عندما يبتسم القدر
وهي تجربة روائية جديدة في توثيق سيرة الامام عبد العزيز، حيث لم تكتب من قبل مثل هذه السيرة الخاصة، فقد جاءت سيرة الملك عبد العزيز من قبل في اطار توثيقي، بينما يعمد الكاتب في هذا العمل الى تقديم عمل روائي، وهو ما وجد صدى طيبا بين الكثير من الادباء والمؤرخين سواء في السعودية او في الخليج.
وتبدا الرواية بتسليط الضوء على فتى حمل على عاتقه توحيد الامة، وحلم اثقل كاهله لسنوات طويلة، ورغم انه عاش في فترات من حياته في الكويت، لكنه كان ينتظر اللحظة الحاسمة التي تسبق احلامه صهوة جواده.
ففي كل يوم، كانت عينا ذلك الفتى تتجه صوب بلاده، وقلبه ينضح بالحزن، الى ان وجد الوقت المناسب فشد الرحال من الكويت الى مسيرة مجده، في يده سيف مؤمن وفي قلبه كتاب الله يحفظه عن ظهر قلب.
وتضع رواية “حينما يبتسم القدر” بين يدي القارئ تفاصيل لم ترو من قبل، وهي تفاصيل احلام الفارس الملك عبد العزيز، الذي امن برسالته وقدم جسده في كل معركة خاضها ليكون درعا عن اصحابه، الى ان اثابه الله بالنصر.
ويقول الروائي عادل الرشيدي عن هذه السيرة ل”العربية.نت” انها توثيق لسيرة فارس وحد الامة وشد من ازر حلمه في رؤية وطن يرفع راية التوحيد، بعدما وهنت الامة، واصبحت عرضة لكل ريح تعصف بها.
واضاف الرشيدي “ربما وثق الكثيرون سيرة الملك عبد العزيز التاريخية، لكني هنا في هذه الرواية اردت ان اكون منصفا لاحلامه ولفروسيته ولايمانه بدينه ورسالته التي حملها. وقد حاولت جاهدا الاستعانة بكل احاديثه رحمه الله، ولهذا جاءت الرواية اقرب الى سيرة ذاتية للملك عبد العزيز”.
ويرى الرشيدي انه لولا الملك عبد العزيز لظلت السعودية دويلات وقبائل، ولكانت اضعف اليوم، لكنه كان يستقرئ المستقبل، ويعي دور المملكة في الامة الاسلامية، ووضع في نصب عينيه الدين الحنيف، فكان مجددا للدين بعد ان وهن لفترات طويلة.
وصية الملك
ولم يغفل الكاتب في هذه الرواية عن مواقف الملك لكنه استثمرها في الاطار الروائي، واختتمها بوصية الملك عبد العزيز الى من سياتي من بعده، وجاء فيها:
“تفهم اننا نحن والناس جميعا، ما نعز احدا ولا نذل احدا، وانما المعز والمذل هو الله سبحانه وتعالى، ومن التجا اليه نجا، ومن اغتر بغيره – عياذا بالله – وقع وهلك. موقفك اليوم غير موقفك بالامس، ينبغي ان تعقد نيتك على ثلاثة امور:
اولا: نية صالحة، وعزم على ان تكون حياتك وان يكون ديدنك اعلاء كلمة التوحيد، ونصر دين الله. وينبغي ان تتخذ لنفسك اوقاتا خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه، في اوقات فراغك، تعبد الى الله في الرخاء، تجده في الشدة، وعليك بالحرص على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وان يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الامر، وصدق في العزيمة. ولا يصلح مع الله سبحانه وتعالى الا الصدق، والا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.
ثانيا: عليك ان تجد وتجتهد في النظر في شؤون الذين سيوليك الله امرهم، بالنصح، سرا وعلانية، والعدل في المحب والمبغض، وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل، والقيام بخدمتها باطنا وظاهرا. وينبغي الا تاخذك في الله لومة لائم.
ثالثا: عليك ان تنظر في امر المسلمين عامة، وفي امر اسرتك خاصة. اجعل كبيرهم والدا، ومتوسطهم اخا، وصغيرهم ولدا. وهن نفسك لرضاهم، وامح زلتهم، واقل عثرتهم، وانصح لهم، واقض لوازمهم بقدر امكانك. فاذا فهمت وصيتي هذه، ولازمت الصدق والاخلاص في العمل، فابشر بالخير.
اوصيك بعلماء المسلمين خيرا. احرص على توقيرهم ومجالستهم واخذ نصيحتهم. واحرص على تعليم العلم، لان الناس ليسوا بشيء الا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة. احفظ الله يحفظك”.
- عندما يبتسم القدر الملكعبدالعزيز
- عندما يفرض القدر كلمتة