قصة قصر الاحلام
” اتمانعين ” صوت رجالي اجش عميق اعاد الفتاه الى حاضرها يطلب اذنا باشعال سيكارة رفيع اسود طويل للحظات عكست عيناها التحفظ تردد بديهي امام التعامل مع الغرباء ثم احمرت وجنتاها وهى ترد على زوجها الذي تزوجته منذ ساعة “اوه طبعا ارجوك افعل ما تشاء ! ”
منتديات ليلاس
الصالون الرئيس للكاستيل كان يضج بالضيوف كلهم بثياب فاخرة النساء السود العيون القاتمات الشعر كن يتهامسن سرا وراء ايديهن التى تزينها الحلي الفاخرة وازواجهن الاقل فضولا منهن بكثير كانوا يحاولوان عبثا كبح جماح زوجاتهم الثرثارات .
وضع راؤول يده تحت مرفقها قائلا ” اظن حان الوقت للاختلاط بالضيوف ”
وبدا يقودها نحو اقرب مجموعة من الضيوف لساعة كاملة تحملت كرب تقدبم الموجودين وتلقي اطيب التمنيات لكن كل هذا لم يخدعها فللكلمات المنمقة وقع فارغ والابتسامات التى رافقتها كانت باردة انها دخيلة كلهم يعرف هذا كيف لا تكون وراؤول كويسويك فيرديناند كونت لبثروتيمبيرا كان يصرح في اكثر من مناسبة عن كرهه للنساء ..خاصة الامريكيات ؟
تحركت تحت قيادته تحو صفوف من احست انهم اعداء لها تحت قماش فستانها الناعم الرقيق كان قلبها يخفق خوفا لكن وجهها كان يعكس نوعية من الصفاء والسكون مكنت الكونت من الاسترخاء وتخفيف حدة قبضته عليها .
بعد قليل حان وقت الذهاب الى قاعة الطعام حيث طاولات ضخمة طويلة مغطاه بقماش حريري فاخر مليئة بافخر انواع الكريستال والفضة الانيقة وتنسيقات تخطف الافناس من الزهور والورود تنتظر تقديم غذاء الزفاف ، هذا الجزء كان اسهل لها ربما لانها اخذت تتكيف مع ما حولها او لان راؤول كان مسترخي تالاعصاب تماما وقد توقف عن مطالبتها بان تظهر الوقار المتوقع منها وهو طلب كانت ردة فعلها عليه مقهورة في البداية لكن الان في مزاج رقيق فمه يلتوي بخطوط التساهل لقد ارضته اذن لقد انتهى الاسوا الان وسرعان ما يسمح لها بالعودة الى تفاهة الذكر التى جاءت منه .
لم يكن كل الضيوف متباعدين عنها فالدون دياغو خال راؤول الجالسي الى يمينها ومحط اهتمام النبيبلات اللواتي كانت عيونهن الخبيثة تضيئ ببسمة مفتعلة كلما التقين بعيونها وكانت تقطع القرديس في طبقها دون تركيز حين التفت اليها ” الم يعجبك الانغوستبوي كارا ؟ ”
سقطت الشوكةمن اصابعها المرتجفة فارتفع حواجب الاقرب منها على الفور تحول اهتمام راؤول اليها لكن خاله سارع لاصلاح الخطا الذي سببه بدون قصد ” على فكرة راؤول لماذا لم تحضر كارلا الصغيرة هذه المناسبه الهامة ؟”كنت اتصور انها متشوقه لحضور زفاف عمها مع صديقتها هذا الاتفاق لا بد اسعدها جدا على ما اظن ؟ ”
سرت همهمة خفيفة بين الحضور فكلمة اتفاق لم تكن افضل كلمة منتقاه والتواء الشفتين السريع فضح تبرم الدون دياغو وسخطه لكن رد راؤول الموجز جعل الدم يتصاعد الى وجنتي جيما
” ميل كارلا للتصرفات السيئة دفعني مرة اخري لعقابها هذا الصباح لم يكن امامي خيار سوي نفيها الى غرفتها لما تبقي من اليوم ربما تبدا ان تلاحظ ان التفاسير التى تقدمها مهما كانت عفوية لن تكون عذرا للعصيان ”
كادت جيماتصرخ استلزمها جهد كبير من ارادتها كي لا ترد على الكونت المستبد وتتهمه بالقساوة المتعمدة نحو الطفلة الحساسة المرتبكة التى حرمت منذ مدة قصيرة من الابوين نعا ابوان كانت غلطتهما الوحيدة خلال سبع سنوات من ابوتهما السعيدة اختيار وصي خاطئ لابنتهما الوحيدة .
وكانما احس بثورتها فالتفت راؤول اليها ثم هز كتفيه دون اكتراث وصرف النظر عن موضوع ابنه اخيه واستدار الىمن كان الى جانبه ليكمل الحديث …السخط دفع بالجفاف الى حلق جيما لتجد ازدراء الطعام صعبا فالطفلة كانت مغتبطة بجنون حول توقعها اخذ دور لها في مراسم الزفاف ولايام لم تتكلم الا عن واجباتها التى ستقوم بها .
بعد الغذاء اخذ الضيوف بالانصراف تدريجيا وكان راؤول يقول مبتسما وهو يشكرهم لحضورهم ” اجلنا شهر العسل بسبب ضغط العمل دون شك سنحدد موعدا لا حقا هذه السنة ”
دون دياغو كان اخر المودعين سيارته الفاخرة والسائق كانا بالانتظار امام الباب لكنه تردد حين سمع راؤول يهمس لعروسه بتهذسب رسمي ” للساعات القادمة ساكون في المكتبه لانهي بعض الاعمال ارجو ان تتاكدي من ان لا يزعجني احد”
ردهاالبارد دفع دياغو لرفع حاجبيه حين سمع وقع اقدام ابن اخته تتراجع الى الداخل عاد الى ردهة القصر حيث لا زالت جيما تقف حيث تركها عريسها طيف نحيل مستوحش راسه محني تتساقط عليه اشعة الشمس المتسللة من النوافذ لتشكل هالة حول شعرها الكستنائي في ثوبها الابيض النقي كانت تذكره براهبة تتحضر لتقديم التضحية على مذبح الواجب .
تقدم نحوها ” يا ابنتي ايمكن ان نتمشي قليلا في الحديقة ؟ ”
ردت متلعثمة تكاد تبتسم ” ساحب هذا كثيرا دون دياغو ”
سارا عبر الحديقة نحو ماخرة القصر يمران بمساكب الورود التى تستحم في اشعة الشمس ثم الى المروج المقصوصة العشب الي ان وصلا الى ارض اقل رعاية واقل خضر حيث توقفا عند حافة جرف صخري يطل على مجموعة صخور شديدة النتوؤ تصل الى خليج صغير حيث الرمال الذهبية ترتمي تحت اقدام امواج البحر وكانه عباءة حورية البحر باتفاق غير ملفوظ جلسا معا علىمقعد وضع بكل عناية منذ سنوات طويلة على يد محب لما يحيط به من جمال والتفتت الى الخلف من على كومة الضخور التى تشكلت منها حجارة القصر فلاحق الدون ياغو نظرتها ومد يده ملوحا ” قصر التنين كما اعتقد هو طراز انجليزي اصيل الم تخافثي قليلا عزيزتي من انضمامك بالزواج من رجل كان يشير اليه اعداءه باسم ” الحاكم المتوحش ” ؟ ”
كان متحضرا لرد ضاحك لكن حين تلاشي اللون من وجنتيها وانخفضت رموشها متاخرة لكشف الخوف تحتها اخذ يتمتم حانقا وحاول التخفيف من هول كلماته ” اختي الراحله والدة راؤول كانت تتلقي مني المزاح المزعج دائما في الهذا الامر كنا دائمااشك ان رجال عائلة تيمبيرا يتمتعون بسمعة اسمهم وطبعا كانت وسامتهم السمراء اضافة الى ميلهم المورث الى العاطفةالكئيبة لم تبعدهم كثيرا عن هذه الصورة طوال قرون بقيت نساؤهم وفيات ومحبات ولم يسجل في تاريخهم زواج محطم او تعس واحد هذا ما يؤكد لي افتراضا خاصا بان هؤلاء النسوة كانت لهم الحظوة في مشاهدة زاوية مخبئة من رجال العائلة لم تكن معروفة سوي للقليل من الناس وهذا ما برهنته لي شقيقتي مرة حين دافعت عن زوجها بعناد ظاهر ففي مرة خلا لموجة سخط اشرت اليه باسم الوحش لاتلقي صدا منها ” اللوم عليك لانك اثرت غضبه فالعظيم لا يروض بالقوة بل بالمداهنة فقط ومن يتقبل هذا الواقع وحده سينال شرف سماع هرير الدراغون ”
ابتسمت جيما فالصورة التى رسمها لهرير راؤول كانت حلما خاليا بعيد جدا عن ان ينظر اليه بجدية ” لا بد ان شقيقتك كانت غارقة في حبه عزيزي لذلك من الممكن فهم سبب نظرتها المثالية لزوجها ”
تبع كلماتها صمت حزين واعتبره الاثنان اعترافا بالحقيقة وهو دون دياغو كتفيه بقلق كبير ازداد عمقا حين شاهد دمعتين كبيرتين عالقتان في رموشها .
” انا كبير جدا في السن لاشعر بالفضول لكن اذا كان الكلام يساعدك فانا مستعد للاصغاء ”
لدقائق قليلة غير واثقة نظرت اليه حين لم يحرك نظره عنها همست ” لقد ارتكبت غلطة فادحة دون دياغو لكن لاجل كارالا يجب ان استمر فيها حتى النهاية ”
قال لها بلطف ” ابداء منذ البداية ”
في البداية تلعثمت تفتش عن الكلمات ثم بعينين مثلتتين على الافق المحدب للبحر بدات تكشف عن سلسلة من الاحداث قادتها الى حالتها اللحاضرة .
منتديات ليلاس
” ابتدا كل شيئ من نيويورك كنت اعمل هناك في مكتب محاماه في مواجهة مكتب سفريات عالمية كانت نوافذه دائما براقة بملصقات تظهر الشواطئ الذهبية والسماء الزرقاء والناس السعداء وتلك الملصقات هى التى جعلتني اقرر لقد عشت معظم حياتي مع جدتي والداي ماتا حين كنت صعيرة وهى من رباني الى ان ماتت منذ ستة اشهر فطباعة الوصيا والعقود يوما بعد يوم ممله حتى الموت ولكي اغير الجو قليلا كنت اذهب الى وكالة السفر لاتفرج واحسد الزبائن الذين يجدون صعوبة في انتقاء مكان سفرهم فهذه صعوبة لم اواجهها مطلقا منذ البداية كانت جزيرة لانزاروت مثالي الاعلي للسياحة ومع انني لم اكت اتصور يوما انني قد اتحمل مصاريف زيارة لها الا انني كنت امضي ساعات اختار المنتجع والفندق الذي افضل ..ثم .. عرفت بالمال الذي تركته لي جدتي مبلغ بسيط حسب مقايسكم لكنه كان يكفي لاحول الحلم الى حقيقة ”
” ارجوا ان لا تكون جزيرتنا خيبت املك ؟ ”
” لا ليس الجزيرة التى خيبت املي لكن بعض الرجال في الفندق الذي نزلت فيه ”
هز راسه متفهما ” طبعا وماذا كنت تتوقعين ؟ فتاه صغيرة لوحدها في جزيرة للرومانس اى رجل يمكنه مقاومة هذا الاغراء ؟
” كنت اختبئ منهم لك تكن لي خبرة مع الرجال ما عدا رب عمل ي العجوز وهكذا كل يوم بعد الافطار اركب الباص الى مونتاناس دل فيغو لافتش عن فسحة من شاطئ استطيع ان امضي النهار فيه لوحدي ”
” اه هذا يفسر خيال كارلا في ايجاد كنز على الشاطئ ، انت اذن منكان يمضي الساعات تلعبين مع الصغيرة انت من اضاء ايامها لدرجة دفعتها لان تستعجل فطارها كي تصل الى الشاطئ بينما كانت من قبل تجبر علىمرافقة احد الخدم ”
” لم اكن اعرف ان الشاطئ خاص في البداية بدا لي مهجورا و …”
“امنا ”
” ربما ” وتنهدت كانها تقرا مايفكر فيه وتعطيه الرد ” في ويم اكتشف الكونت سرنا كان في طريقة ليسبح حين سمع ضحكنا في البداية ضننته غاضبا ليجد ابنه اخيه تلعب مع غريبة متطفلة على املاكه لكن بعد عدة اسئلة حادة سمح لي بالبقاء بعد ايام طلب من كارلا ان تدعوني الى القصر للغذاء في نفس اليوم عرض علي عملا قال انني ساحصل على منزل جميل فخامة في العيش وامالن مدي الحياه مقابل مرافقتي لكارلا اضافة الى زواج مصلحة يتم عقده لغرض واحد هو ابعاد الشبهة ومنع اقاويل الجيران ”
” زفر الدون دياغو انفاسه بغضب عبر اسنانه يا لهي لا يمكنني ان اصدق حتى ان راؤول قادر على اظهار قلة الاحساس هذه ! ”
حين اجفلت ازداد قلقه كانت لا تزال طفلة ومجر التفكير بان ترتبط مدي الحياه بوعد لن يتحقق اثاره واغضبه
” ولماذا قبلت مثل هذا الاقتراح بحق الله ؟ لماذا لم ترفضي العرض البارد بكلمات تترك راؤول دون شك من القرف الذي لابد احسست به ؟
احمرت وجنتاها وهى ترد ” كنت وحيدة وكارلا تحتاجني وانا اعرف جيدا معني التشوق للحب والتفهم ثم اضافة الى هذا ……وتلاشي صوتها الى همس وكانها تحس بالخجل بان تعترف بعوزها للاستقلالية في حياتها
“الصمت قد يصسب امراة مستوحشة بالصم الكامل ”