افضل مواضيع جميلة بالصور

العادة السرية والنسيان

 

وبركاته.

احب ان اشكر كل القائمين على هذا الموقع وجزاهم الله خير الجزاء.

سؤالي بارك الله فيكم، انا شاب ابلغ من العمر 19 سنة، بدات امارس العادة السرية منذ6 سنوات، وكنت دائما ما اتوب منها ثم اعود لها بعد فترة -اسبوع مثلا- ولكنني تبت منها الان -ولله الحمد-

لكن تحولت حياتي الى جحيم، فانا دائم التانيب لنفسي وحالتي النفسية يصعب لي وصفها لحضرتكم، بالاضافة انني قد قرات كثيرا عنها وعن اضرارها، ما بين مؤيدين ومعارضين لتسببها في هذه الامراض.

اصبحت دائم التفكير بهذه الامراض، لكنني اشعر الان بالامراض الناتجة عنها، مثل ضعف التركيز وكثرة النسيان، وضعف الذاكرة، وخمول في البدن ورعشة في اليدين، واحس في نهاية التبول -اكرمكم الله- بتقطير.

مع العلم انني شاب ملتزم -ولله الحمد- وقد كنت اتمتع بذكاء شديد في صغري، وحافظ لكتاب الله، وكنت متفوقا جدا في دراستي، ولكنني الان اذا اردت تذكر اية او حديث اتعب في تذكره، فاصبحت دائم التفكير والتانيب لنفسي، واصبحت لا اتفنن في التعامل مع الناس كما كنت.

لقد صرت الان دائم الاكتئاب والحزن، واثر ذلك على دراستي! فهل هناك علاج لهذه الامراض؟ وهل بعد تركي لهذه العادة القبيحة من الممكن ان تزول هذه الامراض؟

ارجو من حضراتكم مساعدتي، واعطائي ادوية تساعدني على الخروج من هذه الازمة، والله اصبحت اتمنى الموت في كل يوم، لاني احس باني لم يعد لي فائدة في هذه الحياة!

اود الاشارة الى انني في احدى الكليات العلمية، فهل اتركها ام ماذا افعل؟ ارجو منكم مساعدتي بارك الله فيكم.

الاجابة
الاخ الفاضل/ abdullah ali حفظه الله.
وبركاته وبعد،،،

كثيرا حين يكون الانسان في وضع يسيطر عليه الجهل، وتتملكه الغفلة، ويقع في المحظور لا يتلفت لنفسه، ولكن من خلال صحوة الضمير، وبعد ان يدرك الانسان اخطاءه ويبدا في تصحيحها نرى ان النفس اللوامة تبدا دورها الحقيقي كمنفذ امان وصمام خير للانسان.

هذا ينطبق عليك -ايها الفاضل الكريم- فانت -الحمد لله تعالى- ادركت مساوئ العادة السرية، وتوقفت عنها، واقلعت، والذي اعجبني حقيقة انت لم تتوقف عنها لدوافع صحية مثلا، لان الامر فيه الكثير من الخلاف حول مضارها الصحية – وان كانت ثابتة بدرجة كبيرة انها مضرة – ولكنك توقفت طاعة لربك، وهذا اسمى سبب ودافع تصرفت من خلاله.

ابشر ايها الفاضل الكريم، وانا اقول لك: ان شعورك الان بتانيب الضمير هو ان نفسك اللوامة في قمة فعاليتها كحاجز لك وكواق لك من الخطيئة، وان شاء الله تعالى تنتقل الى النفس المطمئنة، والمطلوب منك هو ان تدرك ادراكا يقينيا ان رحمة الله واسعة، و(ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)، بل (ان الله يغفر الذنوب جميعا، انه هو الغفور الرحيم).

عليك ان تحمد الله تعالى الذي اعطاك الصحة والعمر لتدرك كل هذا، تدرك ان تانب نفسك، وان تسير على الطريق الصحيح.

هذه نعمة عظيمة اتتك ايها الفاضل الكريم، ونحن في هذه الايام الخيرة الطيبة، فنسال الله تعالى ان يغفر لنا جميعا.

اذن انت الان – ومن خلال التفكير الايجابي المعرفي الصحيح – يجب ان تزف البشرى لنفسك، لانك افضل بكثير وكثير من الشباب، هذا اولا.

ثانيا: موضوع ضعف الذاكرة وكثرة النسيان والخمول، والشعور العام بالانهاك والاجهاد، والتاثيرات السلبية التي نتجت من خلال ذلك، واكثر ما تاثر هو دراستك، اعتقد ان هذا ناتج من المزاج الاكتئابي، وهذا اكتئاب انفعالي حقيقة، لان النفس اللوامة هي التي دفعتك لذلك، والنفس اللوامة من احد جزئياتها هي انها تحاصر الانسان عن طريق الاكتئاب، وهذا الاكتئاب اكتئاب ايجابي، ولا شك في ذلك.

ايها الفاضل الكريم: هذه مرحلة – ان شاء الله تعالى – سوف تتخطاها وتتخطاها تماما، غير نفسك فكريا ووجدانيا، انطلق انطلاقات جديدة، والذي اؤكده لك في موضوع العادة السرية: كل اضرارها تختفي عن الطريق التوقف منها، وهذه نعمة عظيمة، كل شيء سوف يبدا في الترميم حتى يصل لمرحلة البرء والشفاء الكامل – ان شاء الله تعالى – الفكر ، الجسد، كله – ان شاء الله تعالى – يرجع لوضعه الطبعي جدا.

انصحك بان تمارس رياضة منتظمة، هذا فيه فائدة كبيرة لك وللدراسة: نظم وقتك، استفد من الاوقات التي يعرف ان التركيز فيها جيد، مثلا وقت الصباح بعد صلاة الفجر، هذا وقت جيد جدا.

القراءة الجماعية مع الاصدقاء – ان شاء الله تعالى – ايضا تفيدك كثيرا، وانا ارى ان تناولك لدواء محسن للمزاج سوف يفيدك جدا، وليس هنالك ما يدعوك لان تتمنى الموت ابدا، والمؤمن لا يتمنى الموت، الموت حق، وهو على الرقاب، ولا شك في ذلك، لكن الانسان لا يتمناه ابدا.

ابدا في تناول الدواء، والذي يسمى تجاريا باسم (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين) تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراما، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها الى كبسولتين في اليوم – اي اربعين مليجراما – وهي جرعة علاجية صحيحة جدا لحالتك، استمر عليها لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة الى كبسولة واحدة في اليوم لمدة اربعة اشهر، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هو دواء طيب ولطيف جدا وسليم وغير ادماني، واسال الله تعالى ان يفيدك وينفعك به.

ايها الفاضل الكريم: كتحوط بسيط ارجو ايضا بان تقوم ببعض الفحوصات المختبرية: تاكد من مستوى الدم لديك، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، وان كان هناك اي نقص في الحديد او الفيتامينات يجب ان يعوض.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسال الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

السابق
ان تغادر هذا البية
التالي
تشغيل الواتساب على الايباد