افضل مواضيع جميلة بالصور

جمال ورشاقة المراة

ان الجمال نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على المراة، ولا تقدر هذه النعمة حق تقديرها الا من فقدتها من النساء. والجمال ينقسم الى قسمين: معنوي ومادي؛ فالمعنوي كجمال النفس، وجمال الخلق. والمادي كجمال الوجه، وجمال الجسم. وما يعنينا في هذا المقام هو الجمال المادي وبالذات جمال الجسم، لان جمال الوجه شان رباني ونعمة خاصة يهبها الله لمن يشاء من عباده كجمال الصوت ولا يمكن اكتسابه، وهي جمال خاص يضاف الى عموم جمال خلق الانسان وتكريمه على بقية المخلوقات.

اما جمال الجسم؛ فكما يمكن الاساءة اليه وتخريبه يمكن ايضا العناية به والمحافظة على اصل جماله الذي خلقه الله تعالى في احسن تقويم. قال الله تعالى: ﴿يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم {6} الذي خلقك فسواك فعدلك {7}﴾[1]. فالله تبارك وتعالى خلق الانسان في احسن صورة وشكل، وجعل جسمه سويا مستقيما منتصبا، معتدل القامة في احسن الهيئات والاشكال. وقوام الجسم ليس جمالا فحسب، بل انه جمال وصحة وقوة.

وقد افسدت المراة بنفسها هذا الاستواء وهذا التقويم الجميل للجسم، اما بتشوه قوامي او باي ضرر بالهيكل العظمي، واما بسمنة وزيادة وزن تثقل كاهل المفاصل والقلب وتذهب باستقامة الجسم ورشاقته وقوته وجماله. واذا كان فساد جمال الجسم يعد عائقا امام كثير من الامور بالنسبة للذكر، فهو بالنسبة للانثى اكثر اعاقة وبالذات في امر من اهم الامور بالنسبة للانثى الا وهو الزواج. ففي كثير من الحالات كانت سمنة الفتاة هي السبب في عدم تقدم احد للزواج منها حتى وان كان وجهها جميلا، واما النساء المتزوجات اللاتي يهملن اجسامهن بعد الزواج ويصبحن سمينات فان كثيرا منهن يخسرن اعجاب ازواجهن باجسامهن التي ربما كانت السبب في قبولهم الزواج منهن عندما كانت اجسامهن رشيقة ولو كانت اجسامهن سمينة لما تزوجوا بهن؛ ولا ننسى ان احد اسباب الزواج من المراة هو الجمال كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تنكح المراة لاربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك))[2]، والنسبة الكبرى من الرجال في هذا العصر تفضل المراة الرشيقة المتناسقة الاعضاء، ويعدون ذلك هو الجمال، بعد ان كانت المراة السمينة هي المفضلة في عصور سابقة.

ومن هنا كان لزاما على المراة العصرية ان تحرص على اكتساب الرشاقة والوزن المناسب لجسمها، والمحافظة على ذلك مدى الحياة لكي تبقى جميلة، والحمد لله فان في الرشاقة الصحة والعافية للجسم واجهزته المختلفة على عكس السمنة التي تسبب اضرارا مختلفة وامراضا كثيرة.

وعلى المراة التي تريد النجاح في الرشاقة والجمال ان تركز على هدفين: رشاقة الجسم وقوته. اذ لا يكفي ان يكون الجسم رشيقا ولكنه ضعيف خامل غير قادر على الحركة والنشاط، بل يجب ان يكون رشيقا قويا يتفجر حيوية ونشاطا وصحة. وحتى تحقق المراة هذين الهدفين لا بد لها من بذل الجهد والعمل بجد بالاسباب الموصلة الى هذين الهدفين؛ ويمكن حصر هذه الاسباب في سببين اثنين فقط هما: الاكل والحركة.

[align=center]رشاقة جسم المراة[/align] ان المراة التي تريد فعلا النجاح في الرشاقة لا بد لها من ان تولي تناول الطعام عناية واهتمام كبيرين لانه السبب الرئيس في رشاقة الجسم، فكما ان زيادة الوزن والسمنة سببها الرئيس هو الطعام فالعلاج يكون بمراقبة الطعام وحساب ما يدخل الجسم من السعرات الحرارية. والمسالة في غاية البساطة، ومثال على ذلك: اذا اخذت المراة مئة من المال كل يوم فصرفت خمسين وادخرت خمسين فسيكون لديها في اخر الشهر الف وخمسمئة؛ فكذلك اذا تناولت الفين من السعرات الحرارية كل يوم فصرفت الفا وابقت الفا سيجتمع لديها في اخر الشهر ثلاثون الفا تتحول الى شحوم ودهون فلا غرابة ان تكتشف في اخر الشهر ان لديها زيادة في الوزن.

فالسعرات الحرارية التي تتناولها المراة يوميا يجب ان تحرق اولا باول بالعمل والحركة والرياضة حتى لا يبقى منها شيء وبالتالي يمكن تفادي تراكم الشحوم وزيادة الوزن؛ ولهذا كان على المراة ان لا تتناول من السعرات الحرارية الا ما تعلم انها ستحرقه، ولاجل النجاح في هذه المهمة عليها ان تحسب المدخول والمصروف من السعرات الحرارية؛ ويكون ذلك بمعرفة كمية السعرات الموجودة في انواع الاطعمة التي تتناولها من جهة، ومن جهة اخرى معرفة كمية السعرات التي يمكن صرفها في انواع الانشطة الحركية. وبعد ذلك يمكنها ان تدخل بحساب وتصرف بحساب فلا يكون هناك اي مجال للفوضى والتفاوت بين المدخول والمصروف. ومن اجل مساعدة المراة على النجاح في هذه الخطة ساضع فيما ياتي جدولين بالسعرات الحرارية احدهما خاص بالطعام، واخر خاص بالحركة.

لا بد من الاخذ في الاعتبار ان جميع ارقام السعرات الحرارية الواردة في الجدول تقريبية وليست دقيقة مئة في المئة.

ان اكل قطعة من (الشوكولاته) وزنها مئة غرام تحتاج الى رياضة مشي سريع لمدة ساعة تقريبا حتى يتم صرف سعراتها الحرارية، وهذا اشبه ما يكون بالعقاب؛ اي اذا اكلت حلوى فعقابك ان تمشي او تتدربي لمدة ساعة؛ وهنا تتساءل المراة ويتساءل معها كل انسان: لماذا لا يكون الانسان حرا في تناول ما يشاء من الطعام ويتصرف على سجيته في تناول اي كمية منه ويعيش حياته بطريقة طبيعية دون ان يزيد وزنه ودون الحاجة الى مراقبة وحساب ما ياكل وما يمارسه من نشاط حركي؟

وجوابا على هذا التساؤل اقول: ان الانسان لا يعيش لكي ياكل وانما ياكل لاجل ان يعيش؛ اي ان الانسان بحاجة الى الطعام لكي يبقى حيا، وحتى يبقى الانسان حيا ويبقى جسمه صحيحا فانه لا يحتاج من الطعام سوى لكمية قليلة محددة، فاذا التزم بها فانه يستطيع ان ياكل ما يشاء من الطعام. وقد اوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر بما لا يدع اي مجال للحيرة والتساؤل؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ما ملا ادمي وعاء شرا من بطن، بحسب ابن ادم اكلات يقمن صلبه، فان كان لا محالة: فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه))[1]؛ اكلات؛ اي لقمات؛ اي يكفي الانسان لقمات في سد الرمق وامساك القوة وحفظ الصحة، حتى عندما اباح النبي صلى الله عليه وسلم ان يزيد الانسان على اللقمات القليلة اذا كان لا بد من ذلك فقد حدد ان تكون اثلاثا: ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث يترك فارغا للتمكن من التنفس براحة، فالجسم يكفيه هذا القسم النبوي المذكور الذي شرح قول الله تعالى: ﴿وكلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾[2].

وهنا اسال القارئة الكريمة: هل المراة اليوم تكتفي بهذا القسم النبوي وباللقمات القليلة التي تكفي الجسم؟ طبعا سيكون الجواب: لا.

ان المراة مع ما كانت عليه في السابق من كثرة الحركة والعمل الشاق الذي تصرف فيه كميات كبيرة من السعرات الحرارية كان يكفي جسمها لقمات، فما بالك الان وهي من جهة تلتهم كميات كبيرة من الطعام يوميا، ومن جهة اخرى تقضي معظم يومها دون حركة او تتحرك قليلا بما لا يكفي حرق نصف ما تاكله. فالمعادلة واضحة؛ اذا كانت اللقمات القليلة مع حركة قليلة يمكن ان ينتج عنها وزن زائد، فمن الاولى ان الاكل الكثير مع حركة قليلة ينتج عنه وزن زائد وسمنة قبيحة تذهب بجمال جسم المراة وتصيبها بالامراض المختلفة.

وناتي ايضا الى الحركة التي انفصلت عن حياة الانسان اليومية وبالذات المراة حيث تقضي معظم يومها جالسة، واذا ما اشتغلت استعانت في عملها بالادوات والالات الكهربائية التي لا يبذل معها مجهود يذكر، بل لا تحتاج سوى الى ضغط ازرارها لكي تعمل، هذا اذا كانت المراة تفعل ذلك بنفسها ولم تفعله الخادمة التي تشل سيدة البيت عن كل حركة اللهم الا حركة التنقل بين الغرف، او بين مدخل البيت والسيارة؛ فهذا الاسلوب من الحياة الذي يخلو من النشاط والحركة لا يتم فيه حرق ما يدخل الى الجسم من السعرات الحرارية ومن هنا تحدث السمنة. فما دامت المراة تاكل فهي بحاجة الى الحركة الموازية لذلك، ومعلوم بالتجربة ان تاثير الحركة يمكن ان يكون بديلا عن الدواء في كثير من الحالات، ولكن كل الادوية لا تستطيع ان تعوض تاثير الحركة.

اذا، فظروف الحياة العصرية هي التي فرضت على المراة ان تراقب اكلها وتحسب سعراته الحرارية، وفرضت عليها كذلك ان تراقب نشاطها الحركي اليومي وتحسب ما تصرفه فيه من سعرات، فاذا وجدت ان نشاطها الحركي العادي لا يكفي لحرق ما تاكله في يومها لزمها ان تتعمد ممارسة نشاط حركي اضافي ويكون ذلك بممارسة نوع من انواع الرياضة.

السابق
اقوال شكسبير بالانجليزي
التالي
اقوال في الغدر