هذا الشعار الذي اتخذته الشرطة نبراسا لها.. ليكون الفلسفة التي يقوم عليها عمل الامن في مصر.. استمر سائدا ردحا طويلا من الزمن.. حتي جاء الوزير الاسبق (حبيب العادلي) واستكثر علي شعب مصر هذا الشعار.. وتغير الشعار في عهد الرئيس المخلوع مبارك الي (الشعب والشرطة في خدمة الوطن)!!!
وكان لهذا الشعار اسوا الاثر علي رجال الشرطة، وعلي شعب مصر.. ووضع الشعب في مواجهة الشرطة، والشرطة في مواجهة الشعب.. باعتبارهما الاثنين ندين متساويين ومتنافرين.. لا يربط بينهما اي نوع من انواع المحبة او الثقة او المودة.
بل كان هدف سياسة الشرطة حينذاك هي.. كسر الشعب المصري لمصلحة النظام.. وتحويله من مواطنين الي رعايا!!!
وكانت النتيجة.. قيام ثورة 25 يناير المجيدة.. في يوم الاحتفال بعيد الشرطة.. وكان لذلك مغزي خطير.. ولم تجد شرطة حبيب العادلي ملاذا تلوذ به من غضب الشعب.. والامر الذي ادي الي خروجها بصورة.. اثارت الدهشة والاستياء.. لسرعة الانهيار.. وصدم الشعب وغضب.. لعدم المحافظة علي كرامة احدي المؤسسات المهمة والرئيسية في الدولة.. وللاسف بيد ابنائها!!
ولان العمق الاستراتيجي لاي شرطة تهدف الي خدمة الوطن هو خدمة الشعب اولا.. وبالتالي سيكون الشعب حصنا لها مدافعا عنها.. ولكن شرطة عهد العادلي خسرت ذلك!!!
وعندما تغير النظام بعد 25 يناير 2024.. تداول علينا اكثر من وزير داخلية .. لم يكن لاحد فيهم سياسة مؤثرة في الاحداث بل كان مجرد تغيير اسماء انما السياسة ذاتها بالرغم من عودة الشعار القديم للشرطة.. (الشرطة في خدمة الشعب). ولان في الايام الاولي من عودته.. ظن الشعب ان القول سيتمشي مع الفعل.. ولكن بمرور الوقت تزايد ظهور بعض من الممارسات الخاطئة والتجاوزات.. معظمها من صغار الرتب والعاملين في جهاز الامن.. ولو ان احد مديري الامن في محافظة في الدلتا تطاول بصورة كان يمكن ان يثير ثورة اخري علي جهاز الشرطة.. ولكن ابعد في حينه.
ويخشي الكثيرون من الشعب.. ان يعود الانفصام الحاد بين المواطنين وجهاز الامن مرة ثانية.
والامر يستدعي ان نذكر.. في الدول المتحضرة.. كبريطانيا علي سبيل المثال.. يطلق علي رئيس الوزراء ومن هم دونه في الحكومة (خادم مدني).. والمفترض ان يكون الوضع لدينا علي هذا النحو.. ولكن للاسف المسئولون (اغلبهم لا يعلمون.. واذا علموا.. يتجاهلون ولا يعترفون به).. ولذلك فنحن ننتقل من فشل الي فشل.. والنتيجة واحدة.
< في اعتقادي.. بان سبب تردي وضع الشرطة في مصر في مواجهة الارهاب.. علي هذا النحو غير المرضي للكثيرين سببه الاساسي هو عدم وقوف الشعب بجانب الشرطة.. علي عكس الوضع تماما.. بالنسبة للجيش المصري الذي يكن له الشعب كل الحب والتقدير.. بل ان المشير السيسي.. استمد احترام وحب الشعب من كونه قائد القوات المسلحة .. قبل ان يصبح رئيسا للجمهورية.. ولذلك عندما تولي المنصب.. ودعا الي الاكتتاب .. في المشروع القومي.. لاقامة قناة السويس الجديدة.. كانت سرعة استجابة الشعب المصري لدعوته.. اذهلت العالم كله.. واعتبر هذا مقياسا للحب والثقة في نظام الحكم الحالي.. وكانه استفتاء عليه مرة ثانية!!!
واري.. ان هناك في الشرطة رجالا اكفاء شرفاء.. يؤمنون بالوطن.. ويقدرون حق المواطن في الحياة الكريمة..
ولا ندري.. لم غلت ايديهم عن وضع الامور في نصابها؟؟؟ ولقد اشرت في مقالة سابقة الي ضرورة.. اتباع السياسة الامنية.. المتبعة في معظم دول العالم.. وهي الامن الاستباقي ضرورة..
الا.. لا يطبق من هذه السياسة اللازمة والواجبة الان الا القليل.. والقليل جدا.. لماذا..؟؟.. لا اجابة!!!
الكلمة الاخيرة:
ان التهديدات التي ينشرها الاسلاميون الارهابيون ضد الشعب المصري.. في يوم 28 نوفمبر 2024… هي بمثابة النفس الاخير.. ليظهروا امام المتامرين معهم والممولين لهم انهم مازالوا احياء.
ولكن يوما بعد يوم.. يزداد اصرار الشعب المصري بالوقوف امامهم بالمرصاد.. وسيرتد سهمهم الي نحرهم.. فالله العدل.. لن يسمح بالاستمرار في تهديد المعاني السامية في الاسلام او ان يحيق بمصر موطا الانبياء.. ان تضر او تهان!!!
- الشرطة في خدمة الشعب
- الشرط في خدمت المواطن
- شعار الشرطة فى خدمة الشعب