السؤال
اعاني ضعفا في الذاكرة وعدم القدرة على التركيز الى درجة اني لا اجيد القراءة، وانسى ابسط الاشياء من الاسماء والارقام، ولا احفظها الا بعد جهد جهيد، واذا مرت فترة دون العمل بها، انساها، الامر الذي يتعبني خاصة في دراستي، فانا ما زلت ادرس في الجامعة، والقى صعوبة شديدة في الدراسة، واتعبني احباط نفسي، خاصة ان زملائي قد تخرجوا، وانا ما زلت ادرس.
الرجاء دلوني على ما افعله، حاولت زيارة طبيب، هل الطبيب النفسي هو الطبيب المختص لحالتي هذه، املي فيكم بعد الله كبير.
الجواب
وبركاته.
مرحبا بك اخي الكريم، واشكرك على ثقتك الغالية، واعتذر عن التاخير.
ان الحالة التي وصفتها، وهي حالة ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز، وعدم استذكار الاسماء التي تعانيها – قد تعود لبعض الاسباب ساذكرها هنا، وانظر فيها:
اولا: وجود اضطراب نفسي او مرض نفسي معين، كالاكتئاب او القلق، وهذا من الاسباب الشائعة التي قد تعوق الشخص عن الاستذكار والتذكر، او حفظ الاسماء، واسترجاع المعلومات.
وفي هذا السياق، اريد منك ان تراجع بعض الاستشارات في هذا الموقع، او على الشبكة العالمية (الانترنت) حول الاكتئاب والقلق، والتاكد من عدم وجودهما، هناك بعض الاعراض الاخرى للاكتئاب ان وجدت فلا بد من علاجها، وستتحسن قدرتك على التذكر، باذن الله.
ثانيا: هناك سبب اخر محتمل لهذه المعاناة؛ اذ تتاثر قدرتك على الحفظ والاسترجاع بمدى حماسك لدراسة ما تدرسه، لا يمكن ان تتذكر او تبدع في امور لست متحمسا لدراستها، ولا يمكن ان تتحمس لقراءة موضوعات لا تحبها؛ لذلك لا بد من الانتهاء من هذا الامر واتخاذ القرار المناسب، مهما مضى من الوقت، يجب ان نفكر في مسارنا المهني بشكل صحيح، وان نعرف بالضبط الى اين نسير.
ثالثا: من الاسباب المحتملة ايضا لحالة عدم القدرة على القراءة ونقص التركيز: ان تكون المشكلة امتدادا لمشكلة طفولية بدات منذ الصغر، فبعض الاطفال يعانون مرضا نفسيا مشهورا، يسمى: “فرط الحركة ونقص الانتباه”، وهو مرض طفولي في العادة، لكن 50% من هؤلاء الاطفال يواصلون حياتهم في مرحلة الشباب، وهم يعانون ضعف التركيز، وضعف القدرة على القراءة والحفظ واسترجاع المعلومات، او يعانون مشكلة في القراءة، وهذه ايضا مشكلة نفسية معروفة، وتستدعي تدخل الطبيب النفسي واستشارته.
رابعا: هناك بعض الامراض الطبية التي تتسبب في ضعف الذاكرة، وعدم القدرة على التركيز، مثل: مرض السكر، ضعف الغدة الدرقية، او تناول بعض الادوية، على اية حال، لا تظهر هذه الاعراض وحدها، فهناك اعراض اخرى تدل على وجود المرض، ويمكنك مراجعة طبيب الباطنة؛ للتاكد من ذلك عند وجود اعراض جسدية.
ذكرت في رسالتك ايضا الاحباط النفسي الذي تمر به، لا الومك عليه؛ لانه امر طبيعي، لكن لا بد الا نستسلم له؛ حيث يتعين علينا ان نبحث عن السبب؛ لنعالجه، وسنجد ان الامور بدات تتحسن باذن الله.
دعنا نتذكر شيئا مهما، التخرج في الجامعة من عدمه ليس هو المشكلة الاساسية التي تستدعي اهتمامك، بقدر قدرتك على الانخراط في اعمال ومهن تحبها، وتبدع فيها، وتجني منها ما يعينك على معاشك، ان التحدي الحقيقي هو في تهيئة انفسنا بالمهارات المطلوبة للنجاح في مهنة ما، سمعنا عن خريجين كثر تخرجوا في الجامعة، ثم جلسوا في المنزل دون عمل، وبالنسبة لهؤلاء لا يوجد فرق بين بين كونهم في الجامعة او خارج الجامعة، اريدك ان تركز على هذا الجانب، وليس على مجرد التخرج.
وبالنسبة لسؤالك الاخير حول الطبيب المختص، ارى ان الطبيب النفسي هو الطبيب المناسب في مثل حالتك، وعند وجود اعراض جسدية، يمكنك مراجعة طبيب الباطنة، وان كان بامكان الطبيب النفسي الكشف عن بعض الاعراض الجسدية وتشخيصها.
ختاما: هناك بعض التقنيات المعروفة التي تساعد على تحسين القدرة على الحفظ، ويمكنك البحث عن مقالات تتناول مثل هذه التقنيات على (الانترنت)، فالحفظ مهارة يمكن صقلها من خلال التدريب والمثابرة، وهناك الكثير من الناس جربوا هذه التقنيات، وتدربوا عليها، وحصلوا على نتائج مدهشة، تحتاج الى معرفة هذه التقنيات، والتدرب عليها، والصبر على ذلك.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/21325/#ixzz3ST8BizBQ