افضل مواضيع جميلة بالصور

قصة القداحة العجيبة

حكايات عالمية القداحة العجيبة
هانز كريستيان اندرسن
كان هناك جندي يمشي في طريقه عندما قابل ساحرة شريرة عرضت عليه ان تمنحه اموالا كثيرة اذا قدم لها خدمة صغيرة ، و اشارت له الي شجرة كبيرة مجوفة ، و قالت له ان يدخل في جوفها,و اعطته منديلا سحريا معه, و بداخلها سيجد امامه ثلاثة ابوابا لثلاث غرف.
و قالت له ان يغترف من صناديق النقود التي سوف يجدها ما يشاء, اما هي فلا تريد النقود بل تريد شيئا واحدا فقط .
انها قداحة قديمة سوف يجدها عند الصندوق الثالث و هي غير ذات اهمية للجندي و لكن الساحرة تهتم بها . فوافق الجندي.
في الغرفة الاولى سيجد صندوقا مليء بالنقود النحاسية يحرسه كلب ضخم بعيون واسعة مثل فنجان الشاي . فيجب عليه ان يفرش المنديل السحري و يضع الكلب عليه بهدوء كي يترك له صندوق النقود ياخذ منه كيفما يشاء.
و هذا ما فعله الجندي .
وضع الكلب على المنديل السحري و ملا جيوبه بالنقود النحاسية.
ثم اتجه للغرفة الثانية.
اما الغرفة الثانية ففيها كلب اخر ذو عينين واسعتين كعجلة الطاحونة. يجلس على صندوق كبير مليء بالنقود الفضية . فيجب على الجندي ان يفرش المنديل السحري على الارض و يضع الكلب عليه اذا اراد ان ياخذ هذه النقود النحاسية.
و هذا ايضا ما فعله الجندي . فافرغ جيوبه من النقود النحاسية و ملاها بالنقود الفضية. لان الفضة طبعا اثمن من الذهب.
و في الغرفة الثالثة , وجد الجندي كلبا كبيرا عينيه كبرجين يجلس على صندوق اخر مليء بالذهب . فلما راى هذا فرش المنديل السحري على الارض ووضع الكلب عليه و افرغ جيوبه من النقود الفضية و اغترف من النقود الذهبية ما استطاع حمله ، و هو يمنى نفسه بانه سوف يكون من الاغنياء و سوف يودع حياة البؤس والشقاء.
و لكن بعد ذلك شك الجندي و ساورته الشكوك في نية الساحرة الشريرة. و بعدما وجد القداحة ، خرج من الشجرة المجوفة و سال الساحرة:
ماذا ستفعلين بهذه القداحة القديمة؟ ولماذا انت مهتمة بها؟؟؟
فرفضت الساحرة ان تجيب على هذا السؤال و قالت له:
هذا ليس من شانك ايها الجاحد للجميل
انت اخذت من النقود ما يكفيك لباقي عمرك . اعطنى قداحتي الان..
و بدات في تهديده……….
فقال الجندي:
اذا لم تجيبي عن سؤالي هذا فانى ساستل سيفي و اقطع راسك..
وهذا ما حدث، قطع الجندي راس الساحرة و هرب الى اقرب مدينة ،واضعا القداحة القديمة العجيبة في جيبه……
و ذهب الجندي الى اقرب مدينة وقد كانت مدينة جميلة فعلا فنزل في اضخم فنادقها و سرعان ما التف حوله الاصدقاء ، عدد كبير من علية القوم و اخذ الجندي يعيش حياة البذخ والاسراف.
وصرف الكثير من النقود التي حصل عليها من الصندوق المليء بالذهب .
و هؤلاء حكوا له من غرائب و عجائب مدينتهم ، و خاصة ابنة الملك الجميلة .
و عندئذ سالهم الجندي : ” اين يمكنني ان اراها ؟ “
فاجابوا قائلين : ” ليس مسموحا رؤيتها علي الاطلاق ؛ فهي تقيم في احدى القلاع العالية المحاطة بالابراج و الحراسة المشددة لان والدها الملك سمع احدى النبوءات بان ابنته الغالية سوف يتزوجها جندي و هذا ما لن يسمح به ابدا.
و بسبب حياة البذخ و الاسراف افلس الجندي و انفض من حوله اصدقائه. و لم يعد يعيش في الاماكن و الفنادق الفاخرة.
بل انتقل الى مكان اخر بسيط و حقير .
و في احدى الليالي الحالكة الظلام , لم يستطع الجندي ان يشترى لنفسه شمعه لتنير له المكان الذي يعيش فيه الان. .
و فجاة تذكر ان هناك قطعه صغيرة من الشمع في القداحة التي احضرها من الشجرة المجوفة التي كانت الساحرة الشريرة تريدها..
فاخذ القداحة و اخذ يحكها لكي يشعلها . ولكن……
ما ان قدح بضع شرارات من القداحة حتى انفتح الباب فجاة ووجد الجندي امامه الكلب ذا العينين الواسعتين مثل فنجان الشاي.
وهو نفس الكلب الذي راه في الكهف تحت الشجرة المجوفة.
قال الكلب: ما هي اوامر سيدي لعبده المطيع؟؟؟؟؟؟
صاح الجندي: ان هذا لضرب من الخيال ما هذه القداحة العجيبة؟؟؟؟ اذا كنت سوف تقدم لي ما اريد فاحضر لي في الحال بعض النقود.
و في خلال نصف دقيقة عاد الكلب و هو يحمل بفمه حقيبة كبيره مليئة بالنقود النحاسية.
و سرعان ما ادرك الجندي الفضائل النادرة للقداحة العجيبة.
فاذا قدحها مرة اتى اليه الكلب الذي يجلس على صندوق النقود النحاسية و اذا قدحها مرتان ، اتى اليه الكلب الذي يجلس على صندوق النقود الفضية. اما اذا قدحها ثلاثة مرات فسوف ياتي اليه الكلب الذي يجلس على صندوق النقود الذهبية…….
لقد اصبح الجندي الان من الاغنياء مرة اخرى و اصبح لديه الكثير من النقود ، فعاد اليه ثانية كل اصدقائه وعاد الى غرفته الفاخرة و ارتدى افخر الملابس ، و ظن الناس انه رجل جليل الشان و اصبحوا يعملون له الف حساب كما كانوا يفعلون من قبل….
و ذات يوم راي من السخرية الا يسمح لاحد ان يري الاميرة .
لقد قال الكل انها رائعة الجمال ؛ اليس من العار ان تحبس في تلك القلعة الحجرية الكبيرة المحاطة باسوار عالية ؟!
و قال لنفسه : “انني اريد حقا ان اراها ؛ اذ امكن تدبير هذا ، و لكن اين القداحة التي لدي ؟”
و قدح حجرها؛ فوقف الكلب ذو العينين الواسعتين مثل فنجاني الشاي.
بادره الجندي بقوله:: “اعرف اننا في وقت متاخر الي حد ما، و لكنني اتوق الي ان اري الاميرة ؛ و لو لحظة واحدة”.
فخرج الكلب من الباب؛ وحتى قبل ان يستطيع الجندي ان ينظر حوله؛ عاد الكلب و معه الاميرة؛ و هي تجلس نائمة علي ظهره.
كانت جميلة جدا… جميله لدرجة مذهلة؛ في حد ان كل من يراها يعرف انها الاميرة فعلا .
و ما كان من الجندي الا ان جثا علي ركبتيه و قبل يدها .
و بعدها؛ هرع الكلب عائدا بالاميرة الي القصر في اللحظة نفسها .
و في الصباح التالي ، بينما كانت الاميرة تتناول طعام الافطار مع الملك و الملكة ؛ قصت عليهما ما راته في الحلم الغريب؛ وانها كانت تركب علي ظهر كلب كبير ، و انها رات جنديا يجثو امامها علي ركبتيه و يقبل يدها.
فقالت الملكة: “انه ضرب جميل من الاحلام حقا!”.
و طلبت من احدي سيدات البلاط المسنات؛بان تسهر مع الاميرة في غرفتها تلك الليلة التالية؛ لتعرف اذا كان حلما بحق ام شيئا اخر يحتاج الي الكشف عنه .
و في الليلة التالية؛ اشتاق الجندي لرؤية الاميرة مرة اخري ؛ فارسل الكلب لاحضارها ، فانطلق ،و جري مسرعا كما فعل من قبل.و لكنه لم يكن سريعا الى حد ان تعجز السيدة العجوز الساهرة بجوار الفراش عن تعقبه.
فلبست خفين، و جرت و راءهما.
و رات الكلب يحمل الاميرة الى داخل بيت كبير.
وعندئذ قالت لنفسها:
انني اعرف الان ما على فعله.
و اخذت قطعه من الطباشير ،و رسمت على الباب دائرة بيضاء واضحة ، ثم عادت الى القصر لتنام.
و حمل الكلب الاميرة ليعود بها مره اخرى ، و لكن ، عندما راى الكلب ان علامة قد رسمت على باب البيت الذي يعيش فيه الجندي ، اخذ قطعه اخرى من الطباشير، و رسم دوائر مشابهه على كل باب في ارجاء المدينة.
و في صباح اليوم التالي، جاء الملك و الملكة مع السيدة العجوز و ضباط القصر الملكي ، ليروا اين كانت الاميرة.
وقال الملك عندما اقبل الى اول باب في الشارع عليه دائرة مرسومه بالطباشير:
ها هو ذا !!
فصاحت الملكة ، و هي تشير الى باب ثان عليه علامة مشابهة:
يا عزيزي، اين عيناك؟
لابد ان هذا هو البيت.
فصاحوا جميعا بصوت واحد عندما اكتشفوا ان هناك علامات مرسومه على كل الابواب:
لا لا هذا هو البيت بالتاكيد.
عجبا!!!!
هنا ايضا علامة.
وكان من الواضح ان بحثهم عن البيت سوف يكون بلا جدوى فكفوا عنه.
و لكن الملكة كانت امراة فطينة ماهرة؛ تستطيع ان تفعل اشياء اخري غير الركوب في عربة؛ فاخذت مقصها الذهبي ، و قصت قطعة كبيرة من الحرير الي شرط ، و خاطتها معا ؛ لتصنع منها حقيبة صغيرة جميلة ، وملات هذه الحقيبة بدقيق ناعم ، و ربطتها الي خصر الاميرة ، ثم ثقبت الحقيبة بحيث يسقط الدقيق طوال الوقت الذي تتحرك فيه الاميرة .
و في تلك الليلة ؛ جاء الكلب مرة اخري ، واخذ الاميرة علي ظهره ، و انطلق الي الجندي الذي صار متدلها في حبها ، و تمني لو كان اميرا حني يتزوجها .
و لم ينتبه الكلب الي ان الدقيق كان يتساقط شيئا فشيئا طوال الطريق من قصر الاميرة الي بيت الجندي ، و من بيت الجندي لدي العودة الي القصر.
وعلي ذلك عاد الملك و الملكة في صباح اليوم التالي ، و بسهولة وجدا المكان الذي حملت اليه ابنتهما الاميرة طوال الليل و اخذا الجندي ، و القيا به في السجن ، و هناك كان عليه ان يبقي .
اوه ؛ كم كان مظلما !و كم كان كئيبا! و كان علي السجان ان يدخل علي الجندي و يقول له ان من المقرر شنقه في الغد .
و لم يكن ليتقبل هذا الخبر علي اية حال .
و فضلا علي ذلك ؛ فان القداحة تركت بالغرفة في الفندق .
و عندما جاء الصباح ؛ استطاع ان يري من خلال القضبان الحديدية الضيقة كل الناس يهرعون من كل حدب و صوب في المدينة ؛ لكي يروه و هو ينشق .
و استطاع ان يسمع دق الطبول .
و في هذه اللحظة ؛ راي الجنود يتجهون الي المكان الذي سيتم فيه الاعدام . و راي حشد من الناس كانوا يتزاحمون للوصول اليه!.
بين الجماهير المحتشدة ؛ كان هناك صبى يتعلم الحرفة لدى صانع احذية، و كان يجرى بسرعة كبيرة الى حد ان نعليه انخلعا من قدميه، و طارا، و اصطدما بقضبان نافذة سجن الجندي ، فصاح الجندي :
قف.. قف.
يا صبى الحرفي الصغير.
لا فائده من مثل هذه العجلة.
ان التسلية الممتعة يا صبى الحرفي الصغير لن تبدا حتى اجيء.
فاذا هرعت الى منزلي ، و احضرت لي القداحة التي لدى هناك فسوف اعطيك درهما.. و لكن، عليك ايضا ان تجرى كما لو كنت تطلب النجاة لنفسك.
راقت للصبي الفكرة فانطلق كما لو كان في سباق، و احضر للجندي القداحة ، ثم …
حسنا سنسمع الان ما حدث بعد ذلك!!!
خارج المدينة، نصبت المشنقة، ووقف حولها الجنود و الاف عديدة من الناس. و جلس الملك و الملكة على عرشين عظيمين، و امامهما جلس القضاة و مجلس الشورى الملكي باسره. و احضر الجندي من السجن، ووقف على السلم. و كان الجلاد على وشك وضع الحبل على رقبته و شنقه…….. و عندئذ، التفت الجندي الى صاحبي الجلالة و قال:
ان اخر التماس لا ضرر منه لرجل تعس مسكين، و لا بد ان يلبى دائما.
و التمس منهما ان يسمحا له بالتدخين في غليون، و سيكون هذا اخر ما يدخن في حياته.
و لم يستطع الملك ان يرفض هذا الطلب الذي لا ضرر منه. فتناول الجندي القداحة و قدح حجرها……..
مره………….
و مرتين…………..
و ثلاث مرات…………..
و في لحظه و احده، وقفت هناك الكلاب الساحرة الثلاثة: الكلب ذو العينين الواسعتين مثل فنجان الشاي، و الكلب ذو العينين اللتين مثل عجلتي الطاحونة، و الكلب الثالث ذو العينين اللتين مثل برجين.
و صاح الجندي قائلا:
و الان انجدوني !!!! لا تتركوني اموت شنقا!!!!
فانقضت الكلاب الثلاثة على القضاة و المستشارين، و طوحت بهم عاليا في الهواء؟؟ عاليا جدا، لدرجه انهم عند سقوطهم على الارض تمزقت اجسادهم ….
و بدا الملك يقول: اننا ….، و لكن الكلب الهائل ذو العينين الواسعتين مثل البرجين لم ينتظر حتى يسمع ما لن يفعله جلالته.
و امسكه هو و الملكة، و قذف بهما في الهواء اابعد من ا لمستشارين، ففزع الجنود و الناس جميعا، و صاحوا في صوت و احد:
ايها الجندي الفاضل !!!
انك سوف تكون ملكا لنا، و الاميرة الجميلة سوف تكون زوجتك و ملكة علينا!!!!
و هكذا اتجه الجندي الى القصر ، و نصبت الاميرة ملكة، و هو اميرا ، و هو امر افضل لها كثيرا من ان تعيش في سجن القلعة الحجرية.
  • صنع اشياء من القداحه القديمه
السابق
وصفة مغربية
التالي
فساتين سهرة للمحجبات السمينات