للص و الكلاب تلخيص
يعتبر ويعد نجيب محفوظ من اهم الروائيين العرب الذين ارسوا ووضعوا دعائم الرواية العربية تجنيسا وتجريبا وتوثيقا وتاصيلا وقد تميز نجيب محفوظ عن غيره بتعدد اشكاله السردية وتعدد المواضيع والقضايا التي ياخذها وتناولها في اطار رؤى فلسفية مختلفة في تصوير الحبيبة مصر و تشخيص فضاء القاهرة. وبذلك، يعتبر ويكون نجيب محفوظ الناطق المعبر عن مجتمع مصر العظيم وتاريخها، ومن اهم الروايات التي انتجها نجيب محفوظ هي رواية” اللص والكلاب” التي اتخذت واخذت طابعا رمزيا وذهنيا على مستوى المرجعية والرسالة الفنية الرائعة .
وتعتبر رواية “اللص والكلاب “تقوم علي خط الصراع بين الاساسي وبين “اللص والكلاب” او بين سعيد مهران والمجتمع. وهذا الخط يلعب دور العمود الفقري الكبير الذي يربط فصول الرواية منذ اول سطر الي اخر ما يكون من سطر فيها، فلا يتكلف نجيب محفوظ مقدمات لتقديم وتاهيل شخصياته ولكنه يدفع بالقارئ فورا الي ذلك الموقف الاساسي في الرواية، ويمكن حتى للقارئ ان يضع يده علي الخيط الاول منها وبذلك لا يحس بانه يوجد هناك حاجز بين بينه وبين العمل الفني المشار اليه .
وتبدا الوضعية الاولية منها مع الفصول الاربعة الاولى اذ يسجل الفصل الاول منها خروج سعيد مهران من السجن وذلك بعد اربع سنوات قضاها فيه، ومن ثم يتوجه الى الحي الذي كان يقطنه، ويجتمع هناك سعيد مع عليش بحضور المخبر الخسيس وبعض الجيران لمناقشة مطالبته الشرعية بابنته وماله وكتبه التي تركها .الا ان عليش ينكر وجود المال ويرفض بشدة تسليم البنت بدون محكمة ويعطيه ما تبقى عنده من الكتب. وامام هذا الوضع المخيب لاماله وطموحاته ، يبدا سعيد مع الفصل الثاني بروعة التخطيط
لمرحلة ما بعد السجن حيث منه توجه الى طريق الجبل لمقابلة الشيخ صديق والده القديم محاولا اقناعه بقبول ضيافته الى ان يحقق الانتقام السابق من زوجته الخائنة وعليش الخسيس الغادر رافضا محاولة الشيخ ثنيه عن قرار الانتقام ذاك بالتركيز في حواره على القيم الروحية المبنية فقط على الايمان ،وبعد قضاء سعيد اول ليلته في ضيافة الشيخ هناك علي جنيدي ، يبدا سعيد مع الفصل الثالث مغامرة الخطوة التالية ويتوجه فيها صوب صديق الطفولة الصحفي الطيب رءوف ، حيث انتظره قرب البيت ،بعدما فشل حينها في مقابلته بمقر جريدة “الزهرة” المشهورة، وتبادلا ذكريات الماضي على مائدة الطعام هناك ،وقد انزعج رءوف من تلميحات سعيد المبطنة التي تنتقد ما عليه من جاه ومكانة اجتماعية وثراء فانتهى اللقاء بتاكيد رءوف على انه اول واخر ونهائي لقاء له مع سعيد ،مما جعل سعيد يستكمل عندها في الفصل الرابع شريط الخيانة ذاك التي تلقاها من اقرب الناس اليه عليش الخسيس صبيه الذي بلغ عنه الشرطة للتخلص منه والانفراد بغنيمة تلك الزوجة والمال ،و نبوية الزوجة التي خانته ايضا وبتواطؤ مع صبيه عليش الخسيس ،ثم رءوف الانتهازي الذي زرع فيه مبادئ التمرد تلك وتنكر هو لها.
فكان منه كل ذلك دافعا قويا لاتخاذ قرار الانتقام التالي والبداية برءوف اقرب فرصة مناسبة،لكنه الا ان رءوف كان يتوقع عودته تلك ونصب له كمينا اوقع به ليطرده من البيت ذاك خائبا.
وتبدا صيرورة الحدث مع بداية الفصل الخامس بتوجه سعيد الى المقهى المذكور حيث يتجمع اصدقاء الامس،وهناك مده صاحب المقهى “طرازان” بالمسدس القاتل الذي طلبه ،وكان الحظ في صفه هذه المرة ومعه عندما التقى ب “نور” التي خططت معه للتغرير والتشهير باحد رواد الدعارة وسرقة سيارته ، وعندها ويصور بداية الفصل السادس تفاصيل نجاح الخطة تلك التي
رسمتها ريم للايقاع بغريمها الغبي وتمكن سعيد من السطو على السيارة والنقود حينها ، ويشرع سعيد مع بداية الفصل السابع في تنفيذ ما عزم عليه انذاك من انتقام وكانت البداية بمنزل عليش
الخسيس الذي اقتحمه ليلا و باغث فيه صاحبه بطلقة نارية قاتلة اردته قتيلا ،وتعمد التغاضي عن الزوجة حينها لرعاية ابنته سناء،ثم بعدها هرب سعيد من مسرح الجريمة بعدما تاكد له من نجاح مهمته. الا ان في الفصل الثامن ينقل لنا المفاجاة الكبيرة ،اذ بعد تنفيذ الجريمة،لجا سعيد بعدها الى بيت الشيخ رجب فجرا واستسلم لنوم عميق طويل امتد حتى العصر ،فاستيقظ بعدها على حلم مزعج يتداخل فيه الواقع بالخيال ،وفيه يصله خبر وقوع جريمة ضحيتها رجل بريء يدعى شعبان حسن الطيب ،فكان خبر فشل محاولته مخيبا يندر بعدها ببداية المتاعب والمصاعب،فهرب بعدها سعيد الى الجبل تفاديا لمطاردة الشرطة له .