيدلية،
فتناولها بمعدل حبه واحده فاليوم مدة اسبوعين ايضا،
ومع العزيمه و الاصرار اعتقد انك سوف تتخطي هذي العقبه البسيطة و تتوقف عن تناول و تعاطى الشمة.

بالنسبة لمقال القلق و التوترات التي تاتيك: فالشمه قطعا تسبب بعض الاعتماد النفسي،
وهناك اعتماد جسدى بسيط،
والاعتماد الجسدى اثارة لا تكون اكثر من ثلاثه او اربعه ايام،
اما الاعتماد النفسي فقد يستمر لفتره اطول؛
لذا تجد متعاطيها يحس بشيء من العبنوته و عدم الارتياح.

واعتقد ان البروزاك سوف يصبح دواء جيدا بالنسبة لك،
لكن اجعلة كبسوله واحده فاليوم؛
لان البروزاك نفسة فبعض الاحيان يزيد من يقظه الانسان،
وفى ذات الوقت عوض عن الكبسوله الثانية بعقار (دوجماتيل) الذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)؛
لانة من المهدئات و الموازنات العبنوته الممتازه جدا.

السلبرايد تناولة بجرعه كبسوله صباحا و مساء مدة شهر،
ثم بعد هذا اجعلها كبسوله واحده فالمساء مدة شهر اخر،
ثم توقف عن تناوله،
ولكن يجب ان تستمر على البروزاك مدة اطول،
واعتقد ان فتره سته اشهر ستكون مناسبه جدا.

لك الشكر و خالص التقدير،
وان رايت انك فحاجة لاى توضيح احدث او تواصل فالمستقبل من اجل المتابعة فنحن على الاستعداد.