علمنا الاسلام كل شيء ، كيف ناكل وكيف نلبس ، فهل هناك سنة تبين للمسلم اداب الجماع ؟
هل هناك اي موضع من السنة ؟ ام ان السنة لا يوجد بها حديث صحيح عن مثل هذا ؟.
الحمد لله
نعم احسنت في قولك علمنا الاسلام كل شيء ، فالاسلام اتى للناس بكل خير في امور معاشهم ودينهم ومحياهم ومماتهم لانه دين الله عز وجل .
والجماع من الامور الحياتية المهمة التي اتى ديننا بتبيينها وشرع لها من الاداب والاحكام ما يرقى بها عن مجرد ان تكون لذة بهيمية وقضاء عابرا للوطر بل قرنها بامور من النية الصالحة والاذكار والاداب الشرعية ما يرقى بها الى مستوى العبادة التي يثاب عليها المسلم . وجاء في السنة النبوية تبيان لذلك ، قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد : ( واما الجماع او الباه ، فكان هديه فيه – صلى الله عليه و سلم – اكمل هدي ، يحفظ به الصحة ، وتتم به اللذة وسرور النفس ، ويحصل به مقاصده التي وضع لاجلها ، فان الجماع وضع في الاصل لثلاثة امور هي مقاصده الاصلية :
احدها : حفظ النسل ، ودوام النوع الى ان تتكامل العدة التي قدر الله بروزها الى هذا العالم .
الثاني : اخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن .
الثالث : قضاء الوطر ، ونيل اللذة ، والتمتع بالنعمة ، وهذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة ، اذ لا تناسل هناك ، ولا احتقان يستفرغه الانزال .
وفضلاء الاطباء يرون ان الجماع من احد اسباب حفظ الصحة ) . الطب النبوي ص249 .
و قال رحمه الله تعالى : ( ومن منافعه – اي الجماع – : غض البصر ، وكف النفس ، والقدرة على العفة عن الحرام ، وتحصيل ذلك للمراة ، فهو ينفع نفسه في دنياه واخراه ، وينفع المراة ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعاهده ويحبه ، ويقول : ( حبب الي من دنياكم : النساء والطيب ) رواه احمد 3/128 والنسائي 7/61 وصححه الحاكم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فانه اغض للبصر واحفظ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء ) رواه البخاري 9/92 و مسلم 1400 ) . الطب النبوي 251 .
ومن الامور المهمة التي ينبغي مراعاتها عند الجماع :
1 – اخلاص النية لله عز وجل في هذا الامر ، وان ينوي بفعله حفظ نفسه واهله عن الحرام وتكثير نسل الامة الاسلامية ليرتفع شانها فان الكثرة عز ، وليعلم انه ماجور على عمله هذا وان كان يجد فيه من اللذة والسرور العاجل ما يجد ، فعن ابي ذر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفي بضع احدكم صدقة ) – اي في جماعه لاهله – فقالوا : يا رسول الله اياتي احدنا شهوته ويكون له فيها اجر ؟ قال عليه الصلاة والسلام : ( ارايتم لو وضعها في الحرام ، اكان عليه وزر ؟ فكذلك اذا وضعها في الحلال كان له اجر ) رواه مسلم 720 .
وهذا من فضل الله العظيم على هذه الامة المباركة ، فالحمد لله الذي جعلنا منها .
2 – ان يقدم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب اهله ويقبلها .
3 – ان يقول حين ياتي اهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فان قضى الله بينهما ولدا ، لم يضره الشيطان ابدا ) رواه البخاري 9/187 .
4 – يجوز له اتيان المراة في قبلها من اي جهة شاء ، من الخلف او الامام شريطة ان يكون ذلك في قبلها وهو موضع خروج الولد ، لقول الله تبارك و تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : اذا اتى الرجل امراته من دبرها في قبلها كان الولد احول ! فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة ومدبرة اذا كان ذلك في الفرج ) رواه البخاري 8/154 ومسلم 4/156 .
5 – لا يجوز له بحال من الاحوال ان ياتي امراته في الدبر ، قال الله عز وجل : ( نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم ) ومعلوم ان مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ملعون من ياتي النساء في محاشهن : اي ادبارهن ) رواه ابن عدي 211/1 و صححه الالباني في اداب الزفاف ص105 . وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تاباه طبائع النفوس السوية ، كما ان فيه تفويتا لحظ المراة من اللذة ، كما ان الدبر هو محل القذر ، الى غير ذلك مما يؤكد حرمة هذا الامر . للمزيد يراجع سؤال رقم ( 1103 )
6 – اذا جامع الرجل اهله ثم اراد ان يعود اليها فليتوضا ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اذا اتى احدكم اهله ثم اراد ان يعود فليتوضا بينهما وضوءا ، فانه انشط في العود ) رواه مسلم 1/171 . وهو على الاستحباب لا على الوجوب . وان تمكن من الغسل بين الجماعين فهو افضل ، لحديث ابي رافع ان النبي صلى الله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه ، يغتسل عند هذه وعند هذه ، قال فقلت له : يا رسول الله الا تجعله غسلا واحدا ؟ قال : ( هذا ازكى واطيب واطهر ) رواه ابو داود والنسائي 79/1 .
7 – يجب الغسل من الجنابة على الزوجين او احدهما في الحالات التالية :
– التقاء الختانين : لقوله صلى الله عليه وسلم : ” اذا جاوز الختان الختان ( وفي رواية : مس الختان الختان ) فقد وجب الغسل . ” رواه احمد ومسلم رقم 526 وهذا الغسل واجب انزل او لم ينزل . ومس الختان الختان هو ايلاج حشفة الذكر في الفرج وليس مجرد الملاصقة .
– خروج المني و لو لم يلتق الختانان : لقوله صلى الله عليه وسلم : ” انما الماء من الماء ” رواه مسلم رقم 1/269 .
قال البغوي في شرح السنة (2/9) : ( غسل الجنابة وجوبه باحد الامرين : اما بادخال الحشفة في الفرج او خروج الماء الدافق من الرجل او المراة ) . و لمعرفة صفة الغسل الشرعية انظر السؤال رقم ( 415 ) .
ويجوز للزوجين الاغتسال معا في مكان واحد ولو راى منها ورات منه ، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنت اغتسل انا والنبي صلى الله عليه وسلم من اناء بيني وبينه واحد تختلف ايدينا فيه فيبادرني حتى اقول : دع لي ، دع لي قالت : وهما جنبان . رواه البخاري ومسلم .
8 – يجوز لمن وجب عليه الغسل ان ينام ويؤخر الغسل الى قبل وقت الصلاة ، لكن يستحب له ان يتوضا قبل نومه استحبابا مؤكدا لحديث عمر انه سال النبي صلى الله عليه وسلم : اينام احدنا وهو جنب ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : ( نعم ، ويتوضا ان شاء ) رواه ابن حبان 232 .
9 – ويحرم اتيان الحائض حال حيضها لقول الله عز وجل : ( ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) ، وعلى من اتى زوجته وهي حائض ان يتصدق بدينار او نصف دينار كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اجاب السائل الذي اتاه فساله عن ذلك . اخرجه اصحاب السنن وصححه الالباني اداب الزفاف ص122. لكن يجوز له ان يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يامر احدانا اذا كانت حائضا ان تتزر ثم يضاجعها زوجها ) متفق عليه.
10 – يجوز للزوج العزل اذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، اذا اذنت الزوجة لان لها حقا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما انه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري 9/250 ومسلم 4/160 .
ولكن الاولى ترك ذلك كله لامور منها : ان فيه تفويتا للذة المراة او انقاصا لها . ومنها ان فيه تفويت بعض مقاصد النكاح وهو تكثير النسل والولد كما ذكرنا سابقا .
11 – يحرم على كل من الزوجين ان ينشر الاسرار المتعلقة بما يجري بينهما من امور المعاشرة الزوجية ، بل هو من شر الامور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ان من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امراته وتفضي اليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم 4/157 . وعن اسماء بنت يزيد انها كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل باهله ، ولعل امراة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟! ) فارم القوم – اي سكتوا ولم يجيبوا – ، فقلت : اي والله يا رسول الله ! انهن ليفعلن ، وانهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فانما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ) رواه ابوداود برقم 1/339 ، وصححه الالباني في اداب الزفاف ص143 .
هذا ما تيسر ذكره من جملة من اداب الجماع ، فالحمد لله الذي هدانا لهذا الدين العظيم ذي الاداب العالية والحمد لله الذي دلنا على خير الدنيا والاخرة . وصلى الله على نبينا محمد . .
- صورالوضعية في الجماع
- ماهي طرق الجماع صحيح علي الطريقة الاسلامية
- طرق للجماع في الاسلام
- الوضعيه للجماع
- الوضعيه الافضل للجماع في الاسلام
- الوضعيةالصحيحةللجماع
- الوضعية للجماع الاسلاميه
- الكثرة الجماع
- الطريقة صحيحة في الجماع في الاسلام
- الجماع اصحيح في الاسلام