ما هو حكم من يزعم انه صور بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟علما بان هنالك صورا كثيرة انتشرت في هذه الاوقات تبين من خلالها اغراض النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الاجابة
فلا تثبت صحة هذه الصور، وبعضها يقطع بكذبه
ثم على فرض ثبوت ذلك ومعرفة مواضعه فلا بد من الحذر من خطوات الشيطان في تعظيم الاثار ليؤدي بها الى مظاهر الشرك، وقد روى عبد الرزاق وابن ابي شيبة في مصنفيهما عن المعرور بن سويد قال: كنت مع عمر بين مكة والمدينة، فصلى بنا الفجر، فقرا: الم تر كيف فعل ربك، ولايلاف قريش، ثم راى اقواما ينزلون فيصلون في مسجد، فسال عنهم فقالوا: مسجد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: انما هلك من كان قبلكم انهم اتخذوا اثار انبيائهم بيعا، من مر بشيء من المساجد فحضرت الصلاة فليصل والا فليمض.
وعقد ابن وضاح في البدع بابا لما جاء في اتباع الاثار، وروى فيه اثر عمر هذا، واثره في قطع شجرة بيعة الرضوان، ثم قال: وكان مالك بن انس وغيره من علماء المدينة يكرهون اتيان تلك المساجد وتلك الاثار للنبي صلى الله عليه وسلم ما عدا قباء واحدا، فعليكم بالاتباع لائمة الهدى المعروفين، فقد قال بعض من مضى: كم من امر هو اليوم معروف عند كثير من الناس كان منكرا عند من مضى، ومتحبب اليه بما يبغضه عليه، ومتقرب اليه بما يبعده منه، وكل بدعة عليها زينة وبهجة. اه.
وقال شيخ الاسلام ابن تيمية: اما زيارة المساجد التي بنيت بمكة غير المسجد الحرام كالمسجد الذي تحت الصفا، وما في سفح ابي قبيس، ونحو ذلك من المساجد التي بنيت على اثار النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كمسجد المولد وغيره، فليس قصد شيء من ذلك من السنة، ولا استحبه احد من الائمة، وانما المشروع اتيان المسجد الحرام خاصة والمشاعر عرفة ومزدلفة والصفا والمروة وكذلك قصد الجبال والبقاع التي حول مكة غير المشاعر عرفة ومزدلفة ومنى، مثل جبل حراء والجبل الذي عند منى الذي يقال انه كان فيه قبة الفداء ونحو ذلك، فانه ليس من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زيارة شيء من ذلك، بل هو بدعة. اه.
وللشيخ المحدث عبد المحسن العباد رسالة في التحذير من تعظيم الاثار غير المشروعة.
وقد ذكر الشيخ عبدالرحمن السحيم عضو مكتب الارشاد عن موضوع هذه الصور، حيث قال: كنت عقبت منذ اكثر من سنة تقريبا حول بعض الصور، فقد انتشرت بعض الصور ويزعم ناشروها انها لبيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحة لما يزعم انه صور بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لا صحة لما ذكر لاسباب منها:
اولا: ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له في حجة الوداع: يا رسول الله اتنزل في دارك بمكة؟ فقال: وهل ترك لنا عقيل من رباع، او دور متفق عليه، وفي رواية للبخاري انه صلى الله عليه وسلم قال: وهل ترك لنا عقيل منزلا، ومعنى هذا انه صلى الله عليه وسلم لم تبق له دار قبل فتح مكة وقبل حجة الوداع، فكيف بعد فتح مكة؟ فكيف تبقى الى الان؟.
ثانيا: وجود المحراب في المصلى، والمحراب لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: اين السند الصحيح على ان هذا هو بيته صلى الله عليه وسلم؟ فما يزعم انه بيته، او شعره، او سيفه كل هذا بحاجة الى اثباته عن طريق الاسانيد الصحيحة، والا لقال من شاء ما شاء، فمن الذي يثبت ان هذا مكان ميلاد فاطمة رضي الله عنها؟ وان هذه غرفة خديجة رضي الله عنها؟ وما اشبه ذلك.
رابعا: انه لو وجد وكان صحيحا لاتخذه دراويش الصوفية معبدا ولاشتهر بين الناس، كما يفعلون عند مكتبة مكة شرق الحرم يزعمون ان مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها، فهم ياتونها ويتبركون بها !!.
خامسا: عدم اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحفظ مثل هذه الاثار، بل عدم التفاتهم اليها، فقد بلغ عمر بن الخطاب ان اناسا ياتون الشجرة التي بويع تحتها، فامر بها فقطعت، رواه ابن ابي شيبة في المصنف، وهذا يدل على ان الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يهتمون باثار قدم، او منزل، او مبرك ناقة ونحو ذلك، ومثل ذلك يقال عما يزعم انه شعرة الرسول صلى الله عليه وسلم، او موطئ قدمه، او وجود سيفه، او ما يزعم انه الصخرة التي صعد عليها النبي يوم احد لما اصيب، حتى زعم بعضهم ان حجرا بقرب جبل احد هو مكان طاقية الرسول صلى الله عليه وسلم!! واين اثبات هذا بالاسانيد الصحيحة؟. اه.