افضل مواضيع جميلة بالصور

زواج الرجل المبكر

بداية نرحب بك – ابننا الكريم – ونسال الله ان يلهمك السداد والرشاد، وان يعينك على الخير، وان يستخدمنا واياك فيما يرضيه، وقد سعدنا – ابننا الكريم – بهذه الاستشارة التي تدل على روح طيبة -ولله الحمد- وعلى نفس لوامة، وعلى شعور بالخطر، والشعور بالخطر هو البداية الصحيحة للتصحيح والعودة الى الله تبارك وتعالى.

ارجو ان يعلم – ابننا الكريم – ان الله تبارك وتعالى اولا قال للذين لا يستطيعون النكاح ولا يتمكنون منه: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله} فهذه رسالة اولى نوجهها لك، لانك توجهت الينا بهذه الاستشارة التي سعدنا بها وبما فيها من مشاعر نبيلة، وبخوف من الله تبارك وتعالى، نتمنى ان يتحول الى عمل ليكون سببا لبعدك عن العصيان وبعدك عن كل ما يغضب مالك الاكوان الذي يعلم السر واخفى.

قد احسنت وصدقت فان اسوا الناس هم اصحاب ذنوب الخلوات، الذين اذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، لكنا نحمد لك هذا الشعور، ونشكر لك هذه النفس التي تعينك على الخير، ونتمنى ان تستجيب لداعي الخير في نفسك بعد ان تستجيب لداعي الشرع الذي يدعوك الى الله تبارك وتعالى، والى البعد عن كل امر يغضبه تبارك وتعالى.

لا يخفى عليك – ابني الكريم – ان المعاصي ليست طريق السعادة، بل هي شؤم، بل هي احزان، بل هي الام، وانت جربت هذا وشعرت بالالم، ولذلك قال ابن القيم: (لا يستمتع العاصي بعصيانه لله الا كما يستمتع الجرب بحك الجرب) وارجو ان تواظب على الصلاة، وتحرص على ان تخشع فيها، وارجو الا يحملك ذلك على تاخير الصلاة وترك الصلاة، لان المريض اذا ترك الدواء فكيف يبلغ العافية؟! فالصلاة هي دواء من الادوية العظيمة، وعليك ان تحافظ عليها في كل الاحوال، وتحرص على ان تخشع في صلاتك، فاجتهد في ان تغض البصر، وفي ان تبتعد عن مواطن الشر، هذا ما نقوله لك، واستعن بالله تبارك وتعالى في كل ذلك.

اما بالنسبة للوالد والوالدة وبالنسبة لنا كمجتمعات فاننا نقصر في حق شبابنا، وكما قال الشيخ ابن العثيمين – رحمة الله عليه –: (على الوالد اذا وجد سعة ان ييسر مهر بناته وان يعين اولاده الذكور على الزواج) وهذا امر ينبغي ان يعلم به الوالد وتعلم به الوالدة، ومن العجيب والجميل لهذا الشيخ – رحمة الله عليه – انا وجدناه يقول: “اذا تهاون هؤلاء في هذا الامر – كما يقول بعض الاباء والامهات: دعه يصبح رجلا، يكون نفسه – قال: فان وقع بعد ذلك في عصيان كانوا شركاء في المعصية”.

لذلك ارجو ان تنقل لهم هذا المعنى العظيم من اجل ان يعاونوك على الحلال ويسهلوا لك امر الزواج، حتى يحصل ذلك ينبغي ان تجتهد في ان تغض البصر، في ان تبتعد عن مواطن الشر، في ان تبتعد عن رفاق السوء، في ان تراقب الله تبارك وتعالى في سرك وعلانيتك، وارجو ان تشغل نفسك بالجد وطلب العلم، وتستجيب لقول النبي – عليه الصلاة والسلام – وتوجيهه: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر واحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء).

نحذرك ايها الابن الكريم من التهاون مع المعاصي والمضي فيها، فانها سبب لسلب السعادة للانسان حتى بعد ان يتزوج، الم يقل ربنا تبارك وتعالى مهددا من يعبث بالاعراض: {ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة} هذا فيمن احب ووافق، فيمن سعد بسماع اخبار انتشار الفواحش، فكيف بمن اشاع؟ وكيف بمن انغمس فيها؟

اننا نريد ان ننبهك وانت –ولله الحمد- مستيقظ، والدليل على هذا هو هذه الاستشارة، ونتمنى ان تستمر معك حالة اليقظة والخوف من الله تبارك وتعالى، ونسال الله ان يهدي الوالد والوالدة، وارجو ان تطلب معاونة الدعاة والفضلاء والعقلاء من اجل ان يسعوا في اقناع الوالد والوالدة، حتى يرتبوا لك امر الزواج، وليتهم علموا ان في ذلك خيرا لك ولهم، بل في ذلك خير لك حتى في مستقبلك العلمي، فان الانسان اذا تزوج استطاع ان يركز في دراسته وينجح في حياته، بتوفيق الله تبارك وتعالى.

نسال الله لك التوفيق والسداد، وندعوك الى توبة عاجلة، وندعوك الى صفحة جديدة عامرة بالطاعات، ثم بالتوجه الى رب الارض والسموات، ونسال الله ان يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

السابق
فستان ناعم 2024
التالي
وصفة طبيعية لصباغة الشعر بالحناء