انا شاب مسلم على ابواب الزواج بمشيئة الله تعالى. اعمل باحدى الشركات براتب متوسط. بعد صلاة الاستخارة توكلت على الله و تقدمت الى فتاة ملتزمة ذات دين و خلق. المشكلة ان هذه الفتاة تريد العمل من اجل مساعدة اهلها و كذلك من اجل التكفل بمصاريفها الشخصية. كذلك تريد الانخراط في العمل الجمعوي داخل احدى الجمعيات التي لها علاقة بجمعيات اجنبية. ويتضمن عملها الجمعوي سفريات وايام عمل على شكل ورشات. بالنسبة لي انا ارفض رفضا باتا فكرة عملها و كذلك انخراطها في العمل الجمعوي استناذا الى ما جاء في القران الكريم و السنة النبوية الشريفة من توصيات تحث المراة المتزوجة على اعطاء كامل اهتمامها لبيتها و تجنب العمل خارج البيت خصوصا في ايامنا هذه. ارجو منكم افادتي بشكل واسع براي الشرع في الموضوع و هل نستمر مع بعضنا ام لا. فكلانا لا يريد التنازل عن رايه.
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فان افضل مكان للمراة هو بيتها، لان في خروجها فتنة عليها وعلى الرجال، قال تعالى: [وقرن في بيوتكن] (الاحزاب: 33). ولكن هذا ليس بواجب، فلها ان تخرج من بيتها بشرط التزامها بالحجاب والحشمة وعدم مخالطة الرجال وغير ذلك مما ينبغي عليه مراعاته، ولا باس على المراة في العمل اذا انضبط عملها بالضوابط الشرعية، ومن ذلك الحجاب وعدم الخلوة بالاجانب، وعدم الخضوع بالقول وعدم الاختلاط بالرجال وغض البصر ونحو ذلك من الضوابط الشرعية، واذا كان عملها يقتضي سفرا، فلا بد من ان يكون السفر مع محرم، واذا كانت المراة زوجة فلا يجوز لها العمل ولا الخروج من البيت الا باذن الزوج، الا اذا، كانت قد اشترطت على زوجها عند العقد ان تعمل، فالمسلمون عند شروطهم.
اما بالنسبة لك اخي السائل، فاننا ننصحك بان تحاول اقناع الفتاة باهمية جلوس المراة في البيت، خاصة عند وجود الاولاد، واكد لها المفاسد التي قد توجد بسبب عمل المراة خصوصا في مثل هذا الزمان، فان اقتنعت فذاك، والا، فاذا كان عملها منضبطا بالضوابط الشرعية وكانت ذات دين وخلق ومامونة الجانب ولم تجد من هي افضل منها، فلا حرج في الاستمرار معها والزواج بها، اما اذا وجدت من هي افضل منها وهي لا تعمل، فهي المقدمة.
نسال الله ان يصلح حالك وان يسهل امرك وان يختار لنا ولك ما فيه الخير.
والله اعلم.