للماضي رائحة لا تنسى..
تنشر نفسها في كل مكان
تعبق الحاضر بحنين وشوق
شوق لايام خلت
ولحظات ولت وانتهت
لكنها حفرت نفسها في الاعماق
وتركت قلبا ينزف
ويئن بحرقة
ويتلوع بحسرة
ويبكي مرارة الايام..
ايام طفولة
شوبتها البراءة
وكللتها السعادة انذاك..
سعادة طفلة رسمت لاحلامها قصورا
وزينتها بالامل..
رسمت عليها لوحات خيال
ونقشت فيها قصصا وروايات..
حكت عنها الطيور والنوارس
وكل من زار ذلك الشاطيء
الذي حفرت برماله امانيها…
كبرت تلك الاماني
وابحرت في عمق البحر تارة
وخرجت منه الى الاعلى تارة اخرى
حتى بلغت عنان السماء
فداعبت الغيوم
وتراقصت مع الطيور
ودغدغت النسيم العليل..
وفجاة تحول ذلك النسيم الى ريح عاتية
علت معها الامواج
واغضبت وجه الشاطيء
فجرفت ذلك القصر الذي
بنت فيه تلك الفتاة احلامها..
فتبعثرت رماله
وجرفتها مياه البحر الى الداخل..
مخلفة وراءها
طفلة حزينة
ابكتها الايام
وسرقت الليالي امانيها..
- للماضي رائحة لا تنسى