ارتبطت حياة الانسان على الارض منذ بدء الخليقة بالشجرة من خلال قصة ادم وحواء ام البشر والشجرة منذ القدم حظيت باحترام الشعوب حظوة كبيرة بلغت حد التقديس ذلك لانها تلازم الانسان في احتياجاته اليومية طوال الحياة وقد ذكر وصف الشجرة علاقتها بالانسان
في كثير من المدونات القديمة والمؤلفات التراثية والكتب العلمية والبحثية وفي لغة الشعر والادب واكثر الاديان السماوية ذكرت قدسية الشجرة واولها القران الكريم ومن الطريف انه حتى يومنا هذا مازال الناس تدق على الخشب طردا للشر وابعادا للحسد وفي ذلك اشارة بانه للشجرة تاثيرات روحية كبيرة عرفها الانسان في بقاع مختلفة من العالم فالشجرة تلازم الانسان من خلال انتاجها لاكثر من عشرة الاف مادة خصصت لاستعمالاته المتنوعة واحتياجاته اليومية المتعددة فبعد ان عاش الانسان وتعايش مع الشجرة تفيا بظلها واكل من ثمارها وتباهى في زهورها وجمالها وتمتع بنسمات منعشة في غاباتها فانه يتمتع اكثر باخشابها بعد ان تجف عروق الخضرة وتذبل الاغصان فقد بقي الخشب مصدرا لمنتجات يصعب حصرها على الرغم من انتاج مواد صناعية منافسة فهو يستعمل في البناء والاثاث واعمدة المناجم والجسور والقوارب والحوامات ومدارج الطائرات السمتية والواح البناء
والخشب هو المادة الخام لصناعة الورق المقوى والسيلوفان والافلام الفوتوغرافية والمعطرات الصناعية .
حيث ان الخشب هو الوقود منذ اقدم القرون لايزال يستمعل مادة رئيسية للتدفئة في معظم ارجاء العالم ويمتلك قوة عالية مقارنة بوزنه وعازلا للحرارة والكهرباء ويحتوي مادة السللوز وهي المادة الاساسية لانتاج اكثر من المركبات الكيماوية فالشجرة يتمتع بها الانسان في حال خضرتها وعطائها وفي حال قطفها وجفافها انها الشجرة التي وصفها الخالق سبحانه وتعالى بالكلمة الطيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء .
اهمية الشجرة والغابة في حماية البيئة
ان للشجرة دور كبير من النواحي البيئية حيث ان قلة عددها في اي منطقة يؤدي الى خلل في التوازن البيئي في تلك المنطقة على الرغم من كل شجرة افرادية قد لاتعتبر مفيدة للبيئة بشكل عام الا ان تجمع هذه الاشجار يشكل مناخا مصغرا يؤثر على الوسط المحيط ايجابا فالدور الذي تلعبه الشجرة في حماية البيئة كبير ونذكر منه :
1- تقليل التلوث حيث تعمل النباتات على زيادة الاوكسجين في الجو الذي هو بداية السلسلة الغذائية لجميع الكائنات الحية من خلال عملية التمثيل الضوئي وامتصاص غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يعتبر من اهم مسببات التلوث
2- تلطيف الجو عن طريق عملية النتح وتحسين المناخ فوجود النبات والاشجار في مكان يؤدي الى خفض درجات الحرارة خاصة في فصل الصيف
3- تخفيف وهج الشمس ( اشعتها ) من خلال اوراق الشجر
4- امتصاص الاصوات وتخفيف حدة الضوضاء في الاماكن المزدحمة
5- ايقاف زحف الرمال والحد من ظاهرة التصحر
6- حماية التربة والحد من مشكلة تعرية التربة وانجرافها بفعل عوامل التعرية كالرياح والمياه القوية
7- حماية المدن من الرياح الشديدة وكسر حدتها فالشجرة المتوسطة تمتص يوميا 107كغ من ثاني اوكسيد الكربون وتنتج يوميا 140 ليترا من الاوكسجين
ويلزم زراعة 7 شجرات لازالة التاثيرات الملوثة لسيارة واحدة اضافة لفوائد الاشجار في امتصاص ثاني اوكسيد الكربون و تعمل ايضا على تقليل سرعة الهواء المحمل بالاتربة ( العجاج) مما يؤدي الى ترسيب الملوثات العالقة بالجو فيصبح الهواء نقيا .
هذا وتعتبر ادارة الغابات والاشجار على نحو مستدام عاملا رئيسيا في ادارة الموارد المائية حيث ان الغابات تنظم نوعية المياه وتحمي التربة من الانجراف كما تسهم في تخصيب التربة وتوجيه الجريان السطحي للمياه ولاننسى ان الغابة المتنوعة تعتبر ملجا لعشرات الانواع من الحيوانات الضرورية للتوازن البيئي من ليونات وزواحف وطيور وهي تسهم في تحسين نوع حياة سكان المدن الذين ينتقلون اليها بحثا عن الراحة والاحتكاك بالطبيعة للاستجمام والتمتع بالمناظر الجميلة وذلك ان غرس الاشجار اهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمعات مما يعطي المنظر الجميل وما يخدم البيئة الاجتماعية اما بالثمر او الخشب
كيف نحافظ على الغطاء النباتي والشجرة:
– عدم البناء على حساب الاراضي الزراعية
– اقامة حملات تاسيسية لعملية التشجير
-احترام عيدالشجرة والاحتفال به
– عدم اهمال التربة الزراعية والاستفادة منها قدر الامكان
-عدم قطع الاشجار او حرقها
-تثبت الكثبان الرملية
واخيرا :
دعونا لاننسى ونفاري ماتي اول امراة افريقية تفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2004 ذلك انها اسست عام 1977 حركة الحزام الاخضر النسائية التي زرعت اكثر من 30 مليون شجرة متخذة الشجرة شعار للسلام الذي يعتمد على بيئة سليمة نظيفة وعلى حمايتها .