انا شاب ادرس في السنة النهائية في احدى الكليات,
لا يخفى عليكم بالطبع كم الاختلاط, وكثرة التبرج في الجامعة, هناك بعض الفتيات الملتزمات, اعجبتني احداهن, وهي معي في الدفعة, اعجبني فيها اخلاقها, وتدينها, وحياؤها, وحرصها على عدم الاختلاط مع الشباب, وتمنيت ان تكون زوجتي في المستقبل.
وانا بفضل الله ليست لي علاقة باي فتاة, لا سلام, ولا كلام, حتى هذه الفتاة التي اعجبتني لم اكلمها ابدا, والامر كله مجرد اعجاب تلقائي يتولد بداخلي عند رؤيتي لفتاة ملتزمة التزاما حقيقيا -احسبها كذلك ولا ازكيها على الله-.
فجاة وجدت نفسي افكر بجد في التقدم لخطبتها, ولكن لا ادري كيف يكون ذلك, فانا لا اعرف عنوانها, ولا اعرف احدا قريبا منها, ولا اعرف كيف اعرض عليها الامر.
هل اكلمها مباشرة واعرض عليها الامر واطلب منها رقم هاتف والدها او اخيها؟
هل ابعث لها برسالة على الفيسبوك بدون عمل اضافة صداقة؟ فانا بفضل الله لا اضيف فتيات عندي في قائمة الاصدقاء بالفيسبوك, ام ان هذا سيسبب لها احراجا؟
ام ماذا افعل؟
في الحقيقة انا لا ادري ان كانت تبادلني نفس الشعور في نفسها ام لا, ولا ادري هل ستوافق اصلا على اعطائي رقم هاتف احد من اهلها ام لا, فانا في حيرة حقيقة, كما انني لا املك الجراة الكافية لعرض الامر عليها, فبم تنصحوني؟
وجزاكم الله خيرا.
الاخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى اله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك البعد عن مواطن النساء، ونشكر لك الحرص على البعد عن المتبرجات، ونشكر لك هذا الاعجاب بصاحبة الدين، ونسال الله تبارك وتعالى ان يعينك على الخير، وان يهيء لك من امرك رشدا، وان يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وقد اسعدنا وافرحنا هذا الحرص على عدم الدخول في هذا العالم، وهذا التحرج من التواصل مع الفتيات، لاننا ابتلينا بان تكون الفتيات مع الشباب في الجامعات، وهذا امر طبعا لا تقره شريعة الله تبارك وتعالى، ولكن -ولله الحمد- نجحت كما نجحت فتيات في البعد عن مواطن الرجال، وفي المحافظة على الحشمة والاداب التي جاء بها هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
اما بالنسبة لطرق الوصول لهذه الفتاة، فلست ادري هل بالامكان ان تاتي اخت لك او شقيقة او محرم او عمة او خالة من اجل ان تتعرف عليها، اذا كان ذلك ممكنا لتسالها اسئلة اساسية، ان كانت لها رغبة، ان كانت مرتبطة، وضع الاسرة، رغبتها في الزواج، يعني مثل هذه الامور حتى تتعرف على هذه الامور، ان كان لك محرم او اخت تستطيع ان تاتي بها لتقوم بهذا الدور, فان هذا يعتبر شيئا مثاليا, وشيئا مطلوبا، واذا كان هذا غير ميسر وكانت هناك في الجامعة نساء كبيرات فاضلات يمكن ان تطلب منهن ان يكلمنها وان ياخذن رايها ويكن واسطات خير، والنساء يجدن هذا الدور ويجدن القيام بهذا الدور.
وحتى لو كانت هذه من العاملات الكبيرات في السن –العاملات في الجامعة– تستطيع ان تقوم بهذا الدور، فهي في سن الام بالنسبة لك وبالنسبة لها، وتستطيع ان توصل مثل هذه الرغبة في التواصل وتسالها بعض الاسئلة، وهذا طبعا سهل بالنسبة للنساء، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انتن ممن يحسن ذلك) لخولة بنت حكيم -رضي الله عنها وارضاها-.
وقد يقوم بهذا ايضا بعض الكبار من العاملين في الجامعة، خاصة اذا وجد كبار السن يستطيع (مثلا) ان يعرف وجهة نظرها، مع اننا لا نفضل هذه الطرائق، ولكن اذا لم نجد الا هذه الوسائل فارجو الا يكون حرجا في مثل هذا، في التعارف او على الاقل في طلب هاتف اهلها من اجل ان تاتي البيوت من ابوابها وتتواصل مع اهلها.
اذا كان هذا كله غير ممكن فلا مانع من رسالة بالجوال تطلب منها بان تعطيك رقم هاتف والدها او كذا، او تبين لها انك راغب في ان تتقدم لها ان لم يكن عندها مانع, وان لم تكن مرتبطة او نحو ذلك.
وطالما وجدت هذه المراقبة والخوف من الله تبارك وتعالى فان الامور تمشي في الطريق الصحيح، وان تيسر ان تقابلها وليست وحدها بان تكون معها اخريات او معك اخرين حتى تمتنع مسالة الخلوة، وطلبت منها رقم الهاتف او نحو ذلك –اذا كان هذا متيسرا– ارجو ايضا الا يكون في ذلك حرج، طالما انتم جميعا فيكم هذا الحرص على البعد عن الشبه ومواطنها وعن الاختلاط بالجنس الاخر.
على كل حال: نتمنى ان تجد من الوسائل ما تستطيع ان تصل او تتعرف على الاقل على رغبة الفتاة، ولكننا قبل ذلك ننصحك بان تكلم الاسرة -وهذا هو الحل الذي نميل اليه– تكلم اسرتك, وتبين لهم بان لك رغبة في ان ترتبط بفتاة، وان مواصفاتها كذا، وانك ما رايت منها الا كذا، وانك تحب ان ياتوا ليتعرفوا عليها، وهذا اعتقد هو الاسلوب الامثل، او تاخذ منهم ان يكلموها او يتواصلوا معها باي طريقة من طرق التواصل الموجودة، فان تواصل البنات مع البنات لا حرج فيه.
فيمكن ان تتواصل اختك، وتقول (فلان الذي معك في الجامعة، وهو يرغب في ان يتواصل معكم او يرغب في ان يرتبط بك، فما هو رايك، ونحن اسرة كذا، وعندنا كذا) وانا حقيقة افضل هذه الطريقة، لان فيها رفعا للحرج عن الفتاة, وفيها رفع للحرج عنك انت، فليس من المصلحة ان يكون التقدم بالطريقة المباشرة، بل هذا قد يعطي انطباعا غير طيب، ليس من ناحية عدم الالتزام فقط، ولكن قد يؤدي انطباعا ان هذا الانسان متهور وانه مستعجل الامور وانه عجل، الى اخره.
ولذلك نتمنى ان يكون هذا الدور يتم عن طريق محرم من محارمك، او احد من اخواتك، او محرم من محارمها؛ اذا كان الوصول الى اخوانها او اخوالها من السهولة بمكان، كان تكون في المنطقة التي انت فيها، ففي هذه الحالة انت تتعرف على بعض اطراف اسرتها ومحارمها، وعلى كل حال نتمنى ان تجد في الوسائل التي اقترحناها عليك الوسيلة المناسبة، التي تستطيع ان تصل الى ما تريد، ونحن على قناعة ان الشاب اذا اراد شيئا يستطيع ان يصل اليه بالاستعانة بالله والتوكل عليه.
نسال الله لك التوفيق والسداد.