افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية ابنة العم


رجى عند نقل الرواية كتابة الاسم معه : وردة امل..
…………………………………….

الجزء الاول
جواهر : السلام عليكم
ضاحي ( بو جواهر ) : و عليكم السلام و الرحمة .. اهلا و سهلا بشيخه البنات
جواهر بضحكة تهز الروح : اهلا فيك ابي .. كيف حالك ؟
ضاحي : بخير ما دامك بخير يا ابنتي .. كيف كانت الجامعة اليوم ؟
جواهر: كالعادة لا شيء مميز فيها..
ضاحي : الله يوفقك انشاءالله .. اممممممم هل تتذكرين عزيزتي وعدي لك ..
باخبارك عن قصة حياتي و عمري و قصة تسميتك باسم جواهر ؟؟ !!
جواهر: نعم نعم يا ابي كيف لي انسي ذلك.. فمنذ صغري و انا متحمسة لسماع هذه القصة ..
ضاحي و هو يرمي بثقله على الكرسي : لا اعلم من اين ابدا .. ! و لكنني اعلم جيدا انك كبرت و حان الوقت لتعلمي ما لم تعرفيه يوما .. و لكن يا جواهر
ارجوك لا تقطعيني حتى انتهي من سرد رواية الامي و حياتي و حياتك
جواهر : حسنا يا ابي .. تفضل كلي اذان صاغية ..

ضاحي: في يوم مشمس… في عز الصيف… بدات الام وظواهر الولادة تظهر… كانها تبشرها بولادة المولود… وصرخات امي المدوية كانت تخترق الجدران… و ابي يركض في القرية حافي القدمين باحثا عن امراة لتساعد زوجته في الولادة
ففي ذلك الزمن لم تكن تتواجد المستشفيات! و اخيرا جاء ابي راكضا مع ابنة الجيران وتمت ولادتي بصعوبة
و ابي يتغلغل خوفا و فرحا .. كان يتمنى ولادة ابنا له
ذخرا .. مساندا.. فارس عظيما .. و ابن يحمل اسمه بعد وفاته .. هكذا كان فكر رجال ذلك العصر .. فقد
كانت ولادة مولودة لهم شبها بالعار ! يا للعجب !!
حسنا .. فعندما جاءت ابنة الجيران تبشر ابي بولادة ابن
لم يصدق ! و ضن انها تستهزئ به
لشغفه بالحصول على ولد .. و لكن المفاجاة كانت سارة ..
فقد صدقت ابنة الجيران بولادة طفل و ليست طفلة ..
فهكذا قال ابي لامي و هو مبتسما يحملني بين يديه الخشنتين : ستصبحين ام ضاحي و انا ساصبح
بو ضاحي .. فالحمد لله على ما رزقنا الله .. فقد عوضنا الله صبر السنين بابن نور حياتنا من جديد

الجزء الثاني:
بعد شهور طويلة و عظيمة .. كنت اكبر وهم متابعين لمراحل نموي بسرور ..
فقد جد ابي اكثر في عمله ليوفر لنا مصاريف اكثر .. فقد اصبح مالك متجر النجارة بعدما كان فقط مجرد عامل صغير فيها

فهكذا هتفت امي : الا ترى يا ابا ضاحي بان ابننا وجهه وجه خير علينا فمنذ ان راى النور و نحن ننعم بحياة افضل ..
بو ضاحي : صدقتي يا امراة .. فلم يخب ضني هذا الابن و لد كما دعوت و ترجيت الله يوما بان يهبني اياه ..
ام ضاحي : الحمد لله .. فانني اترقب له حياة سعيدة في المستقبل ..

هكذا كانت البداية عندما كنت في الواحدة ..
مدللا لاقصى حد
احصل على ما اريد من دون الحاجة للبكاء ..
اشهى اطعمة الاطفال ..
و ارقى الملابس ..
و افضل الالعاب ..
فقد كانوا جميع ابناء الحي يحسدونني..

و عندما اصبحت في الخامسة..
كانت امي تمنعني من اللعب مع اطفال القرية
خوفا علي من الصدمات و الضربات ..
نشات وحيدا بلا اخ و لا اخت و لا صديق ..
فامي حملت بي بعد 4 سنوات من زواجها ..
و لم تحمل بعده .. فقد كانت تخاف علي لاقصى حد ..
و لكنهما لم يفهماني يوما !!
اذا راوني حزينا اخذوني لمتجر الالعاب لاشتري ما اريد ..
كان الالعاب هي التي تخلق السعادة
و هي التي ستخفف من وحدتي
فقد كانت امي جاهلة لا تعلم بان الطفل يحتاج للاهتمام و الاستماع من قبل الاخرين اكثر من كل شيء ..
لا المال و لا الدلال ينفعان في الحياة..
و هكذا بينما كنت يوما وحيدا دخل ابي المنزل..
فكان لابد مني ان اتجه نحوه و اسلم عليه

بو ضاحي : اهلا حبيبي المدلل
ضاحي : اهلا بابا
بوضاحي : اين امك ؟
ام ضاحي : انا هنا يا زوجي العزيز .. انا هنا كيف كان حال العمل اليوم ؟
بو ضاحي : انه من اجمل و افضل الايام في حياتي .. ففي طوال هذه الخمس سنوات جمعت ما يكفي من المال لنعيش حياة فارهة كالتجار .. ساشتري منزلا في المدينة و سابيع متجر النجارة و اشتري
بدله متجر نجارة اكبر في المدينة
ام ضاحي : لا اصدق .. فقط في خمس سنوات تفوقت هكذا و جمعت كل هذا المبلغ الكبير
بو ضاحي : انه من نور ابننا العزيز
كنت استمع لهم و انا ابتسم فهذه الاسطوانة اصبحت قديمة فالجميع بدا يؤمن بانني وجه خير و بركة عليه .. صحيح انني مجرد طفل في الخامسة.. و لكنني افكر بعقل اكبر .. هل صحيح انني وجه خير عليهم كما تقول امي ؟ و هل سننتقل ببساطة من منزلنا العزيز الى منزل اخر في المدينة ؟؟ ااااااااه المدينة هل سنترك قريتنا
الحبيبة و نتجه نحو عالم الصخب و الازعاج .. !! ؟؟
قطع حبل افكاري سؤال ابي: و ما راي طفلنا الصغير ؟
اجبت بنصف ابتسامة : الصواب ما انتم تفعلون ( مع انني لم اكن واثقا مما اقول (
بو ضاحي : احسنت

الجزء الثالث:
بدانا بنقل اغراضنا للمنزل الجديد … فابي توفق في شراء المنزل و بيع المتجر وفي المقابل اشترى متجر نجارة اكبر في المدينة …

و عندما حان موعد الرحيل…

بللت وسادتي الصغيرة بدموعي البريئة .. و بدات اودع كل اركان غرفتي ثم توجهت الى خارجها حيث الغرف الاخرى .. كنت اشعر بحرقة في صدري كاني اودع انسان احببته و شاركته افراحه و احزانه
و شاركني في الوقت نفسه افراحي و احزاني…
تبا لي !! فهذا المنزل الصغير يعني لي الكثير
كل زاوية من زواياه تخفي الامي و ذكرياتي
كنت اتمنى العيش فيه للابعد .. !! و لكن الظروف تحسنت
الحمد لله .. فغرور امي و كبرياء ابي لم يكن يسمح لهما بالعيش في هذا القفص الصغير بعد ما جمعوه من مال !
صرخت امي قائلة: هيا يا حبيبي لقد جمعنا كل شيء.. سننتظرك في السيارة لا تتاخر ..
فقلت لها بالم : انا قادم
اسرعت الى السيارة و انا اجفف دموعي و بعد ذلك خرجنا من قريتنا العزيزة على امل اللقاء من جديد ..

و بعد عشرون دقيقة وقفت سيارة ابي عند منزل جميل.. مبني من الحجر و الطابوق
عكس منزلنا الطيني في القرية .. و عندما خرجنا من السيارة
رايت اسفلي فالارض كانت مستوية عكس شوارع قريتنا التي كانت مغمورة بالتراب.. كم هذه المنطقة متطورة !!

الحديقة كانت واسعة .. و المنزل كان كبير.. و لكني كنت كثير الاشتياق و الحنين لمنزلنا القديم.. حاولت التاقلم مع الوضع كثيرا حتى استطعت تخطي ذلك .. فالمدينة لها مزايا كثيرة و لكن هيهات ذلك ! .. لا احد يسمعني او يقدر ما اقول فقط لاني مجرد طفل !!!!!!!!!!!!!

الجزء الرابع:
الايام تجري ..
و السنين تتقدم..
و انا اكبر و اكبر ..
و حينما وصلت سن السابعة ..

فاجاتني امي يوما قائلة : ستذهب اليوم الى مكان سيعجبك حتما
فقلت لها : و اين هذا المكان الذي سيعجبني ؟
ام ضاحي : انه المدرسة
ضاحي : المدرسة !! حيث نتلقى العلم ؟؟
ام ضاحي : هذا هو فما رايك ؟
ضاحي : حتما ساذهب فانا احب العلم
ام ضاحي : هيا يا شاطر البس هذا المر يول الذي اشتريته لك حتى نذهب ..
ضاحي : دقائق يا امي فقط امهليني دقائق
ام ضاحي : اليك ذلك
كدت اطير من الفرح فانا انتظر هذا اليوم من سنين
اسرعت مع امي الى المدرسة
و هناك دخلت الصف بلا خوف بل بامل يوم جميل
رايت الاطفال و هم يبكون و اخرون يصرخون
هل هذا خوف ؟؟
توجهت المدرسة نحوي و هي مبتسمة: اهلا يا صغيري هنا ستتعلم الكثير و ستقضي اوقات مرحة معنا
فقلت لها بثقة: حتما ساتعلم
لم ابكي .. لم اصرخ .. لم اطلب امي !
فقد كنت فرحا فهنا ساتعلم و ساكون الصداقات
و ساقرا القصص و الروايات ..

كنت متفوقا في دراستي ..
نشيطا في صفي ..
خجلا نوعا ما ..
انطوائيا مع زملائي ..
و لكني كنت سعيدا مع مدرستي
و مدرستي الحنونة..

ما اجمله من مكان !
و ما اروعها من مدرسة !

الجزء الخامس:
و عندما بلغت سن الخامسة عشر..
كنت دوما متفوقا في دراستي ..
اقضي اوقاتي بين القراءة و الكتابة ..
شفافا.. رومانسيا .. مولعا بقصص الحب
مؤمننا بان الحب من اعظم الكلمات
اما عن امي و ابي لم يقدروا يوما تفوقي كباقي الاباء !
لم يكن يهمهم نجاحي او رسوبي !
فكل ما بدا يهم ابي هو المال.. لانه قد اصبح من كبار التجار في المدينة
اما امي فقد اصبحت اجتماعية.. تقضي اوقاتها متنقلة من منزل جار الى اخر ..
و من كوافيره الى اخرى ..

بينما كنت يوما في صالة المنزل امسك دفتري الخاص و قلمي الذهبي
لاخط بعض العبارات .. ::

( زورق النجاة )

ها هو يتجه نحوي ..
لقد تخطى مسافات طويلة ما بين البحر و السماء ..
و النور و الظلام ليصل الي ..
فقد طلبته كثيرا و لكنه وصل اخيرا !!
مختلطا بالوان عديدة اهمها: النجاة
ما اجملها من لون و ما احلاها من زهرة تطل علي في يوم جديد..
مشرق بالنور و اخيرا.. تمسكت بحبل النجاة بعيدا
عن اسئلتي و افكاري المخيفة ..
بمجرد ان كررت جملة عش يومك و اترك خلفك هموم الدنيا..
نعم فبهذه الجملة حولت عالمي من الكئيب الى المفرح فلماذا التفكير في اشياء تافهة
؟؟؟؟؟؟؟
لماذا الاستفسار عن اسئلة ليست لها واقع
؟ لماذا و لماذا ؟
فانا ما زلت في شبابي و امامي العمر للتفكير بوقائع الحياة..
ها انا اترك عالمي الاسود و اتجه لزورق النجاة
لياخذني الى عالم اخر..
فهذا العالم قد اصبح مخيفا .. اسودا .. فيه الكثير
من الحروب و القليل من السلام ..
اصبح الظلم مكان العدل ..
و لكن ما نفعنا الان في التفكير في وضعنا.. فان ما بدايته سكوت فمن الافضل
ان ينتهي بالسكوت !!
فلاهاجر عالمي المليء بالمغامرات و لافكر بيومي
و غدي فهذا افضل للجميع
و لكن ساغادر يوما هذا الزورق لارجع
لعشي القديم و لتفكيري العريق
و لاصرخ بصوت الحق من جديد
فانا هكذا بلا تغير ..
فليبحر زورق نجاتي الان .. !!

( كتب بقلم : وردة امل )

عندما انتهيت من كتابة الموضوع .. اغلقت دفتري على اثر سماعي صوت الباب فابي قد وصل ..
سلمت عليه ثم جلسنا مع امي نتكلم..
فقال ابي بمرح : سيزورنا اخي الاسبوع القادم باذن الله
قاطعته قائلا : و هل لدي عم ؟
بوضاحي : نعم يا بني لديك عم واحد يعيش بالغربة منذ اكبر من عشرون عاما
ضاحي : و لماذا لم تخبروني ؟
بو ضاحي : ضننت ان الامر عادي
ضاحي : لا اصدق هذا لدي عم ! و ابناء عم يا لسعادتي .. فلم اعد وحيدا بعد الان
بوضاحي : ستتعرف عليهم الاسبوع المقبل و يسرني انك فرحت بهذا الخبر
ضاحي : و كيف لا افرح و انا اتحرق شوقا لرايتهم .. و هل زوجة عمي ستاتي ؟
ام ضاحي : لا يا بني فقد وصلتنا رسالة قبل عشر سنوات من عمك يخبرنا بوفاة زوجته بسبب مرض البدو ( السرطان (
ضاحي : لا حول و لا قوة الا بالله هذا المرض بدا يفتك اجسام الجميع ..لا يحرم الصغير و لا الكبير
ام ضاحي : بعيد عنك انشاءالله

الجزء السادس:
هذا الاسبوع كان مميزا .. حافلا بالتجهيزات و الاستعدادات لاستقبال العم ( بو فؤاد )

و عندما دقت الساعة.. رن الجرس مخبرا قدوم الضيوف..
فازدادت سرعة دقات قلبي .. فكم انا خائف من هذا اللقاء
!!!!

ام ضاحي و هي تصرخ كعادتها : لقد وصلوا يا جماعة
هرعنا انا و ابي نحو الباب.. و مشاعر المحبة تختلط في قلوبنا
و ما ان فتحنا الباب حتى بدئوا ابي و عمي يحضنون بعظهم البعض
فغربة الايام و مرها كانت مؤلمة..
و السنين كانت طويلة كفاية لبعد الاخويين
فقد كان المشهد مؤثر جدا..
فكل ما استطعت فعله هو ان مسحت دمعي
و التفتت لابناء عمي
ضاحي : السلام عليكم
فؤاد و جواهر: و عليكم السلام و الرحمة
فؤاد : هذا انت ضاحي اليس كذالك ؟
ضاحي : نعم هذا انا يا فؤاد !
فقالت جواهر بمرح : و انا جواهر يا ولد العم
فاجبتها ضاحكا: نورت الوطن يا بنت العم !
فقالت خجلتا : شكرا ..
فالتفت ناحية عمي .. فرايته يبتسم لي و يقول:تعال يا بني لاكحل عيني برؤيتك فقد كبرت كثيرا
ضاحي : الكل يكبر يا عمي فلا شيء يبقى على حاله
بو فؤاد : بارك الله فيك .. فقد اصبحت عاقلا .. كبيرا.. تميز بين الصح و الخطا !
ضاحي : البركة في المدارس يا عمي
ام ضاحي : هل ستظلون واقفين هنا للابد ..هيا لنجلس ..

و ما ان جلسنا حتى بدانا نتبادل اطراف الحديث
فاردف عمي قائلا: كما تعلمون لقد تزوجت ام فؤاد في الغربة و هي امراة اماراتية .. كانت طيبة كفاية .. و ما ان انجبت فؤاد و جواهر حتى غادرت الحياة بسبب المرض اللعين ..ثم كرست حياتي لتربيت ابنائي و توفير احتياجاتهم.. بالعمل الشاق و الاجتهاد .. و كما تروون الان ففؤاد يبلغ من السن السادسة عشر اما جواهر فهي تبلغ من السن الرابعة عشر..
ضاحي : و انا ابلغ من السن الخامسة عشر
بو فؤاد : فاعماركم متقاربة يا بني
لقد انصدمت بمظهر بنت العم جواهر !
فهي رائعة في كل شيء
فقد كنت اراقب حركاتها منذ مجيئهم !

.. .. ..

و بعد العشاء .. صعدنا جميعا لغرفنا لننام
فقد كان من المتفق بان ابقى مع فؤاد في غرفتي
و عمي في غرفة
و جواهر في اخرى !
و هكذا حصل

.. .. ..

استغللت فرصة نوم فؤاد
فاخرجت دفتر مذكراتي و اخذت قلمي
و بدات اكتب مذكرة اليوم :

نظرة .. نظرتين .. ثلاث
لا تكفي !

شيء مميز جذبني اليها
منذ اول لقاء

براءتها
جمالها
رقتها
طريقة اسلوبها
و كلامها
و الكثير

لا اصدق انا معجب بها !
و بهذه السرعة !

فهي ليست سوى بنت العم !
صحيح
انني مؤمن بالحب
و لكن هل هذا حب !
فانا صغير
و هي ايضا صغيرة
و لكن ! ليس للحب عمر معين !!
اسئلة كثيرة تدور بمخيلتها
و لكن الايام ستكون كفيلة لتجاوبني !

..

ثم اغلقت دفتر و نمت
فقد كان يوما شاقا و جميلا
و بداية حلم جديد
كما اظن !!!

الجزء السابع:
استمر وجود عمي معنا في المنزل لفترة ستة ايام فقد كنت من اسعد الناس على كوكب الارض !
و لاول مرة في حياتي احس بالامان و الاستقرار مع اهلي
و اه جواهر .. ملاكي الطاهر
فقد تاكدت الان بان ما اكنه من مشاعر نحوها هو الحب
هو ما يحكي عنه العالم بالجنون
عالم وردي اللون ..
احساس البشر..
قلوب متحابة
و ارواح واحدة..
هو السفينة المبحرة في بحر كبير الى لا طريق
و لا نهاية في الوجود !!
يتلقى الامواج و المصاعب بروح عالية .. رفيعة ..
ينافس اهتزاز الجبال
و يتردد هذا السؤال في مخيلتي : و هل جواهر تحبني ؟

..

و في مساء اليوم السادس
بينما شعرت بالعطش ليلا.. ذهبت الى المطبخ لاروي عطشي بالماء البارد ..
و حينما اغلقت الثلاجة جاءني صوت جعلني افزع
… : هل خفت يا ضاحي ؟
ضاحي بتوتر و كانه عرف مصدر الصوت : ها .. لا .. نعم .. قليلا
جواهر و هي تضحك: ما بك !
ضاحي : لا شيء يا بنت العم فقد دخلت بشكل مفاجئ و اخفتيني
جواهر : ههههه سامحني
ضاحي : لا باس
ثم نظرت الى عينيها بشدة .. فقد احمرت خجلا من نظراتي الفاضحة
فارادت ان تغير جو التوتر بيننا فاردفت قائلة : سنغادركم غدا انشاءالله الى الامارات
ضاحي : ماذا ؟ و لكننا لم نمل منكم
جواهر: ابي مصر على العودة لاتمام بعض اموره
ضاحي بتوتر و حزن : و .. و ل .. ولكنني .. سا .. ساشتاق .. اليك
فقد رنت هذه الكلمة في قلب جواهر : ساشتاق اليك .. ساشتاق اليك .. !!
يا ترى هل يكن لي معزة او حتى مشاعر او او او حب ! ..
كما احبه انا ! نعم فمنذ صغري و ابي يردد لي هذه المقولة:
ستكونين لابن عمك يا جواهر.. فقد احببك يا ضاحي قبل ان اراه !
قطعت افكارها بسؤالي: و هل ستشتاقين لي يا جواهر ؟
جواهر و هي في احلامها الوردية : اه هل اخبرك ام لا ؟ فانت الروح و الحب في قلبي منذ صغري ..
ضاحي : جواهر هل انت معي ؟
جواهر: نعم نعم معك
ضاحي : و لكنك لم تجيبيني
جواهر بخجل: حتما ساشتاق لك كثيرا

و تلاقت اعيننا من جديد .. و لكن هذه المرة بجراة اكبر !
و اقترب منها ضاحي قائلا : اعلم انك صغيرة على الحب و لكن ما اعرفه انا ان لا للحب سن او عمر معين.. فانا احبك يا جواهر ..
صدقيني يا بنت العم ! هذه ليست مشاعر مراهق.. انا متاكد من ذلك
هذه مشاعر انسان راى فارسة احلامه.. لقى مجنونته و شريكة حياته مستقبلا..
ثم خرج من عينيها بريق رائع ..
لا اعرف مصدره حتى اليوم ..

و بدا هذا السؤال يتردد على مخيلتي من جديد
و هل تحبيني انت يا جواهر ؟
و لكن الجواب وصل سريعا قبل ان انطق بكلمة

جواهر : و انا احبك يا ضاحي .. فانت فارس احلامي رغم صغري كفتاة تعشق و هي في الرابعة عشر..
ثم خرجت من المطبخ مسرعتا الى غرفتها .. خجلتا من موقفها ..
و هكذا كان اللقاء الاول بيننا وحدنا !
و في صباح اليوم الثاني .. علمت انهم قد غادرونا
من دون الوداع .. فقد كانت خجلة بما فيها الكفاية.. !

الجزء الثامن:
اسرعت الى غرفتي و انا احضن نفسي.. !
فغياب جواهر عن حياتي حتما سيؤلمني !
و ما ان جلست على سريري حتى رايت ظرفا مكتوبا عليه: اليك يا حبي
فاسرعت بفتحه .. و بدات بقراءة الرسالة .. :
ضاحي ..
سامحني لاني غادرتك من دون الوداع
و لكن كل ما اريدك ان تعرفه
انني احببتك قبل ان اراك
و سكنت ضلوعي قبل ان اهواك
فيا حبي الاول و الاخير
حب الطفولة و الصبا
ساكون بذكراك مدى الحياة
ثق بي فانا لك
كن على ذكراي
حتى اللقاء
بنت العم :
جواهر

فانا اثق بها و هي وعدتني باللقاء.. و ساكون بانتظار هذا اليوم
بكل شوق و لهفة !!

مرت الاعوام و انا اذوق طعم البعد و الفراق
و لكن ذكرى محبو بتي ما زالت بقلبي مشتعلة
فقد كانت بنت العم اسم على مسمى
جواهر كجوهر معناه : ما يستخرج منه شيء ينتفع به
من الاحجار الكريمة الغالية القيمة .. نعم فكم هي غالية و نادرة في الوجود !
اه يا حبيبتي جواهر
و ما زلت اتذكر شكلها جيدا حتى اليوم
فقد مر عامين منذ اخر لقاء
فانا ابلغ الان من السن الان السابعة عشر
و هي تبلغ من السن السادسة عشر
فيا ترى هل تحبني مزيونتي حتى الان ؟

فانا لست جيدا في الوصف و لكنني سافعل كل ما في وسعي
لاوصفها ! منذ عامين كانت فتاة رائعة الجمال كالقمر .. بانف طويل
و عينين مكحلتين متميزتان بالسواد.. و فم صغير..
فقد كانت طويلة بجسم معتدل .. اما شعرها الحريري الاسود فقد كان طويلا و غليظا ..

مع دخول ابي و امي المجلس اعتدلت في جلستي و ابتسمت
بوضاحي : ما بك يا بني كثير التفكير فالحياة سهلة ابتسم لها لكي تبتسم لك
ضاحي : اعلم يا ابي و لكنني منشغل بالتفكير في عدة اشياء
ام ضاحي : و هل منها دراستك ؟
ضاحي و هو مستغرب من لهجة امه لانها لا تتكلم عن دراسته كثيرا :نوعا ما
بو ضاحي : حسنا .. فلك الخبر المفرح .. ستسافر الاسبوع القادم يوم الخميس الى الولايات المتحدة الامريكية لدراسة الصحافة كما تحب يا بني فقد قدمت اوراقك الى الجامعة و ردوا علينا بالقبول
ضاحي : ما اروعها من مفاجاة .. و اخيرا ساصبح صحفيا !
بو ضاحي : كنت اتمنى بان تصبح رجل اعمال او تاجر مشهور و لكن ما دامك تحب الصحافة فلك ذلك ..
ضاحي : يا ابي فان العلم هو الذي سيجعلني تاجرا .. كما يقول الجميع كل شيء يرخص اذا كثر الا الادب كلما كثر غلا
ام ضاحي : على العموم اتمنى لك التوفيق يا بني
ضاحي باستهزاء من اهتمام امه المفاجئ : انشاءالله

و سكت الجميع ..

الجزء التاسع:
حاولت بطريقتي الخاصة اخذ رقم منزل عمي في الامارات من ابي
و بعد ذلك اسرعت الى غرفتي و قلبي يخفق .. و اتصلت

ضاحي : الووووو
… : السلام عليكم
ضاحي و هو يتكلم بصوت خافت : هذه جواهر .. حبيبة القلب.. تبا لي بدات ارتجف
… : نعم من على الهاتف ؟
ضاحي بدا يتلعثم : انا ضاحي يا جواهر
سمعت صرخة هزت جسدي : ضاحي !!!!!!! ..
ضاحي : جواهر
جواهر : لقد ضنيت انك تخليت عني .. و نسيتني مع الايام
ضاحي : اه و هل يوجد شخص ينسى قلبه يا حبيبتي .. فالايام كانت موحشة
جواهر و هي تبكي : لقد افتقدتك كثيرا .. فلم اعد احتمل اكثر من ذلك
جواهر: فداك روحي بنت العم اصمدي ذهب الكثير و لم يبق الا القليل..
جواهر : …
ضاحي : ساسافر يوم الخميس الى الولايات المتحدة الامريكية لاحقق حلمي في الصحافة
جواهر : حقا .. انشاءالله تذهب و ترجع لنا بالسلامة ..
ضاحي : الله يسلمك حبيبتي .. و اتوسلك يا جواهر حافظي على نفسك حتى اعود .. و لا تقبلي الزواج باحد ارجوك
جواهر: قلبي هو ملك لشخص واحد فقط .. وهبته اياه برضا و قناعة.. و ساستمر بحبه حتى الموت
ضاحي : هل هذا وعد ؟
جواهر : نعم وعد حبيبي
ضاحي : و انا ايضا اوعدك يا حبيبتي .. بانك ستكونين جوهرتي الغالية
جواهر بضحكة خجل : كفى يا ضاحي ساغرق في دوامة الخجل ! فكم انت اناني
ضاحي : هههه ساتصل بك كل اربعاء في هذا الوقت
جواهر: و ساكون بالانتظار
ضاحي : استرخصك الان الى اللقاء
جواهر: في امان الله حبي

كنت بطبعي منذ صغري ارسم لي الكثير من الاحلام و الامال.. التي كنت اسعي لتحقيقها.. فمنها دراستي و الحمد لله انا في طريقي لتحقيقها
اما حلمي الاخر هو حبي .. و زواجي من جواهر !

و عندما حان موعد السفر..

ودعت الجميع.. و انا متحمس بان الاقي ما اتمناه من علم هناك
و ان ارجع صحفيا ناجحا و كاتبا مشهورا..
و اكتمل من ناحية رجل يستطيع تحمل مسؤولية اسرة و اطفال
حتى اخطب جوهرتي.. بنت العم ! .. و املي في الحياة !!

الجزء العاشر:
و ما ان وصلت الى العاصمة نيويورك.. اتجهت الى مقر السكن في الجامعة .. فقد كانت الغرفة واسعة و كبيرة ..
و الاجمل ان لا احد يشاركني فيها.. !! .. فبعدما جعلوني اهلي منطويا .. بعيدا عن العالم الخارجي
اصبحت اكره الاختلاط مع الناس و المجتمع.. و لكن سيحين الوقت عندما اصبح صحفيا ناجحا لان احطم القيود التي جعلتني بلا كيان ثابت و محدد !!!

اه .. و طيف بنت العم يلازمني في جميع اوقاتي ..
يحثني على الدراسة و الجد و المثابرة..

و الشيء الوحيد الذي كان يبعث في روحي الامل و الحياة
كانت مكالمات يوم الاربعاء مع جواهر ! فقد كنت سعيدا و لكن
مرت الان ثلاثة اشهر لم تتصل و ان اتصلت لمنزل عمي لا احد يجيب
!!

فهذا ما يشعرني بالخوف و الشك كثيرا ..
و لكن الحمد لله حان وقت العودة للوطن و لمعرفة الحقيقة
فقد نجحت و حصلت على الشهادة و الوظيفة في انتظاري طبعا لان واسطات ابي كثيرة .. و لاول
مرة في حياتي اؤمن بكابوس الواسطات !
فكل شيء يهون من اجل بنت العم !

لم اخبر امي و ابي
بموعد رجوعي..
ضنا مني بانها مفاجاة !

استقبلتني امي بالدموع .. فانا ضناها الوحيد ..
و قد فارقتها لفترة ثلاث سنين متتالية
و العجيب في ذلك انها مرت بسرعة البرق

ضاحي : لقد اشتقت لكم كثيرا
ام ضاحي : و نحن ايضا يا بني فغيابك اثر فينا كثيرا
ضاحي : و الاهم من ذلك رجعت لكم حاملا شهادتي ..
بو ضاحي : الحمد لله فلك الفخر على ما انجزته ..

الجزء الحادي عشر :
و ما ان التفت الى باب المطبخ حتى رايت فتاة في اية الجمال واقفة هناك
كانها خائفة من امرا ما.. و فرحة في الوقت نفسه
صرخت واقفا: جواهر ! انها جواهر
تعجبوا امي و ابي من حماسي الزائد .. و لكني لم ابالي توجهت نحوها قائلا بشوق و لهفة : كيف حالك يا جواهر ؟ لقد اشتقت لك كثيرا فقد كانت السنوات طويلة لتعلمني معنى الالم !
جواهر و هي تجلس على الارض: الله يعلم بالحال.. فبعد ابي الغالي الحياة اصبحت مظلمة
ضاحي : عمي ماذا حدث له ؟
جواهر و هي تبكي: الم يخبروك اهلك ان ابي توفى.. توفى يا ضاحي
ضاحي و هو يلتفت لامه : يتوفى عمي دون ان تخبروني ..
ام ضاحي و هي تسحب ابنها : لم نرد ان نشغلك عن دراستك .. فقد توفى عمك منذ ثلاثة اشهر وقد حضر فؤاد اخته هنا لانشغاله ببعض الامور
نظرات امي لجواهر لم تكن تعجبني .. !!
فانا متاكد بان هناك شيء ما في هذا المنزل ( سر يخفونه عني (
فالتفت من جديد لحبيبتي حتى اكحل عينيي قليلا برؤيتها..
ضاحي بتعجب : ما هذه الملابس يا جواهر ؟
جواهر ظلت صامتة لا تجيب
ضاحي : جواهر بالله عليك اخبريني
جواهر بدموع: فانا لست سوى مجرد خادمة هنا
ضاحي : ماذا ..
و التفت ناحية امي و الشرر يملئني ..
و لم اعي بهذه الصدمة سوى بصراخ امي: اخرسي انتي و اسكتي ايتها الخادمة كيف تجرئين على الكلام ؟
انصدمت: ماذا يا امي انتي و ابي توظفون جواهر كخادمة عندكم .. فهذه ابنة عمي المدللة ..تفعلون بهذا هكذا .. اسمحوا لي لن اكست فجواهر لن تهين بعد الان هل هذا مفهوم ؟ فهي ليست خادمة .. بل هي حبيبتي وعزيزتي و زوجتي المستقبلية..
ام ضاحي بعصبية : ماذا تقول انت ؟ فان متاعب السفر قد اثرت عليك
ضاحي : لا يا امي فالغرور قد سيطر عليك
ام ضاحي : كيف تجرا على قول هذا .. لهذه الدرجة اثرت عليك هذه الحقيرة
ضاحي : امي كفى !
بو ضاحي : ما هذا الصراخ ؟
ضاحي : هل يرضيك قلبك يا عديم الاحساس على مذلة ابنة اخيك ؟؟ هل انت انسان يا ابن ادم و حواء ؟؟
بو ضاحي بضعف : و لكن امك ..
عرف ضاحي ان ابيه ينفذ ما تامره به امه فقط لا اكثر و لا اقل
ضاحي : و ما بها امي ؟ .. فمن الان و لاحقا لن تعمل جواهر عندكم هل هذا مفهوم فهي فرد من العائلة ..
فسحبت يدها و انا ارى امي تتغلغل حقدا على ما حدث ..

الجزء الثاني عشر :
بعدما سحبت يد جواهر.. ذهبنا للطابق العلوي
و مسحت دموعها الغالية بيدي و انا اردد قول: لا دموع بعد اليوم
فقالت ببراءة : احبك
فاجبتها: و انا ايضا.. فقد كنت خائفا من ان الاعوام تلعب بنا و تنسينا حبنا
فقالت : كيف انساك يا اعز انسان لدي .. كيف انساك و انت روحي و قلبي و هواي
ضاحي : لا اعلم مجرد شك .. لان الايام كانت غدارة
جواهر: ما بك تتاملني هكذا ايها العاشق المجنون
ضاحي : هههه لقد اشتقت لك كثيرا حبيبتي ..
جواهر برقة : كفى يا ضاحي
ضاحي : اتعلمين ان الحجاب جميل عليك
هزت راسها بقولها: لقد قالوا لي الكثيرون ذلك
ضاحي : بنت العم !
جواهر: لبيك
ضاحي : من اليوم و لاحقا لا اريد ان اراك بهذه الملابس البالية ..فكوني كما كنت مسبقا .. كالاميرات يا اميرتي الصغيرة
جواهر بخوف: ولكن امك..
ضاحي : انت حرة نفسك .. و امي لن تتحكم فيك بوجودي انا..
جواهر: لقد ازلتني من خوف عشته شهور طويلة.. بحزن و كابة
ضاحي بابتسامة امل : و الفرح اتي اليك من جديد
جواهر: اتمنى ذلك..
ضاحي : هيا يا حبيبتي اذهبي و خذي قسطا من الراحة
جواهر: و انت كذلك حبيبي
ابتسمت لها .. فتغيرت ملامحها و اصبحت كالطماطم
و ذهبت مسرعتا الى غرفتها ..

بعد ان غادرتني.. ذهبت الى غرفتي و استحممت
ثم توجهت الى الطابق السفلي .. فرايت امي و الشرر يخرج من عينيها
فلم ابالي ..
ضاحي : مساء الخير
ام ضاحي : اي خير و انت لا تعرف معنى الخير
ضاحي : ما هذا يا امي
ام ضاحي : هل جننت كيف تجرا على ان تهينني امام تلك الحقيرة و تقول لي بكل وقاحة هذه حبيبتي ومجنونتي فمن الاكيد انك جننت
ضاحي : امي جواهر ليست حقيرة .. كل ما اريد معرفته لماذا كل هذا التغير على ابنة عمي ؟.. و هل تعتبريني مجنونا.. لاني اصبحت اسيرا للحب .. !!
ام ضاحي : اوف لن اسمح لها بان تسممك بالاعيبها و افكارها الانتقامية
ضاحي : ما هذا الهراء امي .. لماذا تنتقم منك جواهر ؟ فهي طيبة
ام ضاحي : لا فالبنت طبقة من امها .. لن اجعل التاريخ يعيد نفسه
ضاحي : امها .. رحمة الله عليها .. ماذا فعلت لك ؟
ام ضاحي : ها لا شيء .. انت عنيد لا شيء ينفع معك..انسى ابنة عمك فهذا افضل لك و للجميع
ضاحي : اسمعيني جيدا .. اذا تريدين سعادتي فهي مع جواهر هل هذا مفهوم ..
و ركبت السلالم مسرعا الى غرفتي..

الجزء الثالث عشر :
علاقتي نمت و توسعت مع جواهر..
فقد كنت لها الحامي و القلب الحنون من امي الشريرة..
اجبرت الجميع على احترامها كصاحبة المنزل.. وعدم التقليل في شانها كزوجتي المستقبلية ..
و امي ساكتة بحقد فهي لا ترفض لي طلب ايا كان فانا دلوعها الوحيد ..
و مع انشغالي في الصحافة
رايت تحسن العلاقة بين امي و جواهر !
فقد كنت فرحا بذلك .. و اعتبرته مؤثرا لموافقتها على الزواج
فاتجهت يوما اليها ..
ضاحي : امي اريد مفاتحتك بموضوع شخصي
ام ضاحي : تفضل بني فلك ما تريد
ضاحي : كما تعلمين ان الزواج هو نصف الدين
ام ضاحي : نعم اعلم ذلك جيدا .. و لكن ما مناسبة هذا الكلام ؟
ضاحي : لقد قررت الزواج
ام ضاحي : الله يبشرك بالخير يا بني .. و اخيرا ستتزوج ..سابحث لك اجمل عروس و من ارقى العوائل
ضاحي : لا يا امي فالعروس موجودة انها بنت العم جواهر
ام ضاحي وقفت بغضب : ماذا ؟ فهذا من سابع المستحيلات .. لن تتزوجها ..هل هذا مفهوم ؟
ضاحي و قد انكسرت ملامحه : و لماذا اليست انسانة كغيرها بروح و قلب و مشاعر فانا احبها و هي ايضا تحبني و هذا يكفي للزواج
ام ضاحي بعصبية : رجاءا لا تتحدث في هذا الموضوع من جديد .. اذا اردت عروسة اخرى غير
بنت عمك فانا مستعدة .. اما هذه الملعونة لا و الف لا
ضاحي بعصبية : ما هذا التغير .. ان لم اتزوج جواهر فلن اتزوج غيرها
و خرجت من الغرفة باكيا .. تخيلوا دموع رجل !!

………

لقد طلبوا مني في العمل .. اجراء مقابلات مع اجانب فكان من المفترض ان اسافر لاجراء هذه المهمة..

ودعت جوهرتي الغالية .. و ابي.. اما امي فلم اعد اكلمها
منذ اخر شجار نشب بيننا.. خرجت من المنزل وانا احرص على جواهر البقاء في غرفتها و تجنب امي .. فقد كنت خائفا من هذا الفراق ولو لايام قليلة
و خصوصا بعدما بدات ارى كثرة تحدث امي و ابي بصوت خافت كانهم يخططون لامر ما !

الجزء الرابع عشر :
عدت الى دياري بعد ثلاثة ايام ..
و كلي لهفة و شوق لرؤية بنت العم !
ما ان وصلت الى المنزل..
توجهت للمجلس ..
ضاحي : السلام عليكم
الجميع: و عليكم السلام
ضاحي : اين جواهر ؟
ام ضاحي : في عشها الزوجي
ضاحي و هو يفرك عينيه : ماذا ؟
ام ضاحي بخبث : كما سمعت لقد تزوجت
ضاحي بعصبية : كيف . ؟ و لماذا ؟ اخبروني اين هي ؟ جواهر تحبني بالله عليكم
ام ضاحي : قلنا لك يا حبيبي هي مع زوجها في منزلهم

و ما زلت اتذكر ذلك اليوم بدات اسحب شعري و اصرخ كالمجنون..
و اوعد امي و ابي بالمصير السيئ ..
واسمع ابي و هو يصرخ على امي و لاول مرة: اذا حدث في ضاحي شيء لن تلومي الا نفسك ايتها الشريرة

خرجت من المنزل بسرعة
و انا بحالة جنون .. و امي تركض خلفي
لم استخدم سيارتي .. بل بدات اركض و اركض في الطرق
و انا اصرخ باسم جواهر .. و لم اعي
الا على صوت اصطدام .. و ما ان فتحت عينيي
حتى رايت امي امامي و هي تبتسم
فنظرت اليها بنظرة كره و حقد .. و صديت وجهي للجهة الاخرى..
رايت ابي و بقربه رجل ملامحه تذكرني بفؤاد .. تبا لي هذا فؤاد اخ الغالية جواهر
جاءني صوته : حمد لله على السلامة
اجبته و انا اشعر بصداع : ماذا حدث ولماذا انا هنا ؟
امي : بعدما خرجت من المنزل اصطدمتك سيارة و ادى بك الحال للوصول هنا
رايتها بنظرة شرر: اين جواهر ؟ ماذا فعلت بها ؟
ام ضاحي بخوف : لقد تزوجت
لم استطع تحمل هذا الكلام دمعت عينيي.. و بدات بالبكاء كالطفل الصغير
فقد خسرت اعز ما املك..
ام ضاحي : سامحني بني .. سامحني ..
هه امي تستسمح .. فكم هي امراة غريبة .. دمرت حياتي .. و الان تطلب العفو
ضاحي : لن اسامحك مهما حييت ..
فؤاد بحقد : اتيت لكم باختي امانة.. فعلتهم بهذا هكذا .. اصبحت ارملة في ثاني يوم من زواجها ..
ضاحي : ماذا ؟
فؤاد: لا اعلم لماذا تكرهوننا.. لم نفعل لكم شيء .. خدعتم اختي و زوجتوها برجل عجوز في اواخر السبعين .. و من دون رضاها .. هل انتم بشر .. سااخذها معي غدا الى الامارات و علاقتنا ستنقطع فليس لدينا اهل هكذا بلا ضمير ..
ام ضاحي بندم : ارجوك بني اهدا .. وضع ضاحي لا يسمح للنقاشات فهو مريض و لا يستطيع الحركة .. ويحتاج الى الراحة ..
بو ضاحي : فنحن اسفون على ما حدث
فؤاد: يا عمي هل كلمة اسف تبرد الجروح ؟ لقد خسرت اختي مستقبلها باكمله ..
بو ضاحي : ارجوكم تعالوا غدا الى منزلنا و سنتفق على كل شيء
فؤاد: ليس بيننا اي اتفاق
بوضاحي : اتوسلك من اجل ضاحي
فؤاد بتفكير : حسنا فقط من اجل هذا المسكين الذي اصبح احد ضحايا غروركم وكبريائكم .. موعدنا غدا .. و سيكون هذا اخر لقاء بيننا و بعده الوداع

و خرج من الغرفة و انا اعتصر دموعي.. فقد خسرت حبي الوحيد..
و لكن هناك القليل من الامل غدا .. اه فالحياة لم تبتسم لي منذ ان ولدت !
و بدون جواهر فالموت اهون !!

الجزء الخامس عشر :
خرجت من المستشفى و انا شبه ميت ..
و اليوم هو موعد اللقاء من فؤاد و جواهر ..
و الدمعة لا تفارقني..

كنت جالسا على الكرسي مادا رجلي على الطاولة من اجل الراحة
ثم رايت ابي و امي يدخلون و خلفهم فؤاد اما حبيبتي الوحيدة فقد كانت خائفة مختبئة خلف اخيها
و ما ان جلس الجميع
بدات اركز في عيني جواهر .. لقد ذبلتا .. اه يا حبيبتي سامحيني على ما فعلوا بك عشيرتي
جواهر بصوت خافت : كيف حالك يا ضاحي ؟
ضاحي : لست بخير كما ترين يا جواهر لست بخير
و بدانا نبكي مع بعض .. كاننا في فلم هندي ..
و الجميع حولنا يشفقون
فؤاد بصوت غليظ: جواهر كفى ! فلنعش بالواقع
ضاحي : جواهر اين ذهبت ولماذا تزوجت ..
و بدات الدموع تنزل على جبيني
جواهر: اسال اهلك.. فقد جاءني ابيك يوما و خلفه امك.. يخبرني بانه يريد اخذي لمكان ما فقد ترددت في البداية و لكن لم يكن بوسعي شيء ذهبت معه و هناك عرفت انه زوجني بكاهل عجوز من دون علمي ..وانا الغبية وقعت على اوراق الزواج ضنا مني انها اوراق الورث
ثم بدات جواهر تصرخ: لماذا فعلتم بي هكذا لماذا ؟
ام ضاحي : سامحيني جواهر سامحيني .. و لكن امك السبب
التفت الجميع الى امي
فؤاد: ماذا فعلت بك امي يا زوجة العم لتعاملينا هكذا كحيوانات و تهدرين كرامتنا تحت رجليك
ام ضاحي وقفت و هي تبكي : لقد دمرت حياتي هذه الامراة و انتقمت منها باختك
بو ضاحي و لاول مرة بهذه الجراة : للاسف لم اعرف حقيقتك الا متاخرا فانت حقودة و غيورة لاقصى حد ..
ام ضاحي : ارحموني (وجلست على الارض و هي تبكي) لقد كنت اتمنى الزواج بابيكم فجاءت امكم و اخذته مني.. فاضطررت ان اتزوج بوضاحي .. لقد دمرت حياتي و شبابي ..فجاء الوقت لانتقم..
ثم بدات من جديد تبكي
بوضاحي : اخ يا الحقيرة .. اتخذتي حبي لك وسيلة للدمار
ام ضاحي : و لكن صدقوني تبت و الله يعلم ذلك .. لقد تبت توبة طاهرة..و اطلب العفو من الجميع ..فؤاد.. بني .. لقد اخبرني ضاحي من قبل انه يحب اختك و يريد الزواج بها و لكنني رفضت و الان انا من يتقدم لخطبتها منك ارجوك اقبل
فؤاد : اختي ليست لعبة تلعبون بها في اي وقت تشاءون .. فقد هدرنا الكثير من كرامتنا هنا.. فقد جاء صديقي يطلب جواهر مني و قد وافقت و الزواج قريب .. الوداع ..
سحب جواهر بعيدا و هي تمد يدها و تصرخ باسمي : ضااااااااااحي
لمست يدها و انا ابكي: جواهر ارجوك لا تتركني
و لكن لا رحمة في قلب فؤاد .. سحبها خارجا ..
لم احتمل ذلك
ركبت الى غرفتي
و جمعت اغراضي في حقيبة متوسطة الحجم
و خرجت من المنزل الى اقرب فندق

الجزء السادس عشر :
في غرفتي ( في الفندق (
اتصلت بعملي و اخذت اجازة لفترة طويلة
و اتصالات امي و ابي التي لا تنتهي.. و لكن لا مجيب يجيبهم !
فقد كنت كالميت و اكثر ..
لا اتحرك من مكاني
لا ااكل..
لا اشرب ..
فقط ابكي و انتحب
حسرة على خسارة حبي و جوهرتي
فقط طولت لحيتي ..
ونحفت بصورة غير متوقعة ..
يا للعجب الحب يصنع العجائب !
مرت الايام و انا لا اخرج من الفندق و لا ارى احد ..
كنت احاول ان انسى جواهر و ابعدها عن بالي و تفكيري
و لكن النتائج باتت بالفشل ..
لم استطع تحمل المزيد .. فقد مر الان شهرين منذ اخر مرة رايتهما فيه
حملت هاتفي و اتصلت على رقم فؤاد في الامارات
ضاحي : الو
فؤاد: مرحبا
ضاحي : فؤاد
فؤاد بحزن : اانت ضاحي ؟
ضاحي : نعم انا ضاحي المجنون بحب اختك و المتعذب بفراقها
فؤاد بدا يبكي و ينتحب بصوت مسموع..
ضاحي : ماذا حدث ؟ كيف حال جواهر ؟
فؤاد بصوت متقطع: جواهر في المستشفى
من الصدمة تخيلت ان نبضات قلبي توقفت : ماذا ؟ و لماذا ؟
فؤاد: لقد زوجتها بصديقي من دون الفحص.. و بعد شهر من زواجهم جاءها و هو يبكي و يخبرها بان فيه مرض الايدز و عليها الذهاب للفحص ..و ظهرت النتائج ان المرض نقل اليها يا ضاحي .. اختي مريضة بالايدز .. انا السبب .. انا.. اه
انصدمت و انربط لساني : ..
فؤاد : اتوسلك يا ضاحي .. تعال الى الامارات .. جواهر تردد اسمك باستمرار .. و تتمنى رؤيتك ..فانت حبها الاول و الاخير كما تقول .. فلم يبق من حياتها الكثير
انا بحزم: لا تقل هذا .. فجواهر ستعيش .. و حتما سااتي على اول طيارة
فؤاد: بانتظارك.. تعال الى مستشفى *******
انا بدموع : حسنا

و بعد ان اغلقت الهاتف.. و لان مرة من فراق جواهر عني احسست بالقليل من القوة
و اسرعت بالاتصال على المطار و حجز تذكرة سفر في اول طيارة الى الامارات ..

و رتبت اغراضي بسرعة و توجهت الى المطار.

الجزء السابع عشر :
و ما ان وصلت الى الامارات حتى ذهبت مباشرة الى المستشفى واشتريت باقة ورد .. و توجهت الى غرفة جواهر
فقد كانت عبارة عن غرفة بها باب واحد بلا نافذة .. و يحيط بها الزجاج
رايتها من خلال الزجاج و هي منسدحة على السرير
و ما ان راتني حتى بدات تمد يدها.. و تصرخ باسمي ..
فجاءها الاطباء مسرعون و بعد صراع طويل وافقوا على دخولي عليها ..
و في داخل غرفتها ..
بدا كل منا بالبكاء ..
جواهر: لقد حكمت الحياة على حبنا بالموت يا حبيبي.. فانا الان على خط الموت ..
قطعتها قائلا : ارجوك حبيبتي لا تكملي .. ستبقين انتي جوهرتي و ملكي انا وحدي.. و ستعيشين و سننجب ابنة نسميها جواهر مثل اسمك
جواهر بحزن : كفى يا ضاحي لا تخط لنفسك المزيد من الاحلام .. وصيتي لك يا حبي الوحيد ..وصيتي هي بان تتزوج من بعدي و تنجب جواهر..
ضاحي : سننجب جواهر و لكنك ستكونين انتي امها
جواهر : لا يا ضاحي فهذا مستحيل انا مريضة بالايدز هل تعلم معنى ذلك ؟
ضاحي : فداك الروح يا روحي .. لا تكملي
جواهر: هذه الحقيقة المؤلمة.. فالموت ينتظرني اما انت يا حبيبي فالحياة امامك .. ارجوك نفذ وصيتي حتى لا تشقى من بعدي.. فجواهر ستبقى في روحك مهما فارقتك بذكرى ابنتك انشاءالله في المستقبل
ثم ابتسمت ابتسامة رضا .. و اغمضت عينيها ..
هنا قفزت من مكاني و بدات اهز جسدها النحيف.. جواهر جواهر ارجوك لا تتركيني..
بنت العم !
صرختي هزت المستشفى باكمله

و لكن لا حياة لمن تنادي فقد فارقت الحياة..
و تركتني لهمومي و حبنا الذي حكم عليه بالاعدام..
اه يا بنت العم اه.. لقد تحملت كثيرا و ضغطت على نفسي لان اكون طبيعيا
من بعد وفاة مزيونتي .. و بعد ايام العزاء .. كانت حالتي صعبة جدا ..
فكيف لا تكون كذلك ؟ و انا فارقت روحي للتو ..
و لكن
وصية جواهر كانت تتردد في اذني كثيرا
فقررت اخيرا الزواج
نعم الزواج بغير جواهر.. من اجل شىء محدد ..
من اجل الحصول على جواهر اخرى تملا حياتي من جديد ..

الجزء الثامن عشر :
رجعت الى وطني .. و انا احمل همومي ..
ثم توجهت الى منزلنا الذي غادرته منذ شهور طويلة..
و هناك:
ضاحي : السلام عليكم
ام ضاحي : ضاحي .. بني .. سامحني .. فقد تغيرت كثيرا .. سامحني فالايام تعلم من لا يريد ان يتعلم !
ضاحي بحزن : مسموح يا امي
ام ضاحي : اه اين كنت لقد خفنا عليك كثيرا ..
بو ضاحي : حمد لله على سلامتك
ضاحي : الله يسلمك .. اريد مفاتحتكم بموضوع ضروري
ام ضاحي : ما هو ؟
ضاحي : الزواج
بدئوا امي و ابي ينظرون لبعضهم البعض ..
ضاحي : ما بكم ؟
بو ضاحي : و لكن فؤاد رفض زواجك من جواهر ؟
ضاحي بغصة تذكره بالماضي ذهب سريعا الى حضن امه و جلس يبكي : امي .. ابي جواهر فارقت الحياة.. لقد ماتت
الجميع بصدمة : ماتت
ضاحي : نعم ماتت و انا سانفذ وصيتها بالزواج و انجاب جواهر اخرى تملا حياتي من جديد
ام ضاحي باسف و ندم على ما فعلته في ابنها مسبقا : عظم الله اجرك
ضاحي : اجرنا و اجركم انشاءالله ..
ام ضاحي : حسنا ساخطب لك بنت الجيران فهي من عائلة طيبة ..
ضاحي : لك ذلك .. و لكن بشرط زواجنا يتم بكل بساطة و من دون حفلة
ام ضاحي : ولكن !
ضاحي : ارجوك يا امي لن استطيع تحمل المزيد .. حتى الان لم استطيع ان استوعب فكرة زواجي بامراة اخرى غير جواهر
ام ضاحي : هذه الحياة
ضاحي بغصة : و سنعيش معكم في هذا المنزل
ام ضاحي : ابركها من ساعة
بو ضاحي : مبروك مقدما
ضاحي : بارك لي اذا حصلت على جواهر .. تعوضني عن فراق بنت العم !

و هكذا تم الزواج بابنة الجيران .. لؤلؤة من دون حفلة كما طلبت و تمنيت ..
و عشنا مع امي و ابي في منزلنا .. فكل ما كنت اتمناه و ادعوا الله ان يهبني اياه ابنة تنور حياتي من جديد !
و الحمد لله حملت لؤلؤة.. و لكن الصدمة كانت ان الاطباء اخبروها ان الجنين ذكر
جاءتني فرحة : ضاحي انا حامل
انا و كلي فرح: حقا هذا اجمل خبر سمعته في حياتي
لؤلؤة : ممم تخيل ما هو جنس المولود ؟
انا و كلي امل: بنت
لؤلؤة: لا قالوا ذكر..
انا: ماذا ؟
ثم شكرت الله على ذلك .. مع اني كنت اتمنى فتاة ..
ثم قلت لها : ما ياتي من الله حياه الله .. !!

مسكينة لؤلؤة منذ زواجنا لم اعاملها بحب .. فقط بجفاف ..
فجواهر كانت تملا عقلي و قلبي و تفكيري و فراقها كان يؤلمني كثيرا

الجزء التاسع عشر :
مرت شهور الحمل بصورة غير متوقعة..
و انا اتغلغل .. فلم يكن يهم ولادة مولود كما يتمنى معظم الاباء !
كل ما كنت اتمناه جواهر اخرى تملا حياتي من جديد وتعوضني عن فراق بنت العم
كنت ادعوا في صلواتي.. و ارجوا الله ان يهبني ابنة
و جاء هذا اليوم ..
لؤلؤة : ضاحي .. اه اسرع سالد
ضاحي : ماذا ؟ حسنا خذي عباءتك سنذهب الى المستشفى
لؤلؤة: حسنا هيا

و هناك..
خرج الدكتور من غرفة العمليات متوجها نحوي ..
الدكتور و هو مطاطا راسه: لدي خبر مفرح و الاخر محزن
ضاحي : ماذا حدث اخبرني ؟
الدكتور: ابدا بالمفرح او المحزن..
ضاحي : ابدا بالمفرح يا دكتور
الدكتور: لقد رزقت بفتاة كالقمر
بدات اصرخ بشدة: حقا حقا يا دكتور.. هل انت متاكد ؟
الدكتور: نعم .. انا متاكد ..
انا: الله يبشرك بالخير.. و لكنهم اخبروا زوجتي بان الجنين ذكر
الدكتور: يحدث هذا احيانا (ثم سجدت سجدة شكر و قلت للدكتور) ساسميها جواهر
الدكتور: اسم رائع..
ثم طاطا راسه من جديد و قال : مم هل انت مستعد لسماع الخبر المحزن ؟
انا و كلي فرح قلت للدكتور من دون مبالاة: تفضل
الدكتور: زوجتك توفت خلال الولادة
رجعت لواقعي و عالمي المر : توفت ؟
الدكتور: البقاء لله.. انا لله و انا اليه لراجعون
جلست على الارض و انا اضع يدي على راسي
مسكينة جواهر ولدت و هي يتيمة .. اه ابنتي الحبيبة ..
لؤلؤة لم احبها قط .. فقط كنت احترمها و اقدرها
فقد تحملتني كثيرا و ارتاحت من مر الحياة سريعا..
فالله يرحمها ..

الجزء العشرون و الاخير
ضاحي : و هكذا انتهت قصتي و قصتك يا ابنتي الحبيبة
جواهر : ابي الا تشتاق لها حتى و هي في قبرها ؟
ضاحي : هكذا حصل في البداية و لكن بعد مجيئك للحياة تبدلت الاحوال ..
فجواهر تسكن معي.. اكلمها و تكلمني ! فانت طبقة الاصل منها يا ابنتي
كلما اراك اتذكر الايام الجميلة .. و بنت العم !
جواهر: يا لها من نهاية.. هل لي بسؤال ؟
ضاحي : طبعا تفضلي يا جوهرتي
جواهر: اما زلت ترغب في هذه المراة ؟
ضاحي : بل ما زلت مؤمنا بانها من نصيبي انا وحدي !
جواهر بمرح: يا لك من عاشق يا ابي
ضاحي : كنت عاشقا يا ابنتي و ساظل عاشقا و لكن الاهم انني مؤمن بانني ساجتمع مع بنت العم يوما ما
جواهر: ماذا ؟ فهي توفت فبهذا خسرتم حبكم
ضاحي : لا يا عزيزتي فهذا هو نصر الحب
جواهر: كيف ؟
ضاحي : لاننا سنطلب حقنا في الاقتران .. في المحكمة الالهية حيث العدل..بعيدين عن حكم الناس ..
جواهر: لم افهم ذلك ؟
ضاحي : ستفهمين يوما يا ابنتي كل هذا .. فما زلت صغيرة و الحياة امامك
جواهر: لقد عانيت كثيرا يا ابي.. و الحب هو سبب المعاناة
ضاحي : بل الحب هو اساس الحياة و جوهره
جواهر: بهذا صدقت !
ضاحي : هكذا علمتني الحياة
جواهر بدات تتثاوب : تصبح على يا ابي .. يجب ان انام
ضاحي : و انت من اهل الخير ..

و استمرت الايام ..
و ذكرى بنت العم ما زال بالقلب
و سيبقى حتى الموت .. !
مهما كبرت معزة ابنتي جواهر بقلبي ..
تبقى بنت العم جواهر هي الاساس !
و هكذا هي قصة حياتي و عمري ..
و هذا سر تسمية ابنتي ب اسم جواهر !!

اشكر كل من تابعني و تابع قصتي
و تمنياتي للجميع بالتوفيق الدائم ..

تمت ..

الكاتبة : وردة امل

 
  • رواية ابن العم الحيب
السابق
الوان دهانات حوائط 2024
التالي
افكار لترتيب غرفه الاطفال والادراج