افضل مواضيع جميلة بالصور

رواية مطلوب زوجة وام كاملة

 

مهيد
عزيزتي الانسة ارثر ,
لا شك ان محامي عمتي قد احاطك علما بموضوع هذه الرسالة , فهو قد اكد لي بان افضل حل للمشكلة التي تواجهنا هي ان نتزوج . لم يسبق لي ان علمت بالشروط التي تحتويها وصية عمتي كاثرين و لكن محاميها اوضح لي بان تلك الشروط هي قانونية تماما . ان ربط اشتراكنا بالميراث بان يتزوج احدنا من الاخر خلال سنة , هو شيء اقل ما يوصف به هو انه مريع . وبالنسبة الى نفوري شخصيا من فكرة الزواج , فان اكثر اشمئزازا من هذا القيد مما لابد ان تكوني انت و قد اقترح محاميها علينا ان ننظر الى هذا الزواج في حالة قبولنا بشروط الوصية تلك , ننظر اليه بمثل الجد و الدقة التي ننظر فيها الى اي اجراء عملي اخر . وقد استحثنا ان نبدا بالخطوات الضرورية لاتمام هذه القضية .
انني اعلم انه تحدث اليك في الامر . وانا هنا اكتب اليك لكي اتاكد ,- في حالة قبولك هذا الاقتراح -, من ان محامي عمتي لم يضللك فان مزرعة راوستين للمواشي هي مزرعة نائية في اعماق استراليا , واعمالنا ناجحة تماما , و المزرعة تحتوي على كل اسباب الراحة . و على كل حال فان اقرب مدينة الينا لا تبعد عنا اكثر من ساعة بالسيارة . لقد كانت عمتي تكثر من ذكر جدتك , صديقتها العزيزة , في رسائلها , وقد اخبرتنا كيف ان مزارع المواشي في مناطق تكساس المجدبة هي مماثلة لمزارعنا , مما لا بد يجعل لديك فكرة عن الحال هنا .
عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل
لقد توفي اخي و زوجته منذ ستة اشهر . وقد اخذت طفلته سارة للعناية بها منذ ذلك الحين , وهي تبلغ لم الثانية بعد . وجداها يطالبان بحضانتها . ولكنني اريد ان تنشا الطفلة هنا في المزرعة , وانا على استعداد للقيام بكل ما يجعلها سعيدة في حياتها معي . واذا كان امتلاك نصف ميراث العمة كاثرين شيئا مجديا , فان ما يهمني اكثر هو ان احصل على زوجة و على ام لسارة .
بالنسبة لترتيب عملي لهذا , الحب ليس مطلوبا و لكنني اصر على الحب لسارة . فهي في اشد الحاجة الى عناية امراة . ومقابل ولائك لاسرتي اتكفل لك بمنزل مستقر طيلة حياتك .
اكتبي الي اذا كنت موافقة على كل هذه الترتيبات فالوقت ضيق . اذا كان جوابك بالموافقة , فساقوم بالترتيبات اللازمة

الفصل الاول
اخذت ستيفاني تفكر بذعر , و قلبها يخفق , انها مازالت غير مستعدة . كانت تنزل من الطائرة الصغيرة ذات المروحتين ليستقبلها نهار استرالي متالق . اخذت تجيل بصرها في الارض و الفضاء التي تحيط بالمطار الصغير بينما ترامت وراءها مدينة صغيرة . وبللت شفتيها بلسانها و هي تشعر بخفقات قلبها تتعالى . ما الذي تفعله هنا في مدينة اديلايد في المنطقة الشمالية ؟ هل فقدت عقلها ؟ و لكن , اترى فات الاوان لتغير رايها ؟
ورفعت يدها تسوي من شعرها الاشقر العسلي و الذي ينحدر الى كتفيها , وقد اتسعت عيناها الزرقاوان , كما ادهشها ان تشعر باصابعها ترتجف . فاخذت تتنفس بعنف و هي تعود فتنظر حولها مرة اخرى و كانما تلتمس مهربا في هذه المناظر المجدبة . ما كان لها ان تستجيب لذلك . و في الواقع , ما هو الخيار الذي كان امامها ؟ ان شيئا لم يتغير . كان عليها طبعا ان تستجيب , فهذا مجرد اجراء عملي محض و غاية في البساطة , وهي في اشد الحاجة الى المال لاجل جدتها .
و مشت الى حيث يقوم مركز التوصيل الكهربائي تنشد شيئا من الظل يقيها من اشعة الشمس , مجتازة رجلا كان يستند الى جدار المركز , دون ان تلقي عليه نظرة , فقد كانت افكارها تبعد عنه الاف الاميال . و تساءلت مت سياتي احد ما لاخذها . والى متى بامكانها ان تحتفظ بهدوء اعصابها .
و جاءها صوت قوي من خلف كتفها اليمنى يسال :” ستيفاني ارثر ”
استدارت لتجد ذلك الرجل الطويل القامة المتين البنية الذي كان مستندا الى الجدار القديم , لتجده يمعن النظر فيها من تحت حافة قبعته العريضة . فاخذت تتامل كتفيه العريضتين , وعنقه البارز من خلال فتحة قميصه الازرق . ونظرت الى ذراعيه المفتولتين المعقودتين فوق صدره , و قد رفع كمي قميصه , وساقيه الطويلتين في البنطال الذي علاه التراب , ثم عادت فرفعت بصرها لتلتقيا بعينيه , و من ثم شعرت بالدوار يتملكها .
سالها :” هل انت ستيفاني ارثر ؟”
اجابت و هي تتقدم فتقف امامه :” نعم , انا ستيفاني ارثر .” سعرت بالسرور لارتدائها ذلك البنطال الكحلي اللون و القميص الابيض ذا الكشاكش , ما اسبغ على مظهرها لمسة انثوية , و بالسرور لتسريح شعرها قبل نزولها من الطائرة …..فانسدل في تجعدات طبيعية حول كتفيها .
فقال بلهجة متكاسلة :” انني البرت دوغلاس . لم اكن واثقا من حضورك .”
فنظرت ستيفاني في عينيه الرماديتين الصافيتين , و لون بشرته الذي لوحته شمس استراليا فاصبح برونزيا . لقد فتنها للتو تالق عينيه و سمرة وجهه و سواد شعره , وكان صوته عميقا قويا رائعا بلهجته الاسترالية .
وتساءلت ستيفاني , للحظة قصيرة , عما اذا كان فاتها شيء لك تلحظه . و هزت راسها تدفع بذلك , الاضطراب الذي اعتراها . هل هذا هو البت دوغلاس ؟ هذا الرجل الصلب الحازم الواثق من نفسه الذي يقف امامها , و الذي ينضح قوة و جاذبية ؟ لم يكن كما تصورته قط . لقد كانت عمته على صواب و هي تخبرها انه حسن المظهر ……لقد كان رائعا حقا .
فقالت تجيبه بذهن مشتت :” و لكنني سبق ان قلت بانني ساحضر .” مد يده اليها ليصافحها , فترددت لحظة قبل ان تمسك يده القوية . وكانت اصابعه متينة صلبة دافئة . تدافعت خفقات قلبها , وتراجعت خطوة الى الوراء بعصبية . وكادت تجذب يدها من يده و تفر هاربة من تلك المغناطيسية المنبثقة من عينيه , وتلك الجاذبية التي لم تتوقعها , حتى مع مايكل , لم تكن تشعر بنفسها انثى , كما انها لم يسبق ان تاثرت بوسامة رجل من قبل . لا يمكن ان تتزوج هذا الرجل , فهو سيسيطر عليها في غضون ساعة واحدة.
مع انها كانت طويلة القامة , فقد كان البرت دوغلاس يزيدها طولا بكثير . لقد كان طوله فوق الستة اقدام , و لم يكن عرض كتفيه ليقلل من طوله هذا . و كانت قبعته القش تكاد تغطي نصف وجهه تظلله من اشعة الشمس .
و لكن كان بامكانها ان ترى عينيه , تتاملانها بامعان , ما ارسل في كيانها رجفة غريبة .
لقد داخلها الخوف عندما التقت عيناها بعينيه , و ساورها الاضطراب . و اخذ هو يمعن النظر فيها بعينين ضيقتين فتمنت لو كانت مرتدية ثوبا و ليس بنطالا . و انها احسنت زينة وجهها هذا الصباح.
قال لها بينما كان يتاملها باهتمام : “انك لست كما توقعت .”ودون ان تظهر عليه اي اشارة الى نوع تفكيره , استقام في وقفته , و استدار متجها نحو الطائرة بخطوات متراخية متعجرفة و كانه يملك المنطقة باكملها , و هو يقول : ” سناخذ امتعتك ثم نتناول بعض الطعام . مازال امامنا ساعة اخرى قبل ان نصل الى البيت .”
تبعته ستيفاني و هي تتمنى لو كانت وضعت نظارات شمسية تظلل عينيها من اشعة الشمس القوية, كما تحميها نوعا ما من نظرات هذا الرجل النفاذة . و اسرعت في خطواتها لكي تلحق به .
وجدت نفسها تساله :” و ما الذي كنت تتوقعه ؟”
اتراه اصيب بخيبة امل ؟ و انه سيغير رايه و يبطل اتفاقهما ؟ ام مازال مهتما بمتابعة الامر ؟
اتراها حماقة منهما ان يعقدا زواجا يقوم على المصلحة المادية في عصر كهذا ؟ و هل يتوقع منها احد ان تستمر في الطريق ؟ ولكنها , مع ذلك , لم تشا له ان يغير رايه .
فهز كتفيه وهو يسحب من خلف الطائرة حقائبها , ثم يجيبها عابسا :” لم اتوقع ان اجدك بهذا الجمال .”
فتملكتها الدهشة و لم يبد عليه انه لاحظ انعقاد لسانها كفتاة صغيرة و هو يتجه بها نحو شاحنة صدئة مغبرة . اكان هذا مديحا لها ؟ لم يكن يبدو ان هذه الحقيقة اعجبته . ولاحظ ترددها و هو يشير نحو العربة , فقال :” لسوء الحظ من الصعب المحافظة على نظافة اي شيء عندما تهب عواصف الغبار لهذا استعمل هذه في انحاء المزرعة و على الطرقات . و لهذا تبدو لك في اسوا مظاهرها , ولكنه نظيفة في الداخل .”
فاومات موافقة و هي تنظر اليه يلقي بحقائبها بكل سهولة , في الخلف من الشاحنة , متسائلة عما اذا كان يسال نفسه الان عما جعله يرسل الى اخر العالم طالبا عروسا لم يسبق له ان راها قط . ذلك انها , حسب ما رات منه , قد ادركت ان بامكانه الحصول على زوجة بكل سهولة . بل ان الصعوبة هي ان يتمكن من ابعاد النساء عنه .
كان شكله مليئا بالحيوية , و تصرفاته واثقة حازمة , ربما سيغير رايه بعد ان راها . و تمنت بكل لهفة ان لا يحدث هذا , انما لم يكن لحصتها في الميراث اثر في هذه اللهفة . و ساعدها على الصعود الى الشاحنة , وعندما صعد هو الى مقعده , استدار يتفرس فيها , فبادلتها نظراته برصانة كي لا يلحظ الحرارة التي سرت في كيانها او تسارع خفقات قلبها , وقال لها :” هنالك مكان صغير لطيف في المدينة يقدم الطعام . سنتناول الغداء فيه بينما نتحدث عن امورنا قبل ان نتوجه الى المزرعة .”
فقالت :” هذا جميل يا …….البرت .” و سرها الطريقة العفوية التي نطقت فيه باسمه , وان صوتها لم يتهدج فيفضح توترها . كانت خائفة من ان تتحطم امالها . لم تكن تريده ان يدرك مقدار ما تشعر به من ارتباك , ولا عدم الثقة بالنفس المفاجئ الذي تملكها ,وكل ما يعتمل في نفسها .
عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل
التوت شفتاه بنصف ابتسامة و هو يتحرك بالسيارة . لقد ادرك ما يعتمل في نفسها .
اخذت تنظر حولها بلهفة و السيارة تمر بهما في شوارع المدينة , مستمتعة بكل ما تراه . كان هنالك شارع واحد رئيسي ذو رصيفين , ولكن التراب كان من الكثافة بحيث بدا كطريق قذر . و كان يحد الشارع عدة محلات و متاجر , كما كان هناك بناية باكملها . و لمحت عدة بيوت الى جانبي الشارع اضفت عليه الحدائق التي تحيط بها الوانا بهيجة و بالاجمال , كانت اديلايد مجرد مدينة صغيرة عادية .
اوقف البت العربة امام مقهى صغير يدعى شتراوس , و كان ممتلئا تقريبا بالزبائن , ما عدا مائدة او اثنتين , فاتجه بها الى واحدة منهما في مؤخرة المكان حيث يمكنهما ان يكونا على انفراد نوعا ما . وكان اثناء مروره يحني راسه للبعض , ويرد تحية البعض الاخر دون ان يتوقف ليتكلم معهم او يقدمهما اليهم .
وعندما استقر بهما المقام , اخذت ستيفاني تتفحص المكان حولها , وقد انسدل شعرها الاشقر على وجنتيها يبعد عنها نظرات البت التي كانت تحدث فيها تاثيرا لم تحدثه نظرات رجل اخر من قبل . كانت تريد ان تجد فرصة تتنفس فيها .
و جاء النادل ليسجل طلباتهما حيث اخذ البرت يثرثر معه بعض الوقت , كما انه لم يقدمها اليه ما قوى من اعتقاد ستيفاني بانه غير رايه بالنسبة اليها , ذلك ان الناس لن تثرثر فيما لو اعادها الى بلدها دون ان يعرفها احد او يعرف سبب مجيئها .
و نظرت اليه و هو يبلغ النادل ما يريدان , وهي تتساءل عما اذا كان قد اخبر الناس بامرهما , اترى يعلم الجميع انه ارسل الى اميركا يطلب عروسا لم يسبق ان عرفها من قبل ؟
وكان هو , في هذه الاثناء , يطلب من النادل ان يحضر لهما فطائر باللحم و بطاطا مقلية , وذلك دون ان ياخذ رايها في ما تريد ان تاكل. فرمقته بنظرة حادة و هي تتساءل عما اذا كان يتصرف دوما بمثل هذه الثقة بالنفس و بالاخرين . اذا كان الامر كذلك فما الذي جعله يقبل بمثل هذا الزواج المدبر , حتى و لو كان زواج مصلحة ؟ انه لا يبدو من اولئك الرجال الذين يجعلهم الاخرون يقومون بشيء لا يريدونه هم . و عاد النادل باطباق الطعام بسرعة , وكانت هي تشعر بالسرور للصمت الذي ساد بينهما , فصممت على ان لا تكون البادئة باختراقه .

وعندما اخذا في تناول الطعام , سالها البرت :” هل كانت رحلتك مريحة ؟ ”
فرفعت نظراتها اليه , شاعرة بتاثير شخصيته الطاغية لم يؤثر عليها رجل من قبل بمثل هذه القوة . وسحبت نفسا عميقا في محاولة لامتلاك اعصابها . لقد اختارت بنفسها هذا الوضع و ستستمر فيه و لو كان في ذلك هلاكها .
واجابته قائلة :” نعم , شكرا . وشكرا لك لارسالك لي تذكرة السفر ” و اعتدلت في جلستها و هي تنظر اليه مفكرة و قد سرها ان وجدت صوتها هادئا قويا . فاوما براسه و هو يحدق فيها قائلا و قد ضاقت عيناه : ” ان الوضع محرج , اليس كذلك ؟”
فاحمرت وجنتاها و لكنها لم تشا ان تتظاهر بعدم الفهم , فاجابت :” نعم…انني غير واثقة ….”
فقاطعها قائلا :” انني انا ايضا لست واثقا تماما في الواقع . كنت اظن ان الاميركيين يتصفون بشخصية بالغة الاستقلال , ومع هذا اراك مستعدة للزواج من رجل حال اللقاء به .”
فادارت بصرها حولها , لا تعرف بماذا تجيب , فهي لم تتوقع مثل هذا الكلام الصريح , فقد كانت ترجو ان ياتي على ذكر هذا بشيء من الكياسة . واخيرا , عادت تنظر اليه , ثم قالت :” انني بحاجة الى المال الذي ساحصل عليه بالزواج منك . كما ان فكرة كوني اما لفتاة صغيرة بحاجة الي كانت فكرة مغرية تماما و قد وضعت في حسابي انني قد اصادف اشياء غاية في السوء
فقال :” اه اذن , فانت ترين بانني لست افضل من الموت بكثير .”
لم تكن تقصد اهانته , فقالت متلعثمة :” انا ……انني اريد ان اشعر بان ثمة حاجة الي .”
فاوما براسه و كانه فهم ما تعنيه ,وقال :” انني و سارة بحاجة اليك فعلا . اذن فليست القضية قضية مال فقط ؟” وتضمن سؤاله هنا شيئا من عدم التصديق .
فقالت :” كلا . رغم ان رفض ذلك المبلغ من المال هو , بصراحة شيء صعب على اي انسان .”
وابتسمت بعصبية فبدت على احدى وجنتيها غمازة جذابة ثم عادت الى رصانتها مرة اخرى لتقول :” ان المال ضروري بالنسبة الي لكي اتابع علاج جدتي . واعتقد انني كتبت اليك عن مرضها الشديد .”
فقال :” هذا يفسر العجلة في امتلاك المال . ما هو رايها في قدومك الى هنا ؟ ”
فاجابت :” انها مسرورة لاجلي , فقد كانت هي و عمتك كاثرين صديقتين حميمتين مدة طويلة , فهي تشعر انها تعرفك , كما انها احبت فكرة ان اكون اما للطفلة . وقد طلبت مني ارسال صورة لها .”
كانت تتحدث شاعرة بالشوق الى جدتها , ذلك انها الوحيدة التي عرفت عندها الاستقرار , بعد حياة طويلة حافلة بالتنقل من مكان الى اخر .
عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل
قال لها :” اظن ان علي ان ازيدك معرفة بالوضع .” ومال الى الخلف و هو يحدق فيها , بينما كان يقول :” ان جدي يعيش معي في المنزل . وعندما مات اخي ادي وزوجته كلير , جاءت ابنتهما الصغيرة سارة لتعيش معنا , وجداها الاخران , والدا كلير يطالبان الان بحضانتها . وكان ادي قد طلب مني ان اكون حاضنا لها , وانا اريد ان اربي ابنته و لكن الطفلة بحاجة الى ام . فالمحكمة تطلب لها بيتا حقيقيا مستقرا , فاذا لم استطع توفيره لها , فستسلم حضانتها الى والدي كلير .”
فاومات براسها متفهمة . ان لدى البرت اسبابا للزواج اكثر من مجرد الحصول على نصف الارث , فقد كان مستقبل الطفلة في خطر . وهذا يجعل زواجهما اقل مادية و برودا . و عاد هو يقول :” ولكنني لا اريد حلا مؤقتا . فاذا كنت مصممة على الزواج لكي تحصلي على ارثك , ثم تبتعدي , فانسي هذا الامر . فانا اريد من يعتني بسارة الى ان تكبر على الاقل . انني اريد حلا دائما ” اومات ستيفاني براسها وقد اتسعت عيناها فهي لم تبتعد بافكاره كثيرا الى ما بعد الزواج , فهو طبعا يريد علاقة ثابتة مستقرة لاجل الطفلة , وهي لا تريد ان تعرض الطفلة سارة الى نفس الحياة القلقة الممزقة التي مرت هي نفسها بها من قبل , وسحبت نفسا عميقا و هي ترى نفسها تلتزم بهذا الامر لعشرين سنة على الاقل . وشعرت بنفسها مغلوبة على امرها , ولكن لم تجد امامها اي حل اخر تتبعه .
قالت تجيبه :” انني لم اوافق على القدوم الى هنا لاتزوج لعدة ايام فقط , ثم ارحل . فقد وضعت كل ما املكه في الشحن الى هنا و حقائبي هذه ما هي الا جزء منها , فانا لست هنا لامضي مدة قصيرة فقط .” كانت تتحدث بحزم و ثبات , و قد بان التصميم في عينيها الزرقاوين , ذلك انها قد كرست مستقبلها في سبيل ان تعين جدتها على الشفاء . وهي ستلتزم بما صممت عليه.
اخذ هو يتفرس فيها لحظة طويلة , كانت نظراته اثناءها تخترق اعماقها , ثم قال:” عندما تزوج ادي من كلير , لم اكن انا اريد الزواج , فقد فكرت في انهما سيتكفلان بانجاب اولاد يرثون الاملاك , ولكن رايي هذا تغير بعد الحادثة . ان سارة بحاجة الى امراة الى ام , ة لاجلها ساحضر اما ”
فاضافت :” ولاجل المال ايضا ”
فاجاب متهكما :” طبعا فهو مبلغ اكبر من ان يرده احد.”
فاومات براسها ذلك انها عرفت ذلك قبل مجيئها . ليس بالنسبة لجده الذي يعيش معهم , وانما بالنسبة للبقية , وقالت :” ساحاول جهدي بان اكون اما صالحة .”
فتابع و هو ينظر في عينيها مباشرة :” وعليك ان تعلمي , منذ الان انني لا اثق بالحب فهو من خيالات الشعراء التافهة . لهذا لا ارى من العدل ان اتزوج امراة ربما تهتم بي اكثر مما اهتم انا بها , اذ تتصور نفسها غارقة في الحب معي , او ان تتخيل قضاء امسيات شاعرية معي . ان زواجنا سيكون زواج مصلحة فقط لا غير .”
فعادت تومئ براسها و هي لا تتمالك نفسها من سؤاله , اذ كانت ما تزال حائرة من ذلك الارث الذي تركته عمته كاثرين له و لها بشرط ان يتزوجا . سالته قائلة :” هل تعرف سبب وضع عمتك لمثل تلك الوصية ؟ ”
فاجاب :” لقد كانت عمتي كاثرين تحب دائما ان تتوسط في الزواج , حتى في كاليفورنيا . وهكذا كانت زكتك لي الى درجة بالغة .” وابتسم بشيء من السخرية ثم تابع يقول :” انني اعلم انك تحبين الحياة الهادئة , وتعرفين شيئا عن المواشي بحكم عملك كمحاسبة في مؤسسة لتربية المواشي في كاليفورنيا , وانك لا تحبين التبذير و الاسراف, و انك طاهية ماهرة و ربة منزل قادرة وسكت و قد بدا على وجه ستيفاني . كانت تحملق فيه قائلة :” و لكنني لم اتلق تزكية عنك ,و اظن من الافضل ان تذكر صفاتك الجيدة قبل ان نذهب بعيدا في هذا الامر .”
فقال بصراحة :” اسمعي . دعينا نتحدث بوضوح . ما كنا لنتزوج لولا رغبة عمتي كاثرين . اليس كذلك ؟ و هذه الوصية ستحقق شيئا يرغبه كل منا , نحن الاثنين . فانت ستحصلين على المال الذي سيساعد في علاج جدتك , وانا ساحصل على ام لسارة , وطالما نتذكر ذلك , فسنتمكن من اتمام هذه الاتفاقية , وكل شيء بعد ذلك سيسير في طريق النجاح.”
فقالت بحدة :” يبدو لي ان بذكر دوام الامر تريد اكثر من مجرد اتمام هذه الاتفاقية . فقد سبق و تحدث عن حل دائم.”
فانحنى فوق المائدة , وقال :” ان اسرتي لم تتعود زواجا دائما بين افرادها . فجدتي توفيت شابة , وامي هجرت ابي عندما كان ادي رضيعا , وكلير تركت ادي قبل ان يقتلا معا بذلك الحادث . و انا الان اريد ان اخالف هذا الاتجاه , فانا اريد لزواجنا هذا ان يموت احدنا بعد انتهاء عمره , هل هذا مفهوم؟”
اجابت :” تماما ” و لكن قشعريرة سرت في كيانها . كانت تريد ان تبقى و لكن ماذا لو كانت مثل امها ينقصها الثبات في العلاقات ؟ و تابعت تقول :” اني لن اجعل لك عذرا لانهاء هذه العلاقة , فهل بامكانك التعهد بنفس الشيء ؟ ”
قال :” وانا بالمثل , لن اجعل لك عذرا لذلك .”
قالت بصوت بدا عذبا رقيقا بالنسبة الى لهجته الاسترالية الجافة :” اظن في اجتيازي كل تلك المسافة من كاليفورنيا ما يشكل التزاما كاملا مني بهذا الاتفاق .” كانت تريده ان يثق بانها متمسكة بالناحية العملية من اتفاقهما . قال :” هذا عظيم , لقد قمت انا باجراءات الزواج , و يمكننا ان نتزوج عصر هذا اليوم .”
تساءلت عما اذا كان تسارع خفقات قلبها قد اصبح عادة مزمنة عندها , ذلك انها عدت تتسارع الان بعد سماعها كلمات البرت صحيح انها قد تعهدت بالزواج منه و انه لم يعد ثمة موجب للتاخير , و لكنها كانت قد فكرت بان لا بد ان يسبق ذلك بضعة ايام تتعرف فيها اليه اولا , ولكن , ما هي نتيجة ذلك ؟ انها كانت مصممة في الواقع على ان لا تتزوج مطلقا , ولكن ما كان لها ان تغفل هذه الفرصة التي سنحت لها للمساعدة في علاج جدتها , و التي كانت من الاهمية بمكان , ولكنها لم تتوقع مطلقا ان يكون زواجها حال نزولها من الطائرة , لقد كان يتحدث عن اتمام الزواج بعد دقائق , فلماذا هذه السرعة الفائقة ؟ و كانما لاحظ ترددها و تباطؤها , فرفع حاجبيه متسائلا :” هل هناك مشكلة ؟ ”
اتراه قرا افكارها ؟ و هزت راسها محاولة التظاهر بالهدوء و الثقة بالنفس و هي تقول :” ليس ثمة مشكلة , انها الدهشة فقط لرغبتك في الزواج هذا اليوم . هل استلمت الاوراق التي كنت قد ارسلتها اليك ؟ ” و كان في حقيبتها نسخة من المستند الرسمي
فاوما قائلا :” ان الطريق الى المزرعة طويل و قد مضى معظم النهار الان , ولن اتمكن من العودة الى المدينة قبل فترة ” كان يتكلم و هو يتفرس في وجهها بعينيه الرماديتين .
و تمنت لو انه لا ينظر اليها بهذا الشكل , فقد شعرت بنفسها ضعيفة عاجزة تحت وطاة نظراته الثاقبة . و في كل مرة كان ينظر فيها اليها , كانت تشعر و كانها على وشك ان تفقد توازنها .
و اخيرا قالت و هي تدفع عنها الشعور بخيبة الامل اذ تراه لا يريد ان يضحي بيوم عمل في المزرعة يجيء فيه الى المدينة لاجل العرس , عرسه هو , وقالت :” هذا سبب عملي جيد للزواج هذا اليوم ” و القت نظرة على ثياب السفر التي كانت ترتديها ثم على ثياب العمل التي يرتديها هو . كانت تتوقع ان يكون عرسها كبقية الاعراس . و فكرت في ثوب الزفاف الابيض الذي اشترته و احضرته معها , هل عليها ان تذكر ذلك له ؟ ربما من الافضل ان لا تفعل , اذ سيتبادر الى ذهنه انها تسعى الى ان يكون العرس شاعريا , بينما كان سبق و صارحها باحتقاره لهذه المشاعر .
قال :” ان لدي في المنزل سيارة يمكنك استعمالها متى شئت , يا ستيفاني , فلن تكوني مرتبطة بالمنزل على الدوام , اذا كان هذا ما يقلقك . و لكن ليس لدي وقت يسمح لي بالسفر على الدوام ذهابا و ايابا الى هنا , فانا ادير المزرعة و لا يمكنني الابتعاد عنها مدة طويلة .”
فاجابت :” و انا لم اتوقع حياة ليلية هنا , فان هذه الاتفاقية بينما ستستغرق كل وقتي و اهتمامي , فلا تقلق لذلك . و انت كنت صريحا في رسالتك عما ساتوقعه هنا , وانا على كل حال لم اتعود على الاضواء و السهرات .”
قال :” انك لن تجدي ذلك هنا . لقد كانت كلير تزعج ادي بالحاحها على الدوام لكي ينتقل الى ملبورن , شاكية من ان الحياة في المزرعة نائية تبعث على الملل .”
اتراه يقارنها بكلير ؟ و قالت له :” ما كان لك ان تتوقع هذا مني .”
فاجاب :” كلا . ولكن كلير نشات في ملبورن ما جعلها تفضل الحياة فيها على الحياة في مزرعة المواشي هنا . هل لديك سؤال اخر قبل ان نذهب ؟ ” و كان قد انهى طعامه و تناول قبعته .
كان لدى ستيفاني الف سؤال , ولكنها ستجد اجوبتها جميعا بمرور الوقت . وليس بينها ما ينبغي ان يكون جوابه قبل الزواج … الزواج ؟ و سحبت نفسا عميقا و هي تشعر بفطيرة اللحم كالحجر في معدتها . لقد التزمت بوضعها هذا قبل ان تترك كاليفورنيا . و قد فات الان اوان العودة عن قرارها ذاك .
وقالت :” ليس لدي اسئلة اخرى انني مستعدة .”
عفوا لايمكن عرض الرابط الا بعد التسجيل
بعد ذلك بساعة , كانت ستيفاني تجلس بجانب عريسها الذي اتجه بشاحنته شرقا في الطريق المزدوج الاتجاه . كان الاحتفال بالزواج قصيرا مختصرا . و القت نظرة على خاتم الزواج الذهبي الذي يتالق في اصبعها شاعرة بالدهشة لشرائه لها مسبقا , وكانت دهشتها اكبر ان وجدت قياسه مناسبا لاصبعها . كيف امكنه ان يعرف ؟
لم يكن ذلك الاحتفال ليماثل حفلة الزفاف الفخمة التي كانا , هي ومايكل , قد خططا لها , ولكنها كانت مناسبة لتلك الاتفاقية العملية التي ابرمت بينها وبين البرت . و مع انها لم تتوقع ان يكون الزواج بهذه البساطة و هذه السرعة , الا انها اقسمت يمين الزوجية بكل اخلاص , مصممة على ان تكون له زوجة صالحة . لم يكن الزواج هو مبتغاها , لو كان لديها الخيار , ولكنها ستريه ان بالامكان الركون اليها والاعتماد عليها . لقد ساورها شعور ضئيل بانها عروس للبيع …….ولكن تفكيرها بان جدتها ستحصل من وراء هذا الزواج على افضل علاج , جعل الامر يستحق كل ذلك , وكان عليها ان تشعر بالسرور لحصول هذه الفرصة لها التي ستيسر لجدتها سبيل الشفاء . فقد كانت ستيفاني تدين لجدتها بالكثير , وهي سعيدة الان اذ اصبح بامكانها ان تسدد بعض فضل جدتها عليها .
وانتقلت عيناها من الخاتم , لتتفرس في الرجل الجالس بجانبها ….زوجها . لقد بدا تماما كما راته لاول مرة منذ ساعات قليلة .. واثقا من نفسه الى شيء من الغطرسة . لم يكن يبدو عليه , مثلها هي , وكان عالمه مال فجاة على محوره . طبعا لم يحدث هذا بالنسبة الى البرت , ذلك ان حياته لن تستمر كما كانت قبلا , فقد اصبح عنده الان من يستلم مسؤولية سارة و المنزل ليبقى هو حرا في تكريس حياته لادارة المزرعة .
عالمها وحده هو الذي مال . كل شيء فيه قد تغير . واخذت تتساءل عما اصابت في قرارها هذا . فقد هجرت كل ما الفته لكي تبدا حياة جديدة في استراليا مع رجل غريب . فهل ستتمكن من النجاح معه , ام انها ستندم على هذا اليوم؟

  • الفصل الثاني من رواية عبير المطلوب زوجة وام
  • رواية مطلوب زوجة وام
  • تحميل رواية مطلوب زوجة وام
  • قراءه روايه مطلوب زوجه وام
  • مطلوب زوجه وام روايات عبير
  • رواية عبير مطلوب زوجة وام الفصل الثاني
  • رواية عبيرمطلوب زوجة وأم
  • روايهمطلوب زوجه وام
  • روتية مطلوب زوجة وام
  • قراءه روايه زوجه وام
السابق
كريمات الثيو لفرد اشعر وافضلها
التالي
مكتب استقدام في الهند