| ||
| ||
الحاشية رقم: 1 |
( الشرح ) هذا الحديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، وروي في غير الصحيح من روايةابي هريرة ، ولفظ رواية جابر : ” { غطوا الاناء واوكئوا السقاء } ” ، وفي رواية ” { خمر اناءك واذكر اسم الله ولو تعرض عليه شيئا } ” وتعرض بضم الراء ، روي بكسرها والضم اصح واشهر ، ومعناه تضع عليه عودا او نحوه عرضا . وقوله : ( تغطية الوضوء ) هو بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضا به ، وقوله : وايكاء السقاة الايكاء والسقاء ممدودان ، والايكاء هو شد راس السقاء وهو قربة اللبن او الماء ونحوهما بالوكاء وهو الخيط الذي يشد به ، وهو ممدود ايضا ، وهذا الحكم الذي ذكره وهو استحباب تغطية [ ص: 322 ] الاناء متفق عليه ، وسواء فيه اناء الماء واللبن وغيرهما ، ودليله الحديث الصحيح الذي ذكرناه ، وفائدته ثلاثة اشياء : احدها : ما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { فان الشيطان لا يحل سقاء ولا يكشف اناء } ” . الثاني : جاء في رواية لمسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { فان في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر باناء ليس عليه غطاء او سقاء ليس عليه وكاء الا نزل فيه من ذلك الوباء } ” ، قال الليث بن سعد احد رواته في مسلم : فالاعاجم يتقون ذلك في كانون الاول . والوباء بالمد والقصر لغتان ، واذا قصر همز . وكانون عجمي لا ينصرف . الثالث : صيانته من النجاسة وشبهها . والله اعلم .
( فرع ) ابو هريرة رضي الله عنهما راوي الحديث هو اول من كني بهذه الكنية ، قيل : كان له هرة يلعب بها في صغره فكني بها . واختلف في اسمه واسم ابيه على نحو ثلاثين قولا ، اشهرها واصحها انه عبد الرحمن بن صخر ، وبه قطع جماعات من اهل هذا الفن ، وهو سابق المحدثين واول حفاظه المتصدين لحفظه ، تصدى لحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى برع فيه وفاق سائر الصحابة رضي الله عنهم فيه ، وروي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة الاف حديث وثلاثمائة واربعة وسبعون حديثا ، وليس لاحد من الصحابة ما يقارب هذا . قال الشافعي – رحمه الله – : ابو هريرة احفظ من روى الحديث في دهره . وقال البخاري – رحمه الله – : روى عن ابي هريرة نحو ثمانمائة رجل واكثر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وكان ابو هريرة اشهر اهل الصفة في زمن صحبته ، وكان عريف اهل الصفة ، توفي بالمدينة ودفن في البقيع سنة تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة رضي الله عنه وقد بسطت في تهذيب الاسماء . وبالله التوفيق . ( فرع ) مما يتعلق بما سبق ما ثبت في صحيح مسلم وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { اذا كان جنح الليل وامسيتم فكفوا صبيانكم فان الشيطان ينتشر حينئذ ، فاذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم واغلقوا الباب واذكروا اسم الله ، فان الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ، واوكوا قربكم واذكروا [ص: 323 ] اسم الله وخمروا انيتكم واذكروا اسم الله ولو ان تعرضوا عليها شيئا واطفئوا مصابيحكم } ” وفي رواية لمسلم ايضا : ” { لا ترسلوا فواشيكم وصبيانكم اذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء } ” وفي الصحيحين عن ابن عمر وابي موسى رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” { لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون } ” فهذه سنن ينبغي المحافظة عليها ، وجنح الليل بضم الجيم وكسرها ظلامه ، والفواشي بالفاء جمع فاشية وهي كل ما ينتشر من المال كالبهائم وغيرها ، وفحمة العشاء ظلمتها ، وقد اوضحت شرح هذه الاحاديث وما يتعلق بها ومعانيها في شرح صحيح مسلم – رحمه الله – . وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { اذا دخل الرجل ، بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، واذا دخل ولم يذكر الله تعالى قال الشيطان : ادركتم المبيت ، والعشاء } ” . واعلم انه يستحب التسمية عند دخوله بيته وبيت غيره ، والسلام اذا دخله وان لم يكن فيه احد ، ويدعو عند خروجه ، قالانس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من قال يعني اذا خرج من بيته : باسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله ، يقال له : كفيت ووفيت ، وتنحى عنه الشيطان } ” ، رواه ابو داود والترمذي وقال : حديث حسن . وفي الباب احاديث كثيرة من هذا اوضحتها في اول كتاب الاذكار ، وفيها اشياء كثيرة تتعلق بهذا الفصل والله اعلم . |