حياة الجسم بالماء، والحاجة اليه قائمة طوال الوقت باعتدال، والاعتدال كما انه يعني عدم النقص يعني كذلك عدم الزيادة. واخيرا نشرت المجلة البريطانية للطب الرياضي (British Journal of Sports Medicine) نتائج دراسة الباحثين من المركز الطبي بجامعة لويولا في بالتيمور بولاية مريلاند الاميركية حول تاثر الرياضيين بشكل سلبي جراء الافراط في شرب الماء. وفيها عرض الباحثون حالة احد طلاب الثانوية من لاعبي كرة الفوتبول الاميركية في جورجيا الذي توفي اخيرا نتيجة لانخفاض الصوديوم بالجسم (Hyponatremia) بعد شربه نحو 4 غالونات من الماء والسوائل الاخرى، وحالة طالب ثانوي اخر من لاعبي الفوتبول في المسيسبي الذي توفي ايضا بنفس المشكلة لنفس السبب. وقالوا ان حالات الوفاة الحديثة بين اللاعبين، التي رصد الكثير قبلها، تطرح مشكلة افراط اللاعبين في شرب الماء نتيجة للخوف من نشوء حالة جفاف الجسم جراء فقده كميات من السوائل بفعل القيام بالمجهود البدني الرياضي. واضافوا ان سبب وفاتهم هو تدني نسبة عنصر الصوديوم في اجسامهم بفعل شرب كميات عالية من الماء على الرغم من عدم شعورهم بالعطش.
والملاحظ ان هناك نصائح عامة يصدرها عاملون في الاوساط الطبية وفي غيرها من الاوساط، تحث اللاعبين وعموم ممارسي الانشطة الرياضية على شرب الماء، دون توضيح للمقصود الطبي السليم حول حاجة الجسم تلك حال ممارسة الانشطة الرياضية. ومبعث النصائح هذه هو الخوف من الاصابة بحالات الجفاف في الجسم، بكل ما يتبع ذلك من تداعيات سلبية على عمل اجهزة الجسم المختلفة. ولكن هذا الحرص على السلامة من الاصابة بحالة الجفاف يجدر توضيح كيفية تفاديه بتناول الكمية التي يحتاجها الجسم دونما زيادة مفرطة في ذلك، ذلك ان الافراط في تزويد الجسم بالماء ليس شيئا محمودا على الاطلاق نظرا لان ذلك يؤدي الى انتفاخ خلايا الجسم بالماء وهو ما يؤدي الى الام التقلصات العضلية والغثيان والقيء ونوبات التشنج العصبي وفقد الوعي، وقد تصل الامور في تدهورها الى حد الوفاة.
ونتيجة لعموميات صياغة النصائح الطبية، يعمد المدربون، بحسن نية، الى حث اللاعبين على تناول كميات عالية من الماء حتى لو لم يشعروا بالعطش. والحقيقة ان العطش هو شعور ينبعث من مناطق محددة بالدماغ نتيجة استقبال اشارات من ارجاء مختلفة في الجسم بان ثمة انخفاضا في كمية الماء فيه، اي ان العطش هو منبه او نداء من الجسم للانسان يخبره ان الجسم في طريقه الى الجفاف وان على المرء ان يزود جسمه بالماء، وعمل هذا المنبه لا يعرف طبيا انه يختل او يضطرب في حالات ممارسة النشاط البدني، واذا ما فقد المرء كميات مهمة من السوائل يجب تعويضها للحيلولة دون حصول حالة الجفاف فان هذا المنبه سيؤدي عمله.
ولذا يظل الاصل هو الاعتماد على عمل هذا المنبه لا اهماله او عدم ترقبه كما يؤكد الدكتور جيمس وينغر، الطبيب المتخصص في الطب الرياضي بجامعة لويولا. واضاف ان شرب الماء استجابة لنداء العطش قد يتسبب بجفاف بسيط، ولكن مخاطر هذا الجفاف البسيط هي ايضا بسيطة. واستطرد بالقول انه لا يعرف طبيا ان احدا توفي في الاوساط الرياضية بسبب هذه الدرجة من الجفاف وهناك تساؤلات علمية حول ما اذا كانت ثمة اي اضرار سلبية اصلا نتيجة لحصول الجفاف البسيط، ولكن بالمقابل، وفي حالات صحيح انها نادرة وتم توثيقها، فان الافراط في شرب الماء قد يسبب وفاة البعض. وكانت دراسة سابقة للباحثين قد لاحظت ان معظم العدائين في شيكاغو قد يفرطون في شرب كميات كبيرة من الماء اثناء منافسات سباقات الجري.
وللتوضيح، فان مراكز مكافحة الامراض واتقائها (CDC) بالولايات المتحدة كانت قد لخصت في نشراتها الحاجة الى الماء بقولها ان «الاصحاء من الناس يحققون احتياج اجسامهم من الماء بشربه عند كل من: الشعور بالعطش واثناء تناول وجبة الطعام». وانه حال ممارسة الجهد البدني او الوجود في الاماكن الحارة فان الجسم سيفقد كميات اعلى من الطبيعي في محتواه من الماء، ومن المفيد شرب الماء اثناء وبعد معايشة هذه الظروف. ولكن هذا يظل ضمن عدم اللجوء الى الافراط في شرب الماء لمنع حصول مضاعفات ذلك.
وللتقريب، فان احتياج الجسم من الطعام او الهواء يخضع لنفس المبدا، فاننا نتناول الطعام حين نجوع، ونتناوله قبل بدء الصوم حتى لو لم نكن جائعين تحسبا لتفادي نقص تزويد الجسم احتاجه منه، ولكن في كل من الحالتين فاننا لا نفرط في تناول الطعام ويظل الشعور بالجوع هو الاصل في تنبيه الجسم. وكذا في ادخال الهواء الى الرئة كي يستخلص الجسم حاجته منه من غاز الاكسجين ويستخدم هذا الهواء الداخل الى الرئة في التخلص من غاز ثاني اكسيد الكربون.
المعلومات الطبية الاساسية الثابتة علميا تظل هي الاصل، واستفادتنا من تلك المعلومات البسيطة وتطبيقها وترجمتها بشكل عملي يجب ان يظل معتدلا وبطريقة وبلغة بسيطة وسهلة علينا وعلى اجسامنا.
والملاحظ ان هناك نصائح عامة يصدرها عاملون في الاوساط الطبية وفي غيرها من الاوساط، تحث اللاعبين وعموم ممارسي الانشطة الرياضية على شرب الماء، دون توضيح للمقصود الطبي السليم حول حاجة الجسم تلك حال ممارسة الانشطة الرياضية. ومبعث النصائح هذه هو الخوف من الاصابة بحالات الجفاف في الجسم، بكل ما يتبع ذلك من تداعيات سلبية على عمل اجهزة الجسم المختلفة. ولكن هذا الحرص على السلامة من الاصابة بحالة الجفاف يجدر توضيح كيفية تفاديه بتناول الكمية التي يحتاجها الجسم دونما زيادة مفرطة في ذلك، ذلك ان الافراط في تزويد الجسم بالماء ليس شيئا محمودا على الاطلاق نظرا لان ذلك يؤدي الى انتفاخ خلايا الجسم بالماء وهو ما يؤدي الى الام التقلصات العضلية والغثيان والقيء ونوبات التشنج العصبي وفقد الوعي، وقد تصل الامور في تدهورها الى حد الوفاة.
ونتيجة لعموميات صياغة النصائح الطبية، يعمد المدربون، بحسن نية، الى حث اللاعبين على تناول كميات عالية من الماء حتى لو لم يشعروا بالعطش. والحقيقة ان العطش هو شعور ينبعث من مناطق محددة بالدماغ نتيجة استقبال اشارات من ارجاء مختلفة في الجسم بان ثمة انخفاضا في كمية الماء فيه، اي ان العطش هو منبه او نداء من الجسم للانسان يخبره ان الجسم في طريقه الى الجفاف وان على المرء ان يزود جسمه بالماء، وعمل هذا المنبه لا يعرف طبيا انه يختل او يضطرب في حالات ممارسة النشاط البدني، واذا ما فقد المرء كميات مهمة من السوائل يجب تعويضها للحيلولة دون حصول حالة الجفاف فان هذا المنبه سيؤدي عمله.
ولذا يظل الاصل هو الاعتماد على عمل هذا المنبه لا اهماله او عدم ترقبه كما يؤكد الدكتور جيمس وينغر، الطبيب المتخصص في الطب الرياضي بجامعة لويولا. واضاف ان شرب الماء استجابة لنداء العطش قد يتسبب بجفاف بسيط، ولكن مخاطر هذا الجفاف البسيط هي ايضا بسيطة. واستطرد بالقول انه لا يعرف طبيا ان احدا توفي في الاوساط الرياضية بسبب هذه الدرجة من الجفاف وهناك تساؤلات علمية حول ما اذا كانت ثمة اي اضرار سلبية اصلا نتيجة لحصول الجفاف البسيط، ولكن بالمقابل، وفي حالات صحيح انها نادرة وتم توثيقها، فان الافراط في شرب الماء قد يسبب وفاة البعض. وكانت دراسة سابقة للباحثين قد لاحظت ان معظم العدائين في شيكاغو قد يفرطون في شرب كميات كبيرة من الماء اثناء منافسات سباقات الجري.
وللتوضيح، فان مراكز مكافحة الامراض واتقائها (CDC) بالولايات المتحدة كانت قد لخصت في نشراتها الحاجة الى الماء بقولها ان «الاصحاء من الناس يحققون احتياج اجسامهم من الماء بشربه عند كل من: الشعور بالعطش واثناء تناول وجبة الطعام». وانه حال ممارسة الجهد البدني او الوجود في الاماكن الحارة فان الجسم سيفقد كميات اعلى من الطبيعي في محتواه من الماء، ومن المفيد شرب الماء اثناء وبعد معايشة هذه الظروف. ولكن هذا يظل ضمن عدم اللجوء الى الافراط في شرب الماء لمنع حصول مضاعفات ذلك.
وللتقريب، فان احتياج الجسم من الطعام او الهواء يخضع لنفس المبدا، فاننا نتناول الطعام حين نجوع، ونتناوله قبل بدء الصوم حتى لو لم نكن جائعين تحسبا لتفادي نقص تزويد الجسم احتاجه منه، ولكن في كل من الحالتين فاننا لا نفرط في تناول الطعام ويظل الشعور بالجوع هو الاصل في تنبيه الجسم. وكذا في ادخال الهواء الى الرئة كي يستخلص الجسم حاجته منه من غاز الاكسجين ويستخدم هذا الهواء الداخل الى الرئة في التخلص من غاز ثاني اكسيد الكربون.
المعلومات الطبية الاساسية الثابتة علميا تظل هي الاصل، واستفادتنا من تلك المعلومات البسيطة وتطبيقها وترجمتها بشكل عملي يجب ان يظل معتدلا وبطريقة وبلغة بسيطة وسهلة علينا وعلى اجسامنا.
* استشاري باطنية وقلب
مركز الامير سلطان للقلب في الرياض