افضل مواضيع جميلة بالصور

روايه سيدتى الجميله

 

  • الفصل الاول
    وقفت ليديا اسفل الشجرة الكبيرة تحدق في السماء البعيدة تتذكر كل ما حصل عندها في الماضي، اكانت سبع سنوات هي الفترة التي مرت عليها منذ ان كانت في الثامنه عشرة من العمر صغيرة ،سمينه و قبيحة كما كانت تطلق عليها ليفيا ؟!!!! علت شفتيها المثيرتين ابتسامه ساخرة من يصدق بان تلك الفتاة الخجولة المترددة و الغير واثقة هي نفسها ليديا مادلتون الناقدة الشهيرة رغم صغر سني عمرها الاربعة و العشرون
    عادت يديها تتلمسان كالعادة وجنتها و جبينها تشعر بملمس شفتي ماكس التي قبلتها يومها تعود الحرارة لتندلع من مكانهما تستعيد ذكرى تللك اللحظات التي حفظتها في ذاكرتها بامان طوال هذه السنين عندما خفق قلبها الصغير للمرة الاولى بطريقة لم تفهمها حينها لكنها اشعرتها بسعادة غامرة كما لو انها ادركت اخيرا ماذا يعني انها فعلا على قيد الحياة
    ابتسامه السعادة زرعت على شفتيها و لمعان التحدي عاد ليظهر في عينيها لقد حان الموعد اخيرا لقد حققت كل ما وضعته نصب عينيها و اصبحت جاهزة من اجل المطالبة بتحقيق الوعد
    عادت بذاكرتها ليوم زفاف ليفيا ذلك اليوم الموعود ليس فقط لشقيقتها بل ولها ايضا فبعد السهر طوال الليلة التي قبلها قررت ماذا ستفعل فليس ليفيا من ستغادر المنزل فقط بل هي من ستتوجه ايضا للجامعة ستحارب و تكافح من اجل ان تحقق هدفها الذي ابقته طي الكتمان حينها لم تكن الدراسة الجامعية جزء من مخططاتها لكن كلام ماكس عن اكمالها دراستها حفزها و ساعدها على اتخاذ قرارها كونها الخطوة الاولى في عمليه التغير الشامله التي ستحققها من اجل مطالبته بتنيفذ وعده
    ارتدت يومها ثوب الاشبينه و هي تحدق في جسدها الممتلا للمرة الاخيرة مصممة ان يذهب الى غير رجعة فلن تسمح لاي كان بان ينتقدها لشيء تستطيع التحكم فيه لقد حان الوقت لتتوقف عن كونها ليديا المحبة الحنون و البريئة و تسمح بظهور ليديا اخرى جديدة يمكنها ان تحارب من اجل نفسها و طموحها
    انتهت من تحضير نفسها و انتقلت الى حجرة شقيقتها التي اصبحت شبه جاهزة القت عليها ليفيا نظرة عابرة لكنها لم تقل شيئا حتى و لو تعليق ساخر كعادتها كما لو انها فهمت بان شقيقتها الصغرى قد تغيرت و هناك شيء جديد طرا عليها كبح جماح غرورها و اثار خشيتها بنفس الوقت تبدو فاتنة حتى بسمنتها حتى انها طغت عليها بطريقة الجمتها عن الحديث
    دخلت عليهما والدتهما و الدموع تملا عينيها تنظر الى طفلتيها اللتين كبرتا فجاة و ها هي الاولى تغادر الى منزل زوجها و الثانية في طريقها الى الجامعة كما اعلمتها بانها قررت اكمال دراستها و هي لن تقف في طريقها بعد التوسل الشديد الذي مارسته عليها تعدها بان لا تطلب منها رعايتها لانها ستبحث عن وظيفة تعيل نفسها بها كانت ستشعر بالخشية على ابنتها الصغرى من السفر بعيدا عن المنزل فمهما اعتقدت ليديا الا انها تحبها و ما قسوتها عليها في بعض الاحيان الا خوف عليها و محاولة لايجاد الافضل لها لكن هناك شيء ما تغير في صغيرتها بين ليلة و ضحاها لم تستطع وضع يديها عليه كما لو انها اكتسبت قوة فجائية ظهرت جليه في كلامها و ثقة كبيرة في النفس لمعت بنظرات عينيها
    و هاي هي الان بعد اعوام تقف في نفس المكان تجدد الوعد مستعدة تماما للبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من مخططها المصيري مثبته للجميع خاصة والدتها و شقيقتها من التي نجحت في حياتها اخيرا
    استيقظت من افكارها على صوت والدتها تنادي عليها فاتجهت صوبها ترتدي بذله من اللون الاخضر الحشيشي يعكس لون عينيها الخضراوتين بعمق اكثر مكونه من ستره و تنورة فوق الركبه بقليل تظهر قدها المياس و قدميها المديدتين من كان ليصدق ان هذه المراة الممشوقة القوام هي نفسها ليديا الصغيرة المتخمة التي لم تكن تخلو يديها من الكتاب او الطعام لكن الان بقي الكتاب و رحل الطعام الى الابد دون رجعة فهي تاكل بانتظام و تمارس الرياضة باستمرار ليديا الصغيرة انتهت الى الابد و لم يعد لها وجود رغم انها اشتاقت اليها كثيرا خلال هذه الاعوام الماضية و كم تاقت في مراحل عدة ان تعود لتظهر على الساحة تريحها من حملها الثقيل لكنها ابت على نفسها و كرامتها ان تعلن الفشل خاصة امام شقيقتها التي رافقتها ضحكات سخريتها و هي تغادر المنزل للدراسة طوال هذه السنين ستثبت لليفيا من سيكون صاحب الضحكة النهائية
    اقتربت من والدتها الجالسه حول المائدة على الشرفة تسكب بعض الشاي ثم تضيف بعض الحليب عندما اوقفتها قائلة ” بدون حليب او سكر امي !!!!”
    و جلست تحت انظار والدتها المتمعنة لقد تغيرت ابنتها الصغيرة اصبحت امراة رائعة بكل المقاييس لكنها تشتاق لحنان و عطف تلك الصغيرة التي رحلت في مساء يوم ما و لم تعد للان بل ظهرت بدل منها هذه الشابه بعد عدة اعوام تقف على بابها حتى انها لم تعرفها و لم تصدقها عندما عرفتها بنفسها حتى الان لا يمكن لها ان تصدق بان هذه هي ليديا فمن تجلس امامها امراة لا تمت لليديا بصله ببرودها و قسوتها انها حتى لم تضمها و لو لمرة واحدة منذ ان عادت من جديد لحياتها
    حتى تعاملها مع ليفيا و اولادها رسمي جدا تنظر الى شقيقتها بترفع شديد لكن من يلومها الم تذق على يدي ليفيا ما يكفيها العمر كله و الان بعد ان انقلبت الادوار على ليفيا ان تذوق من نفس الكاس الذي جرعته منه
    لكنها كام ندمت على قسوتها بعد ان شعرت بفقدان الحنان و الروح البريئة في حياتها بعد رحيل صغيرتها حزينة جدا الان الى ما الت اليه الامور و التبدل الحاصل فيها تتمنى لو تعود دورة الايام الى سنوات بعيدة لتغير من معاملتها لها و لتمنع ليفيا من السخرية منها لكانت الان ابنتها الصغيرة بقلبها الكبير امامها تملا البيت ضحك و فرح لا قالب الثلج الماثل امامها الان
    ” هل ستحضر ليفيا و اولادها هذه العطلة الاسبوعية ؟!!!” سالتها ليديا
    ” نعم انها قادمة لكن لتحضر الاولاد فقط و تعود لمنزلها ؟!!!” شرحت الام مجيبة
    ” و لما ؟!!” سالت ببرود غير مكترثة بوجود اولاد شقيقتها كاي اخت محبه
    “والتر سيعود الليلة من رحلته الصحفية بعد طول غياب و تريد ليفيا ان يكون المنزل لهما عدة ايام لوحدهما كزوجين قبل ان يعودا الى ممارسة دور الوالدين ” شرحت الام برومانسية حالمه كما لو انها هي من اشارت لابنتها بهذه النصيحة للحفاظ على زوجها
    ” يلا الرومانسية!!!!” علقت ليديا بسخرية و اضافت بعدما رات الحيرة على وجه والدتها ” لا تقولي بان ليفيا لديها قلب محب يخفق لزوجها و اطفالها!!!” كانت ليديا تتحدث ببرود كبير اثار القشعريرة في جسد والدتها
    ” لقد تغيرت ليفيا كثيرا خلال السنوات الماضية ليديا ” قالت الام بحنان
    ” احقا تغيرت!!!! لا اعتقد بان امراة مثل ليفيا قد تتغير !!! فقد عاشت حياتها كلها مدللة لا يهمها الا نفسها ”
    ” بل لقد تغيرت تماما انها تحاول راب الصدع الذي حصل في علاقتكما لكنك لا تعطينها اي مجال عليكي ان تعترفي بذلك يا صغيرتي” قالت الام بحزن
    ” اسمي ليديا وقد كبرت على لقب صغيرتي كان من الاحرى ان تناديني به من قبل ” قالت ليديا بحدة تقف مبتعدة عن والدتها تكره ان تبدو بهذا البرود امامها لكنها لا تستطع منع نفسها لا يمكن لها ان تشعر بالحنان لاشخاص اذوها بشده في مرحلة حاسمه من حياتها عندما تتذكر كل ما عانته خلال الاعوام الماضية لتصل الى ما هي عليه يزداد الكره و البغض في قلبها لشقيقتها لا يمكن لها ان تسامحها هي او والدتها على الالم و الوحدة التي عاشتها
    كانت تسكن في حجرة وضيعة و تعمل نادلة في حانه طوال الليل من اجل ان تعيل نفسها و تذهب للجامعة في النهار، كيف يمكن ان تسامحهم و هي لا تستطيع ان تنسى تحرشات الرجال السكارى و اياديهم اللعينة و هي تحاول الوصول الى جسدها تتحملها فقط حتى لا تهرع راكضة الى والدتها تطالبها براعيتها ،صمدت حتى تثبت لهم بانها تستطيع ان تحيا وحدها بدونهم و كان العمل في الحانه افضل ما استطاعت الحصول عليه و يوافقها في البداية لم ينتبه لها احد و كيف تلفت انتباههم فتاة سمينه قبيحه فتركوها بحالها سواء رواد المكان او موظفيه لكن ما ان بدات في التغيير تظهر بوادر الجمال عليها حتى اخذت الاعين تتربص بها تتحين الفرصة للانقضاض و كم المرات انقذها البرت من المازق
    لا تزال تذكر اول مرة راته فيها كان في الحانه كغيره يشرب بطريقة غير طبيعية كما لو انه يريد ان يغرق نفسه بالمشروب ان يثمل لينسى حتى اسمه ان استطاع كان يتمتم و يهذي بطريقة متعلثمة لكنها في النهاية فهمت قصته الحزينة اشفقت عليه لانها تعلم كم يمكن ان يكون اقرب الناس اليك قساة غلظاء القلب فاهتمت به ليلتها عندما لم يعد جسده يتحمل الشراب اخذته لحجرتها المتواضعة و اسقته قهوة مرة لعل و عسى يستيقظ لكنه استمر على هذيانه للصباح و هي جالسه تستمع له و تشاهد تساقط الدموع من عينيه ترافقها دموعها الخاصة و منذ ذلك اليوم اصبحا اعز الاصدقاء ينقذان بعضهم البعض من المازق يازران بعضهما وقت الشدائد لم يخذلها يوما رغم مرور اعوام طويلة على اول لقاء لهم
    علت شفتيها ابتسامه لطيفة و هي تتذكر تاريخ اليوم و تردده المستمر و خشيته التي لم يتغلب عليها كلما حان الموعد الشهري لزيارته لاولاده في منزل طليقته و زوجها الجديد يتردد في اذنيها توسله المعتاد بان تصحبه لهذه الزيارة فاولاده الصغار ذوي التسعة و السبعة اعوام يعشقونها لكنها كالعادة رفضت اجل هي تعز صداقته و تحب طفليه لكنها ترفض ان تدخل طرفا ثالثا في العلاقة الغريبة التي تربطه بطليقته لو تراها والدتها و هي بصحبتهم لذهلت من التغيير الشامل الذي يحصل عليها لانها لا تسمح لليديا الصغيرة بالظهور الا امام البرت و اطفاله استيقظت من افكارها على صوت والدتها يسال في محاولة لتغير موضوع ليفيا
    ” و انت ليديا الا تفكرين في الاستقرار و تكوين عائلة ؟؟!!!”
    ” بلا !!!!” اجابتها و قد استدارت تلمع عينيها بتحدي واضح و ابتسامه فاتنه تعلو شفتيها مضيفة بثقة ادهشت والدتها ” و قريبا جدا امي ”

    ” اللعنة على ليديا مادلتون!!!! ما الذي تقصده في مقالتها” زمجر الناشر و هو يتابع بعينيه المقاله الصحفية التي تنتقد الرواية الجديدة لماكسويل ترنر يجلس خلف مكتبه يقرا بعض من كلماتها ثم يلقى نظره سريعة على الرجل الجالس امامه باسترخاء تام و بعد ان انتهى رمى بالصحيفة على المكتب و استمر قائلا بغضب جامح
    ” اللعنة لقد قضت على الرواية في المهد هذه اول محاولة لك في مجال القصص البوليسية و قد قضت عليها تلك اللعينة ”
    ثم وقف على قدميه و اخذ يجوب المكان بخطوات متوترة يتمتم لنفسه اكثر منه للرجل الجالس بهدوء كما لو ان الامر لا يعنيه ” المشكلة ان العديد من القراء ياخذون برايها فان قالت ان هذه الرواية لا تستحق القراءة انتهى امرها لقد كنت شاهدا على قتلها طموح العديد من الكتاب خلال السنوات الثلاث الاخيره و ببرود اعصاب ”
    ثم توقف على المسير يحدق في صديقه قائلا بدهشة ممزوجه بالغضب ” انا اقف هنا اكاد اجن مما قرات بينما تجلس انت بهدوء تام انها روايتك اتعلم ذلك ؟؟!!!”
    ” اهدا يا صديقي!!!!” قال له ماكسويل بهدوء و اضاف” انها محقه بكل كلمه كتبتها ” لا تزال تذهله طريقه ليديا في الغوص باعماق كلماته تظهرها واضحة سهله حتى يجد نفسه يعيد قراءة رواياته متسائلا هل كان فعلا يقصد ما كانت تقوله ينزعج من قدرتها على ادراك ما يعنيه قبل حتى ان يعرفه هو
    هذا الشيء الوحيد الذي لم يتغير في ليديته الصغيره طوال الاعوام الماضية بينما تغير كل شيء اخر كما كان يردد على مسامعه والتر طوال هذه السنين فقد تحولت الضفدعة الى اوزة رائعة الجمال يتهافت من حولها الرجال لكنه منذ ذلك النهار كان يتفادى اللقاء بها رغم ان محافل عديدة جمعتهما و هي ايضا لم تحاول الاتصال به ابدا منذ ان غادرت منزلها بعد حفل الزفاف
    عاد بذاكرته لذلك اليوم و هي تسير امام شقيقتها تتهادى بثوبها الاخضر الذي انعكس لونه على لون عينيها لكن ما اذهله اكثر البريق الذي كانت تلمع به نظراتها و التصميم البادي على ملامح وجهها كانت قد تركت شعرها الاحمر الناري منسدلا حولها طويلا يخطف الابصار يتهادى كلما تحركت بطريقة واثقه جعلت الانظار تلتفت لها تراها اجمل بكثير من العروس الفاتنه تمدح الالسن جمالها متناسية للحظة سمنتها المفرطة كما لو ان ثقتها الوليدة فرضت احترامها على كل الموجودين و بدل ان تقابلها الشفقة في عيون الجميع وجد الاعجاب طريقه اليها
    لربما تسارع دقات قلبه و توتره من الوقوف بجانبها يستمع الى صوت رنات ضحكاتها الخلابه و تلاعبها على اوتار مسمعه كانت من الاسباب الرئيسية لابتعاده عن طريقها طوال الاعوام السابقة خشيته من مواجهة هذه المشاعر و تحليلها جعلته يبعد المسافة بينهما اكثر
    لم يحاول ان يعرف عنها شيء لم يرد ذلك لئلا يضعف قراره فلو احس بانها تحتاجه لهرع لها بسرعة البرق مقدما كل ما يستطيعه مجازفا براحة باله من اجلها
    لكن الغريب في الامر انه في اول سنوات رحيلها عن منزلها لم يعرف عنها شيء كما لو ان الارض انشقت و ابتلعتها حتى والتر لم ياتي على سيرتها و هو لم يساله ابدا و فجاة ظهرت الى الوجود تلمع كنجم ساطع في سماء مدينه نيويورك بمقالاتها الصحفية الناقدة حيث اخذ يتابع قراءة مقالاتها واحدة تلو الاخرى حتى وصلت الى مرحلة يخشاها فيه معظم الكتاب و ياخذ برايها اغلبية القراء
    انحنت شفتيه المثيرتين بابتسامه غامضة لم يفهم معناها ناشره و صديقه بل وقف يحدق بها متسمرا للحظات قبل ان يقول بادراك مفاجا
    ” كنت تعلم بانها ستكتب هكذا عنك!!! اليس كذلك؟؟ فاجاتني مخطوطة الكتاب فلم تكن بمستوى ماكسويل ترنر او اسلوبه لكنك اصريت عليها ” ثم عاد ليجلس مكانه خلف مكتبه يسال بتصميم من ينتظر اجابه قائلا
    ” ما الذي تنوي فعله ماكسويل ترنر و هل يستحق ما كبدتنا من خسائر؟؟؟”
    هز ماكس كتفيه بلا مبالاة مجيبا” كانت محاولة ليس الا ؟!!!”
    ضاقت عيني الناشر و هو يقطب ما بين حاجبيه يتسائل بحيرة ممزوجه بعدم التصديق ” محاولة؟؟!!!! لما لا اصدقك ماكس !!!!”
    علت ضحكات ماكس لتملا المكان يتردد صداها في الانحاء قائلا من بينها ” ربما لانك تعرفني جيدا!!!”
    ” حسنا و بما اني اعرفك جيدا فاشرح لما خسرتنا ما لا يقل عن مليون دولار على الاقل ؟؟!” ساله
    لمعت عيني ماكس ببريق الذكاء قائلا” ربما لافوز بما هو اثمن و اغلى !!!!”

    الفصل الثاني

    ” صباح الخير ليزي !!!” القت ليديا السلام على زميلتها قبل الدخول الى مكتبها لا تنتظر ان ترد عليها
    اغلقت الباب خلفها و استدارت لتخلع سترة بذلتها قبل ان تبدا نهار العمل المرهق كالعادة لتقف متسمرة مكانها تنظر الى الرجل الوسيم الجالس بكل راحة خلف مكتبها يقول مرحبا
    ” هوروشيي اوترو( صباح الخير) ليديا ”
    ” صباح الخير سيد لافروف” اجابته ليديا و قد لمعت عينيها ببرود تعيد سترتها مكانها مضيفة تساله و هي تتقدم صوبه
    ” لمن ادين بهذه الزيارة ؟؟؟؟”
    ” الى اشتياقي طبعا !!!!!” اجابها بهدوء لا يخلو من السخرية
    “الا تمل سيد لافروف انت تضيع جهدك سدى و على المراة الخطا” ردت عليه ليديا عينيها تلمعان كشرارة البرق في السماء منذرة بعاصفة لن تكون اقل من ثلجيه ستهب على المكتب و كل من بداخله
    شمل فلاديمير لافروف المراة الفاتنة الواقفة امامه بكل تحدي و عنفوان بنظرة طويله كم تبدو له باردة بعيدة المنال كملكة الثلج التي كانت تتحاكا بها قصص جدته القديمة ينعكس لون بذلتها العسلية على عينيها ليضيف لون كهرمانيا عليها يحيط بلونها الاخضر كالهالة التي تحيط النار المشتعلة لكنهما لم تكونا متقدين الان بل باردتين لا حياة فيهما كما لو الجسد الذي يحويها لا ذرة حرارة فيه كم من الليالي بقي مستيقظا لم يذق طعم النوم بسبب هاتين العينين و صاحبتهما دون ان يلقى صدى منها او استجابه
    ” و لن امل ابدا ايتها الحبيبة ” رد عليه بتصميم ثم القى نظرة على المكتب حوله يسال مغيرا الموضوع بشكل اثار دهشتها و حيرتها بنفس الوقت
    ” ما هي اخبار عملك ؟؟؟؟” ثم ضحك مكملا” لقد سمعت بانك مزقت رواية جديدة بمخالبك الحادة !!!!”
    هزت كتفيها بلا مبالاة لا تزال تقف في مكانها متسمرة قريبة من الباب كما لو انها تخشى من الدخول الى مكتبها اكثر فتسد على نفسها منفذ الهروب الوحيد منه رغم عدم ظهور اي مشاعر جزع على وجهها لكن الابتسامة الساخرة التي علت شفتي فلاديمير لافروف اكدت لها بانه يفهم تماما مشاعر الخوف التي تعتريها كلما تقابلا
    ” لم تكن الرواية بالمستوى الذي اعتدناه من ماكسويل ترنر!!!!” قالت له ثم اضافت ببرود اكثر ” ثم انا ليس لدي مخالب لامزق اي احد فيها لقد تركت ذلك للوحوش الكاسرة ”
    ” مثلي انا طبعا” اجابها فلاديمير و عادت ضحكاته تعلو في المكتب
    القت عليه ليديا نظرة بريئة تماما كما لو انها تستغرب اتهامه قائلة ” انا لم اقل هذا ابدا سيد لافروف بل انت ”
    ازدادت ضحكات فلاديمير يستعجب من نفسه و كيف يسمح لها بالتمادي عليه فلو كانت اخرى سواء رجل او امراة لكان فعلا مزقها بمخالبه كالحيوان الكاسر فهو فلاديمير لافروف احد اهم اقطاب المال الروسي الصحفي الشهير و صاحب اكبر دور للنشر في العالم الذي لم يتوانا يوما في السعي للحصول على ماربه منذ ان كان في نعومة اظفاره و حفر اسمه في سجلات الحياة بيديه و اظافره ليصل الى ما هو عليه الان رجل عصامي كد خلال سنوات حياته حتى اصبح اسمه على كل لسان يخشاه اعتى رجال الاعمال و تتراكض من حوله اجمل الفاتنات الا هذه المراة الواقفه امامه و التي مهما حاول ليصل اليها يجد سورا منيعا يصده فيعود متقهقرا ليستجمع قواه و يشحذ افكاره يستعد للهجوم من جديد لا يفهم سبب تاثيرها السافر عليه لكنه لن يرضى باقل من استسلامها الكامل
    ” هل وصلتك الدعوة التي ارسلتها مساعدتي الشخصية ؟؟؟؟” سالها مغيرا الموضوع من جديد بشكل اخل في توازنها الفكري الذي تجعله متيقظا و متاهبا كلما التقت هذا الرجل فقالت متعلثمة
    “ماذا؟؟؟؟؟”
    انحنت شفتي فلاديمير بابتسامه مدمرة يشعر بسعادة عارمة عندما يدرك بانه يستطيع ان يخل بتوازنها و يفقدها السيطرة على برودها المصطنع حتى و لو للحظات فانهيار السور الحصين يبدا من انحدار اول صخرة منه
    ” لقد ارسلت لك مساعدتي دعوة لحضور الحفل الخيري السنوي لجمعية مكافحة السمنه و امراض القلب و السكري الم تصلك؟؟!!!” قال ببراءة هو الاخر هذه المرة ينظر لها بعينين كعيون الصقر ينتظر ان يرى رد فعلها على دعمه لحفل هذه الجمعية بالذات كما لو انه يقول لها بطريقه مبهمه انه يفهمها اكثر من نفسها يعرف ماضيها ، مخاوفها و امالها
    ” اجل لقد وصلتني!!!!!” قال بسرعة تتفادى نظراته تحاول ان تستجمع قواها و واجهة البرود التي اعتادت ان تحيط نفسها فيها لتمنع اي كان من الغوص في اعماقها الا هذا الرجل اللعنة عليه شتمته بداخلها، الذي يستطيع بكلمات بسيطة ان يفقدها توازنها و سيطرتها على نفسها و لو للحظات قبل ان تعود و تستجمع قواها
    ” ستاتين !!!!!” قال لها نبرة صوته امرة اكثر منها سؤالا
    ” اهذا امر سيد فلافروف؟؟؟” سالته بحده
    ” اهذا ما بدى لك ؟؟؟؟” قال ببراءة و اضاف ” بالتاكيد لا !!!! فلا احد يوجه الاوامر لليديا مادلتون ”
    القت عليه ليديا نظرة شامله تحاول ان تستشف السخرية المبطنه في كلامه دون جدوى فهو اذكى بكثير من ان يقع في هذا الفخ سالته بتحد
    ” و ان لم اتي؟؟؟؟”
    ” بل ستاتين ؟؟؟” اجابها بهدوء عينيه السوداوتين تلمعان ببريق التحدي تشعر ليديا بان كلامته الاخيرة اصبحت تحمل معنا مزدوجا اعمق بكثير من امر الحفلة الخيرية الا انها لن تغرق نفسها بالرمال المتحركة بيديها الاثنتين لكنها لم تستطع رفض تحديه فاجابته ببرودها المعتاد
    ” لا تعتمد على ذلك كثيرا ”
    “سانتظرك لانك ستاتين!!!! دا سكورفا سفيدانيا( الى اللقاء قريبا) ايتها الحبيبة ” قال فلاديمير يرمي لها قفاز التحدي ثم اتجه صوب الباب ليخرج منه
    ” لن اكون يوما حبيبتك الا في احلامك فلاديمير فلافروف!!!!!” اجابته ببرود اطلق ضحكاته مرة اخرى تعلو في المكان مغلقا الباب خلفه يتردد صداها ليصل اليها خلف الابواب الموصده مسببا لها القشعريرة تشعر بها كدغدغات تلامس جسدها
    انها لا تنكر كم هو فلاديمير فلافروف رجل جذاب مثير لا يمكن لاي امراة ان تصمد امامه خاصة ان القى بكل ثقل جاذبيته مصمما على الحصول عليها تعرف بانه للان يلاطفها و يداعبها كما يلاعب القط الفار و انه لم ينقض عليها بعد بعزم و بكل قوته لهذا لا تزال واقفة على قدميها تواجهه لكن لماذا ؟؟؟؟!!!! هذا السؤال الذي اخذ يتردد في عقلها في الاونه الاخيرة، صبره الطويل عليها و الذي لم ينفذ للان؟!!! محاولاته المستمرة لاستمالتها صوبه دون ان يحسسها باي ضغط او تهديد؟!!! ايشعر بلذة من التحدي المستمر بينهما؟؟!!! ام لانها اول امراة تصده مما اثار فيه نزعة الغرور الذكرية التي تريدها ان تاتي اليه باستسلام و خنوع الانثى الكلي، لقد رمي الصنارة منذ امد و لا يزال للان ينتظر ان تعلق بها لكن السؤال هنا الى متى سينتظر؟؟؟ و هل لصبره حدود؟!!! تدرك انها لا يمكن ان تماطله الى ما لا نهاية لان صبره سينفذ لا محاله و عندها ستواجه اعصار مدمر لن تستطيع ان تصده او تقف في وجهه او حتى ان تتحايده ليمر باقل الاضرار الممكنه بل انه سيقتلعها من جذورها مسببا انهيار كامل لدعامات حياتها التي اعتادت عليها منذ اعوام بعيده و حينها ستكون الاضرار فادحة لا يمكن اصلاحها بل سيتحم عليها اعادة بنائها من البداية حسب المواصفات التي يراها مناسبه و توافقه
    ماذا يريد منها ؟!!! سؤال اخر حاولت خلال الفترة التي عرفته فيها ان تجد اجابه عليه دون جدوى ايريد ان يستميلها ليحصل على علاقة عابرة ؟؟!!! لكنه لم يحاول و لا مرة في حديثه او مواجهاتهم المتعددة ان يوحي لها بان كل ما يريده منها هو جسدها اذن ما الذي يريده ؟؟؟ عادت تسال نفسها ؟؟؟ قلبها !؟!؟!؟! لكنه ايضا لم يلمح بانه يحبها؟!!! انها حقا مشوشة التفكير !! هذا ما يحصل دوما بعد كل لقاء لهما تشعر بانها تدخل في خضم امواج عاتيه متلاطمه تسحبها الى اسفل ثم تتركها تطفو الى السطح تلتقط انفاسها القليلة قبل ان تعود لتسحبها من جديد تحاول ان تجد شاطيء امان ينقذها مما هي فيه لكن لا شيء يلوح لها في الافق
    تعلم من هو شاطئها و امانها لا تريد لاي احد ان يدلها عليه لكنها لا تزال حتى الان متردده في اللجوء اليه و اتخاذ الخطوة الاولى اعتقدت ان مقالها سيثير دهشته او حتى امتعاضه فيضطر للاتصال بها لكنها للان لم تحصل على اي رد فعل منه
    مر اسبوع كامل منذ اصدار تلك المقاله التي انتقدت بها بصراحة تامه روايته البوليسية الاولى لكنها في المقابل لم تحصل على شيء الا صمت تام فهل اخطات في تحليل هدفه من اصدار تلك الرواية التي لا ترقى الى مستوى ماكسويل ترنر الذي اعتادته دوما في كل المقاييس
    قراءتها للرواية في الوهله الاولى صدمتها لانها لم تجد فيها ما يميز كتابات ترنر و بعد تفكير طويل و تحليل عميق وصلت الى فكرة واحده انها خطوة ماكس الاولى للاتصال بها بعد هذه الاعوام الطويله هذه الخطوة التي انتظرتها منذ ثلاثة اعوام فتحمست لنقدها حتى انها شعرت انها بالغت قليلا فالرواية رغم انها ليست ما اعتادته منه الا انها لم تكن بالرداءة التي اظهرتها بها في مقالتها لكنها لم تحصل على اي خطوة جديدة سواء منه او عن طريق ناشره حيث توقعت على الاقل اتصالا او تذمرا
    و عليها الان ان تحدد خطوتها القادمة في ضوء المعطيات الجديدة ففلاديمير و للمرة الاولى يتحداها في اعلان سافر بان هي من سياتي اليه في النهاية و ما عليه الا انتظار سقوط حصونها و رضوخها التام يرن في عقلها اجراس الانذار بان مقاومتها ستخبو في الاخر و انها لن تستطيع الصمود للابد انها معركة ارادات تدرك من سيكون الرابح فيها
    يجب ان تتصل في ماكسويل ترنر هو الوحيد الذي سيكون درعها الواقي و خط دفاعها الاول ضد هذا الهجوم الروسي الكاسح!!! لقد وعدها و ان الاوان لينفذ وعده ما عليها الا ان تذكره بذلك اليوم منذ سبع سنوات و تنتظر تحقيقه
    لكن كيف؟؟؟!!! كيف تستطيع الاتصال به بعد كل هذه الاعوام و كل اللقاءات التي جمعتهما معا و تحشاها هو بتعمد مقصود جرح كرامتها و كبرياء الانثى فيها
    تقدمت صوب نافذة مكتبها الذي يطل على منظر ازدحام مدينة نيويورك تتحرك في شوراعها و على ارصفتها مجموعات من الناس من مختلف الانواع و الاجناس دوما كانت تذهلها طبيعة هذه المدينه و ما تحويه من قصص انسانيه تشكل زخما لاي كاتب فكرتها الاخيرة جعلتها تلقي نظرة سريعه على درج مكتبها المغلق باحكام تتنهد بصوت مسموع تتساءل متى سيكون لديها الشجاعة لفتحه و اخراج ما بداخله للنور ثم استدارت لتعيد نظرها صوب المنظر امامها لكن بذهن غائب تماما عن ما حولها غير منتبه لزوج العيون التي تراقبها تنظران نحوها بتفكير عميق احداها ذات لون اسود كلون الليل المعتم تلمعان ببريق التحدي تظهر ابتسامه متفهمة على شفتي صاحبها بينما الاخرى ذات لون ازرق كلون السماء مليئتان بالخطط و ابتسامه ماكرة تحني شفتي صاحبها بل كل ما كانت تفكر فيه هو كيف تحاول ان تجد طريقة للاتصال بماكس دون ان تسيل ماء وجهها فليديا مادلتون الناقدة الشهيرة لا تتنازل ابدا امام اي كان و لو كانت ليديا الصغيرة لهرعت اليه فورا ترتمي بين يديه ضارعة ان يستقبلها و يحميها من امثال فلاديمير فلافروف لكن!!!! استوقفتها فكرة طارئة لمعت في عقلها بانها لو كانت ليديا الصغيرة لما خشيت على نفسها و قلبها من فلافروف الذي ما كان ليليق عليها نظرة ثانية
    دعكت جبينها بيدها تحاول ان تمنع الصداع الذي بدات ظواهره تظهر على محياها تردد لنفسها بصوت هامس
    ” سيكون يوما طويل ”
    استمر ينظر صوبها من خلف نظارته الشمسيه يراها تقف امامه بجمالها الاخاذ خصلات شعرها تشع عاكسه ضوء الشمس عليها تنظر من خلال نافذة مكتبها صوب الشارع يدرك تماما ان مواجهتهما الاخيرة ضعضعت ثقتها بنفسها بتحديه السافر لها لكن كان عليه ان يكون واضح بعد ان انطلقت اللعبة النهائية و يفهمها بان لن يكون الخاسر فيها باي حال من الاحوال
    انه يريدها بشكل يفزعه اكثر مما يفزعها يفقد السيطرة على خفقات قلبه و رغبات جسده عندما تقف امامه بجمالها الفتان و برودها المميت تضطره لشحذ كل قواه العقليه من اجل ان يفكر بكل رد او تصرف قد يصدر عنه امامها تجعله يقف على اطراف اصابعه كما لو انه يسير على قشور البيض متوجس خفيه من تهميشها بخطوة واحده الامر الذي يوتره و يثيره بنفس الوقت و لم يشعر بذلك نحو اي امراة اخرى طوال حياته ذات السبع و الثلاثين عام و هو من لم تخلو حياته من النساء لكن لم تستطع اي منهن ان تاسره مثل ليديا مادلتون
    هي تعتقد بانها غامضة بالنسبه له و انه لا يعرف بماذا تفكر لكنه يفهمها كالكتاب المفتوحه صفحاته على مصرعيها يعرف كل ماضيها كاملا و بطريقة ما يحدد حاضرها بيديه الاثنتين دون ان تعلم بذلك
    علت شفتيه ابتسامه هادئة متفهمة انها حقا لا تعلم كم يسيطر على خيوط حياتها و يدرك انها لن تقدر عمله هذا و لكنه لا يستطيع تركها و شانها هناك شيء يمنعه و يجعله يتمسك بها و بقوة لا يفهم ما هو
    سيساعدها من خلف الكواليس على تنفيذ ما تسعى و تصبو اليه سيتابع كل المسرحيه ليرى نهايتها و انسدال الستار عليها لكنه لن يسمح لنفسه ان يكون المنهزم فيها حتى لو تلاعب في الممثلين بطريقته الخاصة
    عادت الابتسامه تعلو شفتيه لكنها هذه المرة ساخرة هي تريد اذن مقابلة ترنر لكنه لا يعرف هدفها ؟؟؟ المعلومات المتاحة له تقول بان ترنر هو صديق زوج شقيقتها و مقرب من عائلته لكن لا شيء يوحي بانه يعرف ليديا او حتى قابلها يوما بالمقابل يفهم دافع ترنر للاتصال بها حسنا!!!! سيكون جني المصباح الذي سينفذ لها امنيتها متفرجا يراقب ما سيحصل بينهما
    كانت نظرات عينيه تتنقل من ليديا الواقفة عند نافذة مكتبها تحدق بالشارع و بين فلاديمير لافروف الذي يتطلع نحوها من خلف نظراته السوداء يحاول ان يستوعب التغيرات التي حصلت عليها دون جدوى الم يقل له يوما والتر بان الضفدعة تحولت الى اوزة رائعة الجمال لكنه لم يتوقع هذا التغير الشامل لا يستطيع ان يصدق ان من يحدق بها من نافذة سيارته هي ليديا مادلتون التي عرفها لايام قليلة منذ سبع سنوات متسائلا هل يمكن لهذه المدة ان تغير الانسان بهذه الطريقة ؟؟؟ لكن الدليل الماثل امامه خير اجابه على سؤاله
    سؤال اخر طرحه على نفسه هل هذا التغير سيسهل مهمته ام سيصعبها ؟؟؟ ليس بعد كل هذه الاعوام و كل هذا الانتظار؟؟؟ لن يفشل بعد ان اينعت شتلته و اصبحت جاهزة للقطاف لن يسمح لفلاديمير فلافروف ان يفوز بها ليس بدون قتال ضاري من جانبه فهي له هو من خلق الفاتنة الواقفة امامه بكلماته تلك هو من حفزها على هذا التغيير و هو من سيجني حصاد ما زرعته يديه
    اعاد نظره صوب النافذة يشاهدها و هي تدعك جبينها بيدها دلالة الارهاق و التعب يحاول مرة اخرى ان يستوعب التغيير الحاصل امامه دون فائدة عليه ان يستجمع شتات نفسه قبل ان يقابلها و الا خسر كل شيء عليها ان تاتي هي له و ليس العكس و عندها سيحصل على ما يريده منها ستكون مفاجاة العصر هذا ما هو متاكد منه لقد انتظر سنوات طويله فما عليه الا الصبر لعدة ايام قليلة همس لنفسه بصوت خفيض متحدي
    ” ستاتين الي ليديتي لن اسمح بغير ذلك !!!!!”
    ثم قال لسائقه بصوت مسموع ” انطلق باتريك “

  • الفصل الثالث

    ” يا الهي ليديا!!!!” شهق البرت يحاول ان يستعيد انفاسه و هو يحدق فيها تقف امامه بكل اناقتها بعد ان فتحت له باب شقتها ترتدي ثوب احمر ناري اللون انعكس لونه على لون شعرها الاحمر ليغمق لونه اكثر تاركه اياه منسدلا براحته يهفهف حولها و يغطي ظهرها العاري غرته تخفي نظراتها عن الاخرين فلا يعودوا يعرفوا بما تفكر لتتركها غامضة بشكل مثير، كما و ينعكس لونه على بياض بشرتها المخمليه يبرز معالمه التي رفض الثوب ان يخفيها ابيا على قماشه ان يمنع الاعين من التمتع في محاسنه بقبته المنخفضة بدون اكمام التي تظهر تقاسيم الجزء العلوي من جسدها و طول عنقها الغض التي زينتها بسلسال من الذهب يقبع في نهايته حجر من الزمرد الاخضر يستريح عند اعلى فتحته ثم ليبدا القماش بالالتفاف حول جسمها واصلا الى خصرها فيلفه بحزام من نفس القماش متحكما فيه بربطه اماميه منتهيا بانسداله بكل راحه حتى يصل الى الارض من كل الجوانب الا فتحه اماميه تكشف عن ساقيها المديدتين الممشوقتين اللتان تظهران بوضوح اكثر حتى اعلى الفخذ كلما تحركت ليرتد القماش للخلف مع كل حركة تخطوها و تكتمل الصورة البديعة بحذاء عالي الكعبين ذهبي اللون و وشاح شفاف من الحرير له نفس لون الثوب يغطي كتفيها العاريتين لتصبح ايه من الجمال
    من يتصور ان هذه المراة الفاتنة الواقفه امامه هي ليديا الصغيرة التي التقاها منذ خمسة اعوام في تلك الحانه التي كانت تعمل فيها، لا يكاد يصدق انها نفس الفتاة الغير واثقه من نفسها و جمالها بل اخرى القت عليها الجنيه الام تعويذتها من عصاها السحرية لتتحول الى ساندريلا اخرى ستنطلق الليلة نحو اول حفل راقص لها لتقابل اميرها
    ” البرت هل ستقف هكذا طويلا مفتوح الفم!!! ” قالت له ليديا بلطف تغيظه لتخفف من وطاة الموقف عليهما، انها تقدر البرت كصديق فقط لكنها ليست بعمياء عن مشاعره نحوها و هي لا تريد ان تسبب له الما او تعاسة فيكفيه ما مر عليه من ظروف في الماضي كما انها لا تريد خسارة صداقته التي مرت عليها خمس سنوات كان لها فيها نعم الصديق و الاخ الا انها لاحظت في الاونه الاخيرة تبدل في حالته و نظراته صوبها خاصة بعد ان علم بمحاولات فلاديمير فلافروف للتقرب منها و سعيها للاتصال بماكس كما لو انه يقارن بينه و بين الرجلين بطريقة تعرف انها ستضعها في مواجهته ان اجلا او عاجلا لكن ما يصب في مصلحتها انها لم تخدعه و لم تخفي يوما عليه اي من اسرارها فهو الانسان الوحيد الذي تثق فيه في هذه الدنيا و تستطيع ان تفضفض له بخبايا قلبها دون اي خشيه من استغلاله لها يعرف عن ماضيها كاملا و مخططاتها للمستقبل قد لا يوافق عليها و هذا ما تعلمه تماما لكنه يدعمها بكل ما يستطيعه من قوه ما دام هذا هو ما تريده ، ناقشها كثيرا و طويلا لكنه لم يخرج بالنتيجة التي يريدها بان تنسى الماضي و تمضي قدما نحو مستقبلها لكن كيف لها ان تنفذ رغبته و تتطلع الى المستقبل و هي لم تنتهي بعد من لملمة خيوط الماضي و هذه الليلة ستكون اول خطواتها في العودة و الغوص في ماضيها لعلها تفك عقد شباكه بشكل يوضح لها المستقبل اكثر
    ” انت فاتنة ليدي!!!!” قال البرت وهو يشملها بنظرة تقيميه من راسها حتى اخمص قدميها
    كم ليلة امضاها مستيقظا يتخيل هاتين العينين تنظران اليه بلهفة و حب لكنه لم يتلقى منهما الا العطف و الصداقه يشعر ببرود الثلج تنساب من بينها في اغلب الاحيان حتى اخذ يتساءل في الاونه الاخيره ان كان لديها فعلا قلب يخفق كباقي البشر ام ان مكانه يتواجد لوح من الجليد
    يحلم بان يضم هذا الجسد الفاتن بين ذراعيه يستمع الى اهاتها قانعة بين احضانه الا ان خيالاته بقيت احلام ترواده في نومه و يقظته و لم تتعدى ذلك، انه يعرفها منذ خمس سنوات كانت فيهما تتقلب بين عدة حالات اكثرها كان التحدي الذي عاد يلمع في عينيها مجددا كلما ورد اسم ماكسويل ترنر في الحديث يكاد يجزم بانه الرجل الوحيد الذي يدب الحياة في قلبها الثلجي و يشعر من حولها بانه امام امراة حيه من لحم و دم ، يكاد يشعر باصابعه تتغلغل بين خصلات شعرها الاحمر الذي يوحي للمرء في الوهلة الاولى انه امام نمرة شرسة يمكن اثارة غضبها عند اقل لفته معتقدا بانه سيكافا بخربشة لذيذة مثيرة من مخالبها ليدرك بعد ذلك انه يقف امام ملكة الثلج بكل عظمتها و جبروتها والتي يصعب على اي كان الحصول على رد فعل منها مهما كان
    تلك الملكة التي حكت عنها الحكايات القديمة و كيف كانت تسرق الحب من قلوب المحبين لتتركهم كالواح الجليد لا يشعرون
    توقع جميع الشباب في غرامها تلملمهم حولها كاحجار الشطرنج تتلاعب بهم كما تريد و تحركهم في الاتجاه الذي تبغاه
    ” هل سنقف طويلا هكذا !!!!” عادت لتغمز له بعينها تغيظه من جديد تعامله كما لو انها امام شقيقها الاكبر
    افترت شفتي البرت عن ابتسامه خفيفة هازئة يدرك تماما انها تنسحب من المعركة مرة اخرى لكنه يثق بان المواجهة قادمة لا محاله بينهما فلا يمكن له ان يصمد اكثر من ذلك خاصة مع اندلاع المنافسة الشديدة كان ليبقى صامتا لو اقتصر الامر على فلاديمير فلافروف الذي يعلم كم تخشاه ليديا و ترفض تقرباته منها جملة و تفصيلا لكن غريمه الاساسي ماكسويل ترنر عاد الى الاضواء من جديد فالمعلومات التي وصلته ان فلافروف دعاه الليلة الى الحفل الخيري الساهر و تاكد نفس المصادر ان لدى ترنر كل النيه لقبول الدعوة و الحضور، ليس هذا فقط بل ان هذه الليلة ستكون زاخرة بالاحداث مع قبول والتر و ليفيا شقيقتها الكبرى الحضور ايضا؟؟ انه محتار ما الذي عليه ان يفعله؟؟ هل يحذر ليديا من مجيء ليفيا للحفل ام يصمت؟؟؟ فان قال لها سترفض الذهاب بالتاكيد و لن يغير اي كان رايها!!! لانها تعتبر نفسها غير مستعدة لمواجهة ليفيا بعد!!! لكن ان صمت ستعتبر ليديا صمته خيانه لها !!! حسنا كل ما عليه ان يفعله ان لا يدعها تعرف بانه يعلم بقدوم ليفيا سيقف متفرجا يقدم كل الدعم النفسي لها لعلها تدرك بانه الشخص الوحيد المناسب لها
    في خضم كل هذه المعطيات اكثر ما يحيره تصرفات فلاديمير و اسباب دعوته لماكس ترنر فهو ليس بساذج او احمق حتى يتوقع ان فلاديمير فلافروف لا يعرف كل ماضي و خبايا ليديا و يدرك تماما ان ماكسويل ترنر هو غريمه الاساسي فلما اذن دعاه الليلة؟؟؟ ناهيك عن دعوته لشقيقة ليديا الذي يعرف تماما ان علاقتهما ليست حسنه فما الذي يريده فلاديمير بدعوة كل الاطراف التي شكلت يوما ما ماضي ليديا المؤلم و يواجهها بهم علنا امام الجميع!!!! هل هدفه ان يفهمها بانه يعلم كل شي عنها !!!! و بانه يمسك بكل خيوط حياتها بماضيها و مستقبلها و يحركها كما يريد كدمى الحبال !!!! حسنا لن يتعب نفسه بالتفكير فالاحداث ستكشف له في حينها كل ما هو خفي عن الانظار لكن هناك سؤال لابد ان يجد الاجابه عليه الان من ليديا نفسها فقال
    ” هل يعرف فلاديمير اني رفيقك لهذه الليلة ؟!!!!”
    القت عليه ليديا نظرة طويله كما لو انها تفكر قبل ان تجيبه ثم علا البرود نظراتها تساله بالمقابل ” و هل علي ان اساله الاذن اولا ؟؟؟”
    لاحظ البرت التوتر الذي اخذ ينتفض في جسدها و عينيها التي تبرقان برودا تنذر ايبانا بظهور ملكة الجليد على الساحة فغمز لها مجيبا يغيظها
    ” ابدا يا عزيزتي هيا بنا ندخل عرين الاسد بقدمينا الاثنتين!!!” قال مازحا يتابط ذراعها يمازحها بطريقة تعرف قصده من وراءها يروادها نفس الشعور بانها فعلا تدخل عرين الاسد بقدميها لا تعلم ان كان الباب خلفها سيبقى مفتوحا للفرار منه ام انه سيوصد باحكام عليها و هي بداخله
    اقترب فلاديمير لافروف بهدوء و ثقه طوله المديد الذي يفوق المائة و التسعين سنتمترا يملا المكان من حوله حتى شعرت ليديا بقاعة الفندق الكبيرة تضيق عليها ليس فقط بسبب ضخامته بل لوجوده المثير و رجولته الجذابه ناهيك عن السواد الذي يتشح به من بذلته و القميص الاسود الحريري الذي يرتديه تحتها مرفقة بربطه عنق سوداء ايضا اضافت هائلة من حوله كما لو ان الشيطان خرج من جحيمه ليتقمص صورة انسان يدعى فلافروف عينيه تلمعان ببريق اخاذ و هو يلتهم حنايا جسدها بنظرات لم تريحها ابدا بل جعلتها كما لو انها تقف على سطح صفيح ساخن لا يفتح لها مجالا للهروب منه، ما هو ذلك الهاجس الذي شجعها على ارتداء مثل هذا الثوب الذي يظهر اكثر مما يخفي!؟!؟! متناسية وجود فلاديمير في الحفل!!!! ارادت ان تسبب صدمة لماكس ترنر لانه سيراها للمرة الاولى بعد كل هذه السنوات لكن من ردة فعل فلاديمير و البرت يبدو ان السحر سينعكس على الساحر و ستدفع ثمن هاجسها غاليا جدا قبل انقضاء هذه الليلة
    افترت شفتي فلاديمير عن ابتسامه لم تفهم ليديا معناها اهي الحبور ام الفخر او الانجذاب ام مزيج من الثلاث معا ، على العموم كل ما عليه ان تفعل ان لا تبين له مدى الخوف الذي ينتابها من نظرات عينيه او التوتر الذي يعتريها كل ما اقترب منها لانها لن تسمح بان تصبح الطريده الجديدة التي انطلق فلافروف لاصطيادها
    انها ليديا مادلتون التي اعتادت خلال السنوات القليلة الماضية على شتى انواع الرجال لذا ردة فعل جسدها نحوه ما هي الا الحذر كما لو ان جسمها يدق اجراس الانذار حتى تحترس من اهتمامه الذي قد تجده نساء غيرها مثيرا
    تاكد لنفسها بانه ليس جزءا من مخططاتها و لن يكون في اي يوم فهدفها واضح و معروف ماكسويل تارنر لذا لن تسمح لاي شيء او اي شخص ان يغير ذلك حتى و ان كان فلاديمير لافروف بوسامته المدمرة و رجولته الطاغية رافضة ان تدخل في متاهة المقارنة بينه و بين ماكسويل لانها لا تجوز و لن تجدي نفعا و مع انها لا تعلم تماما ما الذي يريده منها لافروف!!!!! و سبب اهتمامه الشديد بها!!!! الا انها تدرك بانها لو استجابت لتحرشاته لكان قد تركها في حالها منذ زمن بعيد!!! لكنها كلما تمنعت اكثر كلما زاد اهتمامه ليكسر حاجز الجليد الذي تعيش خلفه و هذا ما لن تسمح به ابدا
    تقدمت ليديا الى داخل القاعة متجهة صوبه مع رفيقها لليلة عينيها تشعان ببريق كلمعان البرق قبل عاصفة عاتيه ترفض ان ترهبها ضخامه هذا الرجل الجسديه و نفوذه قائلة بسخرية
    ” دويري فيشير ( مساء الخير) سيد لافروف؟!!!!! ”
    انطلقت ضحكات فلاديمير ترن في القاعة سعيدا ماخوذا بالفاتنة الواقفة امامه تفاجاة بالسلام عليه بلغته الام بهذا الاتقان الكامل يعرف بانها قد بدات في تعلم هذه اللغة منذ ان تعرفت عليه ويدرك تماما اسبابها الدفاعية لفعل ذلك فها هي ليديا مادلتون التي ترفض ان تاخذ على حين غرة و لن تجعل عائق اللغة يسمح له بالحصول على اي افضليه عليها
    القى عليها نظرة شامله من جديد كما لو انه يقيم بضاعة ما قبل ان يشتريها ليرى ان كانت فعلا تستحق الثمن الذي سيدفعه و الجهد الذي سيبذله ثم علت شفتيه ابتسامة مثيرة قد تطيح بعقول العديد من النساء قبل ان يجيبها
    ” (تكايا كراسفيا دراغويا مويا) تبدين جميلة جدا يا عزيزتي” ثم يعود ليضحك من جديد على هزات راسها المحبطة كما لو انها تعلم بان الجدل معه سياتي بلا فائدة
    هزت ليديا راسها تفكر بانه لا فائدة كم مرة كررا نفس الحوار لكن دون جدوى هو مصمم على رايه و هي غير مهتمه بغزله وعروضه المتتالية و مع ذلك لا يزال مستمرا في موسم الصيد المفتوح لديه طوال العام
    قالت له بنفس برودها لا تسمح لنفسها بان تشعر باي مشاعر اخرى صوبه خاصة الغضب الامر الذي سيجعلها لقمة صائغة بين يديه لما وضعها القدر امام هذا الرجل؟؟؟ امن اجل ان يجربها؟؟؟ لكن فلاديمير لافروف خارج نطاق تجربتها انها لم تعرف مثله ابدا تدرك تماما انه لو راها قبل سبع سنين لما القى عليها نظرة ثانيه هذه الفكرة جعلت شفتيها تفتران عن ابتسامه جميلة لطيفة تذكرها بليديا الصغيرة البريئة التي كانت يومها لم تدرك تاثير هذه الابتسامه على الرجل الجذاب الواقف امامها يراقب بعيني سوداوين كالصقر كل التعابير التي تتواتر على ملامح وجهها متاكدا ان هناك امراة اخرى تختبا خلف هذه الواجهة الباردة لكنه لم يستطع حتى الان الكشف عنها رغم محاولاته العديدة تلمع عينيه ببريق الاعجاب الذي لم يستطع ان يخفيه اكثر فقد اطاح جمالها الفتان بتوازنه النفسي و هذه اول تجربه تمر عليه في هذا المجال فكل النساء كن عنده سواسيه لا اختلاف بينهن و لا تاثير عليه
    اقترب منها بخفة الفهد رغم ضخامته حتى لم تشعر به ليديا الا و هو يقف قريبا جدا منها اصابع يده تتحس بلمسات ناعمة وجنتها يعيد بعض من خصل غرتها الى الوراء ليرى عينيها بوضوح انفاسه الدافئة المعطرة بمزيج غريب من رائحة السيجار و عطره الخاص تلفح وجهها تشعرها كما لو انها تقف امام رياح الهبوب الساخنة يهمس لاذنيها فقط بصوت مثير
    ” (زيهليا فسي اوف كهورشيغو انجل مويا) اتمنى لك التوفيق هذه الليلة يا ملاكي” و عادت ضحكاته ترن ثم استدار ليرحب بالبرت كما لو انه لم يتجاهله منذ قليل تاركا اياها في ذهول تام تحاول ان تعرف ما الذي يعنيه بتمنياته فما الذي سيحدث الليلة و يحتاج ان يتمنى لها التوفيق؟؟؟؟ ما الذي خطط له هذا الدب الروسي انها ليست من محبي المفاجات مهما كانت مفرحة !!!!!
    لكن المفاجاة جاءت اسرع مما تتوقع لتخل بتوازنها النفسي تماما حين اقترب منها البرت واضعا يده حول خصرها مقربا اياها منه يهمس في اذنها محذرا
    ” ليدي لا تغضبي لكن …….!!!!”
    و قبل ان يكمل قاطعه فلاديمير قائلا بسخرية ” عزيزتي انظري من قبل دعوتي للحضور الى الحفل الخيري ” و اشار بيده صوب باب القاعة ليقع بصر ليديا على شقيقتها ليفيا تدخل من الباب متابطه ذراع زوجها والتر ليصيبها جمود تام يرفض عقلها ان يستوعب الضربة الموجعة التي وجهها لها فلاديمير و بكل قسوة و برود، يتردد في عقلها سؤال واحد لما هذه الليلة بالذات عندما كانت تشحذ كل قوتها و ثقتها بنفسها لتخوض تجربة لقاءها بماكسويل دون ان يرف لها جفن تثبت له بان ليديا الضعيفة المحطمة لم يعد لها وجود و المراة التي امامه هي نتاج عمل دؤوب و مستمر على مدى اعوام لكن مع وجود ليفيا و ماضيها القديم يعود ليطفو الى السطح شعرت بثقتها تنهار و تصبح كالورقة في مهب الريح لقد لعب جوكره الرابح في الوقت المناسب لا يمكن لها ان تواجه شقيقتها بعد كل هذه الاعوام و علنا امام هذه الجمهرة من الناس دون ان تفقد سيطرتها على نفسها و بوجود ماكسويل ترنر لتنهار ليديا مادلتون امام ليديا الطفلة البريئة
    استدارت لتقابل عيني البرت لترى بوضوح تام انه كان يعلم بحضور ليفيا لكنه لم يحذرها الا ساعة دخولها القاعة عينيه تمتلان بالعطف و التفهم و الشفقة كارهه الاخيرة و بقوة تشعر بطعم الخيانة المرة تسرى في كل جسدها لما لم يحذرها لكانت استعدت ؟؟؟ او حتى رفضت الحضور؟؟؟ ام انه كان متفق مع فلاديمير على حدوث هذه المواجهة امام ماكسويل غريمهما الاوحد لا تستطيع البقاء في هذه القاعة ليس الان عليها ان تستجمع قوتها اولا قبل ان تهشم وجه الاثنين بقبضة يدها
    احست بوجهها يشحب مبيضا و هي ترى تقدم ليفيا مع والتر متجهه نحوها تملاها الثقة التامة بالنفس تشع سعادة من الرجل الذي يسير بجانبها يظهر الحب جليا على محياهم تشعر بانها لم تعد تستطيع التنفس و سيغمى عليها بلا محاله ، حاولت ان تسحب نفسا عميقا لتهدا من دقات قلبها الهلعة دون جدوى رفعت يدها تضعها حول عنقها تحاول التنفس لكنها لم تستطع اغمضت عينيها تريد ان توقف الدوار الذي اصابها عندما اخذت القاعة تميد امامها لكنها فجاة شعرت بذراعين قويتين ترفعانها عن الارض و تضمانها الى صدر صلب دافيء تسرعان لاخراجها من القاعة عبر الابواب الزجاجيه صوب الشرفة الخارجيه ليوقفها امام دربزينها هامسا بلكنه روسية واضحة المعالم ” تنفسي اللعنة!!! حاولي اخذ نفس عميق!!!!”
    بعد عدة محاولات نجحت ليديا في اخذ نفس عميق هدا من دقات قلبها المتسارعة لكن الجهد المبذول ارهقها فخذلتها قدميها لتعود و تتهواها لتتلقفها الذراعين من جديد تضمانها قريبا الى احضانه يهمس لها بحنان لو كانت في كامل وعيها لاستغربته من صاحبه” ستكونين بخير الان !!! فقط ارتاحي قليلا !!!!”
    ارادت ان تبتعد عن ذراعيه لكنهما كانت متمسكتين بها بتحكم كامل و لم تملك القوة الكافية لدفعه بعيدا عنها عليها ان تتكا عليه لحين حتى تستعيد زمام نفسها و تقدر على مواجهته باظارفها و يديها همست له قائلة بضعف” اللعنة عليك فلاديمير فلافروف لما فعلت هذا ؟؟!!”
    حل صمت على المكان لا يسمع الا صوت حفيف الاشجار في حديقة الفندق التي تحركها هبات من نسمات هواء الليل العليل و صوت خافت للموسيقى الصادرة عن الفرقة داخل القاعة لم يرد عليها فلاديمير الا بضمها اكثر اليه يحاول ان يبثها بعضا من قوته،اراد ان يقول لها كم ياسف للخطوة التي قام بها، تحيره ردة فعلها بل تقلب عليه كل الموازين لم يتصور ان مقابلة شقيقتها قد تسبب لها كل هذا الضيق و الهلع!!! يعلم بان علاقتهما ليست جيده بتاتا بل انها شبه مقطوعة الا من مناسبات نادرة خلال الاعوام الثلاث الماضية في منزل العائلة لكنه لاول مرة في حياته يفشل في رسم خطه وضعها من اجل تحقيق هدف ما !!! ما الذي فعلته ليفيا لشقيقتها حتى يسبب وجودها رد الفعل الحاد هذا عند ليديا!!!! هل حلل الامور بطريقة خاطئة انه لم يقصد البته ان يجعلها تنهار هكذا بل فقط ان تتفاجا لدرجة تسقط قناع البرود من حولها ليكتشف بعضا من مشاعرها التي تسجنها تحت حراسة مشدده مدفونه في اعماقها
    لكن ما تواتر على ملامح وجهها في الدقائق الاخيرة كان اكثر من قدرته على الاحتمال الالم و الحزن الشديد، الخشية و التردد، عدم الثقة بالنفس التي ظهرت جليه على محياها ضعضعت كل افكاره عن هذه الفاتنة بين ذراعيه، عليه ان يعيد حساباته من جديد بعد انتهاء هذه الليلة و سيبدا الان فقال لها هامسا بتصميم
    ” عليكي ان تعودي الى الداخل ليديا فالبرت لن يستطيع ان يلهي شقيقتك و زوجها اكثر من ذلك ”
    لكنها كانت تهز راسها رافضة الانصياع لاوامره لن تعود ستغادر الان و فورا لكنه لن يسمح لها بالهروب عليها ان تواجه شقيقتها الان و فورا و الا سيعلو حاجز الخوف اكثر بداخلها حتى يصبح من الصعب عليها الوقوف في وجهه
    ” انظري الي ليديا!!!!” همس لها بحنان و عندما رفضت رفع ذقنها باصابع يده ليحدق في عينيها الهلعتين يحاول ان يبثها بعد الطمانينه” سنكون انا و البرت معك طوال الوقت لن اسمح لاي كان ان يتفوه بكلمه و يؤذيكي”
    ” لا !!!! ليس الان!!!! و ليس هنا بالذات !!! لن اقدر” تمتمت ليديا بهمس
    ” ما الذي تعنيه بليس هنا؟؟؟” سالها ليحل صمت على الاثنين للحظات قبل ان يجيب فلاديمير على سؤاله بنفسه قائلا ” هل تقصدين الحفل الخيري لجمعية محاربة السمنه المفرطة؟؟” و استمر” ليس خطيئة ان يكون الانسان سمينا يا عزيزتي او حتى عيب و اي انسان يستطيع ان يحارب ضعفه و يقوي من عزيمته للحصول على الافضل في هذه الحياة لهو فرد يستحق كل الاحترام و التقدير ”
    رفعت ليديا عينيها تنظر اليه تدرك تماما ما الذي يعينه هامسه بضعف مؤلم” انت تعرف اليس كذلك؟!!!” لكنها لا تبدو متفاجاة فامثال فلاديمير فلافروف لا يتركون شيء للصدفه و ان تعاملو مع شخص ما ياخذون على عاتقهم معرفة ادق التفاصيل عنه
    تركها فلاديمير و امسك الدرابزين بيديه وقف صامتا للحظات كما لو انه يفكر بما سيقوله ثم بدا بهدوء موجها حديثة للاشجار” ولدت لا اعرف من هما والدي تفتحت عيناي على هذه الدنيا و انا في ملجا للاطفال حيث صراع الغاب و البقاء للاقوى اما الضعيف فتدهسه الاقدام لكني رفضت ان اكون هذا الضعيف و ما ان بلغت العاشرة حتى هربت من الملجا نمت في الزقاق و الحدائق العامة لم اترك عملا لم اقم به حتى تنظيف المجارير الصحيه في بعض الاحيان اضطررت ان اقاتل كلاب الشوارع من اجل لقمة طعام وجدتها لكني بنفس الوقت انهيت دراستي ، في سن الثانية و العشرين حققت اول سبق صحفي جعلت اكبر الصحف الروسية تتهافت من حولي تعرض علي العمل عندها و في سن السادسة و العشرين امتلكت اول صحيفة لم اسمح لاي كان ان يطا علي حتى الافراد الذين عرفوا من انا و حاولوا ابتزازي بكشف ماضي كاملا”
    استدار ليواجها مضيفا و عينيه تلمعان ببريق القوة” اتعرفي ماذا فعلت ؟!!” و لم ينتظر اجابتها مكملا” افتتحت اول دار للنشر لي بكتاب يحكي عن سيرتي الذاتيه كتبت فيه عن كل ماضي و تعلمين ما الذي حصل؟!!
    عاد يسال و يجيب بنفسه ” حقق اعلى الايرادات لسنتين كاملتين فيبدو ان الناس تحتاج الى قدوة تحتذي به لمواجهة صعاب الحياه”
    ” ان الامر يختلف تماما فلاديمير!!!” قالت ليديا تهز راسها رافضة الاستجابه له
    وجه لها ابتسامه جميله و هو يتقدم منها و لاول مرة منذ ان عرفها لا ترتد للخلف مبتعدة عنه لتترك مسافة امنه بينهما بل بقيت واقفة امامه تحدق في عينيه مما اشعره بسعاده كبيرة بان مخططه لم يفشل تماما كما توقع بل ان هذه المكشافة و ان جاءت قبل الاوان الذي حدده لها ساعدت في تقريب المسافة بينهما
    ” بل انه لا يختلف البته انت كنت سمينه و حاربت ضعفك للوصول الى ما انت عليه الان امراة فاتنة رائعة الجمال يتمناها كل الرجال”
    ” ليس كل الرجال للاسف!!!” اجابته بنفس الاحباط
    عرف من الذي تقصده بالضبط يشعر كمن وجه له ضربة موجعة لاول مرة يعرف ما هو شعور الغيرة، لم يغر يوما من اي كان لا على الصعيد العملي او الشخصي كانت ثقته العارمة بنفسه لا تسمح له بذلك لكن هذه المراة جعلت هذا الشعور يغزوه بشكل اغضبه ليس منها بل من نفسه!!!! لكنه لن يفعل اي شيء قبل ان يتاقلم مع هذه الغيرة و الا لفعل شيء قد لا يحمد عقباه!!!! الان عليه ان يعيدها للداخل و ينهي هذه الامسيه و بعد ذلك سيوازن الامور من جديد ليخرج بالنتائج التي يريدها
    وضع يديه على كتفيها سائلا” و كيف عرفتي؟!!! هل رفضك ؟؟؟” و اضاف بعد ان راها تهز راسها نافية ” اذن هيا بنا الى الداخل و هناك سترين بانه لا يوجد رجل بهذه القاعة قد يقول لا لليديا مادلتون ”
    و تقدمها صوب باب الشرفة من جديد يتابطا ذراعها و يدخلها الى القاعة قبل ان تتراجع و تخونها شجاعتها ليقف فجاة عينيه تضيقان بحذر النمر عندما يشتم رائحة الخطر يوجه نظره جهة مصدرها ليجد ماكسويل ترنر يقف امامه ضمن مجموعة البرت و والتر و زوجته همس لها قائلا” تشجعي ايتها الحبيبة فوقت المواجهة ازف الان “

 

 

  • رواية سيدتي الجميلة
السابق
واتساب احبك بجنون
التالي
الدعاء للارتباط بشخص معين