افضل مواضيع جميلة بالصور

قراءة رواية سيد الرعاة مكتوبة

الصرخه المؤلمه مزقت صمت الموت الذي كان يعم الحلبة قفز خوان عن الحصان واسرع نحو ويندي التي كانت تزحف بهدوء وفي هذا الوقت بالذات هجم عليه الثور سيرينا اغمضت عينيها وفقدت وعيها
ركض الرعاة الى الحلبة فترك الثور فريسته وهجم بصورة عمياء نحو الجمهور الملتف حولة تجمع الناس حول سيرينا وحملها موظفو دةن البيرتو الى المنزل ووضعوها في سريرها ثم وضعوا على جبينها المناشف المبللة وراحوا يرغمونها على التنفس ولما عادت سيرينا الى وعيها اطلقت زفرة اليمه من شفتيها الشاحبتين قائلة :
– خوان
اجابها بصوت مختنق :
– انا هنا ياحبيبتي

بالنسبة الى سيرينا التي كانت مقتنعه انها خسرت اعز انسان في حياتها كان صوته صدى ات من الفردوس كانها ترنيمة الملائكة فتحت جفنيها بصعوبة ولم تفكر بكبت فرحها بل ان بريقا قويا مزق الوشاح الذي كان يعتم نظرها ، اضاف خوان بهدوء وهو ينحني فوق سريرها :
– انت بحاجة الى الراحة الصدمه كانت قوية عليك ..مازلت ضعيفة ساتي لاراك بعد قليل .

بيللا وكارمين احاطاها بحنان لكن سيرينا فضلت الصمت .حمل خوان ونيدي بين ذراعية وتوجه نحو الباب وقبل ان يجتاز العتبة مرة اخرى التفت مرة اخيرة الى سيرينا ثم دخل الممر ولم تعد تسمع الاطقطقة مهمازة هذا الصوت ظل يرن في اذنيها مطولا حتى غطت في نوم عميق ولما افاقت بعد ساعات عاد الخوف يهددها نهضت من سريرها ووضعت مئزرا عليها وراحت تفكر كم سيسخر منها خوان لانه لا يمكنه ان يتجاهل طبيعة عواطفها تجاه وهذا سيقوي عزيمته على الثار منها

وفي اواخر الظهيرة جاء خوان يتفقدها كانت جالسة امام النافذة المفتوحه على مصراعيها تتمتع بالريح المنعشة المليئة برائحة الزهور . سمعته يدخل لكنها لم تقم باي حركه اقترب منها فشمت رائحة عطرة لاشك انه استحم لتوه حدثها بصوت منخفض حتى لا تفاجا لم تفاجا بل ظلت محدقة في المنظر امامها
– قالت لي كارمين انك في تحسن كبير لكن اذا كنت لا ترغبين بالكلام اعود بعد قليل .
تنفست سيرينا الصعداء وقالت :
– بامكانك البقاء اذا شئت اجلس من فضلك

جلس خوان على طرف النافذه في مواجهة سيرينا توترت ورفضت ان تنظر اليه ولم ترفع نظرها الى اعلى من عنقه ضغطت على معصميها غارزة اظافر يديها
– لا شك انك شعرت بصدمه كي تفقد وعيك هكذا …لم تصب الطفلة باي اذى اليس كذلك؟

وفي ذعر ادركت انها اهتمت بمصير خوان اكثر من ويندي في حال الخطر هذه ارتعشت فاسرع خوان الى القول :
– لكن ستصابين ببرد! هذا المئزر خفيف! تريدين شالا سميكا اضعه عليك؟
كتفت ذراعيها فوق صدرها وقالت :
– كلا شكرا لا شيء سوى اني تذكرت احداث بعد ظهر اليوم اخافني الحيوان بضخامته
– لست وحدك من فكر هكذا
-انت تعرف اليس كذلك؟ لماذا تخفي علي…
اقترب منها بسرعه وسالها :
– ماذا تعنين بالضبط ياحبيبتي؟ ماذا بامكاني ان اعرف؟
– انت تعرف .. اني احبك!
ساعدها خوان على النهوض وجذبها نحوه وقال :
– سيرينا اليس هناك شيء اخر يجب علي ان اعرفه؟

ارخت سيرينا راسها على كتفيه وراحت تسمع دقات قلبة بوضوح انه واثق من نفسة راح ينتظر جوابها لقد افصحت له عن حبها لكنه لم يكتف بذلك ..يريد منها خضوعا! كاملا !رفعت سيينا ذقنها وصرخت قائلة :
– بطريقة او باخرى عرفت اني كذبت عليك ويندي ليست ابنتي بل شقيقتي اردت ان اصيب غرورك فاستعملت هذه الخدعه اني اسفة
– ياشيطانتي الصغيرة انت حقا اسفة!
انحنى فوقها وغمس نظرته اللماعه في عينها وقال :
– اه ياحبيبتي لقد جازيتني تعذبت كثيرا لكن كيف باستطاعتي الا ان اسامحك ياحياتي؟ لايمكنني ان اعيش من دونك؟
عانقها وعانقته ولم تصدق مدى سعادتها همس خوان باذنيها في سحر ومداعبة :
– اني احبك حتى العبادة كنت كالمجنون منذ ليلة امس وخوفا من استسلم لنزواتي كما حدث في فينا ديل مار امتطيت جوادي ورحت اهيم الصحراء
الدموع تنهمر من عيني سيرينا وهو يعانقها بشغف وحنان ثم قال :
– هل تسامحينني لان جعلتك تستسلمين لي بالقوة؟ لقد تصرفت بسوء انت التي كنت عذراء..

اذن اكتشف سرها منذ ذلك اليوم لامت سذاجتها لا نها اعتقدت ان عدم خبرتها بالامر ستمر من دون ان ينتبه لها تعلقت سييرنا بعنقة لتقنع نفسها انها لاتعيش حلما بل حقيقة ثم خبات وجهها في صدره
– اذن لماذا ارغمتني على التصريح لك مادمت تعرف ذلك ؟
مازال هناك سؤال يحيرها فتحلت بالشجاعه وسالته بخجل :
– كنت صريحه معك وارجو ان تكون صريحا معي ماهي نواياك تجاه كابرييلا؟ هل مازلت تراها؟ ام تود ذلك؟
دفعها بلطف واستغرب قائلا :
– كابرييلا؟ في حياتي تعرفت الى كثيرات مثلها لكنهن كن عابرات كظلال في الليل انت وحدك ياحياتي عرفت ان تحتفظي بي والى الابد .
تاثرت سيرينا بكلامه وظلت صامته ثم ارادت ان تناوشه فقالت :
– هل كان يزعجك حقا لو كانت ويندي..ابنتي؟
– طبعا !كنت اموت غيظا!

صمتا وراحا يعانقان بعضهما البعض وبعد ساعات عديده كانا واقفين اما الباب ينظران الى القمر الذي كان يضيء منزل ال فالديفيا اطلقت سيرينا زفرة ارتياح فقال خوان :
– اذا كنت ترغبين ان اكف عن عناقك فسافعل اني اشعر باني قادر ان اعيل عائلتي الصغيرة حتى ولو اضطررت الى البدء من الصفر .
ابتعدت سيرينا قليلا ثم همست :
– وويندي ..هل تقبل ان تكون جزءا من هذه العائلة؟
– احب هذه الطفلة الجميلة حبا كبيرا وساظل احبها مثل اولادي لكن لم تردي على سؤالي ياحبيبتي؟ هل تريدين برهان حب؟ سوف اذهب لرؤية جدي واقول له بلطف اني اتخلى عن جميع حقوقي في المزرعه .
قالت له بلطف :
– كلا لنفكر بجدك ايضا… فهذا القرار سيحطم قلبه ومن جهة ثانيه..

توقفت عن الكلام لان خوان وضع يده تحت صدرها من جهة القلب واحس قلبها الذي كان يخفق بسرعه هائلة لكنها كملت جملتها :
– …..النسر بحاجة الى مساحة كبيرة ليبسط جناحية في تحليق قوي . سنبني عشنا في هذا الوادي وادي فردوسنا السعيد!

  • روايا سيد الرعاه
  • سيد الرعاة
السابق
تسمين الاطفال
التالي
التخلص من الشعر الزائد في الوجه