افضل مواضيع جميلة بالصور

توبة من اقبل على الانتحار

السؤال: هل يغفر الله الشك في وجوده؟ حيث ‏اني كنت ادخل الى المواقع الالحادية، ‏ومواقع الشبهات، وهذا تحت ضغط ‏الاضطرابات النفسية العظيمة التي ‏اعاني منها. وتاثرت بمقولاتهم وبحوثهم، ونظرياتهم الفاسدة والخبيثة، ‏فاصبحت تائها ضائعا اشك في ‏الوجود والكون، والخالق( لان هذه اول مرة اطلع فيها على هذه ‏الاشياء، لكني لم ‏انكر تماما وجود الله ولم اكفر به. ‏فقط كنت احلل كلامهم وادرسه) ‏وبقيت على تلك الحال مضطربا ‏خائفا، والوساوس تحيط بي من كل ‏جهة. ولكن بعد ذلك ادركت بفطرتي ‏ان الله العظيم هو خالقنا وليس العدم، ‏ولا نحن خلقنا انفسنا، وجعلني في بلد ‏مسلم. وتوقفت عن تلك المواقع. هل ما زلت مسلما؟ هل انا على ‏الايمان ولست كافرا؟ وهل يغفر الله ‏لي؟ ‏2) مارست ذنوبا كثيرة في حياتي، و‏اعاني من اثارها في الوقت الحاضر. ‏سنة 2024 قررت ان التزم واتبع ‏سبيل الله، ولكن بعد ان عرفت مسالة ‏القضاء والقدر اصبحت ضائعا حيث ‏اقول في نفسي: انا من الذين ‏سيدخلون النار بل وفي دركها الاسفل ‏خالدا، والله قدر لي هذا بسبب تلك ‏الذنوب الكبيرة. واقول ما فائدة الحياة ‏ان كنت قد خسرت الدنيا والاخرة. ‏تراودني فكرة الانتحار لكن لست ‏شجاعا لتنفيذها. حاولت التوبة اكثر ‏من الف مرة لكن دائما انهزم و‏افشل. انا مهموم ومغموم، ومكتئب و‏حزين. والله لقدت ضاقت بي الدنيا ‏رغم ان عمري فقط 22. اريد ان ‏اصبح تقيا، واعبد الله كما ينبغي، و‏اسلك سبيل الصالحين، ولكن اخاف ‏ان لا يقبلني الله. لا ادري ماذا يحدث ‏لي.‏ هل من نصائح وارشادات؟ كيف ‏ارضى بالقدر ولا اتسخط منه؟ كيف ‏اتوب توبة يقبلها الله؟ كيف اتخلص ‏من الانتحار؟ اغيثوني فانا نادم ومتحسر ومكروب.‏

الفتوى:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:

فابشر اخانا الكريم بالذي يسرك، فان الله تعالى يقبل توبة عبده من اي ذنب كان، كفرا كان او غيره، كما قال تعالى: قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم [الزمر: 53] وقال سبحانه: واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى [طه: 82] وقال تعالى: ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110} وقال عز وجل: والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا (69) الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (70) [الفرقان].

وهذه نصوص واضحة في قبول التوبة من كل ذنب، الكفر فما دونه. فان كنت وقعت في الشك في وجود الله تعالى، فالتوبة تسعك، فاقبل على الله تعالى، واستقم على طاعته يبدل سيئاتك حسنات، وكرم الله اعظم، ورحمته اوسع، مما يخطر ببالك.
وهذا كله على التسليم بانك وقعت في الشك المخرج من الملة، والا فلا بد من التفريق بين هذا الشك، وبين الوسوسة في هذه المسالة، فقد يطرا في نفس الانسان نوع وسوسة يظنه شكا، وهو ليس كذلك، بل يكون في داخله مصدقا مؤمنا، وقد سبق لنا بيان الفرق بين الشك والوسوسة في الفتوى رقم: 128213.
وعلى اية حال، فالمطلوب منك ان تتوب الى الله تعالى توبة عامة، وتحسن الظن بالله تعالى، وتصدق في التوكل عليه في هدايتك وتوفيقك لما يحب ويرضى. ولتتذكر الحديث القدسي: يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا ابالي، يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني، غفرت لك ولا ابالي، يا ابن ادم انك لو اتيتني بقراب الارض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة. رواه الترمذي وحسنه، وصححه الالباني.
وليس هناك مجال ليحكم السائل على نفسه بانه من اهل النار، وانه خسر الدنيا والاخرة، وان الله قدر عليه ذلك !!! فهذا كله من الغيب الذي لا يعلمه الا الله، وانما يريد الشيطان بذلك ان يحزنه ويؤيسه من رحمة الله الواسعة. وانما الخسران الحقيقي في الياس من رحمة الله والتفكير في الانتحار ! والصواب ان تدفع عن نفسك هذه الخواطر السيئة، والوساوس الشيطانية، وتقبل على الله تعالى وتستقيم على طاعته، وتجاهد نفسك في ذات الله تعالى. فان بدر منك ذنب فاستغفر الله تعالى واتبعه بحسنة تمحه، كما قال الله تعالى: واقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين {هود:114}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:اتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه احمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وحسنه الالباني. وقال ايضا صلى الله عليه وسلم: اذا اسات فاحسن. رواه الحاكم والبيهقي، وحسنه الالباني. وراجع في مسالة تكرار الذنب والتوبة الفتويين: 114548، 112696.
واعلم ان الله تعالى لا يرد عبده اذا اقبل عليه بصدق، واحسن به الظن، فهو القائل في الحديث القدسي: انا عند ظن عبدي بي، وانا معه حيث يذكرني، والله ! لله افرح بتوبة عبده من احدكم يجد ضالته بالفلاة، ومن تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا، ومن تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا، واذا اقبل الي يمشي اقبلت اليه اهرول. متفق عليه. وراجع الفتوى رقم: 138555. وراجع في موضوع الرضا بقضاء الله تعالى والتخلص من التسخط الفتاوى ذوات الارقام التالية: 152715، 51778، 99425.
واما الانتحار فقد سبق لنا بيان فظاعة اثمه، وشدة جرمه، ومرير اثره، وسبل الوقاية منه، وانه لا يمكن ان يكون حلا لمشكلة، او نجاة من معضلة، او سببا لراحة، بل هو نفسه اعظم الكربات واكبرها، فانه ينقل المرء مما يظنه هما وشدة، وغما وكربة، الى عين ذلك وحقيقته، حيث يظل يعذب في قبره بوسيلة انتحاره الى يوم القيامة، وبعد ذلك تنتظره نار جهنم والعياذ بالله؛ وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الارقام التالية: 10397، 22853، 33789

  • توبة من حاول الانتحار
  • هل الانتحار قد يغفر
  • تقبل الانتحار
السابق
فساتين بسمة 2024
التالي
مقبلات باللحمة المفرومة بالصور